جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 23-11-2014
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا لمستشار معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى دينيس روس قال فيه إن أي خيار متاح أمام الولايات المتحدة في سوريا يتضمن معضلة، فالضربات التي تنفذها واشنطن ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" هناك تطلق يد نظام بشار الأسد للضغط على قوى المعارضة التي يُعول عليها أن تحل محل التنظيم المذكور، وأضاف روس أن واشنطن تتفادى ضرب أهداف لـ"النظام السوري" خشية قيام إيران بالرد، ليس في سوريا بل في العراق، بإطلاق المليشيات الشيعية هناك ضد القوات الأميركية، أو بتصلبها في محادثات البرنامج النووي الإيراني، كما أن النجاح في التوصل لاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي سيُغضب حلفاء أميركا بالخليج، وقال روس إن الوقت قد حان لإنشاء منطقة آمنة للمعارضة السورية على الحدود مع تركيا بعرض 75 ميلا، وأوضح أن هذه المنطقة ستعالج عددا من المشاكل، فمن الناحية السياسية ستمنح المعارضة مساحة من الأرض داخل سوريا لتنظيم نفسها وتوحيد قواها وإنهاء خلافاتها، وعسكريا ستوفر أرضا للتدريب داخل البلاد، ومن الناحية الإنسانية ستكون هذه المنطقة ملاذا للاجئين السوريين في وقت يجدون فيه صعوبة للدخول لتركيا أو الأردن أو لبنان، كما أنها ستقنع تركيا بالتعاون لمحاربة تنظيم الدولة.
• نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية تقريرا من داخل الأراضي السورية قالت فيه إن المعارضة السورية المسلحة، وقد ضاقت خياراتها العسكرية، بدأت تلجأ إلى تكتيكات حرب العصابات بحفر الأنفاق تحت المباني والطرق والمناطق المأهولة بالمدنيين لتقوم بتفجيرات ضد جنود نظام الأسد أو إطلاق صواريخ يدوية الصنع غير دقيقة التصويب على القوات الحكومية وتقتل مدنيين أبرياء، وأشار التقرير إلى أن هذا التكتيك يتسبب في تحطيم الهياكل المدنية والآثار التاريخية القيمة وموت المدنيين ويهدد بانحسار الدعم الشعبي للمعارضة السورية.
• نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية مقالا للكاتب توماس ريكس تساءل فيه عن الإستراتيجية الفضلى للقضاء على تنظيم الدولة، وأشار إلى أن السُنة من سكان المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم سبق أن تعرضوا للاضطهاد من جانب السلطات في كل من العراق وسوريا ومن جانب المليشيات الشيعية، وأوضح الكاتب أن الاضطهاد يعتبر هو السبب الرئيسي لجعل هؤلاء السُنة يناصرون تنظيم الدولة ويخضعون له، وأن أي إستراتيجية للقضاء على تنظيم الدولة يجب أن تركز على أقوى عامل وراء قوة هذا التنظيم، وهي المتمثلة في السكان الخاضعين له، وليس فقط على قواته أو قدراته المالية، كما تساءل عن كيفية استعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، ودعا إلى اعتبارها مناطق سنية لها استقلاليتها وليست جزءا من دولتي العراق وسوريا، وذلك بدعوى أن هاتين الدولتين لن تستعيدا حدودهما الأصلية من جديد، حسب الكاتب، وأوضح الكاتب أن هؤلاء السنة الذين يعيشون تحت حكم تنظيم الدولة لن يقبلوا أن تحكمهم بغداد أو دمشق من جديد، وأن على أي إستراتيجية أن تأخذ هذه المسألة بعين الاعتبار.
• قالت صحيفة التايمز البريطانية في افتتاحيتها إن الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي ضد مواقع تنظيم الدولة في العراق يمكن أن تكون ذات فاعلية حاسمة، وذلك إذا اعتمدت على معلومات استخبارية دقيقة، وأشارت إلى أن هناك تحديات كبيرة في مواجهة مسلحي تنظيم الدولة الذين يواصلون الحركة والانتشار ولا يتمركزون في مواقع ثابتة، وأضافت الصحيفة أن الضربات الجوية لا يمكنها إلحاق الهزيمة بالتنظيم، ولكن ربما يمكنها الحد من خطره ومنعه من تحقيق حلمه في إقامة ما يسميها "دولة الخلافة" وإعاقة انتشاره خارج الحدود إلى الدول المجاورة والمنطقة.
• تحت عنوان "المعارضة المعتدلة هي الأقوى في سورية" كتب منير الخطيب مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، قال فيه إن وسائل الإعلام المختلفة، قد رسمت خلال السنوات الثلاث الماضية، صورة مشوشة، وتنطوي على مقدار كبير من الاختزالية، لمفهوم المعارضة السورية المعتدلة، ودعّمت تلك الصورة السياسات الدولية والإقليمية التي تركبت وتداخلت مع القضية السورية، موضحا أن مصدر الاختزال والتشويش، يعود إلى حصر صفة الاعتدال بالمعارضة المسلحة وحسب من جهة، ومن جهة ثانية تبني هذه الرؤية "صورة الاعتدال" على معادلة المفاضلة مع القوى والفصائل الإسلامية المتطرفة، ومن جهة ثالثة لا تأخذ في الاعتبار أصل القضية الذي هو معارضة شعب في مواجهة نظام تسلطي، فئوي، أوليغارشي، ورأى الخطيب أن تقدم المشروع الوطني السوري يقتضي إعادة بناء مفهوم المعارضة المعتدلة، فكراً وممارسة، بالتعارض مع الصورة الاختزالية التي قلصّتها إلى بعدها العسكري، مبينا أن ذلك يكون بالعودة إلى أصل الثورة التي كانت محمولة على أكتاف معارضة مجتمعية وازنة، أفضت إلى تقويض أسس "الدولة التسلطية"، وإزاحة المعارضات الأيديولوجية المغلقة إلى الرصيف، والأهم، أنها كانت تتحرك في فضاء مفتوح على أفق وطني، وافت الخطيب إلى أن جهد النظام ومن خلفه الجهد الإيراني قد تركز على نزع الطابع الوطني عن الحراك المدني الذي تمت مواجهته بوحشية منقطعة النظير في تاريخ البشرية، لأنه أظهر قوة تلك الكتلة المجتمعية وثقلها، وهي عبارة عن شرائح وفئات اجتماعية واسعة وغير متجانسة، ويصعب تحديدها تحديداً طبقياً أو أيديولوجياً، باستثناء إجماعها على قضيتي الحرية والكرامة وانفتاحها على فكرة المجال الوطني العام.
• نطالع في صحيفة العرب الصادرة من لندن مقالا لباسل العودات بعنوان "سوريا حقل تجارب"، أشار فيه إلى أن المعارضة السورية تخشى أن يكون دي مستورا قد فهم أن الأزمة السورية هي أرض للتجارب والأبحاث ويمكن له أن يقترح ويجرب ما يشاء، موضحا أن مبادرة دي مستورا ليست "هدنة" ولا هي "وقف إطلاق نار" وليست "صلحا" ولا "مصالحة"، والمعلومات الأولية التي نُشرت عنها تشير إلى أنها لا تطالب بإخراج المقاتلين الأجانب من سوريا ولا تحدد من هي الأطراف التي يجب أن توقعها ـ على كثرتها في سورياـ ولم توضح دور القوى الدولية والإقليمية والمحلية فيها، ومن سيراقبها وآليات هذه المراقبة وما هو الضامن القانوني والعسكري لنجاحها واستمرارها، كما لا يوجد "فصل سابع" لمن لا يلتزم بها، ولفت العودات إلى أن المبعوث الدولي قد أثار بمبادرة "المناطق المجمدة" آمال السوريين بإمكانية فتح ثغرة في جدار الحرب الوحشية المستعصية، لكن المبادرة وفق ما تسرب عنها لا تفتح أي أفق للحل أو للتسوية أو للمفاوضات والانتقال السياسي، وتهدد بتقسيم سوريا وإنهاء الكيان السوري والدولة وتقسيم المجتمع، مبينا أنه سيصعب على السوريين بعدها المطالبة بقيم الديمقراطية التي أطلقوا ثورتهم من أجلها، وسيكون لكل طرف منطقته، سلطته، مملكته، ليفعل بها ما يشاء، وينهي مركزية الدولة، وأكد العودات أنه لا يوجد أي أمل لدى المعارضة السورية بنجاح هذه المبادرة طالما أنها لا تحمل طريقا واضحا يضمن تغيير النظام وتداول السلطة وطالما أنها لا تعتمد على آليات مُلزمة للجميع وخاصة النظام، مشددا على أن النظام سيتعامل معها بخفة واحتيال، كما تعامل مع العديد من المبادرات الماضية التي أوجد عشرات الوسائل لخرقها وتخريبها وإفراغها من مضمونها، ولم يجد من يحاسبه على ذلك.
• في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط والذي جاء تحت عنوان "عثرات الائتلاف الوطني والتحدي الصعب"، أشار فايز سارة إلى أن الائتلاف الوطني السوري لم يكن في نشأته تحالفا من صناعة سورية بحتة، بل كان خليطا من إرادة إقليمية ودولية، ودور سوري متواضع، ولفت سارة إلى أنه قد ترتب على تشكيل الائتلاف أخطاء عديدة، لكن الأهم فيها كان نظامه الداخلي الذي حدد إطار معالجة المشاكل والتحديات التي تواجه الائتلاف، فاعتمد أغلبية الثلثين في قبول الأعضاء الجدد، وفي إقالة وإبعاد الأعضاء الموجودين، وفي تغيير النظام الداخلي ذاته من جملة أمور، يفترض أنها يمكن أن تسهم في إصلاح الائتلاف وتطويره ومعالجة مشاكله، ورأى أنه كان لهذه القاعدة أن تكون مقبولة لو أن عضوية الائتلاف استندت إلى معايير ومحددات منسجمة من الناحيتين السياسية والنضالية مع ظروف واحتمالات الثورة، وهو أمر لم يتوافر آنذاك، حيث تم جمع حشد متناقض من الأعضاء، جرى جمعهم كيفيا وفي ظل اعتبارات متناقضة ومتصارعة من حيث الانتماءات السياسية والتجارب النضالية والمواصفات الشخصية، وهي تتماثل مع الاعتبارات التي تم على أساسها بناء العضوية في المجلس الوطني السوري قبل ذلك، وقد حمل الأخير من خلال ممثليه المختارين للائتلاف الوطني مرضه إلى الوليد الجديد، واعتبر سارة أن الانعقاد الحالي للهيئة العامة للائتلاف، بما في جدول الأعمال من نقاط تتعلق بتشكيل الحكومة المؤقتة وتعديل النظام الداخلي وإصلاح وحدة تنسيق الدعم وموضوع الكتلة العسكرية، يعد بمثابة عامل مفجر في ظل أمرين اثنين؛ أولهما توجه تحالف يقوده "الإخوان المسلمون" للسيطرة على مؤسسات الائتلاف مثل الحكومة ووحدة تنسيق الدعم والمجلس العسكري، والثاني قرب الانتخابات العامة في الائتلاف، إذ سيتم انتخاب قيادة جديدة، سيكون الإخوان في صلبها، بما يعني نهاية التشاركية فيه، مما سيخلق مشاكل عميقة داخل الائتلاف ستؤدي إلى انقسامه وتشظيه من جهة، ومشاكل خارجية أبرزها انفضاض معظم الداعمين (رغم قلتهم وضعف دعمهم) عنه وعن مؤسساته، وخلص سارة إلى أن التحدي الحالي للائتلاف وقيادته ما لم يواجه بوعي ومسؤولية كبيرين، وبقدرة عالية على الفعل الإيجابي ومعالجة مشكلة الائتلاف بصورة جوهرية وسط دعم قوي من قبل الداعمين، فإن الائتلاف سوف ينتهي، أو سيبقى مجرد عنوان ليس أكثر، وللأسف الشديد فإن بعضا من الداعمين يريدون ذلك بالفعل ليس أكثر في ظل تراجع الاهتمام الدولي بالقضية السورية.
• نقلت صحيفة السفير اللبنانية عمن قالت إنها مصادر سورية مطلعة أن وزير خارجية الأسد وليد المعلم سوف يبلغ روسيا أن توقيت مبادرتها لإحياء العملية السياسية لا يصب في مصلحة دمشق حاليا التي تستفيد من الحرب الدولية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقال الصحيفة إن السوريين (مسؤولي النظام) سوف يذهبون إلى موسكو مثقلين بتساؤلات كبيرة عن جدوى المبادرة الروسية، وتوقيتها والرامية الجارية لإعادة نصب طاولة المفاوضات بين حكومة الأسد والمعارضة بمشاركة الفاعلين في مؤتمر جنيف، ووفقا للصحيفة فإن دمشق تعتقد أن اللحظة الراهنة تشهد انهيار المعارضة المسلحة والسياسية، وأنه لا داعي لإعادة تأهيلها تحت أي شعار، كما أن جزءاً من العمل العسكري ضد الجناح السلفي والجهادي، من "تنظيم الدولة" و"جبهة النصرة" وغيرها ، يصب كله في مصلحة "الجيش السوري" على المدى المباشر، وأن الوقت في النهاية يلعب لمصلحتها، ميدانياً وسياسياً، وأشارت الصحيفة إلى أن الحماسة الرسمية السورية لخطة المبعوث الأممي لسوريا دي ميستورا التي تعزز الاتجاه إلى تسوية محلية واستبعاد المعارضة الخارجية منها، وتجميد القتال في مدينة حلب أولا، بدت رسالة غير مباشرة لموسكو لطبيعة الحل الذي تريده وتفضله دمشق، خصوصا أن شقه السياسي لا يتضمن أي تعديلات مباشرة أو جوهرية في بنية النظام، كما لا يهدف إلى أي تغييرات في توزيع الصلاحيات ويبتعد عن روح "جنيف 1".