جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 31-05-2015
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا كتبه عضو مجلس الشيوخ ماركو روبيو قال فيه، إن سقوط مدينة الرمادي العراقية والمكاسب الأخيرة التي حققها تنظيم الدولة في سوريا تعتبر من بين آخر المؤشرات على أن إستراتيجية الرئيس أوباما فاشلة، وأضاف روبيو أن المشكلة الأكبر تتمثل في أن إستراتيجية أوباما في الشرق الأوسط برمته تأتي بنتائج عكسية، وليس فقط في حالتي العراق وسوريا، وأوضح أن الشرق الأوسط أصبح أكثر خطورة، وأنه صارت تعمّه حالة من عدم الاستقرار بشكل أكبر بالمقارنة مع الحال التي كانت عليها المنطقة قبل مجيء الرئيس أوباما إلى السلطة وقبل سحبه للقوات الأميركية من العراق عام 2011، وأشار روبيو إلى أن إستراتيجية أوباما في الشرق الأوسط أدت إلى فراغ في المنطقة، وأن تنظيمات متطرفة ملأت هذا الفراغ، بينما ركزت إدارة أوباما على التفاوض مع طهران بشأن برنامجها النووي، مما جعل إيران تستغل ضعف الولايات المتحدة وتوسّع من نفوذها في العراق وسوريا واليمن وغيرها من البلدان، ودعا إلى ضرورة توسيع نطاق التحالف الدولي وزيادة مشاركة الولايات المتحدة في الحرب عبر زيادة عدد القوات الأميركية في العراق، وإلى إزالة القيود المفروضة على هذه القوات، ومنع توسع تنظيم الدولة إلى ما بعد العراق وسوريا، وذلك عبر عدم السماح بظهور دول فاشلة، كما دعا إلى عدم عقد صفقة سيئة مع إيران.
• تحدثت مجلة فورين بوليسي الأميركية عن التكلفة الباهظة التي قد تنتج عن إلحاق الهزيمة العسكرية بتنظيم الدولة، وأوضحت أن هذه النتائج قد تتمثل في بعثرة المتطرفين في كل من العراق وسوريا إلى بقية أنحاء العالم، وأضافت المجلة أن العالم قد لا يصبح أكثر أمنا في حال الانتصار على تنظيم الدولة، وأن المقاتلين المتطرفين أثبتوا براعة في التحول والانتشار مع انتهاء المعارك، وأشارت إلى أن هناك أكثر من عشرين ألف مقاتل أجنبي ينتشرون في سوريا والعراق، وأن كثيرا منهم سيعود إلى وطنه تاركا العنف وراء ظهره، ولكن البعض الآخر منهم سيبحث عن أماكن أخرى للقتال.
• يرى الكاتب تسيبي بارئيل في صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن "حزب الله" واقع في مأزق حقيقي على عدة أصعدة، على المستويات العسكري والتنظيمية وحتى على مستوى العلاقة مع إيران، ونقلت الصحيفة عن مصادر إيرانية لم تسمها أن إيران تفكر في استبدال زعيم «حزب الله» بقائد آخر، وتعويضه بمنصب «المرشد الأعلى لحزب الله» لكن من دون صلاحيات قيادية على الأرض، وأضافت الصحيفة إن إيران جمدت سلسلة من التعيينات الجديدة التي طلبها «نصر الله» في جنوبي لبنان وفي منطقة بعلبك، وجاء هذا التجميد لأن إيران تحاول فرض تعيينات مختلفة وإجراء تغييرات في رأس التنظيم أولا قبل إجراء تغييرات في مجال انتشاره، وأوضحت الصحيفة أنه إلى جانب الأزمة في العلاقات الخارجية للتنظيم ظهرت أيضا انقسامات داخلية بين «نصر الله» ونائبه، «نعيم قاسم»، الذي يرى في نفسه مرشحا لوراثة منصب الأمين العام لـ«حزب الله» من بعد «نصر الله»، وبحسب الصحيفة، فإنه إضافة إلى ذلك يواجه التنظيم مشكلة حقيقية فيما يتعلق بانضمام مقاتلين إليه، وهو ما أدى إلى أن الحزب يحاول تجنيد أي كان للقتال، حيث قام «حزب الله»، بحسب الصحيفة، مؤخرا بإنشاء وتسليح وتمويل كتيبة للمقاتلين المسيحيين إلى جانب استقطابه لشباب الطائفة الشيعية غير المنتسبين للتنظيم، ومحاولة جذب شباب فلسطين ولبنان للقتال مقابل أجر شهري يصل إلى 400 دولار، وفي الوقت نفسه، قال "بارئيل" إن التنظيم اللبناني يعاني فوضى داخلية عارمة، وأزمة في انضباط مقاتليه والتزامهم بقوانين التنظيم، فبحسب الكاتب، سجلت حالات كثيرة لسرقة أسلحة وذخيرة من مخازن التنظيم، وبيعها لجهات خارجية إلى جانب تحويل مبالغ طائلة من المال إلى مصارف أوروبية مما أدى إلى اتجاه إيران على مساءلة التنظيم حول أموال الدعم الهائلة التي تصله منذ سنوات، وأضاف "بارئيل" أن إيران بعد توقيع الاتفاق النووي سوف تضطر إلى تغيير شكل تدخلها في سوريا، وهذا التغيير قد يصل إلى حد التخلي عن "النظام السوري" من أجل ضمان علاقة جيدة مع أي نظام جديد سيحكم سوريا مستقبلا ,حسب تعبير الصحيفة.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لفايز سارة بعنوان "بين القاهرة والرياض"، أشار فيه إلى أن ثمة اهتمام عام بموضوعين أساسيين يتعلقان بالقضية السورية؛ أولهما مؤتمر المعارضة السورية المزمع عقده في القاهرة في نهاية الأسبوع الأول من الشهر القادم، والثاني مؤتمر حول المعارضة السورية، يجري الاستعداد لعقده في غضون شهر، يلي انعقاد مؤتمر القاهرة، مبينا أن المؤتمرين مختلفان من زوايا مختلفة، رغم أنهما في صلب القضية السورية، ويعالجان موضوعين جوهريين من موضوعاتها، ولفت الكاتب إلى أن مؤتمر القاهرة خلافًا لما أثير، وما زال يثار حوله لغايات سياسية، أغلبها لا يتعلق بموضوعات سورية، بل بالعلاقات البينية الإقليمية، فإن مهمته أساسها موضوع الحل السياسي، وليس خلق إطار سياسي جديد للمعارضة، ولا إيجاد بديل للائتلاف الوطني أو هيئة التنسيق، ولا خلق قيادة جديدة للمعارضة السورية، إنما خلق قوة مساعدة، أما بالنسبة لمؤتمر الرياض، يوضح الكاتب أنه دعوة سعودية، هدفها مساعدة المعارضة السورية لإخراج القضية السورية مما آلت إليه أوضاعها، وتحقيق السلام، والمساعدة في الوصول إلى هدف السوريين في إقامة نظام جديد يخلف نظام الاستبداد الدموي، مبرزا أن مؤتمر الرياض، لن يتعرض للبنى القائمة في المعارضة، بمعنى أنه لن يؤسس بدائل لأي منها، ولن يكون عوضًا عنها، بل سيخلق إطار مشتركًا وفعالاً لتعاونها، وقيادتها في إنجاز مهماتها وتحقيق أهدافها المشتركة، والتغلب على التحديات والمشكلات، التي يطرحها الواقع السوري بتعقيداته وعلاقاته الداخلية والخارجية على السواء، وخلص الكاتب إلى أن مؤتمري القاهرة والرياض، يكمل بعضهما بعضا، حيث الأول يمهد للثاني، والأخير يكمل بعض ما بدأه الأول، دون أن يذهب أي منهما في خلق بدائل لما هو قائم، بل وضع ما هو قائم في إطاره الصحيح، وتوظيف قدراته وطاقاته الإيجابية في خدمة القضية السورية.
• تحت عنوان "دي ميستورا يصول ويجول الى حين نضوج الحلول" تتساءل ثريا شاهين في صحيفة المستقبل اللبنانية عن النتائج التي حققها تحرك الموفد الدولي للحل في سوريا ستيفان دي ميستورا حتى الآن من خلال المشاورات التي يجريها مع كل الأطراف الدولية، والأطراف السورية، لتقييم الموقف ودراسة مدى إمكان الانطلاق بالحل السياسي مجدداً عبر وثيقة «جنيف 1»، ونقلت الصحيفة عن مصادر ديبلوماسية قريبة من دي ميستورا، تأكيدها بأن الموفد الدولي، التقى على حدة بممثلين عن الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا والصين، أي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، كما التقى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، كذلك التقى ممثلاً عن إيران، وهذه اللقاءات تمت في جنيف، ورأت كاتبة المقال أن الانطباع الأهم، هو الذي سيتكون بعد لقاء دي ميستورا مع كل من المعارضة والنظام، مبرزة أن كل الدول الغربية تريد أن يخرج الأسد من السلطة، لكن الفارق هو أن البعض يريد خروجاً فورياً له، والآخر يريد خروجاً بعد مرحلة انتقالية، في ضوء حل ما تفرضه العملية السياسية، ونوهت الكاتبة إلى أن دي ميستورا سيستكمل لقاءاته السورية والدولية والإقليمية، في انتظار حصول ظروف مناسبة للحديث عن حل سياسي، لافتة إلى أن الموفد الدولي ليس لديه تصور للحل، الذي ينطلق من وثيقة «جنيف»، وهو المرتكز الأساسي في مسعاه.
• نقلت صحيفة العرب اللندنية عن مصدر فرنسي مطلع قوله إن الإسرائيليين نصحوا بشار الأسد عن طريق وسطاء فرنسيين بأن يبدأ بالانسحاب من دمشق إلى منطقة الجيب الساحلي طالما كان الجيش النظامي والطيران قادرين على تأمين مثل هذا الانسحاب وتوفير خروج آمن، وأشار المصدر الذي لم يشأ أن يذكر اسمه إلى أن النصيحة الإسرائيلية جاءت بعد تزايد مؤشرات التراجع العسكري والعمليّاتي السوري وتحقيق عدد من التنظيمات السورية المعارضة الإسلامية المسلحة نجاحات تكتيكية كثيرة في مناطق الشرق وتقدم استراتيجي ملحوظ في القاطع الشمالي من ساحة العمليات، وقال إن الإسرائيليين يرون أن المعارضة بصدد شن هجوم كبير على أحد محوري العمليات؛ إما مباشرة على جنوب اللاذقية لعزلها أو على حماة للوصول إلى منطقة مصياف/الساحل وقطع الطريق على أيّ قوات يمكن أن تحاصر في قاطع دمشق، وأكد المصدر الفرنسي للصحيفة أن خسائر "حزب الله" في سوريا وصلت إلى ألف قتيل وحوالي 7 آلاف جريح مما يعني أن ثلث القوة العسكرية لـ"حزب الله" البالغة في أقصى تقديراتها 30 ألف مقاتل تعرضت لإصابات مما يحد من قدرته على تغطية قطاع أوسع من القلمون، وأضاف أن هذا يعني بأن أيّ انتكاسة في منطقة قريبة من دمشق يمكن أن تنعكس كارثيا على وجود العلويين في المنطقة وهذا مبعث النصائح الإسرائيلية المقدمة للنظام.
• أشارت صحيفة عكاظ السعودية تحت عنوان "نظام بشار يتهاوى"، إلى أن معنويات ميليشيات "النظام السوري" وجنوده قد سقطت على الرغم من محاولة طهران وأذرعها لإطالة عمره باستخدام شتى وسائل الوحشية والإجرام في العديد من المناطق المحررة، ونوهت إلى أن المؤشرات تتراكم على أن مصير طاغية سوريا ونظامه دخل مرحلة بداية النهاية بعد الانكسارات العسكرية العديدة التي مني بها في الفترة الأخيرة ومن بين تلك المؤشرات التوتر الواضح ولغة الخطاب المرتبكة التي ظهرت في التصريحات المتضاربة للنظام وأزلامه، لافتة إلى أن المؤشرات على الأرض تؤكد أن بشار لم يعد أسدا وانفرط زمام الأمور من بين يديه وأصبح غير قادر على الحفاظ على دمشق عاصمة مركزية لنظامه الفاشي ولم يعد يسيطر على أكثر من ربعها، وكل صرخات الاستغاثة لم تجد صدى، والحديث عن معركة دمشق ووجود قوة كبيرة من ميليشيات "حزب الله" جاهزة للدفاع عنها إلى جانب قوات النظام المنهارة أو ما تبقى منها، ليس سوى فرقعات إعلامية، وبينت الصحيفة أنه لم يتبق للنظام سوى 25 % من الأراضي السورية بعد أن اندحرت قواته مهزومة وأخذت في التراجع لحماية حاضنته الشعبية التي بدأت تلمس فشله في حماية مناطقه.