جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 22-02-2015
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا للمسؤول السابق في مجلس محلي مدينة المعضمية بسوريا قاسم الحاج عيد المعروف بالاسم المستعار قصي زكريا والمستقر حاليا في الولايات المتحدة يشكك فيه بجدوى وقف إطلاق النار في حلب الذي يسعى دي مستورا للتوصل إليه مع نظام الأسد، ويقول عيد إنه ومن واقع تجربته مع وقف إطلاق النار بمنطقته -المعضمية- فإن النظام يهدف من ذلك إلى الحصول على تنازلات من السكان عبر التضييق عليهم في كل شيء وابتزازهم بعد عودتهم لمنازلهم، وإن النظام أظهر أنه ليس جادا في التوصل لحلول وأظهر أنه ليس نادما على تدمير البلاد، وتساءل عيد: إذا كانت الأمم المتحدة غير قادرة على فرض وقف لإطلاق النار في مدينة واحدة فما الذي يجعل دي مستورا يعتقد أن بإمكانه فعل ذلك في أكبر المدن السورية؟ مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار يعني استمرار الخدمات الأساسية وإزالة نقاط التفتيش والإفراج عن المعتقلين، وأضاف أن أغلبية السوريين على يقين بأن التحالف الدولي منافق في ما يدعيه من إنسانية لأنهم يرون مقاتلاته تجوب سماء سوريا كل يوم ولا تتفضل على من يحاصرهم الأسد ويفرض عليهم التجويع والرعب بإسقاط حفنة من الطعام أو الأدوية كما فعلت في عين العرب (كوباني) أو سنجار بالعراق، وحذر من أن هذا النفاق الدولي سيدفع السوريين للالتحاق بتنظيم الدولة، ودعا إلى عدم إرغام المعارضة بالتفاوض مع نظام الأسد، قائلا إن هذا لا يساعد المدنيين السوريين.
• تقول الكاتبة كارول غياكومو في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن أحد الدعاة القلائل لتسليح المعارضة السورية -وهو السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد- قد تخلى مؤخرا عن دعوته بعد أن كان يلح كثيرا على الإدارة الأميركية بذلك، وقالت الكاتبة إن فورد وصف المعارضة السورية خلال الأسابيع الأخيرة بأوصاف صادمة مثل "التشرزم" و"غير الجديرة بالثقة" لتعاونها مع "الجهاديين" وبضعف القدرة على القتال، وذلك في وقت تقوم فيه واشنطن بانتقاء عناصر من المعارضة لتدريبها وإعدادها للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وأشارت إلى توقيع اتفاق بين واشنطن وأنقرة بهذا الصدد، ويعتقد فورد أن جهود واشنطن لتسليح المعارضة السورية ستفشل لأنها غير كافية، وتساءل عما يمكن أن يفعله خمسة آلاف أو عشرة آلاف مقاتل.
• كتب جاك مور في مجلة نيوزويك الأمريكية ناقلا عن عضو مجلس العلاقات الخارجية البروفيسور ماكس أبراهام قوله إن الاتفاق الأميركي-التركي لتسليح المعارضة السورية كارثة في طور التشكل نظرا إلى أن المعارضة السورية لها دوافع خفية تجاه واشنطن، وأنها معنية بالدرجة الأولى بالإطاحة بنظام بشار الأسد، الأمر الذي لا يتوافق تماما مع الموقف الأميركي في سوريا، ونقل مور عن مدير مركز الدراسات التركية بمعهد دراسات الشرق الأوسط غونول تول قوله إن المعارضة السورية ليست مؤثرة، وإن الخطر الأكبر على المنطقة في تسليحها هو إمكانية انتهاء كمية كبيرة من الأسلحة الأميركية في أيدي التنظيمات الجهادية، وإن المشكلة الكبرى بالنسبة لتركيا هي نظام الأسد، وبالنسبة لأميركا هي التنظيمات الجهادية.
• استمرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية في تناول خطب أوباما وإصراره على عدم استخدام عبارة "الإرهاب الإسلامي"، حيث نشرت مقالين الأول للكاتب دويل ماكمانص يقول فيه إن أوباما محق في ما ذهب إليه، والثاني للكاتب والتر رايش يتهم فيه أوباما بمحاولة إرضاء إيران وتسهيل إبرام اتفاق نووي معها، ويقول ماكمانص إن الجهة الأكثر أهمية في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية هي المسلمون، وإن الولايات المتحدة -ولكي تكسب هذه الحرب- تحتاج لمساعدة حكومات الدول الإسلامية مثل تركيا والسعودية والأردن ومساعدة الشعوب الإسلامية في العراق وسوريا ولذلك لا يجب استفزاز هذه الحكومات والشعوب، وأوضح ماكمانص أن إضفاء صفة الإسلام على تنظيم الدولة يعزز من دعايته، مشيرا إلى فتوى من الأزهر العام الماضي تقول إن من الخطأ وصف الدولة التي أنشأها تنظيم الدولة بأنها إسلامية، وقال أيضا إن ما يريده تنظيم الدولة بالضبط هو تحويل الصراع إلى صراع ديني بين المسلمين من جانب وغير المسلمين من جانب آخر، ويقول والتر رايش إن امتناع أوباما عن استخدام عبارة "الإسلام" مع "الإرهاب" باستمرار وكذلك عبارة "العداء للسامية" في وصفه الهجوم على اليهود بباريس بعد حادثة صحيفة شارل إيبدو له علاقة بأهم قضايا السياسة الخارجية التي يواجهها -الصفقة المحتملة مع إيران بشأن البرنامج النووي- وإنه يحاول استرضاء إيران التي هي "إسلامية" و"معادية للسامية" في آن واحد.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لفايز سارة تحت عنوان "هجمات تحالف النظام: من بر حوران إلى حلب"، تطرق فيه إلى الهجوم المتعدد الجبهات الذي شنه نظام الأسد وحلفاؤه ضد تشكيلات المعارضة السورية المسلحة، في وقت متقارب، في محافظتي القنيطرة ودرعا، ومدينة حلب ومحيطها، وعلى ريف دمشق، وخاصة في الغوطة الشرقية، موضحا أن الهدف الرئيسي لهجمات النظام كان تحقيق مكاسب استراتيجية كبيرة على كل الجبهات في آن معا من خلال تقدم قواته مع حلفائه عبر تخطيط مسبق، ورأى سارة أن الأهداف الصغرى لهجمات النظام وحلفائه، فكان بينها إعادة السيطرة على بعض المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، وخاصة في الفترة الأخيرة، حيث سيطرت تشكيلات المعارضة المسلحة على مواقع جديدة في القنيطرة ودرعا في الشهرين الأخيرين، أبرزها الشيخ مسكين، واللواء 82 من قوات الدفاع الجوي، مبينا أنه كان من بين الأهداف أيضا تحقيق سيطرة في حلب ومحيطها، تزامنا مع إعلان النظام موافقته على خطة المبعوث الأممي دي ميستورا وقف القتال في حلب، ولفت سارة إلى أن ملامح هجمات النظام وحلفائه في الجبهات الثلاث تحددت من خلال النتائج الأولية في إفشال أهداف الهجمات الرئيسية وما تبعها من أهداف، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية ما زالت قائمة، لأن تحالف النظام مصرّ على الإيحاء بأن المعركة مستمرة، ونتائجها النهائية لم تحسم بعد، الأمر الذي سوف يترتب عليه مرور وقت قبل توقف الهجمات في الجبهات كلها، وتتم العودة إلى ما كان عليه الوضع قبل الهجمات الأخيرة.
• تحت عنوان "حرب استباقية إيرانية على الأردن" اعتبر غازي دحمان في صحيفة العربي الجديد أن معركة الجنوب السوري تمثل انعكاساً لتطورات سورية وإقليمية، وتقديرات إيرانية بخصوصها، موضحا أن صانع القرار الإيراني يرى ضرورة تعديلها بما يتناسب ورؤيته دوره ومصالحه، عبر إيجاد تموضع جديد له، في سياق الحدث، كما يوضّح إعلان طهران عن مشاركتها مباشرة مدى رغبتها في توظيف المعركة سياسياً، ولفت الكاتب إلى أن إيران تدرك أن جبهة الجنوب مرشحة لإسقاط نظام الأسد، مبينا أنها باتت تملك ليس فقط ذراعاً عسكرية قوية، وإنما رؤية عسكرية وسياسية وإعلامية، وخريطة طريق لما بعد سقوط النظام، وهو ما ورد في إعلان تأسيس "الجيش الأول" منذ أيام، وما ظهر من سلوكه حاضنة للقوى الثورية المعتدلة في جنوب سورية، وهو المكون الذي تستهدفه إيران و"حزب الله" في حربها اليوم، كما رأى الكاتب أن ثمّة سبب تكتيكي آخر يشكل حافزاً للهجوم الإيراني على جنوب سورية، يتمثل بمحاولة إيران منع تحول الجنوب إلى سياق مشابه لسياق كوباني، وخروج الأكراد من سيطرة إيران وحلفائها في دمشق والعراق، وتحوّلهم إلى حالة خاصّة منفصلة بعلاقاتها مع الخارج ونوعية الدعم الذي تحصل عليه، وحقّها في الحماية الدولية.