جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 20-01-2016
• نشرت مجلة سلايت الفرنسية تقريرا حول دور حزب الله اللبناني في الصراع السوري، وقالت إن هذا الحزب شهد تراجعا كبيرا في شعبيته، سواء في لبنان أو الشرق الأوسط؛ بسبب وقوفه ضد الثورة السورية والمشكلات التي جلبها للبنان والخسائر التي تكبدها، وقالت المجلة إن حزب الله الذي تأسس قبل ثلاثة عقود كامتداد للطموحات الإيرانية في المنطقة بعد ثورة 1979، يشهد تغيرا في موقعه في المشهد السياسي اللبناني والإقليمي في الفترة الأخيرة، حيث إن 70 في المئة من سكان المنطقة، والعديد من الحلفاء السابقين لحزب الله مثل حركة حماس، لم يعودوا ينظرون لهذا الحزب على أنه نموذج للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن تحول إلى مليشيا شيعية لا تختلف في شيء عن جيش المهدي في العراق وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث اجتمعوا كلهم على قمع تطلعات السنة في سوريا والعراق، وأشار التقرير إلى تزايد الامتعاض داخل الأوساط الشعبية في لبنان من دور حزب الله في سوريا، وأورد أن أغلب التقديرات تشير إلى أن تكلفة مساندة الحزب لبشار الأسد بلغت إلى حد الآن ما بين 1200 و1500 قتيل، من أصل 5000 من مقاتلي حزب الله الذين التحقوا بصف الأسد منذ سنة 2012، أي ما يعادل الربع، ولفت التقرير أيضا إلى أن أحد تبعات تدخل حزب الله ضد الثورة السورية، هو تدهور الأوضاع الأمنية في لبنان منذ سنة 2013، خاصة في الضاحية الجنوبية التي تعتبر معقل الحزب، ونوه إلى أن أحد أخطر تأثيرات تدخل حزب الله في سوريا، هي تعميق الشعور الطائفي وتفوقه على الانتماء الوطني في المنطقة، بما يخدم مخططات إيران الإقليمية ومساعيها لقيادة محور شيعي.
• قال الكاتب ديفد إغناشيوس في مقاله بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية تحتاج لعقود من الزمن، وإن هناك فجوة واسعة بين التحذيرات الحذرة من القادة العسكريين والآراء العفوية المتحمسة من السياسيين بشأن الحرب على التنظيم، وأشار إلى أن السياسيين يتفجرون حماسة بشأن هزيمة "الإرهابيين"، لكنهم لا يتحدثون عن التكاليف والتضحيات المطلوبة، أما القادة العسكريون الذين عركتهم الحروب يعلمون أن النصر لن يكون إلا بثمن غال، وأن هزيمة التنظيم تتطلب التزاما أكبر وأطول من الولايات المتحدة وأطول مما يرغب فيه أي سياسي، وأوضح أن القادة العسكريين يعرفون أنهم يحاربون خصما صعب المراس نجح في ملاءمة تكتيكاته خلال الـ18 شهرا الماضية أثناء حرب التحالف ضده، ورغم أنه خسر 25% من الأرض التي استولى عليها منتصف عام 2014، فإنه أبدع أساليب مبتكرة للتعويض عن ضعفه، وقال إن بعض الأمثلة على حيوية القادة العسكريين لتنظيم الدولة أنهم يستخدمون الأنفاق والأساليب الأخرى لإخفاء تحركاتهم، وطوّروا قنابل السيارات السوبر، وتعبئة المتفجرات بالبلدوزرات والمعدات الثقيلة الأخرى وإرسالها في موجات ضد أهدافهم، كما طوروا طائرات صغيرة من دون طيار للاستطلاع، واستخدموا الأسلحة الكيميائية مثل الكلور وغاز الخردل في ميدان القتال وربما يوسعون استخدامهم لمثل هذه الأسلحة غير التقليدية، ولاحظ الكاتب أن الولايات المتحدة تقول إنها تقاتل إلى جانب حلفائها لكن في الواقع الأمرُ يبدو مختلفا تماما، وأشار إلى أن عيش القوات الأميركية وقتالها إلى جانب شركائها في العراق وسوريا سيكون أكثر خطورة، لكنه سيكون الوسيلة الوحيدة لبناء تحالف صلب يمكنه القضاء على "المتطرفين" يوما ما.
• في صحيفة الحياة اللندنية يتساءل حسين عبد العزيز: "ماذا بعد معركة ريف اللاذقية الشمالي؟"، ورأى أن معركة إدلب هي المعركة الأكبر في المنطقة، بعدما تحولت المحافظة التي يسيطر عليها «جيش الفتح» إلى حصن عسكري وخزان الإمداد الرئيسي للفصائل المسلحة، كون الحدود مع تركيا مفتوحة ومؤمنة، على عكس ريف حلب الشمالي حيث تتصارع قوى عسكرية كثيرة على طول الحدود، واعتبر أن الصراع على إدلب يختزل الصراع الإقليمي والدولي في سورية، بعدما تحولت المحافظة إلى ساحة اشتباك مفتوحة لكل الأطراف بسبب موقعها الجغرافي المهم، مبينا أن ثمة مقاربة عسكرية - سياسية دولية في الشمال السوري، وأوضح أنه بالنسبة إلى الولايات المتحدة تقوم المقاربة على استعادة الرقة من أيدي تنظيم «داعش»، وتحويل المحافظة إلى منطقة مغلقة تحت سيطرة الأكراد والعرب معاً، ولذلك ينحصر التركيز الأميركي على المناطق المحيطة بمحافظة الرقة (الحسكة، ريف حلب الشمالي الشرقي) مع ترك المنطقة الشمالية الغربية من سورية (إدلب، ريف اللاذقية الشمالي، ريف حماة الشمالي، ريف حلب الجنوبي) لحلفاء المعارضة الإقليميين لمواجهة قوات النظام السوري وداعميه الإقليميين والدوليين، وأشار الكاتب إلى أن صورة المشهد الميداني في الشمال الغربي غير واضحة حتى الآن، مبرزا الفصائل المسلحة بعديدها وعتادها تشكل قوة لا يستهان بها مع وجود الفصيلين الأقوى (أحرار الشام، جبهة النصرة)، وقوات النظام مع مقاتلي «حزب الله» وإيران أصبحوا أكثر فاعلية بعد التدخل العسكري الروسي، لذلك من الصعب معرفة الحدود التي ستنتهي عندها المعارك، في ظل وجود فيتو ضد إعطاء فصائل المعارضة أسلحة نوعية تستطيع ضرب الطائرات الروسية التي هيمنت في شكل كامل على المجال الجوي، ونوه الكاتب إلى أنه في حال تراجعت قوة فصائل المعارضة في هذه المنطقة، فإنها ستتعرض لهجوم من قبل قوى محلية أخرى تنتظر فرصة ضعف هذه الفصائل، مثل وحدات حماية الشعب الكردي وقوات سورية الديموقراطية، وقد شهدت الفترة الأخيرة حالات توتر بين هاتين القوتين وفصائل المعارضة في أكثر من منطقة.
• تحت عنوان "خلفيات نشر الاتفاق السري بين موسكو والأسد" كتبت موناليزا فريحة مقالها في صحيفة النهار اللبنانية، واعتبرت الكاتبة أن التوقيت الذي نشر فيه الكرملين بنود الاتفاق الموقع بينه وبين النظام السوري ليس عابراً ولا بريئاً، موضحة أن الاتفاق الموقع في 26 آب الماضي والذي كان يمكن أن يبقى طي الكتمان، لا يعطي موسكو تفويضاً مفتوحاً في سوريا فحسب، وإنما يوفر لها صلاحيات واسعة في البرّ والبحر والجوّ دونما رقيب، ويخوّلها امتيازات استثنائية مجنباً إياها أية محاسبة أو مسؤولية عن أي ضرر قد تتسبّب به، وبينت الكاتبة أن البنود الاثنا عشر للاتفاق تشكل تنازلا سورياً لروسيا، وتسمح بتحويل القواعد الروسية محميات خارجة من سلطة النظام السوري، والجنود الروس وعائلاتهم مواطنين "فوق العادة" يتمتعون بالامتيازات الممنوحة بموجب اتفاق فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، مبرزة أن هذا الاتفاق يعكس تسليما سورياً كاملاً لروسيا، وبشأن توقيت نشر الاتفاق، لم تستبعد الكاتبة أن موسكو شاءت تشتيت الانتباه عن الخسائر المدنية تحديداً التي تتسبب بها عملياتها في سوريا، والتركيز على أن التدخل الروسي حصل بناء على طلب سوري رسمي، كما أنها من الممكن أن تكون راهنت على أن حجم التفويض يقلّل التركيز على الأفق غير الواضح لهذه العملية.
• قالت صحيفة القدس العربي إن الكثيرين من النخب السياسية والإعلامية تعاطوا مع القضية السورية كما لو أنّها نسخة تتكرّر من الحدث العراقي، ورأت أن التعاطي مع الموضوعين العراقي والسوريّ بأسلوب القصّ واللصق، سواء من قبل النخب السياسية العربية أو الغربية يكشف عن ركاكة فظيعة وتكشف نتائجه الكارثية على الأرض عن هشاشته، مبرزة أن لا سوريا هي العراق ولا صدام حسين هو حافظ الأسد (فما بالك ببشار الأسد؟)، وبينت الصحيفة أن العداء التاريخي بين النظامين العراقيّ والسوريّ (حتى سقوط صدّام حسين) يكشف أن حزب البعث كان مجرّد قناع لمنظومتين تاريخيتين تشابهتا بأساليب الدكتاتورية والاستبداد والتسلّط، ولكنّ مشروعهما التاريخي شديد الاختلاف، وأوضحت أن العراق تحت سلطة صدّام حسين جابه المشروع الغربيّ ـ الإيراني حتى نهايته الدامية، بينما انخرط بشار الأسد في المشروع الغربيّ ـ الإيراني، الذي قطفت طهران ثماره في أفغانستان والعراق، مشيرة إلى أن هذا المشروع استأنف، بعد انقطاع قصير سببته الثورة السورية، لينال مكافأته أخيراً، من خلال الاتفاق النووي مع إيران، ومنع المنطقة الآمنة التركية في سوريا، وتجويع السوريين حتى الموت، وصعود حظوظ حليف «حزب الله» ميشال عون بالرئاسة، وإطلاق مستشار الأسد المعترف بجرائم إرهاب ميشال سماحة في لبنان، وإبقاء الأسد على عرشه المبني على جماجم شعبه باتفاق روسيّ أمريكيّ.