جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 15-01-2016
• توقعت الصحافة الإسرائيلية أن تدفع عملية إسطنبول الانتحارية تركيا لتغيير أولوياتها بين تنظيم الدولة الإسلامية والأكراد، وكتب السفير الإسرائيلي السابق بوعاز بيسموت مقالا في صحيفة إسرائيل اليوم، رأى فيه أن العملية الانتحارية الأخيرة التي شهدتها مدينة إسطنبول تحدث تغييرات في سلم أولويات السياسة التركية، بحيث تكون الأولوية لمحاربة تنظيم الدولة، بينما الأكراد بإمكانهم الانتظار بعض الوقت، في ضوء تحول الأراضي التركية إلى هدف مفضل لتنظيم الدولة، وتابع أن العملية الأخيرة تأتي ضمن سلسلة عمليات شهدتها تركيا في الآونة الأخيرة، خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى، وأضاف أن تركيا اليوم تواجه أعداء متزايدين؛ فبالإضافة لنظام بشار الأسد، ينضم تنظيم الدولة لقائمة أعداء تركيا، عقب انضمامها للتحالف الدولي لمحاربته، في وقت بدأت فيه أنقرة محادثات مع الأكراد للوصول إلى نهاية للصراع الذي خلّف أربعين ألف قتيل منذ 1984، وأشار إلى أن العدو الأكبر أمام تركيا هو تنظيم الدولة، وليس حزب العمال الكردستاني، وفي ضوء أنها عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأن ثمانية من القتلى العشرة الذين سقطوا بالهجوم الانتحاري ألمان، فإن ذلك -بحسب الكاتب- يجبر أنقرة على توسيع رقعة محاربتها التنظيم، وهو ما يتوقعه منها شركاؤها في حلف الناتو، وختم أن هجوم إسطنبول، الذي ضرب مركز السياحة الرئيسي للمدينة، يدفع أنقرة لإعادة النظر في أعدائها وأصدقائها من جديد، فالأكراد أعداء الأمس، قد يصبحون في المستقبل القريب حلفاء الغد بالحرب ضد تنظيم الدولة.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لوليد شقير تحت عنوان "أوهام «الانتصارات» عند الممانعة"، الكاتب تطرق إلى الأوهام التي تغلف احتفالية إيران والنظام السوري وحلفائه من الميليشيات، لا سيما «حزب الله»، بـ «الانتصارات» وبتغيير موازين القوى على الأرض في سورية وفي سائر ميادين الصراع القائم في المنطقة على طريق محاولة تثمير هذه الحملة في التفاوض والتسويات السياسية، وبين أن هذه الاحتفالية تؤشر إلى أنها تطلق مرحلة جديدة من الحروب والقتال والتناقضات على امتداد الإقليم، منوها إلى أن هذه الاحتفالية لا تأبه بكل الحملة الإعلامية التي انطلقت حيال الحصار اللاأخلاقي المشين لمضايا وغيرها من البلدات في سورية الذي يساهم فيه إلى جانب النظام، سلاح الجو الروسي قتلاً للمدنيين المحاصرين في سائر المدن، ولا إلى انعكاس إفشال المفاوضات في جنيف حول وقف الحرب في اليمن، تصعيداً للحرب فيها وحصد المزيد من الدمار والقتل للشعب اليمني الفقير، وهي لا تأبه أيضاً بكونها تهدف إلى تقويض قراري مجلس الأمن 2254 ومؤتمر الرياض تحضيراً لمفاوضات الحل السياسي، بالنسبة إلى سورية، و2216 بالنسبة إلى اليمن، وأكد الكاتب أن حديث الانتصارات وتضخيمها المفتعل هذا، سيتحول مآزق متتالية تزيد من ارتفاع منسوب الحساسيات المذهبية في المنطقة، وتعاظماً للإنفاق على الحروب والمواجهات المفتوحة، مبرزا أن الذين يوهمون أنفسهم بها ينقطعون عن الواقع ويتخيلون أن ما من خصوم يقفون في مواجهتهم، فيتفاجؤون حين يتصدون لهم.
• تحت عنوان "بين إعلان مضايا وإعلان بيروت ـ دمشق!" كتب فايز سارة مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، وأشار إلى أن عشر سنوات وستة أشهر هي المدة التي تفصل بين صدور إعلان مضايا وصدور شقيقه إعلان بيروت دمشق، موضحا أن الأول أصدره مثقفون لبنانيون في بيروت أوائل يناير (كانون الثاني) ?2016 والثاني أصدره مثقفون لبنانيون وسوريون بالتزامن في بيروت ودمشق بدايات يونيو (حزيران) 2005، وسط تمايزات بين الإعلانين، ومشتركات جوهرية تجمع بين الاثنين، ورأى الكاتب أن الأبرز في معنى الإعلانين هو خروج مثقفين من قلب النار على زمن الصمت واللامبالاة السائد في عموم المنطقة، ليقولوا كلمة حق في وصف ما يجري والحكم عليه، والتصويب نحو ما ينبغي أن تكون عليه الحال من مواقف تصب في المصلحة العليا للبلدين والشعبين وعموم المنطقة في مواجهة تمدد الاستبداد والإرهاب، وشيوع القتل والتدمير وسط شعارات استهلكت وانكشف زيفها وكذبها، ولفت الكاتب أنه بين إعلاني بيروت دمشق ومضايا زمن طويل زاد على عشر سنوات ونصف السنة، لكن روابط الإعلانين كثيرة، والأبرز فيها، أن مثقفين يحملون هم بلادهم، يتابعون ما يجري فيها وحولها، ويؤشرون إلى مواطن الخطر فيما يجري، ليس باعتباره حدثًا راهنًا فقط، إنما باعتباره حدثًا يتطور إلى المستقبل، تارًكا آثاره السلبية على البلد ومواطنيه وعلى ما يجاوره من بلدان وشعوب، مبرزا أن هذا الأمر فرض على مثقفي الإعلانين، توصيف الحدث وبيان آثاره، وضرورة الخروج منه، ثم رسم ملامح الطريق الأفضل لتجاوزه، ولعلها النقطة الأكثر أهمية في إعلاني مضايا وبيروت دمشق.
• نطالع في صحيفة المستقبل اللبنانية مقالا لخير الله خير الله بعنوان "تجويع مضايا والمشروع الإيراني في سوريا"، الكاتب أكد على أن هناك نيّة واضحة لدى إيران في اعطاء الصراع الدائر في سوريا طابعا مذهبيا، على الرغم من أنّه صراع بين شعب يسعى إلى استعادة كرامته من جهة ونظام يعمل من أجل استعباده، مبينا أن الحصار الذي استهدف مضايا وتجويع أهلها والذين يقدّر عددهم بنحو أربعين ألفا، يأتي في سياق عمليات التهجير والحصار التي مارسها النظام السوري منذ تفرّد حافظ الأسد بالسلطة في خريف العام 1970، وأوضح الكاتب أن ما يحصل في مضايا التي تعرّضت ولا تزال تتعرّض الآن لحصار يشارك فيه «حزب الله» اللبناني، لم يعد يستهدف الترويج لـ«سوريا الأسد» وفرضها كواقع على السوريين الانصياع له، مبرزا أن ما يحدث اليوم يأتي في سياق إقامة الدويلة العلوية المرتبطة بممرّ إلى قسم من أراضي سهل البقاع اللبناني التي يسيطر عليها «حزب الله»، وعبر الكاتب عن أسفه لعدم وجود أيّ رد فعل دولي على الجرائم التي يتعرّض لها السوريون يوميا، وأشار إلى أنّ هناك مشاركة روسية وإيرانية في عملية تهجير السوريين من أرضهم وتنفيذ عملية تبادل سكاني من منطلق مذهبي، منوها إلى أن خلاصة الهدف الإيراني الذي بات مكشوفا هو أنّه ما دام ليس في الإمكان السيطرة على سوريا كلّها، خصوصا في ضوء سقوط النظام، ليس ما يمنع القيام بعملية جراحية تؤدي إلى تقسيم الكيان السوري بإشراف بشّار الأسد الذي فقد منذ فترة طويلة قدرته على اتخاذ أيّ قرار ذي شأن.
• تساءلت صحيفة الشرق السعودية: هل هي مصادفة أن يحاصِر أتباع النظام الإيراني مدنيين في سوريا واليمن في آنٍ واحد؟، وقالت إن ميليشيات حزب الله تحاصر السكان في مضايا والزبداني في سوريا ، وتمنع عنهم المواد الأساسية حتى مات بعضهم جوعاً وبرزت عظام بعضهم الآخر، وحتى بات 400 شخصٍ مهددين بموت محقَّق إن لم يتلقوا إسعافات عاجلة فورية، وألمحت إلى أنه في نفس التوقيت؛ تفرض ميليشيات الحوثي المدعومة بقوات علي عبدالله صالح حصاراً على مدينة تعز غربي اليمن وتحرم سكانها من أسباب الحياة عقاباً لهم على مساندتهم الشرعية الدستورية ورفضهم احتلال الميليشيات مدينتهم، ورأت أن الفعل واحد والتوقيت واحد وكأنها خطة ممنهجة، لذا أصدر ممثل منظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط تحذيراً أمس من «مضايا جديدة» في تعز، داعياً إلى إغاثة عاجلة لمدنييها، ونوهت الصحيفة، بنجاح المملكة بالفعل في كسر هذا الحصار ، إذ أنزلت طائرات تابعة للتحالف العربي 40 طناً من المساعدات إلى التعزيين في الأحياء المحاصَرة والمناطق الوعرة.. وتشمل المساعدات أدوية الأطفال والمضادات الحيوية والمحاليل الطبية والمواد الغذائية الجافة.