لأول مرة منذ أكثر من عقد.. عودة الكهرباء إلى أحياء في شرق حلب 
لأول مرة منذ أكثر من عقد.. عودة الكهرباء إلى أحياء في شرق حلب 
● أخبار سورية ٤ نوفمبر ٢٠٢٥

لأول مرة منذ أكثر من عقد.. عودة الكهرباء إلى أحياء في شرق حلب 

أعلن محافظ حلب، "عزام الغريب"، يوم الثلاثاء 4 تشرين الثاني/ نوفمبر عن عودة التيار الكهربائي إلى عدد من أحياء حلب الشرقية بعد انقطاع تجاوز عشر سنوات، وذلك عقب إنجاز ما وصفه بخطوة كبيرة على صعيد إعادة تأهيل البنية الكهربائية في المنطقة.

وقال المحافظ عبر صفحته على فيسبوك إن الفرق الفنية أنهت تأهيل خط التوتر العالي 66 ك.ف المغذي لمحطة باب النيرب، وهو خط رئيسي كانت قد دُمّرت أجزاء واسعة منه خلال سنوات الحرب.

وبحسب المحافظ، شملت الأعمال تركيب محولة جديدة باستطاعة 30 ميغا فولت آمبير ودعم منظومة الحماية وتشغيلها مجددًا، إضافة إلى تجهيز القواطع والخلايا داخل المحطة، كما تمت إعادة تأهيل صالة القيادة والتحكم في الموقع وإعادتها للخدمة، الأمر الذي سمح ببدء تغذية عدد من الأحياء في المنطقة الشرقية بالكهرباء للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.

وأشار إلى أن العمل ما يزال مستمرًا بهدف إيصال التيار إلى حي الميسر خلال المرحلة المقبلة ويعد هذا التطور من أبرز التحركات الحكومية في ملف الخدمات داخل أحياء حلب الشرقية التي تعرضت لدمار واسع خلال المعارك السابقة.

هذا ويُتوقع أن يسهم المشروع في تحسين الظروف المعيشية للسكان وتخفيف الأعباء التي تحملوها خلال السنوات الماضية وأعرب محافظ حلب عن شكره لوزارة الطاقة وشركة كهرباء حلب على ما قال إنه إنجاز سيسهم في إعادة الحياة إلى المنطقة تدريجيًا، مؤكدًا استمرار الخطط لإعادة التيار الكهربائي إلى جميع أحياء المدينة.

وأكد محافظ حلب يوم السبت 4 تشرين الأول/ أكتوبر، أن واقع الكهرباء في المحافظة ما زال يشكّل تحدياً يومياً للأهالي، مشيراً إلى أن الجهات المعنية تواصل العمل على معالجة أسبابه والسعي لتحقيق استقرار تدريجي في التغذية الكهربائية.

وأوضح أن عدداً من محطات التوليد لم تتمكن خلال الفترة الماضية من الاستفادة الكاملة من الغاز الأذربيجاني بسبب الأضرار التي طالت شبكة الأنابيب الداخلية وفقدان كميات كبيرة منه جراء الاهتراء والتخريب المستمر على مدى سنوات.

وبيّن أنه جرى مؤقتاً تحويل الغاز إلى المحطات الأقرب للحدود ريثما تُستكمل أعمال إصلاح الشبكة، حيث قطعت وزارة الطاقة شوطاً متقدماً في عمليات الصيانة.

وأشار إلى تسجيل تحسن نسبي في التيار الكهربائي خلال اليومين الماضيين، متوقعاً أن يصل التشغيل قريباً إلى نحو ست ساعات تغذية مقابل ثماني عشرة ساعة تقنين كمرحلة أولى، مع العمل على تثبيت هذه الساعات لضمان التوزيع العادل والمنظم بين مختلف أحياء المدينة.

ولفت إلى أن مديرية الكهرباء ستصدر قريباً جدول تقنين واضح لكل منطقة، بما يتيح للمواطنين الاطلاع على مواعيد التغذية بدقة، مؤكداً أن الجهود مستمرة لتأهيل محطات التحويل وخطوط التوتر.

وأشار إلى أن محطة النيرب أصبحت تعمل باستطاعة 30 ميغا واط وتغذي عدداً من أحياء شرق حلب، مع وصول التيار إلى مناطق لم تشهد الكهرباء منذ سنوات.

وأضاف أن محافظة حلب تشهد عودة متزايدة للأهالي ونشاطاً متنامياً في القطاع الصناعي، إلى جانب تنفيذ أعمال إصلاح الإنارة الطرقية، ما أدى إلى زيادة الطلب والضغط على الشبكة.

هذا وختم المحافظ بالتأكيد على أن حجم التحدي كبير، لكن العمل جارٍ بخطوات عملية وواضحة، مضيفاً: "لن نعدكم بالوعود بل بالنتائج، ولن نكون معكم بالشعارات بل بالتفاصيل والعمل الملموس".

وسبق أن أوضح مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، المهندس "خالد أبو دي"، أن عدم ملاحظة تحسن فوري في ساعات التغذية الكهربائية بعد بدء ضخ الغاز الأذري إلى سوريا، يعود إلى اعتماد خطة ضخ تدريجية عبر الشبكة التركية، تهدف إلى ضمان الاستقرار الفني واستمرارية التوريد.

وأشار إلى أن عملية ضخ الغاز بدأت السبت الماضي بكمية أولية تبلغ 750 ألف متر مكعب يومياً، ومن المقرر أن تستمر هذه المرحلة لمدة ستة أيام عبر شبكة معزولة في محافظة حلب، بهدف مراقبة استقرار الضغط وتوازن الأحمال.

وتابع أن "المرحلة الحالية تقتصر على اختبار الضغط ومطابقته مع المعايير الفنية للشبكة التركية، وبعد التأكد من التوافق سيتم رفع الضغط تدريجياً وضخ الغاز عبر خط توينان الاستراتيجي باتجاه المنطقة الوسطى والجنوبية، لتغذية محطات التوليد الكهربائية العاملة هناك".

وتوقّع أن يسفر استقرار التوريد عن رفع القدرة التوليدية بنسبة تتراوح بين 25% و35% من إجمالي الإنتاج المحلي، ما سينعكس بشكل مباشر على زيادة ساعات التغذية اليومية بمعدل خمس ساعات إضافية، ليصبح إجمالي التغذية الكهربائية ما بين 8 و10 ساعات يومياً.

وفي السياق ذاته، أكد مدير الشركة السورية للغاز، المهندس يوسف اليوسف، أن الوزارة أنهت إعادة تأهيل شبكة خطوط الغاز المحلية، بما يمكّنها من استقبال وضخ ما يصل إلى 6 ملايين متر مكعب يومياً، في إطار الاستعدادات اللوجستية لدعم محطات التوليد وتعزيز الاستفادة من مصادر الغاز المستوردة.

ويأتي هذا التطور في إطار مساعٍ حكومية لتقليص العجز الكهربائي، واستثمار الاتفاقيات الجديدة في مجال الطاقة، وسط آمال بتحسّن تدريجي في واقع التيار الكهربائي خلال الأسابيع المقبلة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ