تقرير شام السياسي 01-07-2015
المشهد المحلي:
• قال الائتلاف الوطني السوري إن وفدا تابعا له يتوجه اليوم إلى العاصمة السويسرية جنيف، استجابة للدعوة المقدمة من المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستور، ووفقا للموقع الرسمي للائتلاف، يرأس الوفد رئيس الائتلاف خالد خوجة، ويضم نائبي الرئيس هشام مروة ومصطفى أوسو وكلاً من أعضاء الهيئة السياسية أحمد رمضان، حسان الهاشمي، الأمين العام الأسبق بدر جاموس، والرئيس السابق هادي البحرة، ولفت الائتلاف إلى أن اللقاء يبحث آفاق الحل السياسي على ضوء التطورات الأخيرة وآليات تطبيق بيان جنيف، والجولة التي قام بها دي ميستورا مؤخراً للمنطقة، مؤكدا تمسكه بالحل السياسي المستند إلى بيان جنيف للعبور إلى مرحلة انتقالية من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي متوافق عليها لا يكون فيها للأسد ولا رموز نظامه أو من تورط بجرائم بحق السوريين مكان فيها.
• قال الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري وعضو الهيئة السياسية الحالية هادي البحرة إن المسؤولية في عدم وضع حد لمأساة الشعب السوري على الصعيد الدولي تقع على عاتق الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، فهما مالكتا مفاتيح تفعيل وتعطيل مجلس الأمن، وذلك رداً على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية "جون كيربي"، بأن البنتاغون والجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي لا ترى ضرورة في فرض منطقة آمنة في سورية حالياً، وأضاف البحرة أن المسؤولية الأخرى على الصعيد الإقليمي فتقع على إيران أولاً وعلى الدول التي تسمح بإرسال ميليشيات طائفية من مواطنيها إلى سورية لتقاتل مع الأسد ثانياً، وأوضح البحرة أن الوضع الحالي في سورية، بات أكثر تشابكاً مع عدة أزمات دولية وإقليمية، كما أن سورية باتت ضمن مسرح عمليات للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" والذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، والموقع الجغرافي الذي يعمل فيه هذا التحالف يشمل العراق وسورية.
• دانت نائب رئيس الائتلاف الوطني نغم غادري إعدام تنظيم "داعش" لامرأتين في ريف محافظة دير الزور برفقة عدة أشخاص باستخدام طرق في منتهى الفظاعة والوحشية، كما دانت كافة الجرائم البشعة بحق المرأة السورية من مختلف الأطراف وعلى رأسها النظام المجرم وتنظيم "داعش"، وأكدت غادري أن هذه الانتهاكات الصادمة ليست إلا نتيجة تغاضي العالم والمجتمع الدولي عن جرائم الأسد المستمرة بحق جميع أبناء سورية، ودعت غادري المجتمع الدولي وكافة هيئات الإغاثة للتدخل وحماية المرأة السورية التي تعتبر الضامن الرئيسي لعدم انهيار وانحلال ما تبقى من المجتمع السوري، مطالبة بمواقف حازمة تجاه كل الجرائم بالتوازي مع إحالة ملف الأوضاع في سورية إلى المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية.
• قالت مصادر في المعارضة السورية إن مؤتمر السعودية للمعارضة مازال بحكم المؤجل إلى أجل غير مسمى، ونفت وجود أي تحركات توحي باحتمال انعقاده على المدى المنظور، ورجّحت أن تكون الأزمة اليمنية السبب وراء تأجيل التفكير به في الوقت الراهن، وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن مؤتمر المعارضة السورية الذي كان مزمعاً عقده في الرياض برعاية سعودية مازال مؤجلاً إلى أجل غير مسمى، ولا يوجد أي تحركات أو اتصالات حالية بهذا الصدد مع المعارضة السورية، وحول أسباب التأجيل من جديد، قالت المصادر: يبدو أن الأزمة اليمنية قد خنقت الدبلوماسية السعودية، والسياسة الحالية المتبعة تجاه سورية لا جديد فيها ولا تغييرات، وهذا لا يعني أن اهتمام المملكة بالأزمة السورية قد خفّ لكن هناك توازي في الاهتمام، لكن السياسات متغيرة وفق الظروف، على حد وصفها.
المشهد الإقليمي:
• أوضح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ، أن بلاده ليست بصدد الدخول في حرب من لا شيء، وليست لها مطامع في أراضي دولة أخرى، ولكن سنتخذ التدابير اللازمة حيال التهديدات التي تطال حدودنا، ولدينا تفويض من البرلمان بذلك. وذلك ردا على ادعاءات مفادها قيام تركيا بتدخل عسكري في شمال سوريا، وأضاف جاويش أوغلو، أن لدينا تفويض من البرلمان، كما توغلنا سابقا في شمال العراق، ونفذنا عمليات عسكرية ضد منظمة (بي كا كا) في جبال قنديل، سنقوم بعملية هنا أيضا إذا اقتضت الضرورة (في إشارة إلى سوريا)، وأشار وزير الخارجية التركي، إلى أنه لو كان لتركيا مطامع في الأراضي السورية، لكانت قامت بذلك من خلال فتح ممر آمن حتى ضريح سليمان شاه (جد مؤسس الدولة العثمانية)، لكنها قامت عوضا عن ذلك بنقل الضريح إلى منطقة أكثر أمانا وأقرب إلى الحدود التركية.
• حذر رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليتشدار أوغلو من سياسات رجب أردوغان وتحريضه على الحرب وزج الجيش التركي في حروب من أجل تحقيق مصالحه وأهوائه الشخصية بينما تركيا تفتقر الى حكومة فعالة، وفي مقابلة مع صحيفة "حرييت" قال كيليتشدار أوغلو: إن حزب الشعب الجمهوري حذر من السياسات التي تتبعها حكومة حزب العدالة والتنمية تجاه سورية منذ البداية وأصر على أنها خاطئة بينما قابلت الحكومة ذلك بتوجيه الاتهامات للحزب من أجل التستر على أخطائها ومحاولة البحث عن مخرج لأزمتها، وانتقد كيليتشدار أوغلو محاولات أردوغان الجديدة "شن عدوان" عسكري على سورية مذكراً بالتسجيلات الصوتية المسربة لاجتماع عقد في مقر وزارة الخارجية التركية وكيف تتم محاولة اختلاق ذرائع تبرر هذا العدوان، على حد قوله.
• حذر "حزب الاتحاد الديمقراطي" السوري الكردي رئيسي تركيا من أي تدخل عسكري، والذي من شأنه أن يهدد الأمن والسلم الدوليين، وقال إن وحدات حماية الشعب الكردية على استعداد لمواجهة أي عدوان، وقال الحزب في بيان له إن أي تدخل عسكري في "روج آفا" (منطقة الأكراد في سوريا) سيكون له تداعيات محلية وإقليمية ودولية، وسيسهم في تعقيد الوضع السياسي في سوريا والشرق الأوسط ويتهدد الأمن والسلم الدوليين، وأضاف البيان أن مقاتلي وحدات حماية الشعب مستعدون للتصدي لأي عدوان من قبل أي طرف، ودعا المسؤولين الأتراك إلى وقف تصرفاتهم الاستفزازية والطائشة، على حد تعبيره.
• اعتبرت إيران أن أي تحرك عسكري لجيران سوريا على المناطق الحدودية من شأنه أن يسهم في تعقيد الأوضاع هناك بشكل أكبر، تصريحات إيران هذه جاءت بعد الحشود التركية على الحدود مع سوريا مع توارد التقارير على وجود نية لدى الحكومة التركية للتدخل برياً، لتحقيق حماية لبلادها، وقال أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيرانية إن إيجاد منطقة عازلة في سورية لن تساعد على حل الأزمة هناك، مؤكداً أن الحل في سوريا سياسي فقط وأن اللجوء إلى الخيارات العسكرية يشكل خطراً على أمن المنطقة، على حد وصفه.
المشهد الدولي:
• قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إنه من العار على الجميع حلول الذكرى الثالثة لاعتماد بيان "جنيف1" الخاص بحل الأزمة في سوريا، ومعاناة الشعب السوري لا تزال مستمرة، وشدد الأمين العام -وفق ما نقل عنه المتحدث باسمه فرحان حق- أنه على مجلس الأمن الدولي عدم إضاعة مزيد من الوقت لوقف دوامة العنف في سوريا التي أدت لمقتل أكثر من 220 ألف شخص، وأضاف البيان أن نصف الرجال والنساء والأطفال في سوريا، اضطروا إلى الفرار من منازلهم، ويواجه المدنيون وابلا من البراميل المتفجرة، والانتهاكات الفظيعة الأخرى لحقوق الإنسان، مثل تعذيب واحتجاز عشرات الألوف، لفترات طويلة، وعن جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، قال البيان إنه منخرط في سلسلة من المشاورات بشأن الكيفية التي تمكن من ترجمة بيان جنيف على أرض الواقع للتخفيف من محنة الشعب السوري.
• قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي، إن البنتاغون والجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي لا ترى ضرورة في فرض منطقة آمنة في سوريا حاليًا، وأوضح كيربي في الموجز الصحفي اليومي، أمس الثلاثاء، بالعاصمة واشنطن، أن هناك صعوبات كبيرة لفرض مثل هذه المنطقة، إضافة إلى أن التحالف الدولي لا يدعم الآن إقامة منطقة آمنة، وأشار كيربي إلى أنَّ تركيا لها موقف واضح منذ فترة طويلة بشأن إقامة المنطقة الآمنة، نافيًا علمه بوجود خطة عسكرية تركية جاهزة في هذا الشأن، وأعرب المتحدث باسم الخارجية عن تفهم بلاده للقلق الذي تعيشه تركيا على حدودها، قائلًا إنَّ أنقرة تحملت تتحمل عبء اللاجئين، ولا أحد يغض طرفه عن الصعوبات التي تواجهها.
• يتوجه وسيط الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، إلى نيويورك، الاثنين، كي يرفع تقريراً عن مهمته إلى المنظمة الدولية، بحسب ما أعلن مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، وقال المتحدث إن دي ميستورا سيجري محادثات مع مسؤولين، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ومن ثم في مجلس الأمن، موضحاً أن الموفد سيرفع توصياته حول الخطوات الواجب اتباعها مع أخذ محصلة مشاوراته في الاعتبار، وكان من المقرر أن تستمر هذه المشاورات التي جرت في جنيف لمدة أربعة إلى ستة أسابيع، لكن دي ميستورا أعلن مؤخراً أنه سيواصلها في يوليو.
• ناقش الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والبلدان الأفريقية في موسكو ميخائيل بوغدانوف مع ممثل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية رمزي رمزي تطورات الاوضاع في سورية وحولها، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها إن الجانبين ناقشا نتائج الاتصالات السورية- السورية التي جرى تنظيمها في الأشهر الأخيرة في موسكو والقاهرة، وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أنه تم الاتفاق في نهاية اللقاء على مواصلة الحفاظ على التفاعل الوثيق بين روسيا والأمم المتحدة لتسهيل التوصل إلى تسوية سياسية عاجلة في سورية على أساس بيان جنيف الصادر في الثلاثين من حزيران عام 2012 مع التركيز على تهيئة البيئة المؤاتية لعقد المؤتمر الدولي "جنيف 3".