جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 15-11-2014
• أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي صرح البارحة أثناء جلسة استماع في الكونغرس بأنه سيدرس إرسال المزيد من المستشارين العسكريين الأميركيين إلى العراق، وأوضحت أن مهمة هؤلاء المستشارين تقتصر على مرافقة أي قوات عراقية برية، وذلك في حال تقدمها لمواجهة مسلحي تنظيم الدولة في مناطق مثل الموصل أو تلك المحاذية للحدود السورية، وذلك لمساعدة التحالف في توجيه الضربات الجوية، كما نسبت الصحيفة إلى وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل القول إنه سيتم تكثيف الضربات الجوية ضد مواقع لتنظيم الدولة بشكل يزيد من قدرات القوات العراقية ويجعلها تتحول إلى الهجوم، وأضافت الصحيفة أن ديمبسي وهيغل حثا الكونغرس على الموافقة على تمويل إضافي بقيمة 5.6 مليارات دولار للحملة ضد تنظيم الدولة، وأن ديمبسي صرح بأن العراق يحتاج إلى 80 ألف جندي مدرب بشكل جيد من أجل استعادة الموصل وبقية الأراضي الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة، وأضاف أن الولايات المتحدة في الطريق لتنفيذ برامج تدريب القوات العراقية، وفي السياق، أشارت الصحيفة إلى أن هيغل صرح أمام لجنة الدفاع في الكونغرس بأن بشار الأسد يعتبر جزءا من الجهود الرامية إلى إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، وذلك من خلال حكومة انتقالية تحدد مستقبل سوريا،وأضافت أن هيغل اعتبر أن عملة الإطاحة بنظام الأسد لا تعتبر ضمانة لإضعاف تنظيم الدولة والتشكيلات "الجهادية" الأخرى في سوريا، ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات هيغل تأتي بعد ساعات على طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من إدارته إعادة تقييم سياسة بلاده فيما يتعلق بالأزمة السورية.
• نشرت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية مقالا للكاتب جيد بابين قال فيه إن مسؤولية كبرى تقع على عاتق الكونغرس الأميركي تتمثل في ضرورة دراسة السياسات والأهداف وراء أي عمل يعرض حياة الأميركيين للخطر، وأضافت أن الحملة العسكرية التي يقودها أوباما ضد تنظيم الدولة هي أولى الأولويات على جدول أعمال الكونغرس، وأشارت الصحيفة إلى أنه يتعين على الكونغرس تنظيم دراسة متأنية لتقييم الحملة على تنظيم الدولة، وكذلك عقد جلسات استماع بهذا الشأن في كل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وتقديم مشروع قانون بشأن الحرب للتصويت، وأضافت أنه يتعين كذلك على أوباما ووزير الدفاع الأميركي تشك هيغل والمستشارين العسكريين الرئيسيين الإدلاء بشهاداتهم، ورسم خطة من شأنها أن تأتي بنتيجة حاسمة، وأنهم إذا كانوا لا يستطيعون فيجب على الكونغرس عدم تفويض أي عمل عسكري إضافي.
• نطالع في صحيفة الإندبندنت في الصفحة الرئيسة مقالا لباتريك كوبرن بعنوان "داعش: الأكراد يردون"، ويقول كوبرن إن القوات العراقية استعادت السيطرة على بلدة بيجي وفكت الحصار المفروض على مصفاة النفط الرئيسة في البلدة، حسبما يقول المسؤولون في بغداد، فيما يعد أهم نجاح للحكومة العراقية منذ سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على ثلث مساحة العراق في يونيو/حزيران الماضي، ويقول كوبرن إن قوات تنظيم "الدولة الإسلامية"، بعد انتصاراتها الباهرة صيفا في العراق وسوريا، تشعر بالإجهاد بينما تحاول الدفاع عن المناطق التي استولى عليها التنظيم، وأضاف الكاتب أن عودة الثقة للمقاتلين الأكراد قد تكون سابقة لأوانها، فقد يشعر تنظيم "الدولة الإسلامية" بالضغط ولكنه ما زال يقاتل ولم يفر حيث تمكن في الأسابيع الستة الماضية من السيطرة على أغلب مناطق محافظة الأنبار، التي يضم مساحة واسعة غربي العراق.
• تحت عنوان "السمسرة على الوطن… بشار الأسد وبعض معارضيه نموذجاً" كتب فيصل القاسم مقاله في صحيفة القدس العربي الصادرة من لندن، أشار فيه إلى أن "النظام السوري" كان يهدف من خلال الارتماء الكامل في الحضنين الروسي والإيراني دفع خصومه أيضاً إلى الارتماء في أحضان القوى المنافسة لإيران وروسيا في سوريا، بحيث تضيع القضية السورية، وتتحول سوريا إلى سلعة دولية يسمسرون عليها من أجل منافع سلطوية حقيرة، موضحا أنه عندما وجدت جماعات المعارضة السورية أن النظام بات يحتمي بمنظومة عسكرية وأمنية واقتصادية روسية إيرانية مفضوحة، لم يجدوا بداً من الارتماء في أحضان المعسكر الآخر لمواجهة النظام، وقد أصبح بعض شرائح المعارضة السورية بدورها كالعراقية سابقاً مضرباً للمثل في التسول والسير وراء الآخرين، ونوه القاسم إلى أن كل طرف خارجي منخرط في الأزمة يغني على ليلاه، ولا يهمه لا سوريا ولا السوريين، مبينا أن إيران تستخدم بشار الأسد كأداة لتوسيع إمبراطوريتها الشيعية الفارسية والوصول عبر الأسد إلى شواطئ المتوسط، وروسيا تريد الحفاظ على قواعدها البحرية في سوريا، بالإضافة إلى نهب الثورات الغازية والنفطية السورية التي أعطاها إياها الاسد مقابل الحماية والسلاح والحفاظ على طرق الغاز والنفط الدولية، وتركيا لا تريد لإيران أن تصبح على حدودها السورية، وتعمل على تأمين الشمال السوري لصالحها، وأمريكا طبعاً، يقول القاسم، تريد تأمين الحليف الاستراتيجي إسرائيل من الخطر السوري واستغلال الموقع الاستراتيجي لسوريا.
• في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط والذي جاء تحت عنوان "حماقة حزب الله"، تناول طارق الحميد ماكشفته صحيفة النهار اللبنانية بأن "حزب الله" يسعى لتجنيد شبان مسيحيين ومسلمين سنة ودروز، ويعرض عليهم التدريب والتسليح لمواجهة خطر "داعش" وأخواتها، من باب: "مصيرنا واحد وعلينا التصدي معا"، وأن الحزب يسعى للتجنيد بشعار أكثر جاذبية من التصدي للعدو الإسرائيلي لأن الخطر أقرب!، ورأى الحميد أن هذا الخبر يكشف عن أمرين مهمين؛ الأول هو ورطة "حزب الله" بالمنطقة، وسوريا، موضحا أن الحزب بات يدرك أن كذبة "المقاومة والممانعة" قد انكشفت، وأن مساعي إيران للوصول لاتفاق نووي مع أميركا تتطلب الآن التخفيف من لهجة التصعيد ضد إسرائيل، ولفت الحميد إلى أنه في حال توصلت إيران لاتفاق مع الأميركيين، وبأي صيغة، فذلك يعني تحول حسن نصر الله إلى حامٍ للحدود الإسرائيلية مع لبنان مثله مثل الأسد، الأب والابن، منوها إلى ورطة "حزب الله" هذه التي دفعته لعملية تجنيد المرتزقة ليست بسبب إيران وحدها، وإنما هي مؤشر أيضا على أن حجم خسائر الحزب البشرية بسوريا كبيرة، وأن حزب الله بات بحاجة لغطاء طائفي يبرر وجوده هناك، وللقول بأنه لا يقاتل وحيدا دفاعا عن المجرم الأسد، أو فقط امتثالا للأجندة الطائفية الإيرانية، وإنما وجوده هناك هو جزء من طيف أكبر يقاتل دفاعا عن سوريا ككل، واعتبر الحميد أن الأمر المهم الثاني الذي يكشف حماقة "حزب الله" بعملية تجنيد المرتزقة هذه، هو أن من شأنها أن تؤدي إلى أمرين؛ الأول هو اختراق الحزب أمنيا من قبل عدة أجهزة استخبارات، كما أنها تعني أن "حزب الله" شرع الآن بتربية الوحش الذي سيبتلعه لاحقا، وهذه قصة مألوفة بحالة كل من حاول استغلال العنف والإرهاب لتحقيق مأربه، وخلص الحميد إلى أن عملية التجنيد هذه التي يعتزم "حزب الله" القيام بها ما هي إلا حماقة سيثبت خطؤها بقادم الأيام، وبالطبع فإن أحدا لن يأسف على "حزب الله" الطائفي الإرهابي، أو مسؤوليه.
• تطرق عبد الرحمن الراشد في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط بعنوان "هويات ووظائف للاجئين السوريين" إلى ما تحدث به وزير العمل التركي، بأنه سيتم منح اللاجئين السوريين ما هو أكثر من الخيمة والبطانية والطعام، وسيتم تسجيلهم كمقيمين مؤقتين، مع مساعدتهم للحصول على وظائف في القطاعات التي في حاجة إلى المزيد من الأيدي العاملة،ورأى الراشد أن هذا الموقف ليس إنسانيا جيدا في حق مليون وسبعمائة ألف لاجئ سوري وحسب، بل سياسي متقدم أيضا، موضحا أنه سيعزز صمود السوريين ضد النظام، وسيبرهن أن اللاجئين يمكن أن يكونوا رقما مفيدا للاقتصاد التركي، وأشار الراشد إلى أن تهجير السوريين كان ولا يزال سياسة متعمدة من قبل النظام، وعندما تقصف قوات الأسد المدن المأهولة بالسكان فهذا ليس من قبيل ضرورات الحرب، بملاحقة المسلحين، كما تقول، بل الهدف الأكبر معاقبة أهالي المناطق المنتفضة، ومعاقبة الدول المجاورة بإثقال اقتصادها وأمنها بفيضان من ملايين اللاجئين السوريين، ولفت الراشد إلى أن ما نشرته "واشنطن بوست" أمس عن تزايد عدد الناقمين، والمنشقين على النظام، من الطائفة العلوية، التي هي حصنه الأخير، يضاف إليه ما صرح به مسؤول أميركي، بأن الرئيس باراك أوباما، مع أنه لم تعد لكلامه مصداقية في الشأن السوري، غيّر رأيه، وطلب من مستشاريه البحث في خيارات أخرى، مدركا استحالة الانتصار على تنظيم "داعش" بوجود الأسد في الحكم، ولا بد من تغييره، ورأى أنه سواء كان أوباما صادقا، أم أنها مجرد أحاديث لتطييب خواطر الحكومات العربية الغاضبة، فالحقيقة أنه يستحيل الانتصار على الإرهاب، ما دامت سوريا غير مستقرة، وهي لن تستقر بوجود النظام الحالي.
• "تجاهل المسألة الطائفية في سوريا أم تجاهل “الطائفة”؟" طرح جهاد الزين هذا السؤال بعنوان مقاله الذي نشرته صحيفة النهار اللبنانية، حيث أشار فيه إلى أن إحدى سمات السجال المرافق للصراع في سوريا وعلى سوريا التي لا تزال تثير الدهشة – بكل بساطة – هي غياب أي تناول أو بحث جدي في المسألة الطائفية سوى بعض الأدبيات العامة الغامضة بالنسبة للمتابعين بشكلٍ عام وحتما أكثر غموضاً بالنسبة لأطراف الصراع، ورأى الزين أن هناك ثلاثة مستويات رئيسية للأزمة السورية لا نعرف اليوم كيف ستتفاعل سلما عندما تنضج مرحلة الحلول بعد عشر أو عشرين عاما؟، وهي بحسب الكاتب: المستوى الداخلي وأهم عناصره موقع العلويين ومناطقهم ودورهم في الصيغة السورية الجديدة، مضافاً إليهم المسألة الكردية ولكنها بالنتيجة مسألة طَرَفية إذا كان لهذا الكيان السوري أن يستعيد نفسه، في العلاقات الدولية، ذات يوم، أما المستوى الثاني فهو الإقليمي ولا سيما مواقع ومآلات نفوذ إيران والسعودية وتركيا إذا بقيت هذه القوى الكبيرة على ما هي عليه حتى "نهاية" الأزمة السورية، حيث يقول الكاتب إن علويّو سوريا دخلو نهائيا في "الشيعية السياسية" التي تقودها بصيغتها المعاصرة إيران الخمينية الأصولية، وهذه حقيقة من حقائق التبلور الصراعي في المنطقة مقابل التجاذب السعودي التركي على الاستقطاب السني، منوها إلى أنه إذا كان حجم الانتشار السني الديموغرافي في العالم والمنطقة يفتح على تحولات صراعية داخل "العالم السني" لم تتبلور بعد، فإن سوريا باتت في أساس مستقبل هذا التبلور بمعانيه البنّاءة، أي الانفراجية، أو الهدّامة الداعشية، ووفقا للكاتب فإن المستوى الثالث هو الدولي، حيث بات أساسيا جدا في ظل التمسّك الروسي الاستراتيجي بـالموقع السوري المتوسطي، وهو مستقبل التوازن داخل سوريا بين الروس والأميركيّين واستطراداً الأوروبيّين، وختم الكاتب مقاله متسائلا: أي صيغة إذن لسوريا الطوائف؟ وما موقع العلويين الجديد فيها؟
• نقلت صحيفة الوطن السعودية عن القيادي في المجلس العسكري لثوار القلمون ماهر العرسالي أن العشرات من مقاتلي "حزب الله" المشاركين في القتال إلى جانب "النظام السوري" أقدموا على مغادرة مواقعهم والعودة إلى لبنان، بذريعة عدم استلام رواتبهم لعدة أشهر، إضافة إلى عدم تعويض أهالي زملائهم القتلى، وأن قيادة الحزب فوجئت بهذا الموقف الذي يحدث وسط مقاتليه للمرة الأولى، وأضاف العرسالي، بحسب الصحيفة، أن المقاتلون عادوا وهم يحملون أسلحة خفيفة وعبروا الحدود إلى لبنان قبل عدة أيام، بعد أن فشلت محاولات دمشق في إثنائهم عن قرار العودة، ولم يرضخوا لتهديدات مسؤولي "حزب الله" من إمكانية اعتقالهم بتهمة الفرار من ساحات المواجهة، وأشار العرسالي إلى أن الأزمة المالية التي يعاني منها الحزب بلغت مستويات غير مسبوقة، معتبراً أن وصول الأمور مرحلة عدم القدرة على تسديد رواتب المقاتلين فهذا ما لم يكن أن يخطر ببال أي شخص، ولكن من الواضح أن "حزب الله" قد استنفد كافة الوسائل التي يمكن أن تدر عليه دخلاً مادياً، وأضاف أن إيران لاسيما في الفترة الأخيرة توقفت عن تمويل الحزب بذات المستوى الذي كانت تقوم به في السابق، وذلك بسبب تأثير العقوبات الاقتصادية، إضافة إلى ارتفاع تكلفة تمويل العمليات العسكرية في سورية، خصوصاً أن عدد المرتزقة الذين استجلبتهم طهران إلى سوريا فاق الخمسة آلاف مقاتل يتلقون رواتب وامتيازات شهرية بالدولار، وأكد القيادي العسكري للصحيفة أنه ومع عدم وضوح الرؤية بخصوص الحرب في سورية، واحتمال أن تستمر لسنوات مقبلة، يبدو أن "حزب الله" سيدخل فصولاً أخرى من المعاناة، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار نضوب معظم موارده المالية.