جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 30-11-2015
• أشارت مجلة نيوزويك الأميركية إلى أن روسيا تشن حملة جوية لا هوادة فيها على سوريا، وأنها بدأت باستخدام قاذفات إستراتيجية من طراز "في يو95" بعيدة المدى المجهزة لحمل رؤوس نووية، وذلك لإطلاق صواريخ كروز المتطورة من مسافات بعيدة في بحر قزوين على أهداف في سوريا، وأضافت أن روسيا قصفت أهدافا في سوريا تتمثل في مئات الشاحنات التي تحمل نفطا والتابعة إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بالتنسيق المبدئي مع الولايات المتحدة وفرنسا، وأشارت إلى أن هجمات باريس وحادثة إسقاط طائرة الركاب الروسية فوق جزيرة سيناء التي تبناهما تنظيم الدولة ساهمتا في اتفاق أعداء الأمس في الحرب العالمية الثانية، وذلك رغم أن محادثات بينهم لنحو شهرين باءت بالفشل، وأوضحت الصحيفة بالقول إنه يبدو أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يعترف بأن التدخل الروسي العسكري والدبلوماسي في سوريا صار يمثل تغييرا لقواعد اللعبة في المنطقة، وأشارت إلى أن كيري تحدث عن تبادل للمعلومات عالي المستوى يجري بين روسيا والغرب، وأضافت أن كيري يأمل في التوصل إلى هدنة بين نظام الأسد والمعارضة في غضون الأسابيع القليلة القادمة، ولفتت نيوزويك إلى أن مراقبين يرون أنه ليس بمقدور قوات الأسد المنهكة استعادة السيطرة على ما فقدته من المناطق، وذلك رغم الدعم الجوي الروسي والزخم الإيراني على الأرض المتمثل في جنود وكبار ضباط الحرس الثوري الإيراني المنتشرين في سوريا، وأشارت إلى أنه في حال تقدم قوات الأسد بفعل الدور الذي يلعبه الطيران الحربي الروسي، فإن المعارضة سرعان ما تتلقى دعما من جانب القوات الجوية التركية والقطرية، وأنه في حال تقدم قوات الأسد فإن المعارضة ستحصل على أسلحة مضادة للطائرات متطورة مثل صواريخ ستنغر وأفينجر من السعودية والتي اشترتها من الولايات المتحدة.
• قالت صحيفة الغارديان البريطانية في مقال لناتالي نوغايريد إن موقف رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون بشأن سوريا وسعيه للمشاركة في القصف الجوي ضد تنظيم الدولة صائبٌ، لكن نتائج هذا القصف ستعتمد على روسيا، وأضافت الصحيفة أن أزمة سوريا امتدت إلى أوروبا ولذلك فإن عملا أمنيا أوروبيا جماعيا تشارك فيه بريطانيا هو المطلوب، خاصة أن واشنطن لا ترغب في التورط عميقا في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن ألمانيا قد أعلنت عن مساهمتها في الحملة وأصبح الناس بانتظار بريطانيا، وتحدثت الصحيفة عن ضرورة توفر قوات برية في سوريا لطرد مقاتلي تنظيم الدولة ولإعادة الاستقرار للبلاد فيما بعد، وقالت أيضا إن هذه القوات يجب ألا تكون من الدول الغربية حتى لا تتكرر تجارب العراق وأفغانستان العالية التكلفة والتي أنتجت العنف والتطرف، واختتمت الصحيفة قائلة إن سلوك روسيا الآن هو الذي سيقرر ما إذا كانت الحملة ضد تنظيم الدولة ستنجح، وأعربت عن تضاؤل الأمل في تخلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حليفه بشار الأسد وتوقف روسيا عن قصفها للقوات التي ترغب الدول الغربية في الاستعانة بها.
• نشرت صحيفة ذى إندبندنت أون صنداي البريطانية مقالا تحليليا مطوّلا للكاتب باتريك كوكبيرن قال فيه إن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون عزم على مواجهة تنظيم الدولة في سوريا، ولكن دون الخطط الواقعية اللازمة لهذه المواجهة الخطيرة، وأوضح أنه بالرغم من كل الخطابات الغاضبة التي أعقبت هجمات باريس، فلا يبدو أن تنظيم الدولة يواجه ضغوطا دولية بدرجة لا يمكنه فيها الصمود أمامها، وأضاف أن كاميرون لم يشرح لنا عن إمكانية انتصار بريطانيا في هذه الحرب ضد تنظيم الدولة، وأشار كوكبيرن إلى أن تنظيم الدولة لن ينهزم أمام التحالف الدولي، وأن اعتماد هذا التحالف على حلفاء محليين في كل من سوريا والعراق يشبه اعتماد التحالف الدولي الذي تشكل إبان الحرب على أفغانستان وغزو العراق، وأوضح أنه لم يكن في كلتا الدولتين من يساعد قوات التحالف الدولي بشكل كبير، وقال كذلك إن تنظيم الدولة يستخدم إستراتيجية جديدة تتمثل في شنه هجمات خارجية، وقد يستهدف المواطنين البريطانيين إذا ما شاركت لندن في هذا التحالف ضد تنظيم الدولة في سوريا، وأضاف أن شعوب الشرق الأوسط لا تزال تنظر إلى بريطانيا على أنها قوة عظمى، وأنها بالمشاركة في هذه الحرب لن تضيف شيئا، واعتبر الكاتب أن الحرب المستعرة في سوريا منذ نحو خمس سنوات كارثية خطيرة، وأن الأوضاع فيها معقدة، وأعرب عن الخشية أن يقود كاميرون بريطانيا للحرب بهذه المنطقة المضطربة، ويتركها تنزلق عميقا في المستنقع السوري.
تحدثت صحيفة لوموند الفرنسية عن عودة روسيا إلى الشرق الأوسط وعن مدى نجاح رهان الرئيس بوتين على سوريا، وقالت إن بوتين يخاطر بشكل كبير في دعمه العسكري للنظام السوري، وأضافت أن بوتين يتسبب في زعزعة استقرار الشرق الأوسط برمته وفي تزايد تهديدات تنظيم الدولة ضد روسيا نفسها، ولفتت الصحيفة إلى أن سوريا تمثل بالنسبة إلى روسيا رمزا للأمجاد القيصرية القديمة، وأن موسكو تحاول بسط وتقوية نفوذها في الشرق الأوسط بغطاءات من المجتمع والقانون الدولي، ولكنها تراهن على نظام لا يحظى بشعبية بين العرب ممثلا بنظام الأسد، وأشارت لوموند إلى أن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بدأ القصف منذ العام الماضي، ولكن دون جدوى، وعليه فإن القصف الروسي لن يؤدي إلى حل للأزمة السورية المتفاقمة، وذلك لأنه لا حل عسكريا للحرب المستعرة في سوريا منذ نحو خمس سنوات.
• في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط يتساءل عبد الرحمن الراشد: "هل تنجح روسيا في ما فشلت فيه إيران؟"، وأشار الكاتب إلى أن الروس عازمون على الانتقام، وكسب المعركة في سوريا، بعد أن أُسقطت لهم طائرتان، الأولى مدنية فّجرت فوق مصر، والثانية قاذفة فوق تركيا، ولفت إلى أنهم الآن يحاولون عزل الأتراك، اللاعب الرئيسي ضد نظام الأسد، معتبرا أنهم لو نجحوا بذلك قد يكونون هم صاحب الكلمة الأخيرة في مستقبل سوريا، وأضاف الكاتب متسائلا: إذا نجح الروس في شل قدرات تركيا كفاعل في سوريا، هل نحن أمام نهاية الثورة السورية، ونهاية تنظيمات معارضة مسلحة معتدلة مثل الجيش الحر، وأخرى متطرفة مثل «داعش» و«جبهة النصرة»،، ورأى أنها قد تكون انتكاسة مؤقتة، منوها إلى أن المعارضة ستستمر وسيدوم الرفض، ولن يفلح الروس والإيرانيون وبقايا النظام في إعادة عقارب الساعة، وشدد على أنه من دون حل سياسي يعطي أملا للجميع، لن تتوقف الحرب حتى لو أقفلت كل بوابات الحدود، وأكد الكاتب أنه إذا أراد الروس النجاح فأمامهم فرصة ثمينة، فهم يستطيعون تركيب حل يقوم على جمع المعارضة غير الدينية المتطرفة، مع بعض القوى المجتمعية، وبعض رموز الأسد، مبرزا أن مؤتمر الرياض يمهد لرسم جبهة قادرة على قيادة سوريا الجديدة، وهو من صالح الجميع، دون تطرف أو إقصاء للآخرين.
• نقلت صحيفة عكاظ السعودية عن مصادر معارضة وثيقة الصلة بمشروع المنطقة الآمنة في الشمال السوري بأن الترتيبات الفرنسية التركية باتت على الأبواب لإعلان المنطقة الآمنة لتشمل المناطق من جرابلس شرق سوريا إلى البحر المتوسط غرباً، لتشمل ريف حلب الشمالي واللاذقية وإدلب وهي المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعتدلة، وقالت المصادر إن المنطقة الآمنة لن تكون تحت سيطرة فصيل معين أو جهة سياسية أو عسكرية معينة وإنما تحت إدارة الحكومة السورية المؤقتة مدعومة بجيش وطني يتم تشكيله من كل الفصائل السورية المعتدلة في الشمال السوري، على أن تستمر العمليات العسكرية ضد النظام في كل الجبهات، وتوقعت المصادر انتقال كافة طاقم الحكومة السورية المؤقتة إلى الداخل، ولم تستبعد أيضاً دخول أعضاء من الائتلاف للمشاركة في إدارة شؤون هذه المنطقة، مؤكدة أن قرار المنطقة العازلة تم اتخاذه ولم يبق سوى الإجراءات التقنية بين الجانبين التركي والفرنسي، فيما التزمت الولايات المتحدة الصمت في إشارة إلى الموافقة الضمنية على المشروع، وأوضحت مصادر الصحيفة أن الضربات التركية الأخيرة على تنظيم "داعش" في ريف حلب الشمالي تأتي في إطار تنظيف هذه المناطق من وجود المنظمات الإرهابية من أجل استقبال السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم، مشيراً إلى وجود مساع روسية لإفساد المشروع الفرنسي التركي والذي ظهر في استهداف الطائرات الروسية لمناطق ريف اللاذقية وريف حلب المناطق الرئيسة في هذه المنطقة، أما عمق المنطقة فيتراوح بين 35-40 كلم بينما يتراوح طولها من 95-100 كلم، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن المنطقة الأمنة ستمتد حتى المتوسط، بحسب الصحيفة.
• تساءلت صحيفة الشرق السعودية: كيف صنع الأسد المتطرفين واستفاد منهم؟، وقالت إنه من المفيد في مواجهة الدعايات المضلِّلة لنظام بشار الأسد وحليفه النظام الإيراني؛ تذكُّر كيف بدأت الثورة في سوريا في مارس 2011، ومتى دخل المتطرفون على خطِّها ومن هيَّأ الأرض لهم ودعمهم سراً ثم عاد ليدَّعي علناً أنه يحاربهم، وتابعت قائلة: كما يعلم الجميع؛ تظاهر فتية في مدينة درعا وهتفوا من أجل الكرامة ورسموا على حوائط مدرستهم شعاراتٍ بهذا المعنى، فكان الردُّ من النظام اعتقال الفتية في ظروفٍ غامضة وإساءة معاملة أهاليهم، ولفتت إلى أنه وبعد مرور 4 سنوات ونصف السنة تقريباً؛ يدرك العقل الجمعي السوري حقيقة ما جرى، ويُبدي مزيداً من الاقتناع بحقيقة مفادها أنه لولا الأسد ما ظهرت التنظيمات الإرهابية، مبرزة أن ظهور هذه التنظيمات كان مصلحةً رئيسةً للسلطة وإن تظاهرت بعكس ذلك.
• توقع محمد السماك في صحيفة المستقبل اللبنانية أن تؤدي الأزمة السورية والنزاع الدولي حولها إلى رسم خريطة جديدة المنطقة كما حدث في الشرق الأوسط في 1916 على يد الدبلوماسيين البريطاني والفرنسي سايكس وبيكو، وقال إن رسم خريطة سوريا الجديدة يعني على الأقل إعادة النظر في خريطة شمال العراق، وجنوب تركيا، وهذا يعني فتح "صندوق باندورا" على كل المفاجآت غير السارة في الشرق الأوسط، وما أكثرها، وما أخطرها، ورجح الكاتب أن يكون هذا الأمر موضع بحث بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والتركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة العشرين في أنطاليا بتركياـ وكذلك بين الرئيسين أوباما وفلاديمر بوتين صاحب الدور المفقود في لعبة الأمم في الشرق الأوسط.