روسيا تدعم مساعي عراقية لإعادة فتح خط أنابيب النفط إلى سوريا
روسيا تدعم مساعي عراقية لإعادة فتح خط أنابيب النفط إلى سوريا
● أخبار سورية ٨ مايو ٢٠٢٥

روسيا تدعم مساعي عراقية لإعادة فتح خط أنابيب النفط إلى سوريا

أكد موقع أويل برايس الأمريكي في تقرير له، أن روسيا تدعم المساعي العراقية لإعادة فتح خط أنابيب النفط إلى سوريا، في خطوة تعد جزءاً من إستراتيجية موسكو الأوسع لتعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط.

ومنذ تدخلها العسكري في سوريا في عام 2015 لإنقاذ نظام الأسد من السقوط، سعت روسيا إلى ترسيخ وجودها في سوريا نظراً للأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها هذه الدولة في الصراع الإقليمي. وفي سياق هذا الدور، أشار التقرير إلى أن سوريا تُعد جزءاً مهماً في "الهلال الشيعي" الذي يربط إيران بالعراق ولبنان، مما يجعلها نقطة وصل حيوية لروسيا لتصدير النفط والغاز إلى أوروبا وأفريقيا.

كما يمتلك الجيش الروسي وجوداً عسكرياً واستخباراتياً قوياً في سوريا، بما في ذلك قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية، فضلاً عن محطة تجسس قرب اللاذقية. هذا التواجد العسكري يسهم بشكل مباشر في تعزيز نفوذ روسيا في المنطقة.

النفط والغاز السوري: مصدر حيوي لدعم الوجود الروسي
من ناحية أخرى، تمتلك سوريا احتياطيات كبيرة من النفط والغاز، مما يعزز قدرة روسيا على تمويل وجودها العسكري في البلاد. قبل اندلاع الحرب في 2011، كانت سوريا تنتج حوالي 400 ألف برميل من النفط يومياً، بالإضافة إلى احتياطيات مؤكدة تبلغ 2.5 مليار برميل. 


وكان قطاع الغاز السوري نشطاً أيضاً، حيث بلغ الإنتاج السنوي أكثر من 316 مليار قدم مكعبة في عام 2010، مع احتياطيات تقدر بـ 8.5 تريليونات قدم مكعبة. ووقعت روسيا عدة اتفاقيات لتطوير هذه الموارد في إطار تعزيز نفوذها في سوريا.

العراق كمحور رئيسي في إستراتيجية موسكو للطاقة
وأشار التقرير إلى أن العراق يُعتبر جزءاً أساسياً في الإستراتيجية الروسية، نظراً لميزتين رئيسيتين مقارنة بحليفتها إيران. أولاً، العراق لم يكن خاضعاً لعقوبات أميركية لفترة طويلة، مما سهل تصدير النفط. ثانياً، النفط المستخرج من الحقول المشتركة بين العراق وإيران يصعب تمييز مصدره، ما يساعد إيران على التهرب من العقوبات.

روسيا تعمل حالياً مع العراق وإيران على مشروع "ممر بري للطاقة"، الذي يمتد من إيران عبر العراق إلى الساحل السوري على البحر المتوسط. الجزء الأساسي من هذا المشروع هو إعادة تشغيل خط أنابيب النفط الذي يربط مدينة كركوك العراقية بميناء بانياس السوري. يعود تاريخ هذا الخط إلى خمسينيات القرن الماضي، وتم إغلاقه بعد الغزو الأميركي للعراق في 2003.

إعادة إحياء المشاريع الطاقية مع دعم صيني
في عام 2010، كان هناك اتفاق على إنشاء خطين جديدين لتمرير النفط: أحدهما للنفط الخفيف وآخر للنفط الثقيل، إلا أن المشروع لم يُنفذ. ومع تغير الظروف الجيوسياسية، ترى روسيا والعراق أن الوقت مناسب لإحياء هذا المشروع، وخاصة مع الدعم الواضح من الصين، التي تُعتبر شريكًا رئيسيًا في هذه المبادرات.

وفقًا لمصادر أمنية أوروبية، تسعى روسيا بقوة لإنجاح هذا المشروع، كجزء من إستراتيجيتها طويلة الأمد لاستعادة نفوذها في المناطق التي فقدتها بسبب الضغوط الأميركية، خصوصًا بعد التهديدات الموجهة لنظام الأسد.

الصين والولايات المتحدة: تجاذبات القوة في المنطقة
وفيما يبدو، تدعم الصين هذه المبادرة، سواء من خلال التعاون في قطاع الطاقة أو ضمن إطار "مبادرة الحزام والطريق"، التي تهدف إلى ربط سوريا بمشاريع التنمية الاستراتيجية في المنطقة عبر مشروع "طريق التنمية الإستراتيجي"، الذي يربط البصرة بجنوب تركيا.

على الجانب الآخر، تشير التقارير إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت تسعى للحد من توسع روسيا والصين في المنطقة عبر الإطاحة بنظام الأسد، في محاولة لإثبات القوة الأميركية. ومع ذلك، يراهن كل من موسكو وبكين على إستراتيجية طويلة المدى، مستفيدين من تحالفاتهما الإقليمية، وعلى رأسها العراق، لتعويض الخسائر وإعادة التموضع في مرحلة ما بعد الأسد.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ