جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 16-12-2014
• انتقدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحيتها جهود المجتمع الدولي لإيواء ومساندة أكثر من مائة ألف لاجئ سوري إضافي، بأنها -رغم كونها تمثل تقدما- لا تكاد تكفي إذا ما قيست بالحاجة الهائلة وحقيقة أن بعض أغنى دول العالم ما زالت تدير ظهرها لهذه الكارثة الإنسانية، واعتبرت الصحيفة هذا الرقم الإضافي بمثابة قطرة في دلو، بالنظر إلى أن الحرب الأهلية التي تكاد تنهي عامها الرابع شردت ملايين المدنيين داخل سوريا وخارجها، وأن العبء الأكبر يقع على جيرانها تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر التي استوعبت جميعها نحو 3.8 ملايين لاجئ، وأضافت أن الوضع ليس مكلفا ماليا فقط، بل مزعزعا للاستقرار السياسي، وهذه المشكلة يمكن أن تزداد تعقيدا بما أنه ليس هناك نهاية منظورة للحرب.
• تحت عنوان "إيران و داعش وسياسة المكابرة" كتب حازم صاغية مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، اعتبر فيه أن من أسباب نجاح المكابرة الإيرانية، الشيعية، وهي ناجحة بدليل الحوار الصاعد بينها وبين الولايات المتحدة، ظهورُ "داعش" بوصفه التعبير عن مكابرة أخرى، عربية وسنية، موضحا أن "داعش" صادمت معظم القوى السنية التقليدية، وترفعت عن القضايا الوطنية أو الموضعية، أكانت فلسطين التي شغلت طويلاً الرأي العام العربي، لا سيما السني، أو الثورة السورية، ورأى الكاتب أن إيران، ذات الدولة المركزية، تملك اليوم حظوظاً أفضل بلا قياس من حظوظ "داعش"، وتقايض العالم بأوراق فعلية مقابل الورقة السلبية التي يملكها تنظيم البغدادي (إرث 11 أيلول/ سبتمبر، قطع الرؤوس، إبادة الأقليات... إلخ)، مبينا أن الاحتقان والشعور بالتعاسة في هذا العالم، واللذين يولدان المكابرة عند أصحابها، أكانوا إيرانيين شيعة أم عرباً سنة، لا يُعدمان الفصاحة الظافرة، فالمكابر يستطيع دائماً أن ينهل من رطانة أيديولوجية سابقة عليه، فيها ما فيها من مظلومية ومجد وحق و "أصالة"، وخلص الكاتب إلى أن تواريخنا، التي لم تكن قليلة المكابرة، كثيراً ما تمد من يستلهمها بالمعنى وبالاستعداد للمضي قدماً إلى العدم على شكل قاع صفصف.
• في مقاله بصحيفة الحياة اللندنية والذي جاء بعنوان "سورية.. دفاعاً عن المجتمع المدني"، لفت أكرم البني إلى أن ثمة من يسخر اليوم من الدعوة إلى إحياء المجتمع المدني ونشر ثقافته ويعتبرها خروجاً عن مألوف الصراع الدموي أو ضرباً من الأوهام وجهداً ضائعاً لا جدوى منه في ضوء الوضع الكارثي، إنسانياً وعمرانياً، الذي وصلت إليه البلاد مع تمادي لغة العنف وظواهر الانقسام والاحتراب، ومع تنامي التدخلات الخارجية وتفاقم أزمة معيشية تفقد البشر أبسط مقومات استمرارهم في الحياة، والأهم مع تشديد الخناق على الناشطين المدنيين والنيل منهم، وأشار البني إلى أن فرص حضور المجتمع المدني تبقى محدودة في ظل غياب الأمن والاستقرار وسيادة لغة القوة والسلاح، لكن الصحيح أن غيابه، نتيجة القمع المزمن وازدراء مؤسساته وتهميشها، كان سبباً قوياً لهذا التفاقم المذري للصراع السوري وخروجه عن السيطرة وعن المعالجة السياسية العقلانية، موضحا أن الصحيح تالياً أن النهوض بالمجتمع المدني والاحتكام إلى قيمه ومفاهيمه هو اليوم واحد من الخيارات الحيوية المطلوبة لمواجهة هذا الخراب، بما هو رهان على جماعات ومكونات وطنية تعددية قائمة على الانتماء الطوعي وتلتف حول أنشطة ثقافية أو حقوقية أو خدمية بدافع المصلحة المشتركة للناس في حماية مصائرهم من أوضاع باتت تهدد حياتهم ومستقبلهم، وبما هو رهان على ثقافة وأفكار حداثية تبرز معنى الحرية والحقوق الفردية والمساواة بين البشر من دون النظر إلى اللون والجنس والدين والقومية، وتشكل مدخلاً لإعادة البناء على مفهوم الوطن والمواطنة والعقد الاجتماعي الديموقراطي، وخلص البني إلى أن التركيز على فكرة إحياء المجتمع المدني ونشر ثقافته خياراً حيوياً نحتاجه اليوم كأحد أهم قواعد الحماية الذاتية لبلادنا وللحد من تسلط أطراف الصراع وانفلاتها، وكمسار ثقافي وعملي يطلق آفاقاً جديدة لمصلحة إعلاء شأن الحياة والحرية والإنسان في مواجهة طغيان المصالح الضيقة وغطرسة العنف والقوة، ويتجه أساساً نحو البشر، لتقوية ثقتهم بأنفسهم وبجدوى دورهم في انتشال وطنهم من الوضع المأسوي الذي وصل إليه.
• كتبت صحيفة الوطن السعودية، عن اقتراح الأمم المتحدة خطة للهدنة في عدة مناطق سورية، بدأتها بمدينة حلب، مشيرة إلى أن هذا الاقتراح الذي دعا إليه دي ميتسورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، دعمته دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد أمس، وأوضحت الصحيفة أن الترشيح لوقف إطلاق النار في مدينة حلب يأتي من كون هذه المدينة تشهد صراعا عنيفا بين قوات نظام الأسد ومعارضيه، ولم تتمكن أي جهة من السيطرة على المدينة شمال البلاد. وقد تفاوض دي ميستورا مع عدد من قادة النظام والمعارضة بهذا الشأن، ورأت أن هذا الاقتراح يقطع الطريق على كل حل عسكري يمكن أن ينهي الأزمة الدموية في سورية، ويؤكد عزم المجتمع الدولي عدم خوض أي مغامرة عسكرية لقلب موازين القوى في سورية لصالح أي طرف هناك، والاكتفاء بكل الحلول السياسية الممكنة، إن كانت هناك حلول فعلية.
• رأت صحيفة العرب اليوم الأردنية، في مقال بعنوان "ارتباك وفرص ضائعة"، أنه في غياب استراتيجية تتعامل مع اللاجئين السوريين، وفوضى تناقض أعدادهم وتصريحات المسؤولين الأردنيين بصددها، لم ينجح الأردن في تحويل هذا الملف إلى بنود مالية ملزمة للعالم والإقليم، لكي ترفع عن كاهله بعضا من تبعات هذا الطوفان البشري الذي أصاب الأردن في مدى زمني قصير جدا، وأضافت الصحيفة أنه في غياب الخطة الاستراتيجية التنموية، ما زالت مبالغ كبيرة من أموال المنحة الخليجية قابعة مجمدة في حسابات الحكومة لدى البنك المركزي الأردني بدل أن تتحول إلى مشاريع اقتصادية توظف الأردنيين وتحسن دخلهم وترفع معدلات نمو اقتصادهم، معتبرة أنه بدلا من هذا كله تتصاعد أرقام المديونية وتكلفة خدمتها، وترتفع أنات المواطن على الفرص الضائعة.