
أمريكا تدغدغ السياسة الروسية حتى نهاية عهد أوباما
كثفت واشنطن جهودها الحالية الهادفة لتعزيز تواجدها في سوريا على الصعيدين العسكري و السياسي بشكل متواز , من خلال ملاطفة موسكو وفي نفس الوقت التحضير الميداني المتسارع و الذي بلغ مداه مع الاستعداد لارسال المزيد من القوات البرية , في عملية مزج تضمن من خلالها علاقة وثيقة بين الجهود و الحصول على كل المطلوب
تفاوتت الاقوال الامريكية بين الغزل مع روسيا و بين التحدي المنمق , فبعد ان كشف مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة أن رحيل الاسد هو الأمر الحتمي الذي آل اليه الاتفاق الروسي الأمريكي , سارع وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف " , لينعت التسريبات الامريكية ب"القذرة" , و نافياً أي اتفاق بينهما بهذا الصدد
حاولت أمريكا أن تحفظ ماء وجهها أمام التبجح الروسي , و غيرت مسار الحديث , و دغدغت مشاعر السياسة الروسية , و فتحت مباحثات اغلاق الحدود التركية – السورية , في محاولة لـ"الطبطبة" على الروس , و ارضائهم بشكل نسبي بالرغم من اعلانها في الوقت نفسه , عزمها لزيادة عدد قواتها المسؤولة عن العمليات العسكرية في سوريا , و زيادة عدد الاشخاص الذين ستدربهم من السوريين , ليكونوا عيون للطائرات الحربية السابحة في الجو ٫ في اشارة منها أنها لن تدع سوريا لبوتين يتلذذ بها وحده
طبعاً الادارة الامريكية راضية رضاً تام منذ خمس سنوات , عن كل من القوات التي ترعاها ايران و تلك التي يمتلكها نظام الأسد القامع , هذا الرضا لم يمنعها من إعادة الأسطوانة "لا مرحلة انتقالية بوجود الأسد" , لتثبت للروس أنها لن تكون صامتة على الرعاية الروسية للإبقاء على الأسد , و أن يدها ستطاله من خلال الحل السياسي متى أرادت .
في الوقت الذي قام الروس بتقديم مسودة دستور جديد قام بصياغته المعارضة السورية المقربة من النظام السوري و التي زارت مطار حميميم في الآونة الاخيرة , و التي على ما يبدو لم تنص على رحيل الاسد , و تضارب الرد الأمريكي ٫ الذي ينتهج سياسة "الملاطفة و الصرامة" , بغية ضمان مرور الأيام المتبقية من حكم أوباما بشكل هادئ
لعبة الشد و الرخي هو الأسلوب الذي تتبعه امريكا مع الروس في سوريا , فتارة تصرح بدراستها للدستور المقدم و تارة تؤكد ان مصير الاسد هو الرحيل لا محال , بل انها شاركت المعزوفة التركية في هذه اللعبة , لتدخل الروس في ثبات مؤقت , و لم تمانع امريكا روسيا من اغلاق الحدود السورية – التركية , فيما انها قامت بالتوافق مع اردوغان منذ يومين على عدة امور و على رأسها عدم السماح بتشكيل دولة فدرالية للأكراد في الشمال السوري
و ربما هذا التقرب النسبي للأمريكان لقلب القيصر ليس مودة او عن قناعة و انما لتسلم في الوقت الراهن من لذعته التي اشتهر بها , ريثما تمضي الفترة النهائية لادارة أوباما