افتعال حرائق و تفجيرات بجانب المقامات .. الورقة المتبقية للنظام بعد لحية علوش
افتعال حرائق و تفجيرات بجانب المقامات .. الورقة المتبقية للنظام بعد لحية علوش
● مقالات رأي ٢٥ أبريل ٢٠١٦

افتعال حرائق و تفجيرات بجانب المقامات .. الورقة المتبقية للنظام بعد لحية علوش

لم يعد بيد النظام ورقة ليماطل بها في جنيف , و يشغل مجلس الامن بها عن تنفيذ بنود القرار الدولي 2254 , الا مناطق المزارات في دمشق , فبدأ منذ يومين بتفجير سوق العصرونية , القريب من مزار السيدة رقية , و ألحقه اليوم بتفجير على مدخل منطقة السيدة زينب , ليضرب عصفوران بحجر , و ينعت المعارضة المعتدلة في جنيف ب"الارهابية" من جهة , و يجبر الناس و التجار في تلك المناطق على افراغ أكبر مساحة حول المزارات تحت ضغط الخوف لتصبح تحت قوى ميليشيات ايرانية شيعية من جهة اخرى

لم يجد "بشار الجعفري" بحنكته المعتادة , و سطحيته المعروفة , في جنيف اليوم , "محمد علوش" كبير المفاوضين للهيئة العليا, ليعلق مفاوضاته مع المعارضة على لحيته و يطالبه بحلقها , فكان افتعال الحريق و الحاقة بتصريح سريع قبيل اجتماعه مع المبعوث الأممي الى سوريا "ستيفان دي ميستورا" , هو الحل الامثل لاثبات ان المعارضة تسلك طريق"الارهاب" بعد انسحابها من جنيف و تسعى للأعمال الارهابية في اشارة منه الى حريق السيدة زينب , متبعاً مسار تمرير الوقت كعادته و لكن بمنحى آخر لاخراج المفاوضات عن مسارها , بعيداً عن بنود قرار مجلس الامن 2254

مسلسل التفجيرات و الحرائق التي قام بها النظام في الاماكن التي تعد ذات أهمية دينية و استراتيجية للشيعة في دمشق , لم يرتقي الى مستوى أفلام "هوليوود" , وبقي كما عهدنا الأسد و نظامه اقرب لأفلام "بوليوود" الهندية , ذات النهايات الهزيلة المتأرجحة , التي كشف اخراجها المنهك المتلعثم , أن النظام وراء حريق العصرونية و تفجير السيدة زينب بلا منازع

خطة ايران الأسدية التي اخذت ربما اسم "ع" أو "و" المهم أنها ليست الخطة الأخيرة , كانت بافتعال الماس الكهربائي منذ يومين في العصرونية , بجانب مقام السيدة رقية , و التي احترق على اثرها عشرات المحال التجارية لباعة بسطاء , بهدف ايجاد وسيلة لتوسيع مقام السيدة رقية بعد حرق السوق الذي يشكل حاجز لتوسيع المقام و الجامع التابع له , و ما الحريق الا بداية التوسع الشيعي بجانب الاموي و وسط دمشق "الأمويين" , لتصبح كما ترى ايران دمشق "الصفويين"

و اكلمت ايران اليوم الخطة بتنفيذ النظام لتفجير مدخل السيدة زينب , تلك الرقعة الجغرافية التي سارع التجار و الميليشيات الايرانية خلال الاشهر الاخيرة لشراء أراضي و منازل فيها , ليكون التفجير عقد بيع سيوقع عليها ملاك المنازل في هذه المنطقة , و باسعار زهيدة لتسليمها الى من ارادها دون مقاومة , و تنفيذ التوسع الشيعي بجدارة هنا أيضاً

الأحداث المتتالية خلال أيام , دليل عجز النظام و ايران لتقديم أي عثرة للمفاوضات , ناهيك أن النظام وايران و الى جانبهم روسيا أعلنوا افلاسهم السياسي و العسكري و الذي بدا واضحاً من تصريح وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" , الذي أبدا انزاعجه من واشنطن التي اعتبرها مقصرة في استخدام نفوذها على المعارضة المعتدلة و مطالبتها بالانسحاب من حلب , بحجة تدمير جبهة النصرة والتنظيم , لتصبح ساحات عاصمة الثقافة حلب ملكاً للنظام وايران مقابل توسعهم في عاصمة الحضارة "دمشق"

اللعبة ببساطة , روسيا تخلي حلب من المعارضة المعتدلة و التتنظيم يعيدها الى النظام على طبق من ذهب , وايران و النظام يفتعلان تفجير و حريق بوليودي , لتجبر أصحاب البيوت و المحال في مناطق المقامات على التخلي عنها مقابل مبالغ نقدية زهيدة و دون مقاومة , و النظام يؤمن للتنظيم طريق سالك من الضمير الى منطقة البادية ليعيد الاخير الى النظام طريق الأوتستراد الدولي و يصبح بيد النظام من جديد , لأن النظام مدرك تماما انه سيراوغ في الحل السياسي و لن يكون أمام المعارضة سوا العودة الى "حرب الشوارع" بعدياً عن أروقة الفنادق و المؤتمرات

الكاتب: رنا هشام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ