جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 27-12-2015
• نشرت صحيفة لوفيف البلجيكية تقريرا حول مقتل القيادي البارز في المعارضة السورية المسلحة، زهران علوش، وتداعيات هذا الحدث على المساعي الدولية لتسوية الصراع السوري، وقالت الصحيفة، إن مقتل القيادي في جيش الإسلام لا يمثل فقط ضربة موجعة لأكبر فصيل للمعارضة السورية المسلحة في منطقة دمشق، بل ينذر أيضا بانتكاسة المساعي الدولية للتسوية في سوريا قبل شهر من بدء المفاوضات الرسمية، وذكرت أن ثلاث طائرات تابعة للنظام استهدفت اجتماعا سريا لقيادات المعارضة المسلحة، بغارات جوية متتالية على منطقة المرج في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى مقتل زهران علوش وخمسة قادة آخرين من المعارضة المسلحة، وفقا لتقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان، واعتبرت الصحيفة أن العملية الجوية التي استهدفت قيادات المعارضة، مثلت ضربة موجعة لجيش الإسلام وأحرار الشام، حيث أدت هذه العملية إلى مقتل 12 عنصرا من جيش الإسلام، وسبعة آخرين من فصيل أحرار الشام، وأضافت أن الغارة الجوية استندت على معلومات استخباراتية دقيقة، في الوقت الذي كانت فيه فصائل المعارضة المسلحة تسعى إلى إعادة تنظيم قواتها، بعد استعادتها السيطرة على منطقة مرج سلطان الإستراتجية، ورأت الصحيفة أن مقتل زهران علوش قد يدفع بالتسوية نحو طريق مسدود، قبل شهر من بدء المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية في جينيف، ونوهت إلى أن الفصائل السورية المسلحة ستواجه تحديات كبيرة على مستوى القرار العسكري، الذي قد يفقد مركزيته بعد مقتل زهران علوش، ما ينذر بتفكك الفصائل المنضوية تحت قيادة جيش الإسلام في الفترة المقبلة، وفي الختام؛ قالت الصحيفة إنه يمكن اعتبار مقتل زهران علوش عملية استباقية، حيث تشير المعطيات إلى أن جبهة النصرة وجيش الإسلام وتنظيم الدولة كانوا على وشك تنفيذ عمليات قتالية مشتركة، تعتمد على أربعة آلاف مقاتل، للتوسع في مناطق مختلفة من العاصمة دمشق.
• اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنّ اغتيال زهران علوش، قائد جيش الإسلام، بغارة جوية روسية يخدم نظام الأسد قبل بدء العملية التفاوضية برعاية الأمم المتحدة، ورسالة واضحة لرفض مؤتمر الرياض، وبحسب الصحيفة فإن نظام الأسد وحليفه الأبرز روسيا ينظران إلى علوش وجيش الإسلام على أنهما جماعة إرهابية، وأنهما لا يختلفان كثيرًا عن تنظيم الدولة، ورأت أن هذه العملية تأتي في إطار سعي موسكو إلى تحسين مكانة بشار الأسد، بين الحكومات الغربية على اعتبار أن نظام دمشق يحارب كل الجماعات المتطرفة بما فيها تنظيم الدولة، وترى الصحيفة أن اغتيال علوش تقويض للعملية السياسية؛ حيث نقلت عن إبراهيم حميدي، مراسل صحيفة الحياة في دمشق، قوله: إن الغارة تمثل رسالة من قِبَل النظام وحلفائه الروس لرفض محادثات الرياض والإصرار على الحل العسكري، وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن جيش الإسلام أرسل وفده إلى الرياض؛ حيث تم التفاوض هناك مع جماعات سورية معارضة؛ بهدف اختيار ممثلين لمحادثات السلام المقرر عقدها في أوائل العام 2016، لإنهاء الحرب في سوريا.
• نشرت مجلة ناشيونال إنترست الأميركية مقالا تحليليا مطوّلا للكاتب بروس هوفمان قال فيه إنه رغم التطرف المحلي العنيف الذي يعانيه الغرب والمستلهم من تنظيم الدولة الإسلامية أو تنظيم القاعدة، هناك تهديدات أخرى أكثر خطورة تتمثل في المقاتلين الأجانب الذين دربهم تنظيم الدولة، وذلك عند عودتهم إلى بلدانهم الأصلية في الغرب التي قدموا منها، وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة وشركاءها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أتعبتهم الحروب الخارجية، وأنهم عجزوا عن مواكبة مواجهة الإرهاب العالمي، خاصة في ظل الخسائر البشرية الفادحة التي تكبدوها بعد خوضهم حروبا خارجية متواصلة لأربعة عشر عاما، ولفت إلى أن الغرب يواجه تهديدات خطيرة، وذلك في ظل ضراوة الإيديولوجيا "الخبيثة" التي يتبناها تنظيم الدولة وفي ظل طموحاته واستراتيجياته والأعداد الهائلة من المقاتلين المنخرطين في صفوفه، ونوه الكاتب إلى أن تنظيم الدولة استولى على معدات وأسلحة عسكرية تركها الجيش العراقي خلفه تكفي لتسليح ثلاث فرق عسكرية، وأن قيمتها تقدر بعشرة مليارات دولار، وذلك بالإضافة إلى الأسلحة التي استولى عليها من نظام بشار الأسد، وأبرز أن تنظيم الدولة يسعى إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وإلى مسح الحدود المصطنعة بين دول المنطقة التي رسمها الاستعمار الغربي في أعقاب الحرب العالمية الأولى، مبينا أن تنظيم الدولة يزعم أنه يقاتل من أجل حماية السنة المضطهدين في كل من سوريا والعراق.
• كتبت صحيفة الاندبندنت البريطانية في افتتاحيتها تقول إن الذين يمنعون المسلمين من دخول بلدانهم إنما يشجعون تنظيم "الدولة الإسلامية"، ويدعمون أفعاله، وتقول الصحيفة إن التهديد الذي ينسب لمسلمين إنما مصدره عبادة القتل، ولا علاقة له بالمعنى الحقيقي للإسلام، وليس حتى بفهم خاطئ لهذه العقيدة السمحة وأهلها، وتضيف أن هناك من لهم رغبة ملحة في القيام بعمل تنظيم الدولة الإسلامية الخبيث، منهم فرقة اوركسترا دالاس التي ألغت حفلا في أوروبا، خوفا على "سلامة" عازفيها، أو المسؤولين على الهجرة الذين منعوا عائلة مسلمة من دخول الولايات المتحدة، وترى الإندبندنت أن السياسيين الكسلاء الذين ينعتون المسلمين بالإرهابيين، والرسام الكاريكاتوري الذي يصور اللاجئين في شكل جرذان تدخل أوروبا، بأنهم حلفاء أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، وتختم بالقول إن المسيحيين مارسوا عقيدتهم على أرض العرب والمسلمين قرونا قبل أن يظهر تنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك فعل اليهود، فالحرب لا ينبغي أن تكون على الإسلام، ولا ينبغي أن نحظر المسلمين.
• نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول الأزمة التي يعيشها "حزب الله" الإرهابي، قالت فيه إن الحزب أضعفته الاختراقات الأمنية الأجنبية التي تعرض لها، حيث يعاني من شح الدعم المادي الذي كان يصله من إيران، وقالت الصحيفة إن الثورة السورية أضعفت الحزب من جوانب عدّة، أهمها الاختراقات الأجنبية وانقطاع الإمدادات العسكرية من إيران، التي كانت تصله عبر حليفه التقليدي بشار الأسد، ونقلت عن تيمور غوكسل، الإطار السابق في الأمم المتحدة، قوله إن "حزب الله" لا يمكنه أن يتخلى عن بشار الأسد ولكنه يعجز عن أن يشرح لأنصاره التناقض في المواقف بين دعمه ثورة البحرين وقمعه ثورة الشعب السوري، وذكرت الصحيفة أن من مشاكل الحزب؛ تباين المواقف في السياسة اللبنانية بين الوزير الشيعي والقيادي محمد فنيّش، والنائب والقيادي بالحزب علي فيّاض، وبين الأمين العام حسن نصر الله، الذي يواجه تحديات كثيرة داخل حزبه، ومن أبرز تلك التحديات قلة الدعم المادي، حيث يقول رجل أعمال شيعي بجنوب لبنان: إن "حزب الله" لم يعد يملك الكثير من المال، بعد أن خفّضت إيران من الدعم الذي تقدمه له بنسبة 25 بالمائة، والذي كان يبلغ 350 مليون دولار سنوياً، وجاء قرارها هذا بعد أن أصبحت عرضة للعقوبات الدولية، وقالت الصحيفة إن حسن نصر الله يعيش حالة حزن، بعد أن اكتشف خيانة تعرض لها صديقه عماد مغنية، الذي تمت تصفيته بعد محاولته اختراق لواء شقيق بشار الأسد، ماهر الأسد، وأضافت أنه منذ ذلك الوقت وحسن نصر الله غاضب على قيادات الحزب، وكان مصطفى مغنية، ابن عماد مغنية، ضحية هجوم غامض في منطقة من المفترض أنها تحت سيطرة "حزب الله"، وأبرزت الصحيفة أن الحزب أخذ تدابير احتياطية، في ما يخص اتصالاته مع النظام السوري، فالكتائب المقاتلة التابعة للحزب لم تعد تستخدم الاتصال المباشر كما حصل خلال حرب 2006، بل تستخدم البريد الإلكتروني ومقاطع الفيديو.
• في عنوان مقاله بصحيفة القدس العربي يتساءل فيصل القاسم: "هل تآمر الغرب على بشار الأسد أم معه؟"، ورأى الكاتب أننا لو نظرنا إلى مآلات الثورة السورية، أو لحال سوريا الآن بعد خمس سنوات تقريباً على ثورتها، لوجدنا أن خطاب "الممانعة والمقاومة" لا يستقيم أبداً مع واقع الحال، وشدد على أننا لو صدقنا نظرية "الممانعين" بأن هناك مؤامرة كونية، فالمؤامرة ليست أبداً ضد النظام، بل ضد سوريا الشعب والوطن، بدليل أن الذي تأذى فعلاً هو الشعب السوري، مبينا أن النظام رغم خسائره العسكرية والمادية الكبيرة، إلا أنه يحظى، بالإضافة إلى الدعم الأمريكي، بدعم عسكري واقتصادي هائل من حلفائه الروس والإيرانيين، وحتى من يسمون بـ"أصدقاء الشعب السوري" المزعومين أكثر قرباً من النظام منهم من الشعب السوري، بدليل أنهم سمحوا لبشار الأسد أن يستخدم كل أنواع السلاح ضد الشعب، وضد سوريا الوطن، بينما حرموا معارضيه من أي سلاح يمكن أن يوقف الدمار والخراب الذي تحدثه طائرات النظام بسوريا والسوريين يومياً قتلاً وتشريداً وتدميراً للبشر والحجر، وتابع الكاتب متسائلا: كيف تتآمر أمريكا وإسرائيل وحلفاؤهما العرب والإقليميون على نظام الأسد إذا كانوا قد تركوه خمس سنوات يفعل الأفاعيل بكل من عارضه، وأضاف أنه لو كان النظام فعلاً يشكل قلعة "المقاومة"، كما يدعي هو وحلفاؤه، هل كانت إسرائيل وأمريكا لتباركا التدخل الروسي السافر بكل أنواع الأسلحة الجوية والبحرية والاستراتيجية الحديثة للذود عن النظام والتحالف مع ما يسمى بحلف "المقاومة" كالإيرانيين و"حزب الله" والميليشيات الشيعية العراقية والباكستانية والأفغانية وحتى الكورية الشمالية؟ وهل كانت إسرائيل لتسمح لـ"حزب الله" وإيران أن يصلا إلى حدودها للدفاع عن نظام الأسد؟
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لطارق الحميد بعنوان "الروس واغتيال علوش"، اعتبر فيه أن اغتيال الروس لقائد جيش الإسلام، زهران علوش، لا يعد ضربة موجعة، وقاصمة للظهر كما يرى البعض، معتبرا أن الاغتيال مجرد فرقعة إعلامية، ولن يغير المعادلة ميدانيًا، كما يتأمل الروس، ورأى الكاتب أن اغتيال علوش، يقوي الآن حجة الرافضين لتصنيف المعارضة السورية، موضحا أن من شأن اغتيال علوش، والذي يحاول الإعلام الروسي التنصل منه، إضفاء مزيد من الشرعية على جيش الإسلام، وتعزيز مكانته، كما أنه سيؤدي إلى تأجيج التطرف، والتشدد، وتعزيز حمل السلاح، بل وخدمة "داعش"، وغيرها، وشدد الكاتب على أن كل يوم يمضي بسوريا يؤكد أنه ليس لدى الروس رؤية واضحة، مبرزا أن من يتابع الأزمة السورية سيلحظ أن الوجود الروسي هناك هو أشبه بمشهد فيل كبير في غرفة صغيرة، حيث كثير من الخراب، والأضرار، وسيضطر الفيل للبحث عن مخرج، عاجلاً أو آجلاً، كما حدث في أفغانستان سابقًا، وخلص الكاتب إلى أن اغتيال الروس لعلوش لا يعدو أن يكون ضربة معنوية ستتجاوزها المعارضة المسلحة مثلما تجاوزت من قبل اختطاف المقدم حسين هرموش، عام 2011، وكما تجاوزت تعرض العقيد رياض الأسعد، مؤسس الجيش الحر، لتفجير عام 2013، وأدى إلى بتر ساقه، لذا فإنه لا إنجاز روسيًا حقيقيًا بعد اغتيال علوش أكثر من كونه حضوًرا إعلاميًا لمدة 24 ساعة، وبعدها يوم آخر، وتستمر الحياة، وكذلك الأزمة السورية، والورطة الروسية.
• "لماذا استهدفت روسيا مؤتمر الرياض؟" بهذا السؤال عنون خالد الدخيل مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، وتطرق فيه إلى عملية اغتيال قائد جيش الإسلام زهران علوش، ورأى الكاتب أن استهداف علوش وتنظيمه لم يكن بحد ذاته مفاجأة غير متوقعة، ولكن توقيت الاستهداف لا يمكن إلا أن يكون كذلك، موضحا أنه يأتي بعد أن تبنى جيش الإسلام مع فصائل عسكرية أخرى مسار الحل السياسي في سورية، وبعد مشاركة هذا التنظيم في مؤتمر موسع للمعارضة السورية عُقد في الرياض في التاسع والعاشر من الشهر الجاري، وتبنى خيار الحل السياسي عبر التفاوض مع النظام، واعتبر الكاتب أن هذه المعطيات تشير إلى أمرين، الأول أن روسيا تتبنى في هذه المرحلة موقف النظام السوري من مسألة الحل السياسي، ومن ينبغي أن يشارك في هذا الحل، والأمر الثاني هو أن اغتيال علوش ورفقائه ضربة موجهة ليس فقط إلى التنظيم وقيادته، بل موجهة إلى مؤتمر المعارضة في الرياض ونتائجه، وأشار الكاتب في هذا السياق إلى أن موسكو ماضية في مخططها في سورية، لكنها لا تريد الاصطدام مع الرياض بعد تطور العلاقة بينهما أخيراً، وتحاول في الوقت نفسه تفادي خصومة معلنة مع واشنطن حتى لا تستفزها في هذه اللحظة الحرجة، مبينا أن روسيا متمسكة بتقوية النظام السوري في وجه معارضيه، لكنها لا تلقى تعاوناً إقليمياً أو دولياً في ذلك، لذا اختارت توجيه ضرباتها إلى المعارضة العسكرية تحت غطاء محاربة الإرهاب.
• تطرقت صحيفة الوطن القطرية إلى الشأن السوري واعتبرت أن النظر إلى الأزمة السورية والمنعطف الراهن الذي وصلت إليه أحداثها، يؤكد أهمية استمرار الجهود المخلصة من قبل الدول العربية والإسلامية في تنسيقها وتعاونها مع القوى الدولية، التي تؤيد وتدعم حقوق الشعب السوري، معبرة عن عن أملها في أن تكلل جهود قطر وبقية الدول، في الساحتين الإقليمية والدولية، بالنجاح النهائي المأمول في متابعتها لهذا الملف، من أجل ترجيح كفة الحلول الشاملة والعادلة لقضية الشعب السوري، وتحقيق تطلعاته المشروعة في الحرية والديمقراطية والعدل وحقوق الإنسان.
• أبرزت صحيفة الجزيرة السعودية أنه مع تمدد المسافة الزمنية للأزمة السورية، بدأت المتغيرات تتفاعل وتقدم لنا كل يوم جديداً، وأوضحت أن آخر هذه المتغيرات الجديدة، طفو الخلافات الروسية الإيرانية على السطح السوري، ونوهت الصحيفة إلى أن تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، كشفت عن وجود خلافات بين موسكو وطهران ليس فقط حول مصير بشار الأسد، بل إن هناك عدم تطابق بين موقف روسيا ونظام ملالي طهران حول دور "حزب الله" اللبناني والمليشيات الطائفية القادمة من العراق وأفغانستان وباكستان، وأشارت إلى أنه بعد التدخل الروسي العسكري في العمليات العسكرية في سوريا بمواجهة الإرهاب كما يقول الروس، إلا أن هناك شبه توافق بين موسكو وطهران أن تبقى السيطرة على الأرض لإيران وحلفائها الطائفيين، والسماء لروسيا حيث تبسط مقاتلاتها سيطرتها على الأجواء السورية، ولفتت الانتباه إلى ما يتداوله المراقبون العسكريون من سقوط عدد كبير من الضباط الإيرانيين بينهم من يحمل رتباً عسكرية عليا بقصف روسي بذريعة الخطأ لموقع منذ أيام في محافظة حمص.