جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 20-05-2015
• أشارت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إلى نجاح قوات خاصة أميركية، ليلة الجمعة الماضية، في تصفية قيادي في تنظيم "داعش" عقب عملية إنزال جوي بدير الزور في سورية، ورأت أن هذا النجاح قد يفتح الباب أمام شن المزيد من العمليات المشابهة هناك، وأشارت المجلة إلى أن الوحدة الخاصة وضعت يدها أيضا على مجموعة من المعلومات الاستخباراتية التي قد تساعد في شن المزيد من العمليات في المستقبل القريب، وأضافت أنها أول عملية عسكرية ناجحة تخوضها وحدة كوماندوز أميركية داخل الأراضي السورية خلال هذا العام، لافتة إلى أنها تجسد رغبة من الرئيس باراك أوباما في السماح بشن عمليات عسكرية سرية في القادم من الأيام، رغم سلسلة من عمليات الانقاذ الفاشلة التي قامت بها القوات الأميركية في كل من سورية واليمن خلال العام الماضي، كما أوضحت المجلة أن العملية تبرز رغبة البيت الأبيض في إرسال وحدات قتالية إلى سورية، وذلك رغم الوعود التي كان يطلقها المسؤولون الأميركيون بين الفينة والأخرى بعدم إرسال القوات العسكرية الأميركية من أجل المشاركة في العمليات العسكرية هناك، وأبرزت المجلة أن البيت الأبيض شدد على أن أميركا لم تقم بشن العملية بتنسيق مسبق مع نظام بشار الأسد في سورية، منوهة إلى أن الولايات المتحدة أنكرت دائما قيامها بتنسيق ضرباتها الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية بشكل مباشر مع بشار الأسد، الذي يطلب منه البيت الأبيض الرحيل لوضع حد لحمام الدم في البلاد، وعن تداعيات العملية العسكرية، ذكرت المجلة أنها أثارت بعض الجدل، لا سيما في ظل حديث البعض عن قيام الإدارة الأميركية بالتضخيم من أهمية المركز الذي يحتله أبوسياف داخل تنظيم الدولة الإسلامية، لإعطاء الانطباع بأن قتل شخص غير معروف نسبيا يشكل انتصارا كبيرا على التنظيم، عكس ما يقول واقع الحال.
• رأت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية أن سقوط مدينة الرمادي العراقية في أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية"، يطرح تحديا جديدا أمام الغرب، لاسيما أنه وقع بعدما ظنت معظم الحكومات الغربية أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تراجعت قوته، وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي - إن سقوط الرمادي يعني أن التنظيم لا يزال بوسعه تحقيق مكاسب مهمة في مواجهة القوات الحكومية التي تعوزها الكفاءة، ولفتت إلى أن الوضع الراهن في العراق يمثل انتكاسة خطيرة لكل السياسيين الغربيين، سواء في واشنطن أو لندن، الذين ظنوا أنه يمكن مواجهة تهديدات تنظيم "الدولة الإسلامية" من خلال الإكتفاء بتقديم دعم عسكري محدود وتدريب القوات العراقية، وأشارت الصحيفة إلى المكاسب المهمة التي يحققها التنظيم داخل سوريا، وقالت إنه في ظل التقارير الواردة عن احتمال سقوط حكومة بشار الأسد في دمشق قريبا، يواجه الغرب حاليا احتمال ظهور "كيان إسلامي رديكالي مستقل بشكل كامل"، على حد وصف الصحيفة.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لغازي دحمان تحت عنوان "«حزب الله» يؤسس لتقسيم سورية"، رأى فيه أن نصرالله يؤسس نواة دولة له، مستغلا بذلك حقيقة أن الحدود بين سورية ولبنان غير مرسّمة أو واضحة وفيها تداخلات كبيرة وهو بذلك يستطيع إسكات الأصوات اللبنانية المعارضة له بخاصة إذا ادعى أنه يستعيد أرضاً لبنانية ويمنع تهديداً مستقبلياً محتملاً في حال سقوط الدولة السورية، موضحا أن "حزب الله" بذلك يضمن تطويق لبنان كله جغرافياً من كل الحدود البرية وينصب نفسه القوة المقررة لمصير اللبنانيين، ولفت الكاتب إلى أن الهدف الآخر للحزب هو جعل نفسه القوة المسيطرة على "الدول" السورية المقبلة، عقب سقوط الأسد، وذلك من خلال سيطرته على المرتفعات الاستراتيجية على طول القوس الممتد من جبل الشيخ في الجنوب حتى مرتفعات حمص في الغرب مروراً بمرتفعات القلمون التي تحاصر دمشق وغوطتيها الشرقية والغربية، وبالتالي وضع أي قوة من الممكن أن تظهر في هذا الحيز تحت سيطرته النارية وضمان بقائها ضعيفة ومحاصرة، ولاحظ الكاتب أن "حزب الله" لا يتعاطى مع معركة القلمون بدرجة التوتر نفسها التي كان يتعاطى بها في السابق مع عملياته داخل سورية، وعلى رغم الخسائر الأولية الكبيرة، فإن الحزب لا يُجر إلى ردود فعل موازية، منوها إلى أن الحزب يفكر هذه المرّة استراتيجياً وبرؤية بعيدة المدى وبسبب قناعته أن حجم الهدف وضخامته يستحقان التضحية والتروي، وبين الكاتب أن هذه الاستراتيجية تتسق مع توجهات إيران الحالية التي باتت تركز فقط على جزء من سورية وتحديداً المنطقة الممتدة من الساحل إلى حمص فدمشق مع بقاء طريق العراق مفتوحاً، كما تتسق مع استراتيجية إسرائيلية بدأت تطالب في شكل واضح بتقسيم سورية.
• نطالع في صحيفة النهار اللبنانية مقالا لعبد الوهاب بدرخان بعنوان "نصرالله وعون إذ يتجاهلان قضية سماحة"، أشار فيه إلى أنه كان يمكن الأمين العام لـ"حزب الله" أن يضيف ثلاث عبارات إلى ما قاله عن معركة القلمون، لا ليكون مقنِعاً بل ليكون واقعياً، موضحا أن العبارة الأولى: نحن مَن استدرج "القتلة" و"الإرهابيين" إلى القلمون لذلك كان علينا تصحيح الخطأ الذي ارتكبناه، والثانية: نحن حاولنا بل ألححنا لإقحام الجيش اللبناني، لكنه امتثل لدولته التي ترفض التورّط خارج الحدود، والعبارة الثالثة، يضيف الكاتب: نحن ننتمي إلى دولة اخرى وذهبنا إلى القتال في سوريا بأوامر من إيران، شاء اللبنانيون أم أبوا، وأبرز الكاتب أن نصرالله، تمثّلاً بالعماد ميشال عون، تجاهل الحكم - المسخرة في قضية ميشال سماحة، لافتا إلى أن العقل الذي برر مشاركة "النظام السوري" في قتل شعبه هو نفسه العقل الذي يتضامن مع "رفيق مناضل" كان يدبّر لمجازر طائفية، وبعد أن نوه إلى أن نصرالله قد ظن أنه يحرج خصومه حين يكرر السؤال هل المسلحون في القلمون "ثوار أم ارهابيون"؟ قال الكاتب إنه لو أن نصر الله وبشار الأسد ومرجعيتهما الإيرانية تواضعوا مرّة واعترفوا بوجود ثوار في سوريا لبدا سؤاله مشروعاً، مبينا أن "حزب الله" يقاتل في القلمون لهدفين: تخفيف الضغط الذي يتعرّض نظام الأسد في دمشق، وإبعاد الخطر عن مواقع لـ"الحزب" كان يجب أن تكون في عهدة الجيش اللبناني، وإذا هوجمت، وهي في يد الجيش، كما في عرسال وجرودها، فلن يجد أي لبناني حرجاً في استعداء المهاجمين بلا أي تمييز.
• تحت عنوان "النظام السوري يتهم الأردن" أشار صفوت حدادين في صحيفة الرأي الأردنية إلى أن "النظام السوري" اعتاد أن يجيّش مسؤولية في السابق لاتهام الأردن بإيواء الجماعات الارهابية كلما ضاق عليه الخناق و ها هو اليوم يترك كل عناصر الأزمة السياسية و العسكرية و الدولية التي تتنازعه ليحول الانظار تجاه الحدود مع الأردن، وبعد أن لفت إلى أن الشكاوى الدولية تحتاج تبصّر و تيقن من الحقائق ولا أسهل من تستخدم بضع وريقات لصياغة شكوى ترفع إلى مجلس الأمن الدولي تكيل اتهامات لا تستند الى وقائع، أكد الكاتب أن مشكلة الأردن ليست أن الرقة و إدلب خرجتا من سيطرة "النظام السوري" أو أن المنافذ الحدودية تولتها الجماعات الإرهابية، مشددا على أنه إذا كان لابد للنظام في دمشق أن يوجه تهماً فليوجهها لنفسه و قد قاد سوريا إلى مرحلة ضاع فيها الحل السياسي في أفق التعنت و باتت فيها بلاده قاب قوسين أو أدنى من التقسيم أو خسارة وحدتها، الأردن أول من تلطى بنار الارهاب وهو اليوم يدفع ثمن عدم قدرة انظمة الجوار على صون أراضيها، ونوه الكاتب إلى أن نظام دمشق يحتاج القراءة في دفاتر أزمته التي تتفاقم يوماً بعد يومٍ ليتوصل إلى حقيقة توغل الإرهاب في أرضه و التي لا تتوارى اطلاقاً خلف محاولات النظام إشغال العالم عن أزمته الحقيقية، ورأى أن الأولى بـ"النظام السوري" أن يتعظ قبل فوات الأوان و ضياع ما تبقى فيطرق أبواب الحل السياسي الحقيقي سريعاً كي يحقن دماء شعبه و يجنب سوريا خطر الانقسام المحدق.