جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 27-08-2015
• نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا تناولت فيه تحول الخطاب الرسمي الفرنسي، على لسان الرئيس فرانسوا هولاند، فيما يخص الملف السوري، وذلك استجابة للتحولات التي طرأت على التوازنات الإقليمية، عقب الاتفاق النووي الإيراني بدرجة أولى، وذكّرت الصحيفة بالموقف الصارم الذي تبناه هولاند إزاء بشار الأسد منذ سنتين، على خلفية استعماله للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في ضواحي دمشق، حيث كانت الديبلوماسية الفرنسية مصرة على ضرورة معاقبة الأسد، وكان هولاند يدعم خيار التدخل العسكري ضد "النظام السوري"، وهو ما لاقى استحسانا من الرأي العام، قبل أن يعارضه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ما ترك شعورا بالخيبة لدى هولاند، وقالت الصحيفة إن الرئيس الفرنسي لم ينس ذلك، حيث عاد ليذكر بهذه المسألة بعد سنتين، في المناسبة ذاتها، وهي المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين، الذي انعقد الثلاثاء، إذ اعتبر أن تراخي المجتمع الدولي على الرغم من اجتياز "النظام السوري" للخطوط الحمراء، قد كلف غاليا، فسوريا الآن تعاني من انتشار تنظيم الدولة في ربوعها، وتواصل مجازر بشار الأسد ضد شعبها، وأشارت الصحيفة إلى التطور الذي شهده خطاب فرانسوا هولاند، بعد أربع سنوات من انطلاق الحرب في سوريا، وفشل قمتي جنيف 1 و2؛ إذ اعتبر أن تحييد الأسد شرط ضروري للانتقال السياسي في سوريا، ونقلت الصحيفة عن السفير الفرنسي السابق في إيران، فرانسوا نيكولو، أن "تحييد الأسد" عبارة عامة وفضفاضة، ولكنها تكشف عن خطوة فرنسية صغيرة إزاء الروس والإيرانيين، وقالت إن التغييرات التي طرأت على التوازنات الإقليمية خلال السنتين الماضيتين، عبر ظهور تنظيم الدولة، وعقد الاتفاق النووي الإيراني في الخامس عشر من تموز/ يوليو الماضي، فتحت آفاقا ديبلوماسية جديدة، تفسر تحول الخطاب الفرنسي.
• في صحيفة الغارديان البريطانية نطالع تحليلا لتيم ويتمارش بعنوان "تدمر التعددية المتسامحة تمثل كل ما يكرهه تنظيم الدولة الإسلامية"، ويقول ويتمارش، وهو استاذ للحضارة اليونانية في جامعة كامبريدج، إنه في مايو/ ايار 2015 استولى تنظيم "الدولة الإسلامية" على تدمر الحديثة المتاخمة للموقع التاريخي الموضوع على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ذلك الموقع الأثري "الفريد"، ويضيف أنه في القرن الثاني الميلادي كانت هذه المدينة/الواحة من أفخم وأغنى الأماكن في العالم، ولكنها لم تكن مكانا أثريا خلابا فقط، فهي تمثل أفضل مثال من العالم القديم لنقيض الاحادية الثقافية الفاشية لتنظيم الدولة الاسلامية، ويقول ويتمارش أن ثراء المدينة القديمة يعود إلى مقدرة أهلها على التجارة مع الجميع ولقبول ودمج سكان جدد ولقبول التأثيرات الثقافية المتنوعة ولعبادة الكثير من الآلهة دون نزاع.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لحسين عبد العزيز تحت عنوان "موقف موسكو وطهران من بقاء الأسد"، الكاتب أشار إلى أن موسكو حاولت خلال الفترة الماضية إيصال رسائل عدة للمجتمع الدولي تؤكد حصول تغيير في مواقفها من الأزمة السورية، أهمها الانفتاح على دول المنطقة المعنية بالأزمة السورية، ودعمها مشروع قرار مجلس الأمن 2235 حول سورية، ودعمها خطة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، ورأى الكاتب أن الاتفاق النووي بين إيران والغرب أولاً، والتراجع العسكري للنظام السوري ثانياً، والاتفاق التركي- الأميركي وما تبعه من حديث عن إقامة منطقة عازلة ثالثاً، وغموض موقف واشنطن من مصير الأسد رابعاً، والأزمة الاقتصادية خامساً، كل هذه الأمور شكلت أسباباً واضحة لبدء تعديل في الخطاب السياسي الروسي، مبينا أن هذه التحركات ليست ناجمة عن انعطافة سياسية في مواقف روسيا تجاه الأزمة السورية، بقدر ما هي إعادة تموضع تحفظ لموسكو استمرار نفوذها بعد التغيرات الحاصلة في سورية والمنطقة، وأوضح الكاتب أن روسيا تسعى من تحركاتها إلى تحقيق جملة أهداف: أولها تشكيل ما أطلقت عليه حلف الراغبين والمتضررين داخل سورية لمحاربة "داعش"، يكون موازياً للتحالف الدولي، بهدف شرعنة "النظام السوري" في محاربة الإرهاب، وتابع الكاتب أن روسيا تسعى أيضا لإشراك إيران في أي حل سياسي على رغم رفضها بيان جنيف، وكذلك شرعنة المعارضة الموصوفة بـ"الاعتدال" وفق القاموس الروسي- السوري والتي تقبل ما يقبل به النظام في المفاوضات المقبلة، ولفت إلى أن روسيا تسعى كذلك لتأسيس المفاوضات لا على أساس الحقوق وإنما على أساس القوة والأمر الواقع، مستغلة عدم استعجال واشنطن إسقاط الأسد، بحيث تكون المفاوضات لمن له الغلبة وليس لمن يملك الحق.
• تحت عنوان "إسرائيل والأسد" كتب علي نون مقاله في صحيفة المستقبل اللبنانية، الكاتب سلط الضوء على الارتياح الإسرائيلي بعد كلام بشار الأسد الأخير عن أولوية مواجهة الجماعات «الإرهابية والتكفيرية» في الداخل السوري طالما إنها بالنسبة إليه صارت «أخطر» من إسرائيل، منوها إلى أن إسرائيل قرأت كلام الأسد بأنه أعطى عملياً «الضوء الأخضر» لاستمرار الغارات الجوية الإسرائيلية من خلال إيحائه بأنه لن يردّ على أي غارة، وأشار الكاتب إلى أن السلطة الأسدية المزدوجة، مع الأب ثم مع الإبن، اعتمدت بعد حرب العام 1973 نهجاً مستداماً لم تخرقه ولو لمرّة واحدة، ولم تسمح لأي طرف على وجه الأرض باختراقه، مبرزا أن شرط استمرار الامساك بالسلطة هو التنفيذ الدقيق (والأسطوري) لوظيفة حماية الحدود الشمالية الإسرائيلية في جانبها السوري،
• كتبت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها عن ارتكاب تنظيم "داعش" الإرهابي جريمة جديدة بحق الإنسانية والحضارة والتاريخ، بعد قيامها بتدمير (معبد بعل شمين) في مدينة تدمر السورية التي تضم آثارا تعود إلى أكثر من ألفي سنة، وأكدت الافتتاحية أن الحادث الجديد يؤكد مرة أخرى أن الأمر يتعلق بمجموعة من الرعاع والهمج التي أطلت على العالم من دهاليز متعفنة، خارج ما عرفته البشرية في تاريخها المديد، حاملة راية إسلامية مزيفة لا علاقة للإسلام أو أي دين بها، ولا صلة لها حتى بالوحوش أو أي مخلوق على وجه الأرض، وأبرزت الصحيفة أن هؤلاء يمثلون نفايات التاريخ العفن الذي نزل على الأرض، ليحط من كرامة الإنسان ويشوه الدين الإسلامي، ويدمر العقل ويجتث حضارات ممتدة تمثل ميراثا للإنسانية جمعاء.
• شددت صحيفة اليوم السعودية، على أن إيران، أصبحت تمثل خطراً وجودياً على الأمتين العربية والإسلامية بأكملهما، وقالت: إن النظام في إيران ووكلاؤه، يعلنون حربهم الصريحة على الأمة العربية، سواء التي يستخدمون فيها الأسلحة مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، والتي يستخدمون فيها الكلمة والمؤتمرات والمجادلات وخلايا التجنيد الإرهابي مثل بقية الدول العربية الأخرى، وتعجبت الصحيفة من أن هذه العلنية الحربية الإيرانية ضد الأمة العربية لم تواجه من جامعة الدول العربية إلا إما بالقبول أو بالتجاهل أو بالإهمال، لافتة إلى أن دولاً عربية لا تتعدى أصابع اليد هي التي وقفت في وجه إيران ومخططاتها التدميرية، وتساءلت: إذا كانت إيران، وهي تدعي أنها دولة إسلامية، قد تجرأت على العدوان على بيت الله الحرام، والحجاج في الأرض الحرام وفي الشهر الحرام، وإذا كانت طهران، وهي تقول إنها دولة إسلامية، لم تترك دولة مسلمة، لم تنشر فيها الفتن والشحناء والفرقة والنزاعات والاضطرابات، فما هو المقدس الذي لم تمسه طهران بعد؟.