جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 22-11-2014
• نشرت صحيفة التايمز البريطانية مقالا تشيد فيه بالضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتقول التايمز إن الضربات الجوية كانت تبدو للوهلة الأولى بلا جدوى بدون نشر قوات برية، ولكن النظرة تغيرت تماما بعد مقتل حاكم الموصل في غارة جوية، وتضيف الصحيفة أن الضربات الجوية أثبتت فعاليتها عندما تكون موجهة بمعلومات استخباراتية دقيقة، وترى أن القصف الجوي قوّض قدرات تنظيم "الدولة الإسلامية" على التحرك، وعلى إدارة المناطق التي تسيطر عليها، فالضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، برأي التايمز، هي التي أوقفت تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" نحو بلدة كوباني على الحدود السورية التركية، إذ فقد التنظيم 700 من مقاتليه، ولعل أهم إنجاز حققته الضربات الجوية، بحسب الصحيفة، هو تدمير منشآت نفطية متنقلة، كانت تدر على التنظيم أموالا، وجعلته يواجه ندرة في الوقود والمال، وتختم التايمز مقالها بأن قوة سلاح الجو لا تغني على العمل السياسي، لأن التاريخ أثبت لنا أن الطائرات المقاتلة عندما تعود إلى قواعدها تترك وراءها أرضا خصبة للعنف، وعليه لابد أن تتضمن الاستراتيجية حلولا أوسع من إلقاء القنابل.
• نطالع في صحيفة القدس العربي مقالا لفيصل القاسم بعنوان " ثورات «التيك أوي» لا تـُسمن ولا تـُغني من جوع!"، وصف فيه الثورات العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا بأنها ما زالت "ثورات تيك أوي"، أي أنها أشبه بالوجبات السريعة التي لا تسمن، ولا تغني من جوع، لأنها لم تمر بالتسلسل والتطور الطبيعي للوجبات والثورات، معتبرا أننا لو قارنا الثورات العربية، بالوجبات مكتملة الأطباق، لوجدنا أنها مجرد طبق غير مغذ، عابر، معبأ في وعاء بلاستيكي هزيل يتناوله الناس عادة لملء المعدة، إما لأسباب اقتصادية، أو بسبب العجلة، لأنهم غير مستعدين لتحضير وجبة كاملة، أو دفع ثمنها، أو حتى الانتظار لحين نضوجها، وأشار القاسم إلى أن الثورات تاريخياً ليست وجبات سريعة، بل تحولات كبرى على كل الأصعدة، ولا تنتهي بمجرد القضاء على رأس السلطة أو الطاغية، فالمستبد كرأس جبل الجليد الذي لا يظهر منه فوق الماء سوى عشره أو حتى أقل، والتخلص من الرأس لا يعني انتهاء الثورة وتحقيق أهدافها، ورأى القاسم أنه يجب على بلدان الثورات أن تعتبر الربيع العربي مجرد "بروفة" للثورات اللاحقة، وهي قادمة لا محالة، وخلص إلى أن الثورات القادمة لن تكون ثورات "جنك فود"، بل كاملة الأطباق، ولا شك أنها ستكون مرحلة صعبة ومؤلمة وربما طويلة، لكنها ستنجب مولودًا جديدًا تمامًا ومجتمعات وشعوبًا جديدة.
• تحت عنوان "أنصاف الحلول هي الحل في سورية" كتب جمال خاشقجي مقاله في صحيفة الحياة الصادرة من لندن، تناول فيها مبادرة المبعوث الأممي الجديد لسورية ستيفان دي ميستورا والتي تقوم على أن الحل في المدى القصير ليس مرحلة انتقالية ولا محاصصة سياسية، بل تجميد الحرب كما هي عليه، والاعتراف بأن سورية أصبحت لا مركزية في مناطق على فوهة البندقية، وأشار الكاتب إلى أن المعارضة السورية تتجه إلى القبول بهذه المبادرة كما أكد له أحد قيادييها، موضحا أن المعارضة تأمل في أن تنجح في دفع مبادرة دي ميستورا بتجميد الصراع إلى قرار أممي يصدر عن مجلس الأمن تحت البند السابع بوقف إلزامي لإطلاق النار من جميع الأطراف، ولفت الكاتب إلى أن الأمل الثاني للمعارضة هو استصدار قرار أممي آخر يمنع الطيران شمال خط 36، يحمي حلب وريفها من قصف براميل بشار الغبية، وجنوب خط 32 لتوفير منطقة آمنة في الجنوب بحوران، وهو طلب تضغط من أجله تركيا، ما قد يشجعها لو تحقق على تدخل بري هناك بغطاء أممي، فيعود إلى حلب مئات الآلاف من اللاجئين، ونوه الكاتب إلى أن المعارضة تأمل في الوقت نفسه بأن يؤدي ذلك إلى حماية مناطقها المحررة من تغول تنظيمي "الدولة الإسلامية" و"النصرة"، اللذين باتا الأقوى في الشمال، وستدفع فصائلها والمدنيون كلفة حصول حرب بينهما أو كلفة اتحادهما، وخلص الكاتب إلى أنه وفي النهاية بعد عام أو اثنين أو أكثر، ستفرز الأحداث والتدافع والتدخلات الخارجية وتعب الجميع معسكرين في سورية، ليسا إسلامياً وعلمانياً، ولا سنياً وعلوياً، وإنما المعسكر "المستعد للتفاوض والمشاركة"، والثاني الرافض لهما، والمنطق يقول إن المعسكر الثاني هو الذي يجب أن يخسر.
• في صحيفة العرب الصادرة من لندن نطالع مقالا لمحمد خالد بعنوان "سوريا تدفع ضريبة تبادل الأدوار بين القوى الدولية"، أشار فيه إلى أن الساحة السورية تحولت إلى ملعب لتصفية حسابات دولية، ومُستقرا للحرب الباردة بين بعض القوى، لاسيما بين الولايات المتحدة وروسيا، إلا أنها في ذات الوقت تشهد تبادلا للأدوار بين نفس القطبين بقصد أو دونه، وهو ما يعكسه انشغال واشنطن بـ"داعش"، فيما تأخذ روسيا على عاتقها حلحلة الأزمة سياسيا في سوريا مع الأخذ بعين الاعتبار مصالحها الاستراتيجية، ولفت الكاتب إلى أن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وتحديدا في سوريا تكشف عن وجود "تقسيم أو تبادل للأدوار" بين اللاعبين الرئيسيين على الساحة السورية لتنسيق بينهم أو لتغير في الأولويات لدى أحدهم، موضحا أن ذلك يبدو جليا من خلال الدفع الروسي الأخير ومحاولاته رعاية حوار "سوري-سوري" بعيدا عما أفضت إليه نتائج جنيف، فيما تُركز واشنطن جُل اهتماماتها على مواجهة الإرهاب الممثل في تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ"داعش" وباقي الجماعات الإرهابية بسوريا والعراق، عبر تحالف دولي بمشاركة عربية حرصت على تشكيله، ونسب الكاتب إلى المستشار السابق للأمين العام للجامعة العربية السفير طلعت حامد (الذي شغل منصب أمين البرلمان العربي)، قوله: إن الوضع في سوريا بصفة عامة هو انعكاس للحرب الباردة الدائرة رحاها بين طرفين، الأول هو "روسيا الاتحادية"، والثاني هو "الولايات المتحدة الأميركية"، موضحا أن الأول يدعم "النظام السوري" لمصالح عسكرية واستراتيجية، أما واشنطن فتبدي دعمًا للمعارضة السورية المعتدلة، ومن ثم فإن المشهد الحالي هو تعبير مباشر عن حالة الصراع بين القوتين (واشنطن وموسكو)، ويصف حامد حالة الصراع في سوريا الآن على أنها "لا حرب ولا سلام"، موضحًا أن هناك العديد من العوامل التي تصب في مصلحة "النظام السوري"، تأتي في مقدمتها الحرب الدولية ضد تنظيم "داعش"، وهي الحرب التي لا تخدم سوى النظام.
• اعتبرت صحيفة الرياض السعودية، أن الإرهاب ليس صناعة شرقية أسهمت في وجوده الصين وروسيا، وإنما جاء نعمة لها لإدخال الغرب في حرب دائمة، وهما لا يخسران علاقاتهما السياسية أو التجارية مع مناطق الصراع، وإذا كانت الأسباب معلقة بنتائجها، فالأوْلى أن تستمر هذه الاضطرابات، ولا ضرورة للتحالف مع الغرب في ضرب تلك البؤر إذا كانت تأتي لمصالحهما، وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب على الإرهاب بدعة طورها من صنع عوامل وجوده، وعلى هذا الأساس ستدوم المعارك، وفي ظلها سينشأ دور جديد يعيد رسم الخرائط ومواقع النفوذ، وكلها على أرض عربية تبدأ فيها الحروب ولا تنتهي، وشرحت الصحيفة، أن الصين وروسيا وإيران جبهة أخرى ضد الغرب، وهم من عززوا موقف الأسد، ويساندون إيران في إنتاج سلاحها النووي، التي تبحث عن طوق يحاصر الدول العربية بما سمي بالقوس الشيعي الممتد منها حتى لبنان مروراً بالعراق وسورية، ثم قفزت من جديد لإيجاد موطئ قدم في اليمن وربما الصومال لإيجاد طوق آخر على البحر الأحمر، ولا نجد هذه التطورات تثير أمريكا فيما تحصر مسؤولياتها فقط في "داعش" ولواحقها، في حين الروس الذين فتحوا الجبهة السورية، أضافوا لها جبهة أخرى في أوكرانيا لنجد الحرب الباردة الجديدة تتجه إلى خصومات تدفع المنطقة العربية وأوكرانيا وحدهما الثمن.