جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 18-12-2015
• أكدت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية أن إدارة الرئيس بارك أوباما تخلت عن مطلبها بالرحيل الفوري لبشار الأسد عن السلطة في سوريا، وقالت الصحيفة في تقرير لها: إن تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقب لقائه الثلاثاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن الولايات المتحدة وحلفاءها "لا يسعون إلى تغيير النظام في سوريا" شكَّل خروجًا عن قاعدة المألوف من التصريحات الأمريكية التي تطالب في الأغلب برحيل الأسد، وأرجعت الصحيفة سبب ذلك إلى رغبة واشنطن لإقناع روسيا وإيران بالانضمام إلى الجهود الدولية لإنهاء الصراع في سوريا المستمر منذ أكثر من أربعة أعوام، وتشير الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسها، ومعها حلفاؤها الغربيون، لازالوا منقسمين بشدة حول دور الأسد في محادثات السلام، ناهيك عن المصير النهائي له كزعيم.
• في الصفحة الأولى من صحيفة الإندبندنت البريطانية نقرأ مقالا بعنوان "مناشدة لأوروبا: لا تخذلوا اللاجئين السوريين"، وتقول الصحيفة إن الأمم المتحدة ناشدت الزعماء الأوروبيين أن يفتحوا قلوبهم للاجئين السوريين مع استمرار تدهور الأوضاع في بلادهم، ومن المزمع أن تناقش قمة للاتحاد الأوروبي تبدأ اليوم في بروكسل أزمة اللاجئين التي تواجه القارة، وقبيل القمة أقر ستيفن أوبرايان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن عدد اللاجئين في أوروبا كبير، ولكنه قال إنه يتضاءل أمام مقارنة بالملايين من النازحين داخل سوريا والدول المجاورة، وفي مقابلة حصرية مع الإندبندنت قال أوبراين إن علينا العمل في المناطق التي يريد الناس الذهاب إليها، سواء كان ذلك في بلدانهم، وأن نكون في عونهم في المجتمعات التي يضطرون للفرار إليها، وقال أوبراين للصحيفة بعد جولة دامت ثلاثة أيام في سوريا إن على زعماء أوروبا أن يبدو كرمهم للاجئين ويعاملونهم باحترام.
• في مقال بصحيفة الغارديان البريطانية علق الصحفي السوري المستقل موفق الصفدي على مجريات الأحداث في سوريا بأن الغرب مخدوع في افتراضه أن هناك تحالفا متماسكا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقال إن الواقع شديد الفوضى، وأشار الكاتب إلى ما ذكره رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون بشأن وجود نحو سبعين ألف مقاتل سوري معارض على الأرض لا ينتمون إلى الجماعات المتطرفة يمكن أن يساعدوا في قتال تنظيم الدولة بأن هذا الرقم قد ثبت عدم دقته، وأن مشكلة كاميرون ليست حسابية بل تتعلق بالمفهوم، وأوضح أنه قد يكون هناك أقل من هذ العدد أو أكثر، وأن الخطأ في الأمر هو الاعتماد على وجود ومشاركة من يوصفون بـ"المقاتلين المعتدلين"، حيث إنهم -بحسب مسؤولي لجنة الاستخبارات البريطانية- هم أولئك الذين ينبذون الإرهاب، مما يعني أنهم ليسوا أعضاء في الجماعات الجهادية كجبهة النصرة أو تنظيم الدولة، ويرى الصفدي أن الأمر بالنسبة لكثير من الشباب كونهم "مقاتلين" أصبح "وظيفة" أكثر من كونه نداء واجب يشعرون بأن عليهم أن يمتهنوها لعدم وجود بدائل كما هو الحال في أي سوق عمل، وقال الصفدي إن هدف الثوار الأول هو الإطاحة ببشار الأسد، ونتيجة لذلك يتخذون قرارا عقلانيا عند الانضمام إلى الجماعات التي تقاتل نظام الأسد أساسا، خاصة تلك التي تزودهم بأفضل الأسلحة للقيام بالمهمة، وهناك مقاتلون قد تكون المخاوف المعيشية لديهم أكثر إلحاحا، مثل دعم أسرهم، وهؤلاء يكونون أكثر حرصا على الانضمام إلى الجماعات الناشطة في المناطق المستقرة نسبيا والتي تقدم لهم رواتب مجزية، وخلص الكاتب إلى أنه من المستحيل تقريبا حصر هؤلاء المقاتلين في فئتين كمعتدلين بارزين أو غير معتدلين، وأضاف أنهم ينضمون إلى الجماعات أو ينسحبون منها بناء على الوضع الراهن المتغير، والمقاتلون المعتدلون اليوم قد لا يكونون معتدلين إلى الأبد.
• في صحيفة الشرق الأوسط يتساءل عبد الرحمن الراشد: "هل انقلبت واشنطن على طهران؟"، وبدأ الكاتب مقاله بالتشكيك بمصداقية التصريحات الرسمية الصادرة من واشنطن، حول مواجهة "داعش" والنظام السوري، والإيراني أيًضا، وسلط الضوء على تصريح لأحد كبار مسؤولي الخزانة الأميركية، يقول: إن الولايات المتحدة وجدت أن إيران، حتى من دون قدرات نووية، تمثل خطًرا على أوروبا، وعلى العالم، وقال بوضوح تام: إن إيران لا تزال تتقدم حكومات العالم الممولة للإرهاب، فهي الداعم الرئيسي لحزب الله، وهي التي تزود بالسلاح المتطرفين في اليمن، وهي من تمكن نظام الأسد من العنف والدمار الذي يرتكبه في سوريا، وقال إن الحكومة الأميركية قررت أن تفرق بين رفع المقاطعة عن إيران الذي تستحقه بسبب توقيعها اتفاقية البرنامج النووي مع الغرب، لكن ستبقي على مقاطعتها وملاحقة شركاتها وأفرادها وكل من يتعاون معها في الجانب الإرهابي، وشدد الكاتب على أن نظام إيران خطر ليس على مواطني إيران وشعوب منطقة الشرق الأوسط، بل بسببها كل هذه الفوضى والإرهاب، واعتبر أن هذا التصريح هو بمثابة تعديل مهم في السياسة الأميركية حيال إيران، مبرزا أنه سيكون تطوًرا مهًما لو أنها فعلاً طبقت سياسة الرقابة على التحويلات المالية، وفتحت صفحة أخرى من العقوبات ضد الشركات الدولية المتعاملة مع إيران في الموضوعات المحرمة، مثل سوريا واليمن، سواء في تجارة السلاح أو الرصد الأمني أو العقوبات على الأفراد واستحداث القوائم السوداء من جديد، وخلص الكاتب إلى أن هذا كله رهن بصدق ما قيل، من أن واشنطن أخيًرا اكتشفت أن إيران لم تتخل عن سياستها دعم الإرهاب الذي يهدد العالم وأنها ستواجهه.
• "هل القوى الكبرى جادة في إخراج الأسد؟" بهذا السؤال عنون عبد العزيز التويجري مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، واعتبر فيه أن بشار الأسد لم يشعر بالارتياح والأمان من قبل كما يشعر بهما اليوم، مبرزا أن القوى التي تحميه باتت تهيمن على ما تبقى له من الأراضي السورية، وصار القرار بيدها، فهي صاحبة الأمر والنهي، وأكد أنه قبل احتلال روسيا سورية وبسط نفوذها على الأراضي التي تقع تحت سيطرة النظام بمدة وجيزة، كان بشار الأسد قاب قوسين أو أدنى من السقوط، مبينا أن الغزو الروسي الغير المسبوق لسوريا كان بمثابة طوق نجاة له أنقذه من الانهيار والهزيمة، ورأى الكاتب أن المفاوضات مهما تكن نتائجها، فلن تؤثر في طبيعة هذا النظام الإجرامي، ولن تفلح في إسقاطه وخروج رئيسه وعصابته من المعادلة، مشددا على أن ما ينتظر الشعب السوري سيكون أشد فتكاً به ما دامت القوى الكبرى غير جادة في تغيير ما هو قائم، ولا مصلحة لها معلنة في القضاء المبرم على الإرهاب الذي تحصره في تنظيم "داعش"، بينما النظام في سورية هو رأس الإرهاب، وداعموه الخارجيون أوتاد لهذا الكيان الإرهابي.
• نطالع في صحيفة النهار اللبنانية مقالا بقلم الياس الديري تحت عنوان "مفاجأة بوتين"، أشار فيه إلى أنه حين يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يؤيّد مبادرة أميركيَّة واضحة ببنودها كلّها لحل الأزمة السورية من بابها إلى محرابها، فإنما يكون في الوقت نفسه يدعو المسؤولين السوريّين لتقبّل مشروع قرار دولي في مجلس الأمن، قد لا تعجب دمشق "بعض النقاط الواردة فيه"، ولفت الكاتب إلى أن بوتين ولتأكيد إصراره على التفاهم الجديد مع الجانب الأميركي بخصوص الوضع السوري برمته، أشار خلال مؤتمره الصحافي السنوي إلى أن العمل جارٍ على إعداد مشروع قرار دولي في مجلس الأمن يؤيده شخصياً، منوها إلى أنه ومن غير أن يتوجّه إلى القيادة السورية بدعوة خاصة، طالباً منها إذا لم تعجبها بعض النقاط "أن تتعرف إلى مضمون القرار الذي يجب أن تقبل به"، وأبرز الكاتب أن بوتين أرفق تحياته في اتجاه سوريا بتشديده على لفت القيادة نفسها إلى أن أية تسوية لنزاع مسلح مستمر منذ سنوات تتطلَّب دوماً قبول جميع الأطراف بحلول وسط، معتبرا أنه كان من الطبيعي أن يرسل بعض التطمينات في اتجاهات مختلفة، قائلاً بارتياح وحزم "إن موقفنا لم يتغيّر"، غير أنه لا بديل من الحل السياسي، ورأى الكاتب أن الأمر الذي استوقف، وسيستوقف لاحقاً كثيرين، هو "الحديث عن صوغ الدستور بجهود مشتركة" وسوى ذلك من البنود الدقيقة للغاية، مبينا أنها تعكس، تالياً، رغبة ثنائية جديدة فعلاً تتوخى الوصول إلى حلول سياسية شاملة للمأساة السورية.
• تحت عنوان "لا عزاء للعرب" تساءلت فاطمة بن عبد الله الكراي في صحيفة الشروق التونسية عن مصير العرب بعد لقاء لافروف وكيري، قائلة إن موضوع حل الأزمة السورية سيكون بين واشنطن وموسكو ووفقا لمصالحهما "ولا عزاء للعرب"، وقالت الكاتبة إنه وبقطع النظر عن أهداف ونتائج الحوار الروسي الأمريكي، فإن كل هذه التفاهمات بين البلدين نراها تتم بدون إيلاء أي أهمية للجانب العربي سواء منه المحاذي إلى سوريا أو من هم متشنّجون ضد أي تعامل مع نظام الأسد، وأبرزت أن العرب سوف يتفطّنون أنهم لم يكونوا يوما جزءا من المشكل وليسوا جزءا من الحلّ، معتبرة أننا سوف ننتظر تشكيل قوّة عربية ـ إسلامية بريّة سوف تُعبّد الطريق للقوات الغربية والروسية الجويّة.