جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 13-12-2015
• نشرت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية مقالا تحليليا مطوّلا للكاتب أندرو بووين انتقد فيه إستراتيجية الرئيس لمواجهة تنظيم الدولة، وقال إن أي إستراتيجية أميركية جديدة في هذا الشأن لن تختلف عن سابقتها من حيث العيوب، وأوضح الكاتب أن خطابات أوباما وتصريحاته بشأن احتواء تنظيم الدولة كلها ذهبت أدراج الرياح، وخاصة في أعقاب الهجوم الذي استهدف مدينة سان بيرناردينو بولاية كاليفورنيا، وبعد أن أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في أكثر من مناسبة أنها لم تتمكن من احتواء تنظيم الدولة، وأضاف الكاتب أن الرئيس أوباما ينظر إلى تنظيم الدولة بوصفه لا يشكل خطرا كبيرا على الولايات المتحدة، وبالتالي فهو لا يراه يشكل معضلة للبلاد، ولكنه يعتبره مشكلة كبرى بالنسبة إلى أوروبا وبلدان الشرق الأوسط، وأضاف أن أوباما كان قد صمم على إنهاء الحروب الأميركية الخارجية في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك فإن التدخل الأميركي المتواصل في العراق وفي سوريا لا يشكل أولوية في سياساته، فهو يتخذ موقف الدفاع أمام تنظيم الدولة أكثر من مبادرته للهجوم، وأشار إلى أن بعض مراكز البحوث قدمت إستراتيجيات مقترحة مقنعة، ويتمثل بعض عناصرها في ضرورة إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة بشكل حاسم، وتحرير الناس الواقعين تحت سيطرته، وكشف عيوب الفكر الذي يتبعه بحيث لا يجذب إليه آخرين، وأضاف أن الولايات المتحدة وحدها لا تعد قادرة على القيام بهذه المهمة الكبيرة، ولكن واشنطن تحتاج إلى شركاء يستجيبون لها وإلى حكومات تساهم في إضعاف تنظيم الدولة وإلحاق الهزيمة به على المستويين العسكري والأيديولوجي.
أشارت مجلة ذي إيكونومست البريطانية إلى أن التحالف الدولي ربما تمكن من إلحاق الضرر بمصادر تمويل تنظيم الدولة، ولكن ليس تدميرها، وأضافت أن التنظيم انطلق من سوريا منتصف العام الماضي وسيطر على الموصل في شمال العراق ثاني أكبر مدنه، وأنه كاد يصل إلى العاصمة بغداد، وأضافت أن تنظيم الدولة بهذه الخطوة أصبح المنظمة الإرهابية الأغنى بالعالم، وأنه نهب المصارف في الموصل، بما فيه البنك المركزي واستولى على شبكة أنابيب نفط كبيرة، وأعلن "دولة الخلافة" التي تشمل أفضل الأراضي الزراعية في منطقة الهلال الخصيب، وأنه استولى على الصناعات الثقيلة التي أسسها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
• نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا حول نجاح تنظيم الدولة في تنفيذه مشروعه، المتمثل في إقامة "دولة" على أجزاء من سوريا والعراق، قالت فيه إن التنظيم نجح في إدارة الصراع وتنظيم صفوفه، بشكل فاجأ خصومه وكذّب توقعاتهم، وقالت الصحيفة إن فكرة إقامة "خلافة إسلامية" في أذهان أبي بكر البغدادي ورفاقه، لم تكن مجرد حلم، فعندما أعلن التنظيم دولته في 28 حزيران /يونيو 2014، على الأراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق، كان مقاتلو التنظيم قد أعدوا مسبقا برنامجا حقيقيا لإقامة دولة، ورسموا صورة إدارة قوية ومنظمة قادرة على الاستمرار وفرض إيديولوجيا التنظيم على الناس، واعتبرت أن نجاح مخططات التنظيم كذب كل توقعات الدول الغربية والعربية، الذين رأوا فيه مجرد نسخة جديدة من تنظيم القاعدة، الذي يعتبرون أنه فشل في تحقيق أهدافه، وقد قال الرئيس الأمريكي باراك حينها ساخرا: حين تقوم مجموعة من الهواة بارتداء قمصان فريق كرة سلة محترف، فهذا لا يعني أنهم لاعبون محترفون، وأضافت الصحيفة في السياق نفسه أن أوباما وجد نفسه مضطرا في سنة 2015 إلى الاعتراف بخطئه، بعد أن حافظ التنظيم على سيطرته في ثلث الأراضي السورية والعراقية، وأصبح يتحكم في حوالي عشرة ملايين ساكن، ووضع يده على موارد مالية ضخمة من الثروات الطبيعية، جعلته التنظيم المسلح الأثرى في العالم، ونجح أيضا في جذب أكثر من 30 ألف مقاتل أجنبي، وحاز ولاء مجموعات جهادية أخرى في عشرات الدول، وتبنى عددا من الهجمات في الخارج، كان آخرها هجمات باريس التي أوقعت 130 قتيلا، وفي الختام قالت الصحيفة إن شهادات الفارين من مناطق سيطرة تنظيم الدولة، تؤكد أن الصورة الوردية التي يسعى التنظيم لرسمها في منشوراته الدعائية، التي يسود فيها النظام والاستقرار، بعيدة جدا عن الواقع، حيث أن اقتصاده يمكن اعتباره اقتصاد حرب، يقوم على افتكاك الموارد من أجل ضمان الاستمرار.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لفايز سارة بعنوان "ما بعد مؤتمر الرياض"، الكاتب تطرق إلى مؤتمر المعارضة السورية الذي انعقد الرياض، وأشار إلى أن أعمال المؤتمر تمّخضت عن إنجازين مهمين في مسيرة المعارضة عجزت عن إتمامهما طوال خمس سنوات ماضية؛ وأوضح أن أول إنجاز هو ملامح في رؤية القضية السورية في مرحلتها الراهنة ومستقبلها عبر التطلع إلى حل سياسي يوقف الأخطار المحيطة بالقضية، ويرسم طريقًا للخلاص من نظام مستبد وقاتل، والذهاب إلى نظام ديمقراطي تعددي يأخذ السوريين إلى حرية وعدالة ومساواة من خلال بيان جنيف وملحقاته التي تشّكل جميعها أساًسا متفقًا عليه دوليًا لمعالجة القضية السورية، وتابع الكاتب أن الإنجاز الثاني هو تشكيل هيئة للتفاوض تتشارك فيها قوى المعارضة في تعددها وتنوعها السياسي والعسكري والمدني، والمكلفة سياسيًا أن تكون مرجعية ميدانية لعملية التفاوض من جهة، وتوليها من جهة مهمة تشكيل وفد المعارضة المنوط به الجلوس في مواجهة وفد النظام عندما تبدأ المفاوضات المزمع عقدها بجهود المجموعة الدولية، وشدد الكاتب على أنه أصبح من الضروري على المجتمع الدولي، أن يجذر موقفه من القضية السورية والسير بها على طريق الحل، ورأى أن أول محاور تجذير الموقف هو دعم المعارضة، والثاني الضغط على نظام الأسد وحلفائه لوقف عمليات القتل والتدمير، خاصة وقف العمليات الروسية ضد المعارضة وحواضنها الاجتماعية في سوريا، وثالث المحاور الانتقال من رسم ملامح الحل السياسي من الأقوال إلى الأفعال عبر وضع برامج زمنية محددة لبدء المفاوضات بموضوعاتها الرئيسية، ووضع آليات الانتقال من مرحلة إلى مرحلة على أن يتم ذلك كله في إطار التزامات دولية وإقليمية واضحة المعالم.
• نطالع في صحيفة العرب اللندنية مقالا لباسل العودات بعنوان "نتائج غير معلنة لمؤتمر الرياض"، الكاتب رأى أن هناك نتائج غير مُعلنة لمؤتمر الرياض سيكون لها تأثير كبير ليس على الأزمة السورية وحدها بل على المنطقة كلها، حاضرها ومستقبلها، وأوضح الكاتب أن أولى هذه النتائج تكمن في بنود الوثيقة التي أقرّتها المعارضة السورية، والتي تشير إلى التوافق على "هيئة عليا للمفاوضات يكون مقرها الرياض"، وتكون هذه الهيئة "مرجعية المفاوضين مع ممثلي النظام السوري"، منوها إلى أن هذه الهيئة تعني بداية تهميش كل كتل المعارضة السورية، لأن "الهيئة العليا للمفاوضات" المنبثقة عن المؤتمر ستكون الجسم الذي سيتعامل معه المجتمع الدولي مباشرة من الآن فصاعداً، والجهة الوحيدة المخوّلة بكل ما يتعلق بالمفاوضات والمرحلة الانتقالية، وتابع الكاتب أن النتيجة الأخرى غير المباشرة للمؤتمر هي شرعنة اثنين من أهم فصائل المعارضة السورية الإسلامية المسلّحة، وهما "جيش الإسلام" و"أحرار الشام"، مبينا أنهما وبعد أن وقّعا على مبادئ "مدنية الدولة"، و"الحكم التعددي"، وعلى احترام "مبادئ حقوق الإنسان"، ورفضا "وجود مقاتلين أجانب في سوريا"، فقد أصبح هذا الاقرار بمثابة صك براءة لهما يُنقذهما من براثن قوائم الإرهاب التي تُحضّرها الأردن بطلب دولي، وسيكون لوضع هذين الفصيلين ضمن قوائم المعتدلين انعكاسات عسكرية على الأرض في وقت قريب، واعتبر الكاتب أن النتيجة الثالثة الأكثر أهمية هي جعل مقر الهيئة مدينة الرياض، مما يعني ضمنا أن السعودية هي المرجعية الجديدة للمعارضة، وأن الملف السوري صار بيد المملكة لا بيد غيرها، لافتا إلى أن ذلك يعني بأن الملف السوري أصبح تحت رعاية السعودية ومن ورائها الولايات المتحدة.
• قالت صحيفة الحياة اللندنية إن معارضة الداخل السوري طلبت من السفير الروسي في الرياض أوليغ أوزيروف أمس ضرورة تدخل موسكو لدى النظام لضمان سلامة عودة أعضائها إلى بلدهم بعد توقيعهم البيان الختامي لمؤتمر المعارضة، وقالت مصادر فرنسية لـ"الحياة"، إن باريس ستستضيف الاثنين مؤتمراً عن سورية يشارك فيه وزراء خارجية الولايات المتحدة والسعودية وقطر والأردن وبريطانيا وألمانيا للبحث في نتائج مؤتمر الرياض والمفاوضات المنتظرة بين كيري وبوتين، وأضافت أن كيري يعمل من أجل الوصول إلى اتفاق على وقف النار في سورية، لكن باريس ترى أنه لا يمكن تحقيق ذلك من دون ضمانات حول الأمن والمرحلة الانتقالية لأن الأمرين مرتبطان، وتابعت مصادر الصحيفة أنه من أجل أن يحصل ذلك ينبغي أن تتحرك مواقف روسيا وإيران لكن حتى الآن لا تُظهر الدولتان أي تغيير في موقفهما، وزادت أن إيران تشارك في "مسار فيينا" للحل السياسي لكنها لا تُقدّم شيئاً، مشيرة إلى انتقادها مؤتمر الرياض وجهود الأردن لتحديد "المجموعات الإرهابية"، وقالت المصادر إن كيري مقتنع بأنه لو تُرك موضوع رحيل بشار الأسد خارج المفاوضات فبالإمكان تحقيق تقدم في المفاوضات مع الروس، في حين تعتبر باريس وعواصم أخرى أن روسيا لم تُظهر استعداداً للتخلي عن الأسد بينما ترى هي أنه لا يمكن له أن يبقى في المرحلة الانتقالية… والتساهل في هذا الموضوع مع الروس لا يساعد على الحل السياسي.
• بينت صحيفة الرياض السعودية أن اجتماع أطياف المعارضة السورية في الرياض جاء كاختراق مهم في مسار الأزمة السورية التي أصبح لملمة تداعياتها على رأس أجندة قادة الدول الغربية، لاسيما وأنها أفرزت أكثر الظواهر خطورة على الأمن الدولي وهو الإرهاب، الذي أطل برأسه في عواصم أوروبا مع مخاوف من أن يطال أميركا ودولاً أخرى هي فعلياً مناطق ساخنة، وأشارت الصحيفة إلى أن الاجتماع الذي اختتم في الرياض أسهم في ترتيب بيت المعارضة السورية التي كان يؤخذ عليها تشتت قرارها وتشظّي وحدتها، ما أضر كثيراً بالقضية السورية، وأضعف مواقفها أمام المجتمع الدولي، وأسدى ذلك خدمة للنظام الذي ظهر بشكل أكثر تماسكاً لاسيما على المستوى السياسي، وشددت الصحيفة على أنه حري بالولايات المتحدة وروسيا اللتين كانتا تراقبان ما ستتمخض عنه هذه الاجتماعات في الرياض، أن تدركا أن احتواء الأزمة السورية وإن جاء متأخراً، إلا أن بالإمكان المضي في خطوات قد تقلص من حجم تبعات ومآلات الأزمة وانعكاساتها الخطيرة على الأمن الاقليمي والدولي، وأن ترك النظام السوري ليعبث وينفذ مشروعه الدموي أمرٌ لن يستمر.