جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 19-11-2014
• "من الأخطر: بوتين أم البغدادي؟" طرح الياس حرفوش هذا السؤال في عنوان مقاله الذي نشرته صحيفة الحياة اللندنية، حيث يشير الكاتب إلى أن الغرب يجد نفسه اليوم أمام معركتين، مع "داعش" من جهة، ومع بوتين ومخاطر توسعه في شرق أوروبا من الجهة الأخرى، لافتا إلى أنه عندما يبحث الخبراء والاستراتيجيون في الخطر الذي يجب أن يشكل مصدر القلق الأكبر للدول الغربية، فإنهم يعتبرون أن القضاء على "داعش" يحتل الأولوية، أولاً لأن هذه الدول تخوض اليوم حرباً فعلية مع التنظيم الإرهابي لا بد لها من كسبها بالتعاون مع حلفائها، وثانياً لأن ما يجري في الشرق الأوسط والمنطقة العربية يشكل إعادة رسم لخريطة هذه المنطقة، بما يعنيه ذلك من ضرورة الاهتمام بما ستنتهي إليه الأمور بالنسبة إلى المصالح الغربية فيها، ورأى الكاتب أنه بقدر ما يتجه اهتمام الغرب صوب "داعش" والبغدادي، يشعر فلاديمير بوتين أنه يستطيع أن يتابع التدخل في شؤون جيرانه، فيما عيون العالم تتطلع إلى وجهة أخرى، وأوضح أن بوتين قد ابتلع شبه جزيرة القرم، واقتطع عملياً شرق أوكرانيا عن الأجزاء الباقية من ذلك البلد، وقد يتجه غداً صوب دول البلطيق، مشددا على أن التلكؤ الغربي، والأوبامي خصوصاً، حيال الأزمة السورية، هو الذي سمح لإرهاب "داعش" وسواه من تنظيمات بالنمو والتمدد، حتى صارت تشكل خطراً يفوق الخطر الذي يمثله بوتين على الأمن العالمي.
• نطالع في صحيفة الدستور الأردنية مقالا لياسر الزعاترة بعنوان "ما هي رؤية أوباما لسوريا؟"، رأى فيه أن أوباما لا يمكنه إدارة الملف السوري من دون الرجوع إلى صاحب الشأن في هذا الموضوع ممثلا في الكيان الصهيوني، والذي لا يزال خياره هو ذاته منذ البدء ممثلا في إطالة أمد النزاع، وتحويل سوريا إلى ثقب أسود يستنزف الجميع، بما في ذلك إيران و"حزب الله" وتركيا وربيع العرب وتدمير سوريا، مع التخلص من مجموعات لا يمكن السيطرة عليها، وأشار الزعاترة إلى أنه إذا سألنا عن ارتباك التصريحات وميلها في بعض الأحيان إلى التأكيد على ضرورة التخلص من بشار الأسد، أو اعتباره الوجه الآخر لتنظيم الدولة كما في تصريحات كيري، فإن الجواب يتعلق بالحاجة إلى ذلك من قبل أركان التحالف العرب، بخاصة أولئك الذين يزعمون دعم الثورة في سوريا، ويجدون حرجا أمام شعوبهم في تأييد تحالف يستهدف تنظيم الدولة، بينما يترك المجرم الأكبر الذي كان السبب الأهم لموجة العنف الأخيرة في المنطقة بعد رده بتلك الدموية على ثورة شعب أعزل، وأوضح الزعاترة أن ثمة بُعد مهم هنا في السلوك الأمريكي يتعلق بإيران، لافتا إلى أن واشنطن لا تريد لحربها ضد تنظيم الدولة في سوريا أن تخرِّب على مفاوضات النووي مع إيران، وهي تدرك أن موقفا ضد نظام بشار قد يدفع إيران إلى التراجع في تلك المفاوضات، وربما أثَّر سلبا عليها، بينما يُراد لها أن تصل إلى نتيجة كمحطة في اتجاه تحسين وضع الإصلاحيين في الداخل، والذي يتميزون بقابليتهم لتمرير حل في سوريا لا يبقي الوضع على حاله، ولا يتعامل معه بروحية الانتصار كما يفعل المحافظون الذي يعتبرون بشار ركنا أساسيا في مشروع تمددهم في المنطقة، وخلص الزعاترة إلى أن معركة سوريا لا تزال طويلة، وهي مؤجلة أمريكيا إلى حين التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وربما إلى حين الوصول إلى نتيجة فيما خصَّ الحرب على تنظيم الدولة، مؤكدا أن المعركة الدائرة لن تصل إلى نتيجة ما لم يتغير الوضع في العراق وسوريا في اتجاه نزع الأسباب التي أدت إلى انفجار هذه الموجة من العنف، وهو ما لا يظهر في الأفق القريب كما يبدو.
• ألمحت صحيفة الرياض السعودية إلى أن تفكّك الدول العربية، أخذ اتجاهات خطيرة، فالكل ضد بعضهم، وفي مفهوم الحماية الذاتية بدأت سياسة التحالفات ليس بين الحكومات كما جرى بين مالكي العراق، وبشار سورية، وإنما تحالفات الضرورات وهي حلقة في صراع مرير قد يدوم سنوات، ويشهد تدخلات دولية وغيرها تحت ذرائع عديدة، وقالت الصحيفة إنه في الأمس القريب كان العراق مسرحاً لقتال سنّي - شيعي على خلفية تراكم أحقاد طويلة بعثتها ثورة إيران، ودكتاتورية صدام، لكن ما نشأ بعد ذلك كان الأخطر، إذ تغيرت البوصلة، ونبتت من العدم "داعش" وهي ولادة لم يتحقق أحد من نسبها ومن كان خلفها، بسكوت أمريكي غريب ودعم إيراني مطلق، ليستغل "الداعشيون" فرصة الالتقاء مع بقايا جيش صدام والمظلومين من السنّة فتم التحالف على أساس مذهبي في ظاهره، ودفاع عن وجود في حقيقته، وتابعت الصحيفة قائلة إن في اليمن حلقة أخرى تدار بنفس السيناريوهات، أي أن الجيش وقوى الأمن والرئيس السابق علي عبدالله صالح تواطؤوا مع الحوثيين وسلموهم قوتهم ومواردهم ليجتاحوا المدن والقرى، ويفرضوا على الحكومة مطالبهم بما في ذلك خطط إقصاء الرئيس "عبدربه منصور هادي"، غير أن تطوراً جديداً لافتاً بأن مجريات الحرب بين الحوثيين والقاعدة بدأت تأخذ مساراً جديداً، وصراعاً ربما يؤدي إلى حرب أهلية حقيقية تدخل فيها كل الأطراف، وبوادرها تحالف السنّة مع القاعدة لصد الحوثيين بسبب تعرض مدن السنّة للاقتحام والقتل.
• تناولت صحيفة عكاظ السعودية، الملف اللبناني الشائك، مبرزة ما يواجهه لبنان من تحديات أمنية وسياسية خطيرة بسبب تداعيات الأزمة السورية والتي ألقت بظلالها كثيراً على لبنان وأدت إلى حدوث حالة عدم استقرار أمني وسياسي فضلا عن العبء الاقتصادي على الدولة والذي حدث بسبب تدفق اللاجئين السوريين إلى الداخل اللبناني بإفرازاته الأمنية، وأسفت الصحيفة، على أن "حزب الله" الذي تلطخت يديه بدماء الشعب السوري ما زال مصراً على استمرار الأزمة في لبنان سواء من خلال دعمه لـ"النظام السوري" بميليشياته أو من خلال استمراره الوقوف حائلا ضد انتخاب رئيس جديد للبنان، وأشارت إلى أن لبنان بلا رئيس كالجسد بلا رأس لأن رئيس الجمهورية في لبنان هو أكبر من منصب سياسي وأبعد من تداول للسلطة، ورئيس الجمهورية في لبنان يمثل الجميع بلا تفرقة فهو الرئيس اللبناني للتعايش بين اللبنانيين، واعتبرت الصحيفة أن المعطلين للانتخابات هم "داعشيون" بالسياسة لا يختلفون كثيراً عن "الداعشيين" في السكين، موضحة أن أولئك يذبحون أسراهم وفي لبنان يذبحون وطنهم، فقاطع رأس رهينة لا يختلف عن قاطع رأس وطن حارما لبنان من رئيس هو رأس السلطة.
• رأت صحيفة الدستور الأردنية، في مقال بعنوان "إشعار الرئيس..لا تحالف ولا تنحية"، أن واشنطن باتت أمام خيارين بشأن الأزمة السورية، إما محاربة التنظيمات الإرهابية نيابة عن بشار الأسد، وإما الإطاحة بالأسد، وترك سورية لهذه التنظيمات، لتحكمها وتتحكم فيها، مشيرة إلى المخاوف الإقليمية من سقوط "النظام السوري" كليا، وتأثيرات ذلك على إسرائيل، عبر استهدافها جراء فتح سورية كليا لهؤلاء، واعتبرت الصحيفة أن ذلك لم يمنع تل أبيب ودولا كثيرة من إدامة الحرب في سورية، لأن الهدف تحطيم الدولة السورية كمكونات وإمكانات اقتصادية، وتدمير بنية الشعب السوري الاجتماعية، وهذا هدف بحد ذاته يخدم إسرائيل من ناحية أخرى، قائلة إن أوباما عالق، وشعاره "لا تحالف ولا تنحية".
• كتبت صحيفة الوطن الإماراتية، في افتتاحيتها أنه لا يمكن عزل ما يجري في العراق وسوريا عما يجري في بقية الساحات العربية، فالتماثل واضح بين كل الساحات، بدءا من العراق إلى ليبيا، ومن الصومال إلى سوريا، وأوضحت في هذا الصدد أن عنصر التماثل يتوفر في سمة حملة السلاح ومرجعياتهم وأهدافهم وتنظيماتهم واتصالاتهم وتحالفاتهم ومصادر تمويلهم ومنبع إلهامهم، وأشارت الصحيفة إلى أن كل الحركات المسلحة التي تقاتل في هذه الدول لها مرجعية فكرية واحدة وأسلوب واحد يعود إلى جماعة الإخوان المسلمين وما تفرع عنها من تنظيمات منذ سنوات الستينيات في القرن الماضي.