تقرير شام السياسي 25-05-2015
المشهد المحلي:
• أكدت نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري نغم غادري أن الإرهابي هو من يدخل دولة أخرى محتلاً بالسلاح كما فعلت ميليشيا "حزب الله" الإرهابي بدخولها سورية أمام مرأى الجيش اللبناني، وليس السوريون من القلمون وريف حمص الذين هربوا من إرهاب "حزب الله" واحتلاله لأراضيهم ودخلوا لبنان نازحين عزل، وذلك في معرض استنكارها الاعتداءات الصريحة والعلنية المتكررة من قبل الجيش اللبناني وقوى الأمن في لبنان تجاه اللاجئين السوريين بحجة أنهم مصدر للإرهاب في الداخل اللبناني، وطالب الائتلاف الجيش اللبناني بمنع ميليشيا "حزب الله" الإرهابي من اختراق الحدود بشكل لا شرعي ومنعه من الوصول إلى الأراضي السورية والمساهمة في قتل وتهجير أبناء سورية، في حال كان راغباً في تخفيف ضغط النزوح من الداخل السوري باتجاه لبنان فعليه.
• عزى الائتلاف الوطني السوري باستشهاد الإمام العلامة الشيخ رياض الخرقي رئيس الهيئة الشرعية في غوطة دمشق، كلاً من عائلة الشهيد وأهل دمشق والشعب السوري، راجياً له الرحمة والقبول، وقال الناطق باسم الائتلاف سالم المسلط إن الثورة السورية مستمرة بعد خمس سنوات بثبات رجال كالجبال وهمة علماء يحفظون اعتدال فكرها ويوضحون للعالم سماحة تعاليم الإسلام، وأكد الائتلاف على أن العزاء الحقيقي لنا هو بالثبات على نهج الشيخ في محاربة التطرّف والغُلو والاستمرار بنهج الثورة حتى تحقيق أهداف الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة، وقد استشهد الشيخ صباح أمس الأحد متأثراً بجراحه إثر قيام أحد عناصر "داعش" بتفجير نفسه في اجتماع كان يحضره الشيخ في الغوطة قبل 19 يوماً، ويذكر أن الشهيد تعرض لمحاولتي اغتيال قبل ذلك.
• قال رئيس المجلس التركماني السوري، عبد الرحمن مصطفى، إن الإعلام لا يصور النصر الذي تحقق في سوريا على أنه إنجاز للمعارضة، وإنما كأنه نصر لتنظيم "داعش" من جهة وجبهة النصرة من جهة أخرى، وأفاد مصطفى، في حوار مع مراسل الأناضول عقب لقائه المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أنه تناول خلال اللقاء مشاكل التركمان، وأعرب للمسؤول الأممي عن وجهة نظرهم في شكل الحكومة السورية في المستقبل، قائلًا: إننا أكدنا لميستورا على ضرورة تشكيل حكومة مؤقتة كاملة الصلاحية، وهذا يعني ضرورة رحيل الأسد.
المشهد الإقليمي:
• أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلوا أن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة "من حيث المبدأ" على تقديم دعم جوي لبعض قوات المعارضة السورية الرئيسة، وقال تشاووش أوغلو إن الدعم الجوي سيوفر الحماية للمقاتلين السوريين الذين تلقوا تدريباً في إطار برنامج تقوده الولايات المتحدة على الأراضي التركية، ولم يقدم تشاووش أوغلو تفاصيل عما يعنيه "من حيث المبدأ" أو نوع القوة الجوية التي ستقدم أو من الذي سيقدمها، وأضاف، في تصريح إلى صحيفة "ديلي صباح" التركية المؤيدة للحكومة خلال زيارة إلى سول، أنه يجب تقديم الدعم لهم من الجو، وإذا لم تتوافر لهم الحماية أو تقدم الدعم الجوي فما هي الجدوى؟، وتابع أن هناك اتفاق مبدئي على تقديم الدعم الجوي، أما كيف سيقدم فهذه مسؤولية الجيش، وشدد تشاووش أوغلو على أنه بينما يعد قتال التنظيم المتشدد أولوية يجب أيضاً التصدي للنظام.
• قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن تنظيم "داعش" سيطر على بعض آبار النفط في المنطقة، موضحًا أنه يحصل على السلاح من خلال الإيرادات التي يكسبها من النفط، وتساءل أردوغان، في كلمة ألقاها اليوم الاثنين في افتتاح منتدى تنظيم الطاقة العالمية: لأجل من يستخدم داعش آبار النفط؟، مضيفًا: أن التنظيم لا يعرف المنافسة (في سوق النفط)، ولهذا فهو يثير الفوضى، وإلى جانب ذلك فهو يحصل على الأسلحة من الإيرادات التي يكسبها من النفط، وبعدها يواصل قتل الناس بلا رحمة، وأكد أردوغان أن تهديد "داعش" أثبت للعالم بأسره أن مشاكل الشرق الأوسط ليست إقليمية وإنما عالمية، مشيرًا إلى أن الدرس الأكبر الذي أعطاه تهديد "داعش" للعالم هو أن الأزمة في سوريا، وبشكل عام في الشرق الأوسط، ليست محلية أو إقليمية، وإنما عالمية.
• نفت دول مجلس التعاون الخليجي المزاعم بأن الحملة العسكرية الجوية التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" قد فشلت، بعد التقدم الذي احرزه التنظيم المتطرف في سوريا والعراق، وأقر وزير الخارجية القطري خالد العطية عقب اجتماع في الدوحة بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، بأن العمل العسكري وحده لا يكفي، وصرح العطية الذي مثل دول المجلس في الاجتماع للصحافيين أن التحالف لم يفشل، ولكن الحملة الجوية وحدها لا تكفي، وأضاف أن علينا التعاون والتنسيق معا بشان العديد من الخطوات، وحتى الآن فإن الحملة ضد الإرهاب فعالة، وأوضح أن من بين هذه الخطوات تعزيز وتسريع الحوار في العراق وسوريا وإيجاد مخرج لإنقاذ السوريين لأنهم عالقون بين طغيان النظام ووحشية الإرهابيين.
• قال السفير المصري سامح شكري، وزير الخارجية المصرية إن مصر تفضِّل الحل السياسي في سوريا ودور المبعوث الأممي، كما تنسق مع جميع الأطراف، مشيرًا إلى أن حديث خالد خوجة رئيس ائتلاف المعارضة السورية، عن وقوف مصر على الحياد بين المعارضة السورية والنظام غير صحيح، وأضاف شكري، خلال حواره ببرنامج "بصراحة" على قناة "سكاي نيوز عربية"، أن هناك في سوريا صراعًا عسكريًا معقدًا بين النظام والمعارضة الوطنية والجهات المسلحة، لكننا ما زلنا نأمل بأن تعود سوريا عند توصل الأطراف إلى حل، لافتا إلى أن مصر استضافت اجتماعًا للمعارضة في سوريا وهناك اجتماع قادم سيضم أعدادًا أكبر من المعارضين، وتابع شكري أن شخص بشار الأسد شيء ومؤسسات الدولة السورية شيء آخر ويجب النظر إلى الفرق بينهما، فبقاء شخص بعينه في السلطة يعني الشعب السوري ولا يعنينا، وما يهمنا بقاء مؤسسات الدولة.
• أكد وزير الخارجية الأردني ناصر الجودة أن بلاده تدعو دوماً لضرورة الحل السياسي للوضع في سوريا والعراق، وقال الجودة، في كلمته خلال اجتماع لممثلي 43 دولة يمثلون دول الاتحاد من أجل المتوسط، والذي عقد في العاصمة الأردنية عمّان، إن العمل جار مع دول الاتحاد لترتيب عقد اجتماع علي مستوي وزراء الخارجية لدول الاتحاد من أجل المتوسط في عمان، وبذل كل الجهود لمواجهة التحديات التي تواجه الإقليم، موضحا أن بلاده تؤكد دوماً على ضرورة الحل السياسي للوضع في سوريا والعراق، لافتاً للأعباء التي تتحملها الأردن جراء موجة اللجوء السوري للأردن منذ انطلاقة الأزمة السورية في مارس.
• عبر القائد السابق للحرس الثوري الإيراني وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، الجنرال محسن رضائي، عن خشية طهران من احتمال قيام المملكة العربية السعودية بـ"عاصفة حزم" أخرى في سوريا على غرار ما حدث في اليمن، وقال رضائي، في حوار مع وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري، إن الخطوة التي قامت بها السعودية في اليمن ستتواصل، وتكهّن رضائي بأن تقوم السعودية بخطوة مماثلة في المنطقة، إلا أنه اعترف بعجزه بمعرفة تفاصيلها قائلا: طبعاً لا يمكننا الآن أن نكشف بدقة طبيعة التحرك السعودي، لكن يبدو أن السعودية ستخوض مغامرة أخرى في مكان آخر غير اليمن، على حد تعبيره، وتوقّع رضائي، بحسب ما نقلت قناة العربية، وقوع حرب "عربية-إيرانية" ولكن اتهم، حسب أدبيات طهران، أميركا وإسرائيل بالسعي لجعل العرب يواجهون إيران، كما شدد على استعداد بلاده لمثل هذه الحرب.
• أكد نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على أن كل من طهران وأنقرة لن تسمحا لاختلافات وجهات النظر بشأن سورية التأثير على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، فقد قال عبد اللهيان خلال مؤتمر صحفي مع وكالة الأنباء "روسيا سيغودنيا: إن العلاقات بين طهران وأنقرة استراتيجية، وهناك اختلافات في وجهات النظر بشأن سورية في مجال القضايا الإقليمية، لكن طهران وأنقرة لن تسمحا لتلك التناقضات بالتأثير على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وأضاف أن إيران وتركيا تجريان مشاورات وثيقة لحل القضايا الإقليمية، وأشار إلى أن تركيا قادرة على لعب دور أكبر في تحقيق السلام والأمن في المنطقة.
• نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر أمني القول إن التقدم الذي حققه تنظيم "داعش" في سورية والعراق خلال الأيام الماضية لا يغير من تقييمات الدوائر الأمنية التي تشير إلى أن التنظيم الإرهابي لا يشكل في المرحلة الراهنة تهديدا عسكريا لإسرائيل، وأضاف المصدر أن تقدم التنظيم يشكل على المدى البعيد تحديا استراتيجيا لإسرائيل ولدول المنطقة بأسرها، وقال إن الدوائر الأمنية تتابع عن كثب التطورات في الجانب الآخر من الحدود ، وخاصة فيما يتعلق بالأوضاع العسكرية.
المشهد الدولي:
• قال الجيش الأميركي، إن المقاتلين الأكراد يجبرون "داعش" على الانسحاب من أراض في شمال سوريا بمعدل متزايد، وأعلن البريغادير جنرال توماس ويدلي، رئيس أركان قوة المهام المشتركة التي تشرف على العمليات العسكرية ضد "داعش"، أن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 10 ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا و25 ضربة في العراق منذ أمس الأحد، وأضاف ويدلي، في بيان، أن معظم الضربات الجوية في سوريا نفذت في المنطقة القريبة من الحسكة، حيث دمرت أربعة مواقع قتالية للتنظيم المتشدد ونقطة تفتيش وحفارا ومعدات أخرى، وفي العراق، استهدفت الضربات مواقع للتنظيم قرب البغدادي وبيجي والفلوجة والموصل إلى جانب مدن أخرى.
• يعقد في باريس في الثاني من الشهر المقبل، اجتماع وزاري حول سورية، تشارك فيه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وستُدعى إليه روسيا، قبل الاجتماع المقرّر بعد الظهر لوزراء خارجية التحالف الدولي- العربي ضد "داعش"، وقال مصدر فرنسي إن باريس طرحت عقد الاجتماع للنظر في آليات تعزيز الدعم للمعارضة السورية وإعادة إطلاق المسار السياسي، وكيفية العمل وبأي شروط، لافتاً إلى أن باريس تريد أن تعمل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، معاً حول سورية، وتابع المصدر، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الحياة" أن الموضوع الملحّ لم يعد هو التساؤل حول نوع الحكومة الانتقالية، لأن دخول داعش إلى دمشق يشكل خطورة تُحوِّل خروج الأسد من العاصمة السورية وهو ضرورة، إلى مرحلة جديدة تؤدي إلى ظروف أخرى، ما يعني أن خروج الأسد وهو ضرورة بالنسبة إلى فرنسا، ليس انتصاراً أو تحريراً بل مرحلة جديدة، لذلك، ينبغي تجنُّب دخول "داعش" إلى دمشق وهو أمر مهم لأن الأسرة الدولية انتظرت طويلاً ولم تفعل شيئاً.
• قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تصر على إعادة إطلاق العملية السياسية للتسوية في سوريا في أقرب وقت، وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في موسكو مع نظيره الأذربيجاني إلمار محمد ياروف، أن اقتراحا حول استئناف العملية السياسية الشاملة في سوريا سيُقدّم بعد انتهاء المشاورات الجارية حاليا في جنيف برعاية المبعوث الأممي إلى سوريا سيفان دي ميستورا، وأعاد الوزير إلى الأذهان أن موسكو قد بذلت جهودا كبيرة من أجل التمهيد لاستئناف العملية السياسية، بما في ذلك استضافتها لجولتين من اللقاءات التشاورية بين الحكومة السورية والمعارضة، جرت في يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان الماضيين، وتابع لافروف أن موسكو ستستفيد مما تم التوصل إليه خلال لقاءات موسكو، خلال المشاورات الجارية حاليا في جنيف، والتي تشارك فيها روسيا بالإضافة إلى اللاعبين الآخرين.
• ذكر بيان لوزارة خارجية كازاخستان, أن كازاخستان قررت توفير أرضية مناسبة من أجل اجتماعات ناجحة بين ممثلي المعارضة السورية، و أن المباحثات ستستمر حتى 27 من الشهر الجاري، وتجري بعيدًا عن وسائل الإعلام, دون أن يدلي البيان بتفاصيل عن القوى المشاركة فيها، مشيراً إلى أن التطورات الحاصلة في الشرق الأوسط تثير قلق العالم بأسره، ومؤكدًا على أن الأزمة السورية من أخطر الأزمات في العالم، وخرجت من كونها أزمة إقليمية، وشدد البيان على ضرورة زيادة الجهود من أجل حل الأزمة، ولفت إلى أن ممثلي المعارضة السورية طلبوا إجراء اجتماعاتهم برعاية كازاخستان، مؤكدًا على أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في سوريا، لا يمكن تسويتها إلا بالجهود السلمية، والسوريون هم الوحيدون القادرون على النجاح في ذلك.