تقرير شام السياسي 13-11-2015
المشهد المحلي:
• اعتبر عضو الهيئة العامة في الائتلاف الوطني السوري خالد الناصر أن روسيا تريد عن طريق الديبلوماسية تحقيق ما فشلت فيه بالقوة العسكرية، لافتاً الانتباه إلى أن مبادرتها جزء من سعيها الدائم للالتفاف على أساس الحل السياسي ممثلاً في بيان جنيف وقرار مجلس الأمن ٢١١٨، والذي ينص على إقامة هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، وقال إن روسيا تريد التملص من تبعات بيان جنيف وإعادة تأهيل الأسد واعتباره جزءاً من التسوية، وهو أمر ينسف أي حل سياسي لأن بشار الأسد ونظامه الأمني هو أصل المشكلة ولا يمكن أن يكون له دور في المرحلة الانتقالية أو مستقبل سورية، وحول إقرار دستور جديد وإجراء انتخابات مبكرة حسب المقترح الروسي، أوضح الناصر أنه لا يمكن أن يكون ذلك بشكل فعال في ظل الوضع السوري المنهار وتشتت الشعب السوري ومعاناته ما بين المنافي أو الانسحاق تحت سطوة النظام وإرهاب تنظيم "داعش"، كما أكد أن نظام الأسد؛ باعتراف قوى دولية؛ هو الذي شكل البيئة التي أنتجت الإرهاب، كذلك فإن أي مرحلة انتقالية أو انتخابات بوجود الأسد ستعيد إنتاج نفس النظام وبالتالي استمرار المشكلة.
• قال رئيس الائتلاف المعارض الأسبق معاذ الخطيب لـ"الجزيرة نت" إنه لم يتلق أي دعوة للمشاركة في محادثات فيينا حتى الآن، وإنه ليس متفائلا بأن تسفر المحادثات عن نتائج كبيرة وفعالة، لأن هناك شروخا كبيرة في المواقف الإقليمية والدولية، كما أنها تتجاوز في قراراتها مطالب السوريين، وعلى رأسها رفض التدخل الأجنبي، حسب قوله، ولفت الخطيب إلى أن المحادثات باتت تتجاوز ما تم الاتفاق عليه في بيان جنيف-1، الذي كان أساسا للحركة السياسية”، مضيفا أنه لا توجد حتى الآن أسماء ثابتة ومؤكدة بشأن الشخصيات المعارضة التي ستشارك في محادثات فيينا.
• نفت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا جملة وتفصيلاً التقارير الإعلامية التي تفيد بقبول الإخوان بتقاسم السلطة مع النظام، من خلال حكومة انتقالية يمثل فيها الإخوان طرف المعارضة، وجاء في تصريح إعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا نشرته الجماعة على موقعها الرسمي، أن هذه التقارير لا تمت للواقع بصلة، وحسب التقرير فإنّ أصل الفكرة هي مبادرة عمانية تم عرضها على دمشق، وأشارت الجماعة إلى أنها أوضحت في أكثر من مناسبة موقفها من الحلّ السياسي الرافض لوجود بشار الأسد في حاضر ومستقبل سورية، كما أيّدت الجماعة ووافقت على وثيقة المبادئ الخمسة للثورة والتي وقّعت عليها معظم أطراف المعارضة، ورأت الجماعة أنّ أيّ مبادرة للحلّ السياسي سوف يكون الحامل لها جميع القوى السياسية والعسكرية والثورية، التي تبنّت مبادئ الثورة وحافظت عليها ودافعت عنها.
المشهد الإقليمي:
• اعتبر وزير الثقافة والارشاد الإسلامي علي جنتي خلال لقائه جواد الشهرستاني ممثل المرجع الديني في العراق آية الله علي السيستاني، أن الفوضى ستعم سوريا بدون بشار الأسد كما في ليبيا حيث ستشكل كل مجموعة حكومة لها، وأضاف جنتي، حول تقدم القوات العراقية في محاربة "داعش"، إن أمريكا وأوروبا أدركتا أن صنيعتهما (داعش) تحولت إلى مشكلة حقيقية وبدآ بالخشية من هذا التنظيم الإرهابي، على حد تقديره.
• أعلنت السفارة الإيرانية في موسكو أن أمير عبداللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني سيشارك في لقاء فيينا يوم السبت القادم، وسبق لطهران أن ذكرت أن القرار حول المشاركة لم يتخذ بعد، ونقلت وكالة "تاس" عن السفارة الإيرانية في موسكو أن مساعد وزير الخارجية سيمثل طهران في اللقاء متعدد الأطراف في فيينا، وتابعت السفارة أن تخفيض مستوى تمثيل البلاد في المفاوضات يرتبط بانشغال وزير الخارجية محمد جواد ظريف بفعاليات أخرى مدرجة على جدول أعماله، وسبق أن أعلن عبداللهيان نفسه في تصريحات له بلبنان الأربعاء: أنه إذا شاركت إيران في اجتماعات فيينا، فإنها بالتأكيد ستكون في غياب ظريف، إذ أنه سيرافق رئيس الجمهورية حسن روحاني في جولته الأوروبية، حيث من المقرر أن يزور إيطاليا وفرنسا في الفترة من الـ14 إلى الـ17 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
المشهد الدولي:
• تستعد العاصمة النمساوية فيينا لاستضافة جولة ثانية من المحادثات بشأن حل سياسي للأزمة السورية الجمعة، بينما لا تزال قائمة الشخصيات المشاركة رهن التكهنات، ، وسيكون الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، ويضم روسيا والولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى، وذلك لاستكمال الجولة الأولى التي جرت أواخر الشهر الماضي، والتي غاب عنها السوريون من طرفي النظام والمعارضة، وذكرت مصادر مطلعة أن دولا إقليمية وغربية وروسيا شرعت في تقديم لوائح بأسماء شخصيات وفد المعارضة، ولوائح أخرى تحدد الفصائل المعارضة التي يجب أن توضع على قائمة "الإرهاب"، وذلك تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، حيث يبدو أن هناك خلافا واسعا بشأن تلك اللوائح.
• أكد رئيس مجلس الأمن الدولي، السفير البريطاني ماثيو رايكروف، استمرار تورط نظام الأسد في ارتكاب انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان في سوريا، واستخدام الأسلحة الكيمائية والقنابل البرميلية ضد معارضيه من المدنيين، جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس للشهر الجاري، في مؤتمر صحفي مشترك، مساء أمس الخميس، مع باولو بينيرو، رئيس لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة، عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وأوضح رايكروف أن رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا قدمت صورة مروعة للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من قبل نظام الأسد، وقد دعا المجلس مرارا إلى ضرورة وقف استخدام الأسلحة الكيمائية والقنابل البرميلية ضد المدنيين، وهي الدعوات التي لم يستجب لها أحد.
• حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري الدول المشاركة في محادثات سلام سوريا في فيينا على إظهار المرونة، معتبرا أن فرص التوصل إلى حل دبلوماسي في سوريا تتوقف في جانب منها على الميزان العسكري، وأقر كيري في كلمة له بمركز للأبحاث في واشنطن قبل مغادرته إلى محادثات فيينا، بأن الحل في سوريا ليس قريبا، لكنه دافع عن الجهود الدبلوماسية التي تبذل لإنهاء الحرب هناك، داعيا الأطراف المعنية في الأزمة إلى القيام بالخطوة التالية للأمام حتى يمكن وقف نزيف الدماء، وقال إن بروز أي اتفاق محتمل سيعتمد على تطورات القتال على الأرض، وعلى تضييق شقة الخلافات الجوهرية بين الولايات المتحدة وبين روسيا وإيران حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، وأشار كيري إلى بعض التقدم الذي أحرزته الجولة الأخيرة من المحادثات في فيينا الشهر الماضي، لكنه قال إنه لا تزال هناك خلافات مع روسيا وإيران حول مستقبل الأسد، معتبرا أن المجتمع الدولي يواجه عدوا مشتركا هو تنظيم الدولة الإسلامية، وأن هزيمته وتحقيق السلام في سوريا لا يمكن تحقيقهما مع وجود الأسد.
• دعا وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، إلى تنحي بشار الأسد في إطار المرحلة الانتقالية في سوريا، وقال هاموند في تصريح من براغ إن على بشار الأسد أن يتنحى في إطار المرحلة الانتقالية في سوريا، لكننا نقر بأنه إذا كان ثمة مرحلة انتقالية فمن الممكن أن يشارك فيها إلى حد معين، وأضاف إننا واضحون لجهة أننا لن نسعى إلى تدمير المؤسسات الحكومية في سوريا، نقول بوضوح إننا نأمل بإبقاء تلك المؤسسات.
• قالت المستشارة الألمانية أنغلا ميركل إنه لا يمكن حل الأزمة السورية إلا بالوسائل السياسية، معربة عن أملها في أن تسفر جولة جديدة من المحادثات التي تعقد في فيينا غداً عن تحقيق بعض التقدم في هذا الاتجاه، وقالت ميركل خلال مؤتمر صحفي: إنني آمل أن يكون اجتماع الغد خطوة صغيرة على الطريق نحو حل سياسي ينبغي أن نتحلى من أجله بالمزيد من الصبر، وتجتمع قوى عالمية وإقليمية في فيينا غداً السبت في محاولة لتكثيف الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء الحرب السورية.
• قال الجنرال جون ألين المبعوث الأمريكي الخاص المنتهية ولايته إلى التحالف المناهض لتنظيم "داعش" في العراق وسوريا إنه ينبغي للولايات المتحدة أن تدرس جميع الإجراءات في المعركة ضد التنظيم بما في ذلك إنشاء منطقة حظر للطيران، وقال ألين لشبكة (سي.إن.إن) حين سئل عن إنشاء منطقة حظر طيران: إنه يجب أن ندرس جميع الإجراءات، ويجب أن ندرسها سواء تبنيناها في نهاية المطاف أم لا، وقال الجنرال الأمريكي إنه سيتعين دراسة الهدف من إقامة مثل هذه المنطقة بعناية بسبب التعقيدات والتكاليف، ولم يؤيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنشاء منطقة حظر طيران في الصراع، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".
• قال متحدث عسكري إن الجيش الأميركي متأكد بنسبة كبيرة من مقتل ذبّاح "داعش" والذي عُرف في الغرب بـ"جون الجهادي" عضو تنظيم "داعش"، وهو مواطن بريطاني ظهر في مقاطع فيديو ينحر صحافيين وعمال إغاثة غربيين، وقال الكولونيل ستيف وارين، المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقاتل تنظيم "داعش" في مؤتمر صحافي بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إنه يعتقد بأن محمد أموازي قُتل في مدينة الرقة السورية في غارة نفذتها طائرة أميركية بدون طيار أطلقت صاروخا من نوع "هلفاير"، لكن الجيش ما زال بحاجة لعملية تحقق بشكل نهائي.
• أشاد خمسة نواب فرنسيين يقومون بزيارة إلى دمشق بفاعلية التدخل العسكري الروسي، في موقف يخالف تماما مواقف الحكومة الفرنسية، وصرح نيكولا دويك من حزب الجمهوريين بزعامة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إثر لقاء مع جهاد اللحام رئيس برلمان الأسد لصحافيين أن روسيا تقود سياسة خارجية واقعية وهي تعمل لما فيه مصلحة السلام، وأعرب دويك عن تأييده للضربات الروسية التي بدأت في 30 ايلول/سبتمبر، مضيفا أنه يتمنى أن يتم تشكيل ائتلاف كبير يعيد السلام الى هذا البلد، حسب رأيه، وشدد رئيس الوفد تييري مارياني على فاعلية التدخل العسكري الروسي، قائلا إننا نرحب بكل ما يمكن أن يساهم في مكافحة الإرهاب، ويأتي موقف هؤلاء النواب ليناقض موقف الرئيس فرنسوا هولاند الذي أكد في تشرين الأول/اكتوبر أن التدخل الروسي يمكن أن يدعم النظام لكنه لن ينقذ بشار الأسد.
• أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستواصل حملتها الجوية بسوريا ما دامت قوات الأسد في حاجة لمساعدتها، مشدداً على أن روسيا لديها كل الوسائل المالية والفنية الضرورية لمواصلة حملتها في سوريا، كما أكد بوتين أن سلاح الجو الروسي قصف أهدافا دلّه عليها الجيش السوري الحر، معتبراً أن هذا يثبت أن موسكو لا تقصف جماعة المعارضة المعتدلة، حسب زعمه، وقال بوتين في مقابلة مع إنترفاكس ووكالة الأناضول التركية للأنباء: إننا مستعدون لوضع أي معلومات موثوق بها بشأن موقع الجماعات الإرهابية في الاعتبار، بل إننا عملنا بالفعل مع الجيش السوري الحر.