جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 27-11-2015
• تناولت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الأزمة المتصاعدة بين روسيا وتركيا في أعقاب إسقاط أنقرة للمقاتلة الروسية لاخترقها المجال الجوي التركي، وقالت الصحيفة بافتتاحيتها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يحاول اختبار حلف شمال الأطلسي، وأشارت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحتاج إلى دعم من جانب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وذلك في أعقاب أزمة المقاتلة الروسية، ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب هولمان جينكينز قال فيه إن تركيا أسقطت نمرا من ورق، فجيران بوتين لا يرون فيه مظاهر الإعجاب التي تبديها الولايات المتحدة، وأضافت أن بوتين ليس ذلك الإستراتيجي البارع كما يحاول البعض تصويره، ولكنه مجرد مقامر، وأنه حري به الاهتمام بترتيب بيته الداخلي قبل تهديد الآخرين، كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب ليون آرون تساءل فيه عن كيفية إجراء تغيير لعقل بوتين، وقال إن موسكو صعدت من الغارات الجوية بالمجال الجوي لحلف الناتو، وخاصة منطقة البلطيق وأوروبا الغربية. وأضاف أن روسيا أنشأت قاعدة عسكرية جديدة في سوريا على مسافة قريبة من تركيا التي تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي.
أشارت مجلة ذي ناشونال إنترست الأمريكية إلى أن روسيا بصدد نشر صواريخ متطورة مضادة للطيران من طراز إس400 في سوريا، ودعت إلى ضرورة الاستعداد لمواجهتها، لكنها ألمحت في تقرير منفصل إلى أن تركيا لديها أصناف من الأسلحة الحربية المتطورة التي على روسيا أن تخشاها، وأوضحت أن تركيا تمتلك مقاتلات إف16 متعددة المهام وصواريخ جو جو "أي آي إم120" المتطورة متوسطة المدى، وأن لديها أنظمة رادار أرضية "كورال جامر" متطورة قابلة للحركة بقدرات إلكترونية حديثة، وأن أنقرة تمتلك غواصات وطرادات بحرية متطورة، كما أشارت المجلة، في تقرير منفصل، إلى أن إسقاط المقاتلة الروسية يعيد إلى الأذهان التدخل العسكري الروسي في سوريا برمته، وأوضحت أن بوتين يسعى من وراء حملته إلى دعم نظام الأسد، كما نشرت مقالا للكاتب كيفين ريغان تساءل فيه عن مصير فرص إقامة مناطق عازلة في سوريا في أعقاب إسقاط المقاتلة الروسية.
• رأى الكاتب يافوز بايدار في مقاله بصحيفة الغارديان البريطانية أن إسقاط المقاتلة الروسية يظهر أن أي حل للصراع في سوريا يحتاج من الولايات المتحدة وروسيا العمل معا ومراقبة حلفائهما عن كثب، وبغض النظر عن الجهة المسؤولة -كما يقول الكاتب- فإن إسقاط الطائرة الروسية فوق الجزء الجنوبي من الحدود التركية من شأنه أن يزيد تعقيد صورة الصراع السوري المعقدة بالفعل، ويضيف أنه بغض النظر عن الشكل الذي ستؤول إليه هذه الأزمة إلا أنها ستزيد الضغط على اللاعبين الرئيسيين -أميركا وروسيا- اللذين يحددان قواعد الاشتباك سواء كان ذلك عسكريا أو دبلوماسيا، وأشار بايدار إلى أن حادثة الثلاثاء الماضي لم تكن غير مسبوقة تماما حيث إنه في بدايات الصراع السوري في يونيو/حزيران 2012 أسقطت طائرة استطلاع تركية فوق البحر المتوسط قبالة اللاذقية، وكانت هناك شكوك بأن مقاتلة فانتوم أسقطتها بصاروخ أطلق من قاعدة روسية على الشاطئ، وقد نفت روسيا بشدة تلك الاتهامات وأغلقت القضية في النهاية، واعتبر الكاتب أن تركيا قد تكون لديها الآن حجج أقوى للدعوة إلى فرض منطقة حظر جوي على طول منطقتها الحدودية، لكن نظرا لحساسية المحادثات فمن المرجح ألا تلقى آذانا صاغية من روسيا وفرنسا بل وحتى أميركا، وختمت غارديان بأن الدرس الذي يمكن استخلاصه من هذه المواجهة هو أن أي حل للصراع السوري سيُبنى على شرط مسبق بأن تضع أميركا وروسيا خلافاتهما جانبا والاتفاق من حيث المبدأ على مستقبل المنطقة وبناء مجموعة معلومات استخبارية مشتركة وخطة قتالية منسقة ضد "الجهاديين"، والمطالبة بوضوح تام للمواقف الضعيفة والأنانية لحلفائهما، وإذا لم تفعلا ذلك فإن المزيد من التعقيدات والمخاطر ناهيك عن حروب العصابات ستأتي أفواجا.
• نشرت صحيفة لوبرزيان الفرنسية تقريرا حول أبعاد وتداعيات عملية إسقاط الطائرة الروسية على الحدود التركية السورية يوم الثلاثاء، واعتبرت الصحيفة، أن حادثة إسقاط الطائرة الروسية أدت إلى توتر كبير في العلاقات الثنائية بين تركيا وروسيا، وتساءلت الصحيفة عن التداعيات العسكرية والسياسية لهذه الحادثة، في ظل تعقيدات الصراع السوري منذ سنة 2011، وللإجابة عن هذه التساؤلات حاورت كلا من الخبير الروسي إيف بوير، والخبير التركي ديديار بيلون، وتطرقت الصحيفة للنتائج المحتملة لحادثة إسقاط الطائرة الروسية على الحدود بين تركيا وسوريا، حيث أكد الخبير التركي بيلون أن الحادثة ستؤدي إلى توتر العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث سيسعى كل منهما إلى إثبات قوته، ولكنه رجح أنها لن تؤثر جذريا في العلاقات بين أنقرة وموسكو، فهناك العديد من المصالح السياسية والاقتصادية التي يجب المحافظة عليها، وأشار الخبير الروسي من جهته؛ إلى وجود احتمالين اثنين فيما يخص تداعيات إسقاط الطائرة الروسية: الاحتمال الأول هو أن تتوقف الأمور عند هذا الحد، أما الاحتمال الثاني، وهو الذي رجحه بوير، فيتمثل في التوجه الروسي نحو التصعيد، إذ اعتبر أن روسيا ستسعى إلى القيام برد انتقامي يتمثل في إسقاط أول طائرة تركية تقوم بالتحليق على الحدود السورية، واعتبر بوير أن الأمور لن تتطور إلى درجة التصعيد العسكري؛ لأن المسألة يمكن أن تدخل مرحلة خطيرة جدا إذا تعلق الأمر بالتحالفات في المنطقة، خاصة أن تركيا عضو في حلف الناتو، وبالتالي فمن المتوقع أن يتجه الطرفان إلى التهدئة.
• أفادت صحيفة يني شفق التركية، بأن القوات الروسية تعمل خلال الفترة المقبلة على حشد المزيد من قواتها في سوريا وتقوية نفوذها من خلال نظام الدفاع الجوي "أس 400"، والذي ستثبته في قاعدة حميميم في اللاذقية، فيما قامت القوات التركية بإرسال مقاتلات "أف-16" إلى الحدود، وزادت في أعداد دباباتها على الحدود، وبحسب ما بينت الصحيفة، فإنه بعد إسقاط الطائرة إثر دخولها للأجواء التركية، فقد بدأت أجواء المنطقة تنذر بحرب باردة بين روسيا وتركيا، حيث أعلن وزير الدفاع الروسي أن القوات الروسية ستقوم بتثبيت منظومة صواريخ "أس-400" للدفاع الجوي، والتي تعمل ضمن دائرة نصف قطرها 400 كم، كما أنها أعلنت عن تثبيت منظومة صواريخ "أس-300"، وبينت الصحيفة أن القوات المسلحة التركية قامت بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المناطق الحدودية مع سوريا، في إطار الرد على التعزيزات العسكرية التي استقدمتها روسيا إلى سوريا. وبينت الصحيفة أن القوات الجوية التركية استقدمت مقاتلات "أف-16" في المطارات العسكرية الموجودة في جنوب تركيا، وأضافت الصحيفة أن بوتين قدّم ميداليات الشجاعة لكل من الطيارين اللذين كانا على الطائرة، إلى جانب أحد الجنود الذين شاركوا في إنقاذ أحد الطيارين.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لوليد شقير بعنوان "تجاهل القوى الإقليمية في سورية"، الكاتب أشار إلى أن اللعب بالنار على الحدود التركية السورية بعد إسقاط المقاتلة الروسية كشف عن التعقيدات الكبرى التي تواجه الحل السياسي للأزمة السورية، بقدر ما كشف عن خطورة الوضع العسكري في الميدان السوري بعد التدخل الروسي، مبرزا أن إسقاط الأتراك المقاتلة الروسية أيقظ المجتمع الدولي على خطورة آثار استمرار المحرقة السورية على علاقات الدول بعضها مع بعض وعلى تناقض مصالحها وتعارض أهدافها، واعتبر الكاتب أن التجرؤ التركي على القيصر الروسي كشف عن أن دور القوى الإقليمية في أزمة بلغت ذروة عالية من التدويل مثل الأزمة السورية، يصعب تجاهله، أو الاستخفاف به، موضحا أن السعي إلى نظام تعددي بدل الأحادية التي تبوأتها الولايات المتحدة، وإلى نظام القطبين في إدارة أزمات العالم، يواجه عقبات إذا كانت الدول الأقدر تنوي الإبقاء على التعامل بمنطق القوة مع الدول الأقل قوة، ولفت الكاتب إلى أن الدول الإقليمية أخذت أدوارها نتيجة ما يسمى «انكفاء» واشنطن المحسوب، إلى درجة أن سياسة باراك أوباما دعت الحلفاء إلى أن يقلّعوا شوكهم بأيديهم وأن يملؤوا الفراغ الذي تركه هو أو خلّفه اعتمادهم المفرط عليه، منوها إلى أن المواربة الأميركية عبر عقيدة «القيادة من الخلف» نشّطت سعي القوى الإقليمية لتعزيز نفوذها، وختم الكاتب مقاله بالقول: إن المدى الذي بلغته الحرب في سورية، يصعب معه الاستخفاف بدول الإقليم المنغمسة فيها.
• نقلت صحيفة العربي الجديد عن مصدر في المعارضة السورية أن تحركات واتصالات تقوم بها بالفعل كل من تركيا وفرنسا مع فصائل المعارضة للبدء بعمليات إقامة "المنطقة الآمنة" خلال الفترة القريبة المقبلة، ويضيف المصدر المعارض، أنّ قرار إقامة "المنطقة الآمنة"، تمّ اتخاذه بشكل نهائي بين الدول وأصبح قاب قوسين أو أدنى، موضحاً أنّ المنطقة ستمتد من جرابلس إلى الساحل السوري، مثلما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسيكون قوام العمليات البرية التي ستؤمن إقامة هذه المنطقة بشكل رئيسي، مكوّناً من فصائل الجبهة الشامية، وجيش الشام، ولواء السلطان مراد (التركمانية)، وحركة أحرار الشام، مع إمكانية انضمام بعض فصائل المعارضة التي تُعرف بـ"المعتدلة" بالمصطلحات الأميركية، ولا يعتبر المصدر نفسه كلام أردوغان، أمس الخميس، عن أن بلاده "تدعم وستظل تدعم الفصائل السورية المعارضة" سوى رسالة للعالم بأن تركيا ماضية في دعم الثورة عبر مشروع المنطقة الآمنة حتى ولو تخلى عنها الجميع، كما سيتم تعزيزها بقوات برية تركية وفرنسية، تقضي مهمتها بإقامة حظر الطيران، كوْن فصائل المعارضة لم تتدرب بعد على مثل هذه الأسلحة والمعدات التي تؤمن مثل هذا الحظر، كما نقلت العربي الجديد عن نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض هشام مروة، أنّ الروس يعتبرون إسقاط الطائرة الروسية من قبل المقاتلات التركية وما يليه من احتمال إقامة "منطقة آمنة"، تهديداً لمشروعهم في دعم النظام السوري، معتبراً أنّ مشروع "المنطقة الآمنة"، أمر ضروري طالب به الائتلاف منذ البداية، لحماية المدنيين من الهجمات المتكررة من الطيران السوري ومن ثم الروسي على المدنيين، ورجح مروة أن ترضخ روسيا لمشروع إقامة "المنطقة الآمنة"، مشيراً إلى أنّ ما حدث من صدام بين روسيا وتركيا، مشكلة تستدعي إيجاد حلّ ومن الممكن أن يتمثل هذا الحل بإنشاء "المنطقة الآمنة" التي ستشمل، تعريفاً، حظراً جوياً يلتزم به الجميع.
• تنقل صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، عن سامي نادر، مدير مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية، أنّ ردّة فعل موسكو على حادثة إسقاط طائرتها سوخوي من قبل طائرات تركيا، أمر طبيعي، لكنه ليس سوى خطوات رمزية وكلام سياسي لن يجد طريقه إلى التنفيذ، لأسباب عدّة، منها طبيعة العلاقة الاقتصادية التي تربط الطرفين، والتي تستفيد منها موسكو بالدرجة الأولى، وقال نادر للصحيفة إن هذه الحادثة التي كرّست قواعد الاشتباك الجديدة ووضعت حدودا لطائرة سوخوي الروسية، كانت رسالة تركية أدخلت عمليا المنطقة الآمنة التي تعمل عليها أنقرة حيّز التنفيذ، وأضاف للصحيفة، أن أي تصعيد سيدفع تركيا أكثر إلى حضن الحلف الأطلسي وبالتالي فإن أي مواجهة معها ستكون مواجهة مع هذا الحلف، كما أن قطع العلاقات الاقتصادية بين البلدين سيعود بالضرر على روسيا، وليس على تركيا التي تملك البدائل بينما تعاني روسيا من العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها، بعدما كانت أنقرة قد امتنعت عن الدخول في نظام العقوبات ضدها.
• اعتبرت صحيفة الدستور الأردنية أن القرار التركي بإسقاط الطائرة الروسية قرار سياسي بامتياز، مضيفة أنه من السذاجة الأخذ برواية خرق الأجواء وتهديد السيادة في منطقة حدودية ضيقة ومتداخلة للغاية، خاصة حين يتعلق الأمر بطائرة حربية تحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت، وأضافت الصحيفة، في مقال بعنوان "إسقاط السوخوي 24 ... قرار سياسي بامتياز"، أن كل الاستثمار التركي في الأزمة السورية بات معرضا للانهيار، وغالبا بفعل التدخل الروسي، ولم يتبق لأنقرة من خيار سوى الإقدام على عمل كبير ما، يحدث استدارة في اتجاه سير التطورات والأحداث، ويعيد خلط الأوراق وتبديل الأولويات وتجديد التحالفات.
• علقت صحيفة الرياض السعودية، على إسقاط تركيا طائرة عسكرية، ووصف الرئيس الروسي للحادث بأنه طعنة في الظهر، وقالت: الآن وقد وقع ما كان يخشى حدوثه، فإننا بصدد انتظار الرد من موسكو الذي قد يحدث أو قد لا يحدث وهذا مرجح، مبرزة أن الانزلاق تجاه أي ضربة على الأراضي التركية، لا يبدو وارداً البتة في حسابات موسكو، وأشارت الصحيفة إلى أنه في الخامس من أكتوبر الماضي حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا من إمكانية خسارة صداقة بلاده بعد سلسلة الخروقات الروسية للمجال الجوي التركي وطالب حلف "الناتو" بردّ قوي على التجاوزات الروسية، ونبهت الصحيفة، من أن هذه الأزمة ربما تتكرر مرة أخرى على شكل اصطدام بين طائرات التحالف الدولي وطائرات روسية، إن لم يتم التزام قواعد اشتباك واضحة بين الأطراف التي تنخرط يوماً بعد يوم بشكل أكبر وأكثر شراسة في ظل تأكيد تكثيف الضربات العسكرية على معاقل "داعش".