تقرير شام السياسي 09-01-2015
المشهد المحلي:
• قال أحمد طعمة رئيس الحكومة السورية المؤقتة إن حجم الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها اللاجئون بسبب العاصفة الثلجية التي تجتاح سوريا والدول المجاورة كبير، ونحتاج مساعدات تقدر بـ200 مليون دولار شهريًا، وأوضح طعمة خلال مؤتمر للائتلاف السوري المعارض في مدينة اسطنبول، أن الحكومة المؤقتة تسعى لتخفيف الأزمة لأقصى درجة ممكنة، ونرجو من كل الدول أخذ مطالبنا على محمل الجد فنحن نتعرض لظروف صعبة ونطلب المساعدة من كل دول العالم، كما دعا للتدخل العاجل لإنقاذ اللاجئين في المخيمات بسبب النقص الحاد في أعداد الخيم، وانتهاء العمر الافتراضي لبعضها، لافتًا إلى أن الكثير من المنظمات الدولية توقفت عن إمدادهم بالخيم بسبب تركيز المجتمع الدولي على مواجهة "داعش".
• كشفت مصادر في المعارضة داخل سورية وجود انقسام حاد داخل "هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة" نتيجة الاجتماع الذي عُقد مؤخراً في الإمارات العربية المتحدة، ونقلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عن هذه المصادر من العاصمة دمشق أن بعض أعضاء المكتب التنفيذي للهيئة الذين زاروا الإمارات واجتمعوا بمجموعة من رجال الأعمال وشخصيات سورية مستقلة قرروا تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر القاهرة المرتقب بين قوى المعارضة السورية، وهو الطرح الذي عارضه آخرون في نفس الهيئة باعتبار أن المكتب التنفيذي كان قد عين أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر المشار إليه وكلّفهم بالتحضير للقاء مع أطراف المعارضة كالائتلاف وأطراف معارضة أخرى، وأشارت المصادر إلى أنه نتيجة فشل اجتماع الإمارات بتشكيل لجنة تحضيرية موازية للجنة التي أقرها المكتب التنفيذي، قرر قياديون في الهيئة دعوة نفس الشخصيات إلى دولة أوروبية قريباً لمعاودة المحاولة، وشددت على أن هيئة التنسيق تمر بمرحلة صعبة للغاية إن لم يتم التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن، قد تصل إلى حد تفكك أو انقسام الهيئة.
• أصدر تيار بناء الدولة (معارضة داخلية) بياناً أعلن فيه عدم مشاركته أو أي من أعضائه في اللقاء التشاوري الذي تجهز له روسيا في موسكو، وجاء هذا الرفض مع استمرار اعتقال نظام الأسد لرئيس التيار لؤي حسين، وقال البيان إن تيار بناء الدولة السورية يعلن عدم مشاركته أو مشاركة أيٍ من أعضائه في اللقاء التشاوري الذي دعت له وزارة الخارجية الروسية والمزمع عقده في العاصمة الروسية أواخر الشهر الجاري، مضيفا أن روسيا قد أفرغت اللقاء من جدواه، الذي كنا نأمل أن يدفع بإنجاز الحل السياسي القادر على إنهاء الأزمة السورية وتحقيق مطالب السوريين بأن يعيشوا على الأرض السورية في ظل دولة الديمقراطية والعدالة.
• نقل زوار لبنانيون عن بشار الأسد قوله إن لا انتخابات رئاسية في لبنان بالمدى المنظور, مشيراً إلى أنه يمكن أن يشهد العام الجاري وصول رئيس جديد إلى قصر بعبدا بشروط معينة، وبحسب صحيفة "السياسة" الكويتية , ذكر أحد هؤلاء الزوار, أن الأسد التقى في منزله بدمشق قبل يومين, حلقة ضيقة من الأصدقاء المقربين, بينهم مسؤول كبير سابق ونائب مسيحي بارز, في احتفال عائلي ببدء العام الجديد, حيث أكد الأسد لضيوفه أنه يتوقع بدء انتهاء الأزمة السورية خلال العام الحالي, مشيراً إلى أن المرحلة الأصعب انتهت وستشهد السنة الجارية انفراجاً تدريجياً بعد سلسلة من المعارك الحاسمة, خصوصاً في محيط العاصمة, وصولاً إلى ولوج باب الحل السياسي، وفي الشأن اللبناني, جزم بشار الأسد بأن الانتخابات الرئاسية في لبنان لن تجرى في الأشهر القليلة المقبلة, ولكن من الممكن حصولها إذا التزم اللاعبون الإقليميون والدوليون بالتشاور مع دمشق, لإيصال أحد أصدقائها, خصوصاً أن الوضع في سورية سيتطور إيجاباً لمصلحة ترسيخ نظامه.
المشهد الإقليمي:
• استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أطفالاً سوريين وعراقيين، وكذلك الأولاد الأتراك الذين فقدوا آبائهم في حادثة منجم "صوما وأرمنك" بولاية قره مان التركية بقصره الرئاسي الجديد بأنقرة، وأثناء الزيارة قام طفل سوري بتقبيل رأس الرئيس أردوغان، معبراً له عن شكره لما قدّم للاجئين السوريين، وتزامن ذلك مع استقبال أردوغان للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، والذي قال في اللقاء: إن زيارة الأطفال وغوتيريس بنفس اليوم له دلالة هامة، مشيرا إلى أن الأخير قام بزيارة مخيمات اللاجئين في تركيا، واطلع على الأوضاع فيها عن قرب، فيما خاطب أردوغان الأطفال بالقول: أنتم مثل أبنائنا وعلى جميع الأتراك أن لا يقلقوا من عناء مهمة رعاية ضيوفهم، فهذه مهمة 77 مليون مواطن تركي، وإن شاء الله سيؤدونها حتى النهاية.
• لوح سفير الأسد لدى لبنان علي عبد الكريم علي بخطوات تصعيدية في حال لم تستدرك الحكومة اللبنانية مسألة سمات الدخول التي فرضت على السوريين الذين يريدون دخول الأراضي اللبنانية والتنسيق مع حكومة الأسد، معتبراً أن من المخجل أن يفاوض اللبنانيون "داعش" والنصرة، وألا يفاوضوا سورية، حسب تعبيره، وقال علي إننا نريد تكاملاً وتنسيقاً بين الدولتين لمصلحة اللبنانيين، لافتا إلى أن لبنان هو من يتحمّل مسؤولية فتح حدوده بهذه الطريقة أمام السوريين وهناك جهات لبنانية وراء ذلك.
• ألقت السعودية القبض على ثلاثة سعوديين وأربعة سوريين على صلة بتفجير انتحاري وهجوم مسلح على حدود المملكة مع العراق وهو أول هجوم بري لمسلحين على الحدود منذ سنوات، وقالت وزارة الداخلية يوم الاثنين إن مسلحين قتلوا اثنين من حرس الحدود السعودي وقائدهما على الحدود مع العراق في هجوم قال محلل إنه أول هجوم لتنظيم "داعش" على المملكة، ونقلت وكالة الأنباء السعودية اليوم الجمعة عن متحدث باسم وزارة الداخلية قوله إن ثلاثة من أربعة مهاجمين قتلوا خلال الحملة جميعهم سعوديون ووصفهم بأنهم من "عناصر الفئة الضالة" في إشارة إلى تنظيم القاعدة، وضبطت قوات الأمن في موقع الهجوم أسلحة منها بنادق كلاشنيكوف وقنابل يدوية وأحزمة ناسفة فضلا عن مبالغ مالية، وأضاف المتحدث أن سبعة أشخاص -ثلاثة سعوديين وأربعة سوريين- اعتقلوا.
• حذر مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان من تدريب وتسليح ما يسمى المعارضة المعتدلة في سورية، معتبرا هذا الأمر خطأ جديدا يجعل الوصول إلى الحل السياسي أكثر بعدا، جاء ذلك خلال استقبال امير عبداللهيان للمدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الألمانية فونت جوتزة في طهران، حسبما ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية، وأشار عبداللهيان إلى أن إيران حذرت دوما إزاء العواقب الوخيمة لاستخدام أداة الإرهاب في المنطقة، وقال إن اللامبالاة من البعض والدعم من بعض الدول الأخرى قد أدى اليوم إلى تواجد رعاياأكثر من 102 بلد في العالم في صفوف العصابات الإرهابية في سورية والعراق، على حد وصفه.
المشهد الدولي:
• حذر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني "ام آي 5" من أن مجموعة إسلامية متطرفة متواجدة في سوريا تخطط لشن اعتداءات واسعة النطاق في الغرب، وأن الاستخبارات قد تكون عاجزة عن وقفها، وصرح أندرو باركر أمام صحافيين في لندن غداة الاعتداء الذي استهدف صحيفة شارلي ايبدو الساخرة في باريس وأوقع 12 قتيلا، إننا نعلم أن مجموعة من إرهابيي القاعدة في سوريا تخطط لاعتداءات على نطاق واسع ضد الغرب، مؤكدا أن المقاتلين العائدين إلى الغرب بعد القتال في سوريا يمكن أن يحملوا معهم عقيدة ملتوية قد تقودهم إلى تنفيذ اعتداءات على معالم شهيرة في دولهم.
• أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس اليوم الجمعة أن فرنسا في حرب ضد الإرهاب وليس ضد دين ما معتبرا أن إجراءات جديدة ستكون لازمة بدون شك لمواجهة هذا التهديد، وقال فالس خلال اجتماع في وزارة الداخلية إننا في حرب ضد الإرهاب ولسنا في حرب ضد دين أو حضارة ما، وفق وكالة فرانس برس.
• قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان، إن عشرات الآلاف من المحتجين السلميين على حكم بشار الأسد أودعوا السجون في سوريا ويتعرضون لتعذيب ممنهج فيما يبدو، وأضافت المنظمة، التي يقع مقرها في نيويورك، إن المحتجزين تعرضوا للاغتصاب ولانتهاكات تضمنت الصدمات الكهربائية على مناطق حساسة، والضرب بالعصي والأسلاك والقضبان المعدنية، وقال جو ستورك، نائب قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش: إن وراء الوحشية المروعة للقتال في سوريا تختفي انتهاكات يتعرض لها المحتجزون السياسيون، إذ يعتقلون ويعذبون، بل ويقتلون لمجرد انتقاد الحكومة سلمياً أو لمساعدة محتاجين.