جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 26-12-2015
• نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تقريرا لثاناسيس كمامبانيس، رسم فيه صورة للدمار البالغ الذي حل بمدينة حمص، وتحدث فيه عن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في منطقة الوعر، ونقل فيه آمال سكان المدينة لمستقبل مدينتهم وبلدهم سوريا، ويصف الكاتب الوضع قائلا: إن البنايات المدمرة وقضبان الحديد الملتوية وأصوات إطارات النوافذ المكسرة يلعب بها الهواء، وكأنها دوارات اتجاه الريح، وتابع أن الطرق مهجورة والناس الوحيدون الذين يمكن أن تراهم هم الحرس العسكري مجتمعين في قواعد بنايات مهدمة، وقد تم حفر خنادق عميقة للكشف عن أنفاق الثوار، وامتزجت محتويات البنايات المدمرة مع ما حولها وذابت فيه، ونمت الأعشاب على أنقاض تلك البنايات، ويضيف كمامبانيس أنه بالنسبة لحكومة النظام السوري، فإن الحرب في حمص انتهت، حيث هزمت فصائل الثوار قبل أكثر من عام، وما تبقى من الثوار في ضاحية الوعر وقعوا على اتفاق وقف إطلاق النار هذا الشهر، وانتقل عشرات الثوار في الباصات إلى مناطق يسيطر عليها الثوار بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وصفته الحكومة والأمم المتحدة بأنه اختراق، ويكشف التقرير عن أن سكان حمص الموالين للنظام يتحدثون بحنين عن أيام التعايش بين مختلف الفئات، مستدركا بأن حكومة الأسد لم تترك خيارا أمام الثوار سوى الرضوخ أو الاستسلام، فلا مكاسب، مثل زيادة في حقوق الأغلبية، مع أن محافظ المدينة متفائل بأن سكان حمص السنة سيبدؤون بالعودة إليها عندما تبدأ الحياة تدب فيها شيئا فشيئا، وحتى أولئك الذين تعاطفوا مع الثورة، ويرى الكاتب أن حمص قد تصبح حمص نموذجا، ولكن ليس كما يريد النظام السوري، بل قد تنتهي كونها رمزا دائما لحرب التطهير العرقي والحصار المدني دون حدود.
• في صحيفة الشرق الأوسط يتساءل طارق الحميد: "هل الخلاف الإيراني ـ الروسي حقيقي؟"، ورأى الكاتب أن مفتاح الإجابة حول حقيقة الخلاف الروسي الإيراني تكمن في فحوى المكالمة التي دارت بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وبعد ثلاثة أيام من اغتيال سمير القنطار، وأوضح أنه على أثر تلك المكالمة صدر بيانان شبه متطابقين من إسرائيل وروسيا جاء فيهما أن بوتين ونتنياهو اتفقا على مواصلة الحوار والتنسيق بين البلدين في مسألة محاربة الإرهاب، وأن بوتين أكد لنتنياهو أنه يجب خوض حرب لا هوادة فيها ضد "داعش" والتنظيمات المتطرفة الأخرى في سوريا، واعتبر الكاتب أن كل ذلك يعني أننا أمام احتمالين؛ فإما أن الإيرانيين غير قلقين من التنسيق الروسي الإسرائيلي، مما يعني، عمليًا، أن إسرائيل باتت حليفًا لروسيا وإيران وسوريا والعراق، وإما أن طهران، وحلفاءها، قرروا الانحناء للعاصفة، وبالتالي تقبل المزيد من الصفعات الإسرائيلية، وهذا في حد ذاته مبرر كاٍف لتصديق أن ثمة خلافات إيرانية روسية، منوها إلى أن هذا الخلاف كان متوقعا، وهو ما يفسر دعوة إيران مؤخًرا للصين للعب دور فعّال بقتال "داعش".
• نطالع في صحيفة النهار اللبنانية مقالا لراجح الخوري تحت عنوان "مرحلة انتقالية من الصواريخ إلى البراميل!"، اعتبر فيه أنه عندما يقول جون كيري إن القرار رقم 2254 الذي أقرّ بالإجماع في مجلس الأمن، يمثل صيغة صّممت لوقف الحرب الأهلية في سوريا، فإنه يبدو كمن يَحفر أو بالأحرى يعمّق الحفرة تحت أقدام الروس الذين يراهنون على شخص في مقابل شعب كامل تقريباً، مبرزا أن هذا القرار لن يوقف الحرب في سوريا بل سيدفع بها إلى مزيد من التأجيج والمآسي، ورأى الكاتب أن هذا القرار الذي لايستحق أن يُسمى خريطة طريق لحل الأزمة السورية، يمكن أن يغلق الباب نهائياً أمام التسوية السلمية في سوريا من خلال إبقاء عقدة الأسد سواء في الحرب لجهة تأهيله والدعوة للانضمام إليه ضد الإرهابيين، أم في السلم لجهة الالتباس العميق في محتوى الحملة التي تتحدث عن المرحلة الانتقالية، إذ ليس واضحاً ما إذا كانت مهمته الرئاسية تنتهي مع تشكيل الحكومة الانتقالية بعد أربعة أو ستة أشهر، أو أنها يمكن أن تبقى إلى ما بعد المرحلة الانتقالية التي يفترض أن تنتهي بعد 18 شهراً، وبين الكاتب أن ما يثير اليأس لدى المعارضة ويجعلها أكثر اصراراً واقتناعاً بجدوى البقاء في المتاريس لمحاربة النظام و"داعش"، هو ذلك التفسير الاستغبائي الذي نجح سيرغي لافروف في تمريره، أي معنى كلمة "المرحلة الانتقالية" وكأن المطلوب في النهاية هو الانتقال من تحت دلف النظام إلى تحت مزاريبه التي تقطر براميل متفجرة تدمّر ما تبقى من البيوت على رؤوس السوريين.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لعبد الناصر العايد تحت عنوان "لو يواجه الضحايا السوريون جلاديهم في جنيف"، الكاتب رأى أنه وبعد أن أرغمنا المجتمع الدولي ومصالحه على الجلوس على طاولة التفاوض مع جزارنا، بقرار مسبق تكاد سطوره أن تقول إن لا مناص لنا من قبول بقاء النظام ورأسه، فإن المعارضة السياسية مطالبة بالارتقاء في أدائها إلى مستوى خداع العالم ودجله، وأن تحشر نظام الأسد في المكان الذي يستحقه، وهو المحكمة، وأوضح الكاتب أن الهيئة التي أنيط بها مهمة اختيار الوفد المفاوض تستطيع أن تنتقي لرئاسته ذلك الطبيب من درعا، الذي فقد أولاده السبعة ببراميل الأسد، ليكون رئيساً للوفد، وأن تختار سيدة على قدر من العلم، ممن فقدن أحبتهن في مجزرة الكيمياوي، لتكون نائبة للرئيس، وأن يتم اختيار شخص فقد أولاده في معتقلات النظام تحت التعذيب، ليكون نائباً ثانياً، وأضاف أنه يمكن إضافة ضحايا آخرين، ربما كانوا من أولئك الذين بُترت أطرافهم أو احترقت وجوههم، في حرب المجرم على الشعب السوري، ممن يمتلكون المؤهلات العلمية والثقافية والسياسية، التي تمكنهم من خوض غمار المفاوضات بكفاءة، واعتبر الكاتب أنه يمكن للهيئة أن تجعل من منصة جنيف التي سيتابعها العالم أجمع، محكمة رمزية للنظام ومن يدعمه ومن يصمت عنه، وتضع الخط الأحمر الأخلاقي الذي لا يجوز للمعارضة أو القوى الدولية أن تتجاوزه، مبرزا أن وقوف الضحايا في وجه جلاديهم سيؤدي إلى تحويل جلسات التفاوض إلى محكمة أخلاقية كبرى، وتقهقهر النظام وحلفائه، وانهيار المفاوضات، وهو أقصى ما يجب أن تسعى إليه هيئة التفاوض في الجولة الحالية.
• بينت صحيفة عكاظ السعودية أن روسيا تركض هنا وهناك تبحث عن الخروج من العزلة التي وضعتها فيه العقوبات الغربية، وترفض أن تستوعب أنها لاعب مشاغب في منطقة الشرق الأوسط، وقالت الصحيفة إن الرئيس الروسي يدرك أنه يخوض سباق صراع لا ناقة له فيه ولا جمل ومن باب إظهار القوة والخصم الذي لايقهر، وعند الحديث عن الدبلوماسية يبدأ بوتين في المناورة واللعب مع خصومه وعلى وجه الخصوص غريمه التركي، وتساءلت الصحيفة: إلى متى يتعايش الكرملين مع تلك التناقضات السياسية، ويرفض أن يستمع إلى صوت الحقيقة، ويراهن على نجاح تدخله العسكري باحثاً عن الهيمنة ولا يقبل خصما ينازعه، مبرزة أن التدخل العسكري الروسي ذهب بالأزمة السورية إلى منعطف جديد أجبر الآلاف من المدنيين إلى الفرار وزاد من معاناتهم.