جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 24-11-2015
• قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إن تنفيذ الهجمات بعيدا عن الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في سوريا والعراق يشكل تطورا، مقارنة بالنموذج السابق الذي يوجه أتباع التنظيم بتنفيذ هجمات في أي مكان يتواجدون فيه دون مساعدة كبيرة منه، كما ينهي التصوّر الذي كانت تحمله الولايات المتحدة وحلفاؤها عن التنظيم باعتباره تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط ليصبح التصور الجديد أن التنظيم يمثل مجموعة جديدة من التهديدات الشاملة، وقالت الصحيفة أيضا إن أحد الدوافع المحتملة لهذا التغيير هو رغبة تنظيم الدولة في انتزاع قيادة "الجهاد" في العالم من تنظيم القاعدة الذي انشق عنه عام 2013، وأشارت إلى أن التنظيم يسعى لامتلاك أسلحة كيميائية لزيادة حجم الأضرار التي تنتج عن هجماته وزيادة تأثيرها، واختتمت الصحيفة تقريرها بما قاله الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمركز وودرو ويلسون العالمي للبحوث الأكاديمية روبن رايت إنه: رغم أن التطرف قد ولّد إرهابا طوال التاريخ البشري، فإن التهديد الذي شهده عام 2015 كان الأكثر وضوحا على الإطلاق، وتنظيم الدولة هو أكثر التنظيمات امتلاكا للمال، والتكنولوجيا المتطورة، وأكثرها تمتعا بميدان معركة يشمل كل العالم.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا للكاتب إيان بلاك تحت عنوان "انقسامات عميقة تمنع دولا عربية من التقدم في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، وأشار الكاتب إلى أن التنافس مع إيران والخلافات بشأن سوريا والرأي العام الداخلي تحول دون لعب دول عربية دورا أكبر في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقال إن قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة وميليشيات شيعية عراقية وحزب الله اللبناني يقاتلون جميعا التنظيم، الذي يعرف أيضا باسم "داعش"، لكن ثمة صعوبة في العثور على قوات برية عربية سنية (تحارب التنظيم)، بحسب المقال، ولفت بلاك إلى أن القيادة المركزية الأمريكية لا تزال تذكر السعودية والإمارات والأردن والبحرين ضمن الدول المشاركة في شن غارات جوية على تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهو ما يعتبر أمرا مهما لواشنطن إذ يدلل ذلك على أن ثمة شركاء عرب في حرب إقليمية شرسة لها تبعات عالمية، وبحسب المقال، فإن التردد العربي في التعامل مع التنظيم لا يتعلق بالأساس بالقدرة العسكرية، فالسعوديين والإماراتيين لديهم قوات جوية قوية على الرغم من أن كلا البلدين مشغول بقصف اليمن، ونقل الكاتب عن الأكاديمي العماني عبد الله صالح قوله إن الدول الخليجية تسعى من أجل سياسات متناقضة، وأشار صالح إلى أن ثمة تعهد رسمي بقتال "داعش"، لكنهم في نفس الوقت منهمكين في صراع ضد ما يعتبره السيطرة الفارسية/الشيعية على المنطقة.
• قالت المحللة الإسرائيلية المختصة بالشؤون العربية سمدار بيري في مقالتها بصحيفة يديعوت إن بشار الأسد معني باستمرار بقاء تنظيم "داعش"، وأن يواصل تنفيذ عمليات الإرهاب، فلا سبيل أفضل من ذلك لصرف الانتباه عن الفظائع التي يرتكبها الأسد ونظامه الذي فجأة وظاهرا بدا شاحبا وغير مهدد، ولكنها شددت على أنه ينبغي على بشار الأسد أن يقرأ سيناريو نهايته إما القبول بلجوء سياسي أو على الطريقة الشرق أوسطية "طلقة في الرأس"، وأكدت بيري أن كل من يهدد، كالرئيس الفرنسي، بخوض "حرب إبادة" و"صراع شديد" و"ضربهم بوحشية"، حين يكون المقصود حملة ثأر ضد "داعش"، فإنه ملزم بأن يأخذ بالحسبان أيضا بشار الأسد، فجذور "الدولة الإسلامية" وإن كانت في العراق، إلا أن القلب ينبض في شمال سوريا، وطالبت بيري بشار الأسد بقراءة سيناريوهات النهاية، فإيران تصر على أن يدير الأسد جولة الانتخابات التالية للرئاسة، ولكن إيران تعرف أيضا كيف تتراجع، وروسيا توصي أن يكون بشار أحد المتنافسين في الانتخابات أمام خصومه، أما الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والسعودية فتريد أن تدير صراعا في جبهتين: ضد "داعش" وضد بشار، إلى أن يطير، وختمت الكاتبة مقالتها بالقول: لنفترض للحظة أن الهجوم المصمم على معاقل داعش في سوريا نجح في قتل عصفورين بضربة واحدة، الخليفة البغدادي يسقط مع بشار، فماذا بعد؟ من سيدخل إلى قصر الشعب في دمشق؟ من يضمن أن يقبل أبناء الطائفة العلوية الحكم الجديد؟ كيف سيردون في طهران؟ من يضمن ألا يبدأ حمام دماء أسوأ من حملات التصفية للدولة الإسلامية؟ ماذا سيكون مصير قواعد الجيش الروسي؟، وخلصت إلى أنه كلما تعقد الحل، بشار كفيل بأن يكسب.
• أفادت صحيفة أكشام التركية، بأن الأوامر صدرت من أجل تجهيز كل الإدارات الحكومية على الحدود مع سوريا، من أجل الاستعدادات لاستقبال موجات اللاجئين المتوقعة، بعد قيام قوات الأسد بقصف مواقع التركمان بالتعاون مع الطيران الروسي، وبحسب ما بينت الصحيفة، فإن مركز رئاسة الوزراء للمساعدات بين أن حوالي خمسة آلاف لاجئ قدموا إلى المنطقة الحدودية هربا من القصف الروسي وتقدّم قوات الشبيحة التابعة لجيش بشار الأسد، حيث بينت الصحيفة أن مجموع الذين وصلوا إلى المنطقة من التركمان بلغ 14 ألفا مع الأعداد التي قدمت سابقا، وبينت الصحيفة أن التركمان قدموا بعائلاتهم إلى المناطق الحدودية، حيث تركوهم في مناطق آمنة وعادوا من أجل القتال والدفاع عن أراضيهم أمام هجمات قوات الشبيحة والطيران الروسي. وبينت الصحيفة أن المؤسسات التركية الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني تعمل على مساعدة العائلات وتوفير كافة الاحتياجات الأساسية لها.
• في صحيفة الشرق الأوسط يتساءل عبد الرحمن الراشد "من جلب الأجانب إلى سوريا؟"، وأشار الكاتب إلى أن الجيش الحر المعارض الذي ولد في عام ?2011 بعد انتفاضة درعا ودمشق السلمية، وتأسس لاحقًا في مواجهة عنف النظام، لم يرفع حينها شعارات دينية متطرفة أو طائفية، بل كانت المطالب وطنية بحتة، ومعظم من التحق بالجيش الحر مواطنون من فئات مختلفة، ولفت الكاتب إلى أنه مع تقدم الجيش الحر، حدث تطوران مهمان غيرا خريطة الصراع في سوريا، وأوضح أن بعض الدول لجأت إلى محاولة خلق معارضة موالية لها، فدعمت تأسيس منظمات متطرفة محلية، وشجعت دخول المتطرفين الأجانب للذهاب للقتال في سوريا، ودعم تنظيماتها، مبرزا أن إيران، من جانبها فعلت الشيء نفسه عندما رأت الجيش الحر يقاتل في محيط العاصمة دمشق، وأرسلت ميليشيات "حزب الله" على عجل، وكلفت جنرالات الحرس الثوري بتشكيل جماعات متطرفة مماثلة من تنظيمات عراقية وأفغانية وغيرها، وأرسلتهم إلى سوريا، حتى صار على تراب سوريا أكبر حرب إرهابيين من نوعها في المنطقة، وعشرات الآلاف من الجانبين يقاتلون بعضهم بعًضا، واعتبر الكاتب أن التعاون مع الجماعات المتطرفة في مواجهة شبيحة نظام الأسد وميليشيات إيران كان خطأ شنيعًا، لأن "داعش" كانت تعتبر الجميع عدوها، وقاتلت الجيش الحر بشراسة أشد مما قاتلت قوات الأسد، منوها إلى أن الذين دعموا الجماعات المتطرفة كانوا يظنون "داعش" و"النصرة" سلاًحا تدميريًا مفيدًا ومطايا موائمة للحاق بالجيش الحر إلى دمشق، وكانت النتيجة واحدة: أن اعتلاء ظهر الغول لا يجعله مطية طيعة.
• تحت عنوان "أوهام الحل السياسي في سورية" كتب ياسر الزعاترة مقاله في صحيفة الدستور الأردنية، رأى فيه أننا أمام مهمتين فاشلتين في المنطقة، موضحا أن الأولى تتعلق بتحديد مسمى الفصائل الإرهابية وهي مهمة دخل الأردن طرفا فيها، والثانية تتمثل بتشكيل معارضة سورية معتمدة لمفاوضة النظام وهو ملف تتبناه واشنطن، وبالنسبة إلى المهمة الأولى، أشار الكاتب إلى أن الأردن قد تعلن أسماء الفصائل التي يمكن وصفها بالإرهابية، لتحديدها باعتبارها المستهدفة، مثل "داعش" والنصرة وعدد من التنظيمات، لكن الواقع الميداني مختلف تماما، مبينا أن هناك مئات التنظيمات من خارج رحم التنظيمات المعروفة، على شكل مجموعات وفصائل، تتلقى دعم السلاح بطرق مختلفة، أو تغنم السلاح من الجيش السوري، واعتبر الكاتب أن تحديد الفصائل الإرهابية، لن يغير الواقع الميداني كثيرا، هذا إضافة إلى أن هناك عشرات آلاف العناصر الذين يحاربون بشكل فردي أو عبر مجموعات تتشكل يوميا تحت أسماء مختلفة، وأعرب عن اعتقاده بأنه كان الأولى وقف تدفق السلاح إلى سورية بدلا من مهمة تحديد الأسماء والتنظيمات وغير ذلك، أما المهمة الثانية والتي تتمثل بتشكيل وفد سوري معارض معتمد تقبله دمشق الرسمية، ويقبله كل الفرقاء على تناقضاتهم لمفاوضة نظام الأسد، اعتبر الكاتب أنها محفوفة بالفشل أيضا، لأن تشكيل وفد أمر ممكن، لكنه مهدد عبر أكثر من زاوية، ولفت إلى أن هذه المهمة مهددة لكون الواقع الميداني ليس بيد المعارضة السياسية، مبرزا أن مفاتيح تفجير الحل السياسي بيد المقاتلين لا بيد المعارضة السياسية السورية، مهما أوحت أنها مرجعية لهؤلاء.
• نقلت الصحيفة الشرق الأوسط عما أسمته مصادر بارزة في المعارضة أن كبرى الفصائل العسكرية في الشمال السوري أكملت مشاوراتها باتجاه إنشاء تجمع عسكري ينبثق عن توحد جيش الفتح في إدلب الذي يتشكل من عدة فصائل، أبرزها، جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وفيلق الشام من جهة، وجيش النصر في حماة الذي يتشكل من معظم الفصائل العسكرية التابعة للجيش السوري الحر التي تقاتل في ريف حماة، ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إن المحادثات لضم الفصيلين التي ستكون أكبر توّحد عسكري يشهده الشمال السوري، بدأت في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعد انطلاق العمليات الروسية في سوريا، وإطلاق قوات النظام وحلفائها هجمات باتجاه ريف حماة الشمالي، مشيرة إلى أن الأسبوع الماضي شهد اجتماعين، أولهما في إدلب والثاني في حماة، بهدف استكمال خطوات التوحد، وأضافت المصادر إن المباحثات تسير في خطى سريعة، لكن بعض التفاصيل لا تزال تعترضها، وتستمر المشاورات لتذليلها، ونسبت الصحيفة إلى مصدر مقرب من الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، لم تسمه، القول إن جيش الفتح وجيش النصر في حماة على شفير الاتحاد، مشيراً إلى أن الجيشين في حال اتحدا، فإن عدد المقاتلين المعارضين في صفوفهما سيصل إلى 50 ألف مقاتل، وأوضح بأن الضغوط لجمع الجيشين تسارعت بعد التدخل الروسي، وكان هناك عتب على جيش الفتح كونه لم يشارك بفعالية في المعارك التي خاضتها فصائل تابعة لجيش النصر.
• في مقال بعنوان "ماذا لو.. !"، رأت صحيفة الغد الأردنية أن ما يشبه "هستيريا" أصابت العالم بعد الهجمات الإرهابية في فرنسا، وما حدث في ضاحية بيروت الجنوبية ممزوجة بحالة من القلق باتت تسكن العواصم الغربية خشية من أعمال أو شبكات أو خلايا أو ذئاب منفردة ما تزال في الطريق لتنفيذ عملياتها، وتساءل كاتب المقال عما إذا كان نجاح الروس أو (التحالف الغربي)، افتراضا، في القضاء المبرم على تنظيم (داعش) في سوريا والعراق، سيكون نهاية المطاف، إذا لم ينجح الحل السياسي، ليجيب بالنفي، مؤكدا على ضرورة تزامن الجهود العسكرية مع رسائل وخطوات سياسية حقيقية، تحمل ضمانات عميقة وحقيقية للسنة بمستقبل آمن، وبانتصار رمزي لهم يتمثل في رحيل الأسد.