جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 14-12-2015
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا للكاتب فريدريك هوف انتقد فيه إستراتيجية الرئيس أوباما تجاه الحرب المستعرة في سوريا منذ نحو خمس سنوات، وأشار إلى أنها اتصفت بالتصريحات الخطابية المتلاحقة والمواقف المترددة وغير الحازمة، مما أسهم في تفاقم الأزمة وتزايد خطورتها وجعلها تنذر بانتشار الحرب إلى المنطقة برمتها، وأشار الكاتب إلى أن أوباما صرح مؤخرا في مانيلا بأنه لا يرى حلا في الأفق ينهي الحرب في سوريا في ظل بقاء الأسد في السلطة، وبأن الروس والإيرانيين وبعض أعضاء الحكومة السورية والنخبة الحاكمة في سوريا قد يحتاجون لبضعة أشهر حتى يدركوا هذه الحقيقة، وأضاف الكاتب أن الأسد -في المقابل- صرح للتلفزيون الإيطالي الحكومي بأن المحادثات السورية في فيينا الرامية لمرحلة انتقالية من دونه هي مجرد "هراء"، وأشار الكاتب إلى أنه بناء على تصريحات رئيس هيئة أركان البراميل السورية المتفجرة فإنه لا يمكن بدء أي حديث قبل إلحاق الهزيمة بالإرهابيين الذي يسيطرون على أجزاء من سوريا، وأوضح الكاتب أنه وفقا للأسد، فإن "الإرهابي" هو كل من يعارضه، وأضاف أن معظم سياسات الولايات المتحدة تجاه الأزمة السورية بنيت على الأمل في أن يدرك الآخرون الحقائق بشأن سوريا ثم يتصرفون بناء عليها، وأشار الكاتب إلى أن الأسد يعتبر سوريا ميراثا شخصيا له وأنه طالما تحدث بأنه لن يغادر إلى أي مكان، وأضاف أن داعمتي الأسد المتمثلتين في كل من موسكو وطهران تعرفان أن الأسد يشكل العقبة الكأداء في طريق توحيد السوريين ضد تنظيم الدولة، وأنهما تعرفان أن أعمال الأسد الوحشية ضد الشعب السوري وقصفه بالبراميل المتفجرة تتسبب في المزيد من انضمام المقاتلين إلى صفوف تنظيم الدولة، وأضاف أن روسيا وإيران تهتمان بمصالحهما بالدرجة الأولى، ولا تعطيان أي أولوية لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، وأنهما تتمنيان بقاء الأسد في السلطة وسط تعدد اللاعبين الدوليين في المستنقع السوري.
• نشرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية مقالا لكبير مراسلي "بي بي سي" لليز دوسيت، بعنوان "الحياة تعود إلى حمص بعد تنفيذ قوات الأسد وقف إطلاق نار هش"، وتقول دوسيت إن السيارات عادت للمرور في شوارع حمص واكتظت المقاهي بالرواد وأنارت أضواء عيد الميلاد في الكنائس العتيقة ومداخل الفنادق الأنيقة، ولكنها تستدرك أن هناك أيضا أركانا مظلمة في ثالث أكبر المدن السورية، وبقيت أحياء بأسرها موحشة تسودها البيانات المتفحمة التي تمتلئ جدرانها بالثقوب الناجمة عن إطلاق النار أو التي دمرت تماما جراء القصف، وقالت دوسيت إن حمص، التي شهدت بعض أوائل الاحتجاجات ضد حكم الأسد وبعض أعنف القتال في سوريا، أصبحت أول مدينة تعود بالكامل لأيدي الحكومة، وغادرها آخر مقاتلي المعارضة المسلحة بعض الاتفاق على هدنة محلية، وتضيف أنه تم نقل نحو 300 مقاتل، ينتمي معظمهم لجبهة النصرة المتصلة بالقاعدة، بالحافلات بصحبة قوات الأمن إلى معقل للمعارضة في شمال غرب البلاد، وتختتم دوسيت مقالها بأنه بعد خمس سنوات من اندلاع الاحتجاجات ضد الأسد، يشعر السوريون بالإعياء ويتوقون لرؤية أي بادرة أمل، ولكن الذكريات القديمة ما زالت سببا للفرقة والخراب، وما زال الكثيرون يرون أنه من الصعب تخيل خلق ذكريات جديدة.
• في صحيفة العربي الجديد نقرأ مقالا لسامح راشد تحت عنوان "عن المعارضة السورية"، أشار فيه إلى أنه وبعد ثلاثة أيام من البحث والمشاورات في الرياض، اتفقت المعارضة السورية على رفض أي دور للأسد في "مستقبل" سورية، وهو الموقف الثابت لها منذ بداية الثورة، ورأى أن الصياغة الجديدة التي تبنتها المعارضة تشبه كثيراً تلك التي اختارتها الدول الغربية قبل أشهر، عند الحديث عن بقاء بشار الأسد أو رحيله، فقد تبدل فيها الإطار الزمني لرحيل الأسد من "فوراً"، أو "قبل أي حوار"، إلى "المستقبل"، معتبرا أن هذا التغيير هو صدى تحولين مهمين استجدا على معطيات الأزمة، أولهما: التدخل الروسي العسكري المباشر الذي غيّر موازين القوى على الأرض، ومن شأنه أيضاً تغيير مفاعيل الأزمة سياسياً، ومن ثم مبادئ التسوية وملامحها، وثانيهما: انكشاف الموقف الغربي، الذي لم يتحرك، يوماً، بشكل عملي لإزاحة الأسد، أو حتى التضييق عليه، ولو بحصار بحري، أو حظر جوي، لحرمانه من واردات السلاح الذي يضرب به السوريين المدنيين، وأوضح الكاتب أن جديد المعارضة بشأن مصير الأسد هو تراجع عن الموقف الأصلي، وليس تأكيداً له، مبينا أن التفاوض الذي يفترض أن يتم في يناير/كانون الثاني المقبل بين فصائل المعارضة و"ممثلين" عن النظام هو في جوهره حوار مع النظام، وشدد الكاتب على أن انقسام المعارضة السورية المستمر منذ خمس سنوات، من دون تقدير لتضحيات ملايين السوريين، أفضى في النهاية، إلى التعويل على حل سياسي، لن يخرج عن بضعة حقائب وزارية وانتخابات في ما تبقى من مناطق لم تدمر، مبرزا أن تلك المعارضة متعددة المشارب والولاءات والأجندات، المنقسمة في داخلها، والمختلفة دائماً على المقاعد والأسماء، والتي لم تنجح لا في إقناع العالم بإسقاط بشار ولا في التوحد أمامه، حريّ بها السقوط، ودعا الشعب السوري إلى انتظار معارضة جديدة، جديرة به وبتضحياته.
• تحت عنوان "كي يكون مؤتمر الرياض علامة فارقة.. سوريا" كتب خيرالله خيرالله مقاله في صحيفة العرب الصادرة من لندن، واعتبر فيه أن المؤتمر الذي عقدته المعارضة السورية في الرياض يوفر بريق أمل بإمكان إيجاد جبهة سياسية وعسكرية موحّدة توفّر بديلا من النظام الذي لم يعد يجد جنودا يدافعون عنه، على الرغم من كلّ الدعم الذي يتلقاه من إيران، ومن روسيا التي تحوّلت طرفا مباشرا في الحرب التي تستهدف الشعب السوري بكلّ فئاته، وعبر الكاتب عن تفاؤله بالأهداف التي حددتها المعارضة في المؤتمر، المتمثلة برحيل بشّار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية، واتفقت على وفد موحّد للتفاوض، ووضعت خارطة طريق لسوريا المستقبل كدولة مدنية وتعدّدية ولا مركزية، ورأى أن المعارضة كانت في منتهى الواقعية، ذلك أنّ البيان الختامي لمؤتمر الرياض، وهو الأوّل الذي يجمع مكوّنات سياسية وعسكرية قارب عددها المئة، تضمّن رؤية سياسية شاملة جمعت بين المعارضة المدعومة من الغرب والمعارضة المقبولة من النظام والفصائل المسلّحة "المعتدلة" التي تقاتل على الأرض، مبرزا أن ما أكّد هذه الواقعية هو ما ورد حرفيا في البيان الختامي عن أنّ المجتمعين على استعداد للدخول في مفاوضات مع ممثلي النظام وذلك استنادا إلى بيان جنيف1 الصادر في الثلاثين من حزيران ـ يونيو 2012 والقرارات الدولية ذات العلاقة، وذلك خلال فترة زمنية يُتّفق في شأنها مع الأمم المتحدة، وأكد الكاتب أن الكثيرين سيعتمدون على بقاء المعارضة السورية موحّدة بعد مؤتمر الرياض، وأن المهمّ هو عامل الاستمرارية، وختم متسائلا: هل لدى المعارضة استمرارية في موازاة تلك التي يتمتّع بها الشعب السوري الصامد في وجه كلّ أنواع الظلم منذ سبعة وخمسين شهرا.
• أكدت صحيفة الجزيرة السعودية أن المعارضة السورية تقدمت خطوة إيجابية للمساهمة في تحقيق انفراج في الأزمة السورية تتوافق مع الجهود الدولية التي نشطت في الأسابيع الأخيرة، وأظهرت تقارباً في مواقف الدول المتداخلة في هذه الأزمة، وقد نجحت المعارضة السورية من خلال مؤتمر الرياض الذي اختتم يوم الخميس في وضع إطار نشط للمشاركة في صنع مستقبل سوريا، ولفتت الصحيفة إلى أن السماوات السورية لم تكن وحدها المستباحة فقط بل الأرض السورية كانت أكثر استباحة حيث توجد على الأراضي السورية كل أصناف المقاتلين من جيوش منظمة كالحرس الثوري الإيراني والمليشيات الإرهابية التي ضخت عشرات الألوف من المرتزقة، وأضافت أن كل الدوائر السياسية المهتمة بالملف السوري رأت في قرارات مؤتمر المعارضة السورية في الرياض خطوات إيجابية ستسهم في نجاح الجهود الدولية باستثناء إيران التي لا تتوافق أجنداتها في وضع نهاية لمأساة السوريين لأن الفوضى السياسية والعسكرية تخدم أطماعها.
• قالت صحيفة البلاد البحرينية في افتتاحيتها إن اجتماع فصائل المعارضة السورية في الرياض، الذي انتهى إلى موافقة المعارضة على الدخول في محادثات مع الحكومة السورية وقبول وقف إطلاق النار، كان خطوة ضرورية ولازمة لتوحيد فصائل المعارضة، ومن ثم خوض العملية التفاوضية مع الحكومة السورية تحت إشراف الأمم المتحدة، وأضافت الصحيفة أن الإنجاز الذي تحقق برعاية سعودية، يؤكد ضرورة العمل المشترك بين القوى الدولية الفاعلة في الأزمة السورية، وفي مقدمتها روسيا، مع الدول العربية، وفي صدارتها المملكة العربية السعودية، للتوصل لحل سياسي يقوم على مخرجات (جنيف 1) وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري، والقضاء على أشكال الإرهاب وتنظيماته كافة على الأراضي السورية.
• كتبت صحيفة الوطن الإماراتية، في افتتاحيتها، أنه بالرغم من اتفاق دول العالم اليوم على ضرورة إنهاء الصراع في سوريا والذهاب إلى طاولة المفاوضات بدلا من الاقتتال، إلا أنها تختلف حول أهم مسببات الأزمة السورية وهو وجود الأسد كجزء من الحل، واعتبرت الصحيفة أن هذا هو السبب الحقيقي في إخفاق كل الجهود الرامية لإيجاد حل نهائي للأزمة، فهناك حلفاء يستميتون في الدفاع عن وجود الأسد ضمن سوريا المستقبل كإيران وروسيا وحزب الله، مشددة على أن وجود الأسد أو أتباعه ضمن أي حل قادم للأزمة هو جريمة نكراء يمارسها المجتمع الدولي بحق السوريين.