ترملا بعد العودة: قسوة الدمار وتحديات الحياة اليومية للعائدين
ما يزال العائدون إلى قراهم وبلداتهم في ريف إدلب الجنوبي يواجهون ضعف الخدمات الأساسية، رغم مرور 11 شهراً على سقوط نظام الأسد. فالأهالي يواجهون صعوبات شبه يومية تعيق فرحة العودة، وتزيد من الأعباء المعيشية على من عادوا بعد سنوات من النزوح.
قرية ترملا ومعاناة أهلها من القصف
وفي هذا السياق، تبرز معاناة قرية ترملا في ريف إدلب الجنوبي، التي شهدت دماراً واسعاً بسبب الغارات والهجمات المتكررة، وعاش سكانها في خوف مستمر خلال القصف الذي أدى إلى مقتل عدد من أبنائها. وبعد تصاعد الحملات العسكرية، اضطر أبنائها للنزوح كغيرهم من سكان قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي.
العودة وسط غياب الخدمات والدمار
وبعد سقوط نظام الأسد، بدأت بعض العائلات بالرجوع بشكل تدريجي إلى القرية، ليواجهوا واقعاً صعباً يتمثل في غياب الخدمات الأساسية ودمار كبير في المنازل والمرافق العامة، وسط عجز العائدين عن إعادة بنائها بسبب الفقر والإمكانيات المادية المحدودة.
تقول نهيدة العبد الله: "كلما تجولت في أنحاء القرية وشاهدت الدمار، تسللت إلى أذني أصوات القصف والصواريخ والطائرات، تذكرت الرعب الذي كنا نعيشه في هذه اللحظات، وكيف كان الناس يهربون من مكان لٱخر، والأطفال يبكون".
عدم وجود شبكة مياه
كما تعاني القرية من افتقارها إلى شبكة مياه، بحسب ما أشارت إليه مصادر محلية، التي ذكرت أن العائلات تضطر إلى شراء المياه على نفقتها الخاصة، ما يزيد من الأعباء المالية الملقاة على كاهلهم. وأوضحت المصادر أن عشرات العائلات لم تعد بعد بسبب ضعف الخدمات الأساسية في القرية.
الواقع الطبي والتعليمي
في الوقت ذاته، يشتكي السكان من ضعف الخدمات الطبية، إذ أن المركز الوحيد المتاح متأثر بالدمار، ويعمل كادره بشكل تطوعي، كما أنه لا يغطي كافة الاحتياجات العلاجية ويقدم فقط الخدمات الإسعافية، ما يجعل دعمه من قبل المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية أمراً ضرورياً.
وبالنسبة للواقع التعليمي، لم يكن أفضل حالاً، إذ تضررت المدارس بسبب القصف، ما دفع أبناء القرية إلى ترميم إحدى المدارس بجهودهم الخاصة، لتصبح صالحة لاستقبال الطلاب من جديد.
أشجار مقطوعة
وأعرب الفلاحون الذين تحدثنا معهم عن شعورهم بالأسى وخيبة الأمل بعد أن عادوا وتفاجأوا بأن أشجارهم، التي كانت مصدر رزق موسمي لهم، تعرضت للقطع والاقتلاع من قبل قوات الأسد.
وأشار المزارعون إلى أنهم بحاجة لإعادة زراعة أراضيهم بتلك الأشجار، إلا أن الاستفادة من خيراتها تتطلب وقتاً طويلاً وجهداً وتكاليفاً مالية حتى تنمو وتصبح قادرة على الإنتاج.
ترملا، كغيرها من القرى السورية التي تضررت بفعل القصف وتخريب قوات الأسد، تحتاج إلى اهتمام المنظمات الإنسانية والجهات المعنية، يشمل تأهيل البنى التحتية وحلّ كافة العقبات التي تواجه العائدين، كي يتمكنوا من الحصول على حياة مستقرة.