جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 26-11-2015
• نشرت واشنطن بوست الأمريكية مقالا يشير إلى إمكانية خروج الوضع بين أنقرة وموسكو عن السيطرة بعد إسقاط تركيا الطائرة الروسية، رغم أنه يسرد العديد من الحقائق التي تستبعد هذا الاحتمال، وتساءل المقال الذي كتبه دانييل درزنر المحاضر في الشؤون السياسية الدولية بمدرسة فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة تفتس الأميركية، عن الوضع بين تركيا وروسيا بعد إسقاط الطائرة الروسية أمس هل سيخرج عن السيطرة أم يتم احتواؤه؟ وأجاب بأنه من الممكن أن ينفلت، وقال إن ردود الفعل الفورية من البلدين ترجح احتمال التصعيد، لكنه يستبعد ذلك نظرا إلى أن البلدين يعتمدان على بعضهما اعتمادا كبيرا، وأن أي تصعيد للتوترات بينهما سيلحق بكليهما أضرارا بالغة، وأشار إلى أن تركيا ستجد أن من الصعب عليها التوقف فجأة عن استخدام الغاز الروسي، كما أن روسيا ستجد أن من الصعب التوقف عن استخدام مضيق الدردنيل، وعلى الصعيد العسكري، أعرب الكاتب عن شكوكه في أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في تصعيد الوضع "رغم تهوّره"، لأن ذلك سيُدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في المواجهة وليس تركيا وحدها الأمر الذي سيشعل حرب استنزاف تطحن القوة الجوية الروسية، بالإضافة إلى استمرار مشكلة الصراع المقلقة في سوريا، واستمرار حليف بوتين بشار الأسد في مواجهة الخطر الداهم.
• تناولت مجلة ناشونال إنترست الأميركية الأزمة التركية الروسية الراهنة عقب إسقاط الطائرة الروسية، حيث نشرت مقالا للكاتب أندرو بووين قال فيه إنه إذا لم تبادر الدولتان روسيا وتركيا لحوار مباشر لنزع فتيل الصراع بينهما، فإن هذه الحادثة قد تتكرر، وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن غضبه لإسقاط تركيا الطائرة الروسية، وأن بوتين اتهم تركيا علنا والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضمنا بتوجيه "طعنة في الظهر" لروسيا، وأن أنقرة تعمل لصالح الإرهابيين، وأضاف أن بوتين اتهم الرئيس أردوغان بأن لديه نوايا قاتمة، وحذر من عواقب وخيمة لإسقاط أنقرة الطائرة الروسية، وأشار الكاتب إلى أن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أعلن عن إلغائه زيارة له كانت مقررة إلى تركيا هذا اليوم، وأشار الكاتب إلى أن مصادر سورية أكدت قيام دفاعات سورية بإسقاط طائرة استطلاع تركية من طراز "أف4" يوم 22 يونيو/حزيران 2002، وقال إن من المفارقات تأكيد هذه الحادثة التي تمت من جانب دفاعات جوية يديرها ويساعد في تشغلها خبراء روس في قواعد عسكرية في سوريا، كما أشار الكاتب إلى أنه سبق للرئيس أردوغان أن شجب التدخل العسكري الروسي في سوريا، وأنه حذر من أن أنقرة ستعيد تقييم علاقاتها مع موسكو، وأضاف أن موقف الرئيس أردوغان يختلف عن موقف كل من الرئيس بوتين والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي بشأن بشار الأسد، وقال إن تركيا أعلنت عن عزمها إسقاط أي طائرة تخترق مجالها الجوي، وأضاف أن هذه الخطوة التركية من شأنها التثبيط من عزيمة بوتين لتوسيع نطاق حملته الجوية في سوريا، ولكنه من غير المرجح أن يكون الرئيس التركي أردوغان اتصل بنفسه ليصدر أمرا بإسقاط الطائرة الروسية.
• نطالع في صحيفة الديلي تلغراف البريطانية مقالا للكاتب كون كوغلين علق في مستهله قائلا: الآن وقد أسقط الأتراك مقاتلة روسية فقد يعي بوتين أخيرا أنه إذا لعب بالنار فقد تحرقه، وأوضح كوغلين أنه إلى أن أسقطت تركيا الطائرة الحربية الروسية فوق حدودها مع سوريا بدا فلاديمير بوتين مقتنعا بأن دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) ليست جادة بشأن مواجهة سلوك روسيا العسكري العدواني المتزايد، وأشار إلى أن بوتين أعلن مؤخرا وجهة النظر هذه عندما حذره مساعدوه من آراء بريطانيا في بلاده بأنها تشكل أكبر تهديد للسلام العالمي بعد تنظيم الدولة الإسلامية، كما ورد في تقرير الدفاع البريطاني لعام 2015، وقال الكاتب إن اعتقاد بوتين أن بإمكانه فعل ما يحلو له في سوريا بتجاهل متغطرس للمخاوف الإقليمية الأخرى هو ما أدى إلى كارثة أمس، وأردف بأن سوء الفهم المتأصل من هذا النوع هو ما يجعل الحروب العالمية تنشب كما أثبتت التجارب المريرة السابقة، وختمت الصحيفة بأن التحدي الذي يواجه الناتو وروسيا الآن هو منع خروج التوترات بين موسكو وأنقرة عن السيطرة، خاصة وأنها توترت بالفعل بعد تدخل موسكو في سوريا وتحذير الرئيس رجب طيب أردوغان من إمكانية قطع تركيا علاقات الطاقة المربحة مع روسيا.
• نقرأ في صحيفة الغارديان البريطانية تحليلاً لسايمن تسيدال بعنوان "لماذا ستكون الحرب الكلامية بين أنقرة وموسكو أقصى ما يمكن أن تصل اليه الأمور بينهما"، وقال كاتب التحليل إن إسقاط تركيا للطائرة الروسية يأتي بعد ازدياد نسبة الاحتقان بين البلدين جراء استهداف الطائرات الروسية لقرى التركمان في شمال غرب سوريا القريبة من الحدود التركية، وأضاف أن هذا هو أول اشتباك بين عضو في حلف الناتو والقوات الروسية العسكرية منذ شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حملته العسكرية الأحادية على سوريا الشهر الماضي، وأشار تسيدال إلى أن تركيا عبرت مراراً وتكراراً عن قلقها من الهجمات على التركمان وهم أقلية مسلمة سنية مناوئة لنظام الأسد، وختم بالقول: إن بين تركيا وروسيا تاريخ حافل بالاحتقان، إلا أن تركيا اليوم تعتبر ثاني أكبر شريك اقتصادي لروسيا كما أن 60 في المئة من الغاز التركي الطبيعي يأتي من روسيا، لذا فإن التبعية الاقتصادية وغيرها من الأسباب الأخرى المعقولة، ستجعل أردوغان يقرر عدم تطوير هذا الموضوع.
• نقرأ في صحيفة التايمز البريطانية مقالاً لروجر بويز بعنوان "كيف يمكن دحر تنظيم الدولة الاسلامية في 4 خطوات"، وقال كاتب المقال أنه يجب علينا الفوز بالجنرالات السوريين المعتدلين وبناء قوة عسكرية قوامها 30 ألف جندي للاستيلاء على الرقة، ولخص بويز الخطوات الأربع لدحر تنظيم الدولة الإسلامية، أولاً: العمل على تغيير الموقف البريطاني من الجنرالات السوريين لأن هناك جنرالات جيدين وجنرالات سيئين، وليسوا جميعاً مضطربين نفسياً مثل ماهر الأسد شقيق بشار الأسد، وأضاف أن ثمة محادثات تدور مع جنرالات سوريين منشقين عن النظام السوري ومنهم الجنرال مناف طلاس الذي ما زال لديه شبكة من الأصدقاء في سوريا، وأردف كاتب المقال أن الخطوة الثانية تكمن في إجراء محادثات في فينيا تتناول مستقبل سوريا ووضع دستور لسوريا يسمح للأقلية العلوية بالمشاركة في الحكومة التي ستخلف حكومة الأسد، والخطوة الثالثة تغيير النهج المتبع في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وأخيراً ، إيجاد المحررين، للمشاركة في حرب على الأرض السورية يليه تفويض مؤقت لقوات حفظ السلام في الأمم المتحدة في البلاد.
• أفادت صحيفة يني عقد التركية، بأن المقاتلين التركمان الموجودين في منطقة جبل التركمان في سوريا فرحوا كثيرا بإسقاط الطائرة الروسية على يد القوات المسلحة التركية، حيث عبروا عن شكرهم في لقاء مع الصحيفة، وبحسب ما بينت الصحيفة، فإنه بعد إسقاط الطائرة، تمكن المقاتلون التركمان من استعادة كافة المناطق التي كانوا فقدوا السيطرة عيها في معارك الأيام الماضية، حيث إنهم عبروا عن شكرهم الجزيل للحكومة التركية والشعب التركي على قيامهم بهذا الأمر، وأضافت الصحيفة أن المقاتلين قاموا بالقبض على الطيار، وأخذ أجزاء من الطائرة في منطقة السقوط وحفظوها كذكرى، كما أنهم بينوا أنهم استطاعوا استعادة كل المناطق التي كان جيش الأسد وشبيحته قد تقدموا فيها خلال الأيام الماضية، ونقلت الصحيفة عن قائد اللواء الثاني في الساحل "بشار ملّا" قوله: إن كل الجبل الأحمر في يدنا، وإضافة إلى أننا استعدنا كل ما فقدنا، فقد استطعنا التقدم إلى نقاط جديدة.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لحسان حيدر تحت عنوان "«الحرب الباردة الثانية» بدأت من سورية"، الكاتب أشار إلى أن الدعوات الأميركية والغربية إلى ضبط النفس وعدم تصعيد التوتر بين تركيا وروسيا بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية عند الحدود التركية – السورية، لا يمكنها إخفاء ارتياح واشنطن وحلفائها لهذه الصفعة المتعمدة، بعدما تمادت موسكو في تجاهل الدعوات المتكررة إلى التركيز أكثر في حملتها الجوية والصاروخية على "داعش" بدلاً من قصف مواقع المعارضة السورية المعتدلة، وتصرفت كما لو أن الساحة السورية متروكة لها وحدها من دون سائر اللاعبين الإقليميين والدوليين، ورأى الكاتب أن هذه المواجهة المحدودة تمثل نقطة انطلاق لاستعادة لـ"الحرب الباردة" بين الكتلتين الغربية والشرقية التي انتهت بهزيمة الثانية وتفكك زعيمها السوفياتي وتفرقه دولاً وانتقال بعض معسكره إلى الضفة المنافسة، وأوضح أن ما يجمع بين دول الحلف الجديد ليس المصالح السياسية أو الاقتصادية وحدها، وهي مصالح ستصل في أي حال إلى التضارب في المدى البعيد، بل الرغبة المشتركة في تقاسم المناطق الخالية نتيجة الانكفاء الأميركي المتدرج من منطقة الشرق الأوسط وارتباك إدارة اوباما في التعامل مع مستجداتها.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لعثمان ميرغني بعنوان "17 ثانية غيرت قواعد المواجهة في سوريا"، الكاتب سلط الضوء على تداعيات إسقاط الطائرة الحربية الروسية على الحدود السورية – التركية، وأبرز أن هذه هي المرة الأولى منذ خمسينات القرن الماضي التي يسقط فيها بلد عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) طائرة روسية، كما أن إسقاطها جاء في وقت عادت فيه أجواء الحرب الباردة تلبد الأجواء بين الغرب وموسكو، وأوضح الكاتب أنه إذا كانت لروسيا حساباتها في الأزمة السورية، فإن أنقرة لديها أيًضا حساباتها وتلعب دوًرا مباشًرا فيها، سواء على صعيد التركمان، أو في موضوع الأكراد، وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني، أو على صعيد المطالبة برحيل الأسد، ودعم تيارات معينة في المعارضة السورية، وبين أنه في ظل ازدحام الأجواء السورية بالمقاتلات والأجندة المتباينة، فإن وقوع حادثة أو مواجهة من نوع ما، ربما كان متوقعًا، معتبرا أن قواعد اللعبة والمواجهة تغيرت بعد إسقاط الطائرة الروسية ودخلنا منعطفًا خطيًرا.
• تحت عنوان "إسقاط المقاتلات... والتسويات !" كتب راجح الخوري مقاله في صحيفة النهار اللبنانية، تطرق فيه إلى حادثة إسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية التركية، واستبعد أن تنزلق الأمور إلى اشتباك عسكري أو إلى حرب قد تجرّ قوى أخرى إلى التورط في نزاع ليس من مصلحة أحد في النهاية، ولفت الكاتب إلى أن إسقاط المقاتلة الروسية جاء متزامناً مع إعلان تركيا عزمها على إنشاء المنطقة الآمنة في شمال سوريا بين جرابلس والمتوسط وهو ما تعارضه روسيا وإيران، كما جاء متلازماً مع إعلان موسكو وطهران في نهاية زيارة بوتين لإيران التمسك ببقاء الأسد في السلطة، مما يخلط أوراقاً كثيرة وينسف الاتفاق الذي أعلن في "فيينا - 2 "، ورأى الكاتب أن الصراع العسكري مفتوح على مداه، وأن بوتين الذي اقتحم المنطقة بقرقعة السلاح ينزلق بأسرع مما توقع الكثيرون إلى نزاع طويل ومكلف لن يكون في النهاية لا لمصلحة روسيا ولا لمصلحة سوريا والمنطقة، مبرزا أنه لن يكون في وسع بوتين توظيف كل هذا لإبقاء الأسد في السلطة إلاّ إذا كان يسعى للوصول إلى الدولة العلوية التي تناسب الإيرانيين حتماً.
• حثت صحيفة عكاظ السعودية الائتلاف السوري وكافة أطياف المعارضة والفصائل السورية وقادة الجيش الحر في الميدان، على التحضير الجيد للمؤتمر الذي دعت إليه المملكة للخروج بموقف موحد حيال الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من السوريين، واعتبرت الصحيفة المؤتمر الذي ستستضيفه الرياض، فرصة تاريخية للأطياف السورية للتوحد ودعم مقررات "جنيف-1" وإرسال رسالة لاجتماع "فيينا" أن الائتلاف والمعارضة والفصائل السورية في خندق واحد ضد بشار وأنه لا مكان للأسد في أي عملية سياسية مستقبلية، وشددت الصحيفة على أنه لا علاج لأزمة سوريا، إلا برحيل السرطان الأسدي ولا نهاية للحرب وسفك الدماء السورية إلا بإلغائه من مستقبل هذا البلد المنكوب، مبرزة أن كل الطرقات الوعرة تؤدي إليه لأنه زرع كل طرقات سوريا قتلا ودمارا وبرك دماء وما ترك طريقا سورية إلا ورمى فيها برميلا للحقد والاجرام والغدر.
• رأت صحيفة الغد الأردنية أنه لا يوجد، إلى الآن، ما يمكن أن يمزق الشراكة بين روسيا وإيران في سوريا، منوهة إلى أن الروس في الجو، والإيرانيون على الأرض، والهدف تكسير المعارضة وترجيح كفة الأسد في محادثات السلام، ولكن هذه الصيغة قد لا تكون متماسكة على المدى البعيد، خاصة وأن المصالح الإيرانية في سوريا قد تكون أكثر تعقيدا مما يفترضه الروس، وترتبط بجوانب عقدية وطائفية، وبنفوذ واسع في النظام السياسي الجديد، وأوضحت الصحيفة، في مقال بعنوان "المرشد والقيصر والكعكة"، أنه بالرغم من الصورة الإعلامية الوردية عن زيارة بوتين إلى طهران، إلا أن هناك شكوكا عميقة وكبيرة تحيط بمدى صلابة هذا التحالف وقدرته على التماسك عندما تبدأ التفاصيل المرتبطة بعملية الانتقال السياسي.
• وصفت صحيفة الوسط البحرينية إسقاط سلاح الجوي التركي لطائرة حربية روسية قرب الحدود التركية السورية بالتطور الخطير، موضحة أن ذلك يأتي بعد توتر في العلاقات، أبرزه قول المتحدث باسم الخارجية التركية، إن غارات روسيا لا تندرج تحت مظلة مكافحة الإرهاب، وإنما تعتبر اعتداء على القرى التركمانية المأهولة بالسكان المدنيين، وأشارت الصحيفة إلى أن هناك من يرى أن السماح لروسيا بتحقيق انتصارات سريعة في سورية - من دون خسائر فادحة - سيحقق مردودات باهرة وكبيرة جدا، وبالتالي فإن إغراق روسيا في وحل الأزمة السورية وتكبيدها خسائر فادحة قد يذهب زهوها ويعطل إنجازاتها، مبرزة أنه لكي يتحقق ذلك، فإن "قواعد الاشتباك" لا بد وأن تتغير، وما حدث أمس قد يغير القواعد، وقد يتغير مسار الأحداث تباعا، ورأت أن أي رد روسي عسكري سيعني أن العالم يقترب من دخول حرب عالمية ثالثة.