وزارة الصحة تطلق ورشة وطنية لتحديث بنوك الدم والتحول الرقمي على مستوى سوريا
نظّمت وزارة الصحة السورية اليوم بالتعاون مع منظمة “وطن” ورشة عمل متخصصة لتحديث دليل بنوك الدم وتعزيز أنظمة الإدارة الرقمية، وذلك في مبنى بنك الدم المركزي بدمشق، في خطوة تهدف إلى إرساء خارطة طريق وطنية شاملة لتطوير منظومة بنوك الدم وتوحيد آلياتها التشغيلية على مستوى البلاد.
وتهدف الورشة إلى وضع دليل وطني موحد لإدارة بنوك الدم، يتضمن إجراءات التشغيل القياسية، ودليل الطوارئ، ونظام إدارة المتبرعين، إلى جانب تعزيز أنظمة التحول الرقمي والإشراف الإداري بعد انتقال تبعية المؤسسة العامة لبنوك الدم من الخدمات الطبية في وزارة الدفاع إلى وزارة الصحة.
قطاع حيوي وتحديات إنسانية
وأكد وزير الصحة الدكتور مصعب العلي في تصريح لوكالة سانا، أن قطاع بنوك الدم يُعد من أكثر القطاعات الحيوية ارتباطاً بالمواطنين، مشيراً إلى أن الوزارة تمكنت خلال الأشهر التسعة الماضية من تحقيق إنجازات ملموسة في تأمين الدم ومشتقاته رغم التحديات ونقص الكوادر والإمكانات.
وأوضح العلي أن المرحلة الحالية تمثل انتقالاً من مرحلة الاستجابة الطارئة إلى مرحلة التطوير والتحديث، عبر اعتماد الأنظمة الرقمية والتقنية الحديثة للحد من الهدر ومكافحة الفساد، مع تعزيز التنسيق بين وزارة الصحة والخدمات الطبية في وزارتي الدفاع والداخلية، ووزارة التعليم العالي والمنظمات الدولية، ضمن رؤية شاملة وأولويات واضحة للقطاع الصحي الوطني.
خارطة طريق للتحول الرقمي في بنوك الدم
من جانبه، أوضح مدير عام منظمة “وطن” الدكتور محمد الكناص أن الورشة تهدف إلى مشاركة الخبرات السابقة وبناء دليل وطني شامل يضمن توحيد إجراءات التشغيل وتحسين معايير الجودة والسلامة وسرعة الاستجابة في نقل الدم.
وأضاف أن العمل الجاري يشمل تحويل الأنظمة إلى رقمية وطنية محلية تتيح إدارة ومراقبة المخزون الدموي بشكل فعّال وتمنع إتلاف أي وحدة دم، مشيراً إلى وجود برنامج تدريبي متكامل لجميع كوادر بنوك الدم في سوريا، بالتعاون مع شركاء دوليين مثل “النورواك” و”أكشن ميديور”، لضمان التوافق مع المعايير العالمية.
وكشف الكناص أن منظمة “وطن” تعمل حالياً على ترميم وتشغيل بنوك الدم في حلب وإدلب وحماة وطرطوس والقنيطرة ودرعا، بهدف توحيد الخدمة على مستوى الوطن وضمان جودة وسلامة التوريد في جميع المحافظات.
إجراءات تصحيحية وتقييم شامل
بدوره، بيّن المدير العام للمؤسسة العامة لبنوك الدم الدكتور مصطفى جازي أن المؤسسة تنفذ حزمة من الإجراءات التصحيحية بعد صدور مرسوم إحداثها، تتضمن توحيد الآليات المعيارية لنقل الدم، وضمان وصوله الآمن للمستفيدين، إضافة إلى تعزيز الأنظمة الرقمية وآليات التتبع الحديثة لضمان الشفافية والدقة.
وأوضح جازي أن المؤسسة باشرت تقييماً شاملاً للاحتياجات في التجهيزات والبنى التحتية والأنظمة التقنية، مشيراً إلى أن هناك 36 بنك دم موزعين في جميع المحافظات السورية، وأن الجهود مستمرة لإعادة تفعيل البنوك المغلقة في المحافظات الشرقية ولا سيما في مدينتي البوكمال والميادين بدير الزور ومدينة تدمر بعد إعادة افتتاح المشفى الوطني فيها.
شراكة ممتدة منذ عام 2011
يُذكر أن منظمة “وطن” تعمل في مجال دعم القطاع الصحي منذ عام 2011، حيث أنشأت شبكة من بنوك الدم في شمال غرب سوريا، واكتسبت خبرة ميدانية واسعة في إيجاد حلول مبتكرة منخفضة التكلفة، وتسعى اليوم لتوسيع تجربتها لتشمل كامل الأراضي السورية، في إطار شراكة وطنية تهدف إلى ضمان أمن الدم وتطوير خدماته وفق معايير الجودة العالمية.