"إدارة نحو الهاوية" .. أبو مالك التلي واﻷربعون حرامي في قيادة التعليم بإدلب
سئل قبطان إحدى السفن، ما تفعل إذا واجهتك عاصفة، فأجاب أحتسي كوبا من الشاي ﻷني عملت كثيرا ﻷجل هذا اليوم.
إن قبطان التعليم في المحرر عامة وادلب خاصة لم يعلم أن العواصف قد تهب ولم يدرك بأن كرة الثلج تتدحرج نحونا وقد أغرق نفسه في البحث عن مناصب جديدة، وسمح لنفسه ما لم يجزه لغيره بدمج أكثر من منصب وظيفي واستعان بمنصبه ليتسلط على كل معلم مكافح، محاربا إياه بقوت يومه تارة والتهديد تارة أخرى وماهذا إلا غيض من فيض.
فما قصة التعليم في ادلب؟
اﻹنقاذ واﻹئتلاف منافسة لقتل التعليم
تسعى حكومتا اﻹنقاذ والائتلاف لبسط سيطرتهما على المدارس الحرة في محافظة إدلب وكلاهما تتقاسما الدور بشكل مبهم لا يمكن قراءته ﻷشد البارعين، حيث تقول الإنقاذ أن دعم المدارس هي مسؤولية الإئتلاف، ولكن عندما يتم دعم المدارس وتحصيل الأموال لدفع الرواتب وتطوير القطاع التعليمي، تقول الإنقاذ أن هذا الأمر تم بطلب منها، ولا ندري هذه الثلة المحسوبة على اﻹئتلاف أم اﻹنقاذ؟.
ولكن ما يميزهم البراعة في اللعب على الحبال وحتى وإن تطلب اﻷمر التعامل مع تربية النظام لتحقيق مصالح شخصية ضيقة بعيدة عن نجاح التعليم أم فشله، وبغض النظر عن الحكومات التي تهاوت أو الحكومات التي ستتهاوى تبقى شخصية العاملين في التربية لغز محير في الانتماء والولاء.
مطبات العام 2019 في التعليم:
واجه قطاع التعليم لعام 2019 الكثير من الصعوبات والتصرفات الرعناء من قبل مديرية التربية تخللها الكثير من التساؤلات المالية واﻹدارية والتي سنسردها على مجالين:
القسم المالي:
قدمت مديرية التربية لمدارس مدينة إدلب "صفر" ليرة لدعمها بالمواد التعليمية والقرطاسية، كما قدمت "صفر" ليرة لدعم ذات المدارس بالمحروقات والتدفئة، وللمعلمين "صفر" ليرة كأجور، وعملت التربية على سلب الفائض من ميزانية العام الماضي خوفا من شراء قرطاسية من المدراء تدعم أطفالنا.
أيضاَ عملت التربية على سلب 30% من الاقتصاد والنشاط لهذا العام تماشيا مع زكاة الزيت، وعملت التربية على سلب أموال الندوات وذلك خوفا من هدر المال العام من قبل المدراء وذلك بشراء أقلام وقرطاسية وحرصا منهم على هدرها بطريقتهم غير المعروفة، كما عملت مديرية التربية على سحب القرطاسية من المدارس والمقدمة من قبل المنظمات ولم تعرف الجهة التي ذهبت إليها.
القسم اﻹداري:
غطت مديرية التربية في نوم عميق أثناء موجة النزوح اﻷخيرة من ريف حماه الشمالي وإدلب الجنوبي واستيقظت بعد سبعة أشهر(أهل الكهف) على وجود مئة ألف طالب ليس لديهم مدارس أو مقاعد دراسية أو معلمين، ولم تستطع مديرية التربية لنهاية تشرين الثاني من تأمين الكتاب المدرسي لطلابنا والوعود الكاذبة مستمرة (الراعي الكذاب)، كما حرصت في كل عام على إصدار قرار يقضي بعدم قبول شهادات النظام في مدارسنا الثانوية أو جامعاتنا ولكن القرار كان يطوى مقابل حفنة من الدولارات (كفارة).
كما عملت التربية على بث روح التطوع والتضحية في نفوس العاملين بينما وقعت هي على دعم كوادرها من منظمة مناهل، وأيضاَ عملت التربية على استقبال المعلمين النازحين من الجنوب فضمت أصحاب الواسطات منهم لمدارس الجودة المدعومة ماديا والباقين ألحقتهم بالمتطوعين (خيار وفقوس).
وفي السياق، عمل أصحاب النفوذ في مديرية التربية على تحويل المنظمات العاملة في القطاع التربوي إلى قراهم بعيدا عن المدينة (فيلون مثلا) وخونت مديرية التربية كل المعلمين المضربين نظرا لعدم وجود رواتب لهم واعتبرت إضرابهم خيانة وهددتهم بالملاحقة اﻷمنية (تلامذة بشار)، في حين عمل المتنفذون في التربية على إبعاد أبناء مدينة ادلب من التربية فلا يوجد أي منصب لهم ( لا تحكي بالمناطقية )
مبادرة اﻹنقاذ للعودة إلى الكتاتيب
تلقفت حكومة اﻹنقاذ اﻷخطاء الفادحة التي وقعت فيها مديرية التربية واعتبرتها مسمار جحا للتدخل في عمل المدارس وكان المفوض باﻷمر أبو مالك التلي مسؤول التعليم في هيئة تحرير الشام كما عرف عن نفسه عند زيارته للمدارس وللحقيقة لا نعرف الشهادة التي يحملها (يمكن تاسع) ولا اسمه الحقيقي ولكنه أمير عسكري.
وقد كان تدخله على مراحل:
قام أبو مالك التلي بزيارة المدارس برفقة وزير التربية في حكومة اﻹنقاذ مع بعض الحرس (كانو كتار شوي) وقد صرح أن سبب فشل التعليم في ادلب هو فساد مديرية التربية وأنه سيضرب بيد من حديد كل الفاسدين فيها.
والتلي عمل على تعيين مشرفين شرعيين في المدارس يتقاضون رواتبهم من حكومة اﻹنقاذ (على راسهم ريشة) وينحصر دورهم في : "مكافحة الدخان، تطبيق اللباس الشرعي، وكتابة التقارير بالمتجاوزين (مخبر).
وأجرى أبو مالك اجتماعا لكل مدراء المدارس في إدلب ناقش فيه كيفية التخلص من مناهج النظام وكيف نشجع اﻷطفال على الجهاد والالتحاق بالجبهات (تجنيد أطفال) ولم يشر عن أي بارقة أمل بدعم قطاع التعليم ماديا من المعابر والغنائم للهيئة؟
وأعلن التلي عن اسم مكتبة تتعامل معها الوزارة لطباعة الكتب للأطفال مقابل مبلغ بالدولار (تاجر)، كما قال بأنه سيحاسب كل معلم لم يقبض راتبه إذا شارك أو شجع على إضراب المعلمين، معتبرا المعلمين المضربين بأنهم المتولين يوم الزحف (الله أكبر).
طلابنا بلا كتب ومعلمينا بلا أجور والراعي الكذاب يحاربنا بشعارات السلاح والوعيد وسلاح التخوين والدين فأين المفر، فهل تبقى إدلب بتعليم متهالك بعد أن كانت اﻷولى بين المحافظات أم نعود لتعليم الكتاتيب برعاية أبو مالك التلي واﻷربعون حرامي في مديرية التربية .. أطفالنا منا إليكم سلام ويا حرام علينا إن لم نجد حلا لهذه الشرذمة.