تحقيق بي بي سي: شبكات خارجية تؤجّج الطائفية وتبثّ الكراهية عبر منصات التواصل في سوريا 
تحقيق بي بي سي: شبكات خارجية تؤجّج الطائفية وتبثّ الكراهية عبر منصات التواصل في سوريا 
● أخبار سورية ٢ يوليو ٢٠٢٥

تحقيق بي بي سي: شبكات خارجية تؤجّج الطائفية وتبثّ الكراهية عبر منصات التواصل في سوريا 

كشف تحقيق استقصائي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن شبكات إلكترونية خارجية تُشرف على حملات إعلامية منظمة تنشر خطاب الكراهية والطائفية وتروّج لمعلومات مضللة عن الوضع في سوريا، وذلك بالتزامن مع التحولات السياسية الجارية في البلاد.

وبيّن فريق تقصي الحقائق أن هذه الشبكات نشطة على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، وتدار من خارج سوريا ضمن حملات مركزة تستهدف الإدارة السورية الجديدة، وبعض الأقليات، كما تُروّج لخطاب تحريضي من أطراف معارضة وموالية على حد سواء.

 تحليل البيانات: ملايين المنشورات وخطاب كراهية
أجرى الفريق تحليلاً لأكثر من مليوني منشور، منها 400 ألف منشور خضع للفحص الدقيق، أظهرت مؤشرات على استخدام حسابات وهمية وبرامج آلية (روبوتات)، واعتماد تكتيكات النشر المتزامن، وإعادة تدوير مقاطع فيديو قديمة، وبث روايات زائفة تُحرّض على العنف أو تعمّق الانقسامات المجتمعية.

روايات كاذبة وتضليل واسع النطاق
أحد الأمثلة التي رصدها التحقيق كان إشاعة نُشرت في 9 آذار/مارس تتحدث عن "إعدام كاهن في كنيسة مار إلياس" على يد "عصابات الجولاني"، تبيّن لاحقاً أنها غير صحيحة، حيث نفت الكنيسة حدوثها. كما انتشر فيديو يعود للعام 2013 على أنه حادثة حديثة تُظهر تدمير تمثال لمريم العذراء.

وأكّد التحقيق أن غالبية هذه المنشورات تم تحديد مصدرها الجغرافي في دول مثل العراق، إيران، لبنان، واليمن، بنسبة 60% من أصل 50 ألف منشور مضلل تم تحليلها.

التلاعب المنسّق والحسابات الوهمية
رصد التحقيق وجود نمط متكرر للحسابات المتورطة، منها استخدام أسماء متسلسلة مثل "قاصف 1، قاصف 2..." أو أسماء عشوائية من أحرف وأرقام، وهي دلالات على وجود شبكات روبوتية. هذه الحسابات تتبادل إعادة النشر ضمن أوقات زمنية متقاربة، في محاولة لإغراق المنصات بالمحتوى التحريضي.

تحريض ممنهج ضد العلويين والدروز
في قسم خاص من التقرير، كشفت بي بي سي عن حملة تحريضية ضخمة ضد الطائفة العلوية في سوريا، تضمنت أكثر من 100 ألف تعليق منذ تشرين الثاني 2024، مصدرها حسابات في السعودية وتركيا، تضمنت هذه المنشورات وصف العلويين بعبارات مثل "كفّار" و"الطغمة العلوية"، ووردت كلمة "مجرمون" في أكثر من 48 ألف منشور.

كما تم رصد حملات مشابهة ضد الدروز، استغلّت حادثة مفبركة نُسبت لأحد مشايخ الطائفة، نُشر فيها تسجيل صوتي تضمن إساءات دينية. أدّى هذا التسجيل إلى اشتباكات عنيفة في مدينة جرمانا، أسفرت عن ضحايا، رغم نفي الشيخ مروان كيوان علاقته به، وتأكيد وزارة الدفاع أنه تسجيل مزوّر يهدف لإشعال الفتنة.

حملات مؤيدة أيضاً للرئيس الشرع
على الجهة المقابلة، رصد التحقيق حملة منظمة أخرى مؤيدة للرئيس السوري أحمد الشرع، تروّج لصورة إصلاحية عنه، مستخدمة أكثر من 80 ألف منشور نُشر من حسابات تركزت في تركيا والسعودية، وتُظهر مؤشرات مشابهة من التكرار والتنظيم.

استقطاب حاد وخطاب انقسامي
وفي تعليقه، قال الباحث في مختبر الأدلة الرقمية، رسلان طراد، إن وسائل التواصل السورية باتت ساحة لصراع طائفي حاد، تُستغل فيها هذه الشبكات لفرض سرديات تخدم أجندات إقليمية مثل إيران، إسرائيل، وتركيا، إلى جانب دور روسي ملحوظ.

ورأى طراد أن الأحداث الأخيرة تعكس تصاعدًا في الدعوات إلى اللامركزية، أو حتى الانفصال، في مواجهة خطاب الحكومة الموحد. وأكد أن هذا التصعيد الطائفي يُستخدم في تبرير العنف أو فرض رؤى سياسية محددة تحت غطاء الانقسام المجتمعي.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ