جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 13-11-2014
• نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالا للكاتب راي تاكيه قال فيه إن طهران تتخذ من الجلوس على طاولة المفاوضات فرصة للاستمرار في سياستها المشؤومة في الداخل الإيراني والشرق الأوسط، وأضاف أن إيران لن تبتعد عن هذه المفاوضات، لأنها ترى فيها درعا واقية لإخفاء استمرارها في سياساتها للحصول على السلاح النووي، وأوضح أنه منذ الكشف عن البرنامج النووي الإيراني في 2002 حتى الآن، فإن إيران كسبت الكثير، وأصبح من النادر الحديث عن سجلها في انتهاكات حقوق الإنسان أو عن ممارساتها القمعية ضد مواطنيها، وأضاف أنه قلما يتم الحديث أيضا عن دعم إيران لنظام بشار الأسد في حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الأخير ضد السوريين، أو عن دورها في الضغط على حلفائها الشيعة في العراق وحثهم على رفض إدراج عدد كبير من المسلمين السُّنة في هيكل الحكم في العراق، وأشار الكاتب إلى أن دبلوماسيين قد يحاولون صياغة اتفاق نووي مع إيران في الأسابيع المقبلة ما لم يتم تأجيله إلى وقت آخر، وذلك برغم كل الانتهاكات الإيرانية لحقوق الإنسان، والمخاطر التي ينطوي عليها البرنامج النووي الإيراني برمته.
• نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتب كليفورد ماي انتقد فيه نشر مجلة ذي إيكونومست البريطانية تقريرا يلمع صورة إيران وبعض رموز النظام ومن ضمنهم المرشد الأعلى آية الله علي أكبر خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني، وأوضح الكاتب أن تقرير ذي إيكونومست ركز على انتقاد العقوبات الاقتصادية ضد إيران ولم يعر اهتماما لأسباب فرض تلك العقوبات من الأصل، وهي الأسباب المتمثلة في السعي الإيراني للحصول على السلاح النووي، وامتلاكها أنظمة صواريخ بالستية عابرة للقارات مكتوب على جوانبها عبارة "الموت لأميركا"، وأضاف الكاتب أن تقرير ذي إيكونومست يظهر في وقت يستمر فيه عميل إيران في سوريا المتمثل في نظام الأسد بقتل عشرات الآلاف من المدنيين السوريين، وباجتياح المتمردين المدعومين من إيران العاصمة اليمنية صنعاء.
• قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن أفراد الطائفة العلوية في سوريا بدأوا بإظهار علامات تشكك في قدرة الأسد على إدارة البلاد بسبب الصراع الذي يسيطر عليها منذ سنوات، وأضافت الصحيفة أن أبناء الطائفة العلوية في سوريا بدأوا بالانتقاد بشكل كبير للطريقة التي يقوم فيها "النظام السوري" بإدارة الصراع وتعامله مع قوات المعارضة، ونقلت الصحيفة عن نشطاء ومحللين أن العلويين الذين يشكلون القوة الرئيسية ضمن الجيش السوري النظامي، بدأوا مؤخراً وبشكل متزايد بتجنب الذهاب إلى الخدمة العسكرية والتي تعتبر إجبارية في سوريا، بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدوها أمام المعارضة التي تقود حملة لإسقاط نظام الأسد، ونسبت الصحيفة إلى لؤي حسين (54 عاما) من الطائفة العلوية ويعيش في دمشق قوله: إن صبر العلويين بدأ في النفاذ بسبب عدم قدرة النظام على احراز تقدم كبير لإنهاء هذه الحرب، كما نقلت الصحيفة عن "اندرو تابلر" وهو خبير في الشأن السوري من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قوله: إن الطائفة السنية في سوريا أكبر بكثير من العلويين، وبدأ الناس يدركون أن الحرب لن تنتهي في أي وقت قريب خاصة بسبب التركيب السكاني للبلاد، وقالت الصحيفة إن عددا من العلويين رفضوا التعليق على هذا التقرير خوفاً من تعرضهم للاعتقال من قبل النظام.
• من صحيفة الإندبندنت البريطانية نقرأ مقالا للكاتب روبرت فيسك حول أوضاع المسيحيين في ظل تنظيم "الدولة الاسلامية" المتشدد في سوريا وركز فيه على اتباع الطائفة السريانية المسيحية التي منحت اسمها إلى سوريا، وحضر فيسك حفل زفاف لزوجين من الطائفة السريانية أقيم في كنيسة في مدينة القامشلي السورية على الحدود مع تركيا على بعد أميال قليلة من جبهة الحرب الدائرة مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقال الكاتب إن مقاعد الكنيسة الخشبية شبه الخالية عكست الأزمة التي يعيشها المسيحيون في المدينة التي كان بها أكثر من 8 آلاف مسيحي لم يتبق منهم سوى 5 آلاف وتدور معظم أحاديثهم حول سبل مغادرة البلاد، ويقول الكاتب إن محيط القامشلي كان شاهدا على مذابح الأرمن التي ارتكبتها تركيا في الحرب العالمية الأولي ويبدو أن أشباحهم سكنت تلك المدينة على حد وصف الكاتب، ويشير فيسك إلى أن الهجرة الجماعية للمسيحيين في الشرق الأوسط بدأت منذ الغزو الأمريكي للعراق لكن ذروتها جاءت مع قتل ومطاردة التنظيم المتشدد للمسيحيين في الموصل بداية العام الحالي، والتقى الكاتب بعدد من القساوسة الذين قالوا إنهم يؤمنون بأن التنظيم المتشدد لا يمثل الإسلام الذي تعايشوا مع معتنقيه لأكثر من 1400 عام وأنه من الواضح أن الغرب الذين وصفوه بالعلماني لا يريد مساعدتهم بل يريد تفكيك اتباع الديانة المسيحية وأن الحل لن يكون بمساعدة عمليات التهجير، ويقول فيسك إن مسيحي القامشلي ضربوا مثلا جديدا في تحدي تنظيم "الدولة الإسلامية" بإصرارهم على البقاء وأن من يرغب في مد يد العون إليهم يتعين عليه مساعدتهم في البقاء في بلادهم والاحتفاظ بمنازلهم وكرامتهم.
• اهتمت صحيفة الغارديان البريطانية بمتابعة تطورات الأوضاع في سوريا ونشرت تحليلا لمحرر شؤون الشرق الأوسط ايان بلاك حول خطط وقف إطلاق النار في سوريا، ويقول بلاك إن خطط وقف اطلاق النار في المدن السورية، التي تتنازع عليها القوات الحكومية السورية والمعارضة المسلحة، أصبح يتردد صداها مؤخرا وتلقى دعما دوليا كوسيلة وحيدة لوقف عداد القتل في البلاد، وأشار الكاتب إلى أن الخطة بدأت بمقترح للأمم المتحدة حول وقف إطلاق النار في حلب والذي لاقى ترحيبا من الأسد كما استجابت المعارضة المسلحة إلى حد كبير وشمل الاتفاق تسهيل دخول المساعدات الإنسانية في المدينة، وأضاف بلاك أنه في ظل عدم وجود استراتيجية دولية موحدة لإعادة الهدوء إلى سوريا وارتفاع وتيرة وعنف تهديدات تنظيم "الدولة الإسلامية" فإن توسيع نطاق خطط وقف إطلاق النار داخل المدن والبلدات السورية قد يكون أفضل نموذج لتهدئة الصراع الدائر منذ 3 سنوات وحصد عشرات الآلاف من الأرواح، وقال بلاك نقلا عن دبلوماسيين إنه يتعين على المجتمع الدولي حال أراد توسيع نطاق التهدئة أن يحدد أدوات مراقبة اتفاقيات وقف إطلاق النار وتفعيل دور الأمم المتحدة كضامن لتلك لاتفاقات وفرض عقوبات على الطرف الذي سيخرق التهدئة.
• قالت صحيفة القدس العربي إن الأردن تتبع سياسة "عدم اليأس" من توجيه رسائل إيجابية لـ"النظام السوري"، فحواها تأكيد عدم وجود حماس أردني لوجود قوات جهادية نافذة شمال الأردن يمكن أن تدعمها حاضنة اجتماعية قوية في الأردن جنوباً، ولفتت إلى أن أكثر من رسالة وجهت عبر موفدين أو وسطاء من عمان لنظام دمشق تعبر عن رغبة الأردن في عودة الجيش النظامي السوري لواجهة الحدود في منطقة شاسعة في درعا، وآخر الرسائل قالت بوضوح: لا نريد أن تبقى قوات إرهابية على الجانب السوري من حدودنا، لكن النظام تجاهل هذه الرسائل وبالغ في اعتبار ما يجري في درعا "مشكلة أردنية" وفي آخر ردوده عبر مندوبه في الأمم المتحدة بشار الجعفري أعادت تكرار اسطوانة اتهام الأردن برعاية وتدريب وإدخال "إرهابيين" إلى سوريا، وأوضحت الصحيفة أن آخر رسالة في هذا السياق كانت "عملياتية" بامتياز، فالتسريبات تحدثت عن معلومات أردنية أمنية الطابع قدمت للجانب السوري مؤخراً وساهمت في معركة مفصلية في عمق درعا تخللها قصف عنيف لقوات النصرة في مدينة "نصيب" تحديدا، وبحسب ما صرحت مصادر سلفية في عمان، لا تريد الأردن التساهل أمام إمكانية سيطرة جبهة النصرة على معبر نصيب الذي لا يعمل بين البلدين بعدما غادرته قوات "النظام السوري" منذ ثلاثة أعوام، وامتنع بشار الأسد عن محاولة استعادته نكاية بالأردن وموقفه السياسي، وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الجديدة للمنطقة العسكرية الشمالية في بلاده، أمس الأول، تأكيد جديد على "ثابت قديم" في المعادلة الأردنية عندما يتعلق الأمر بسوريا، قوامه بقاء الحدود "نظيفة" قدر الإمكان من المجموعات الجهادية المسلحة بمحاذاة الشريط الحدودي الأردني.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لإبراهيم حميدي بعنوان "تقهقر سورية المركزية وصعود «أمراء الحرب»" أشار فيه إلى أن حدود سايكس – بيكو باتت على الطاولة، موضحا أن الحدود السورية – العراقية المرسومة في الصحراء والبادية، ألغاها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ومحاها بالدم وقطع رؤوس خطوطها، فأسّس "ولاية الفرات" على جانبي الحدود وجعل من الموصل شمال غربي العراق عاصمة ومن الرقة شمال شرقي سورية معقلاً له، ولفت حميدي إلى أن "الخليفة" أبو بكر البغدادي يعرف أن الخريطة التي رسمها اتفاق سايكس-بيكو، تضمنّت أن تكون حصة فرنسا في سورية ولبنان والموصل وكردستان، لكن ذلك عدّل في محادثات بين لندن وباريس في العام ١٩٢٠، ورأى حميدي أن التحالف الدولي-العربي أيضاً، ألغى الحدود عندما مدّ الغارات على "داعش" من العراق إلى سورية، منوها إلى أن عين العرب (كوباني) الكردية، مركز اهتمام التحالف شجعت الأكراد أيضا على احتقار الحدود، وإقليم كردستان برئاسة مسعود بارزاني أرسل قوات "البيشمركة" عابرة للحدود التركية إلى "روج أفا" أو "غرب كردستان" أو شمال سورية، وكذلك الحكومات العراقية والأردنية والتركية (إسرائيل أيضاً) لم تحترم حدود سورية و "سيادتها" عندما شنّت أكثر من مرة غارات داخل أراض سورية، كما شنّ الطيران السوري غارات داخل الأراضي اللبنانية، وخلص حميدي إلى أن دول إقليمية وعربية كبرى ربما تدافع رغم اختلاف أسبابها عن الوحدة الجغرافية، لكن الأكيد أن مصير الحدود داخل سورية، بين مناطقها ومدنها وقراها وبين طوائفها وأديانها على مشرحة البحث تحت مبضع الصفقات الإقليمية والدولية، إذ غالباً ما تفك الحروب الداخلية الارتباط بين الدولة والنظام وتأكل العلاقة العضوية بينهما وتؤدي إلى كيانات جديدة، كما أن حروب الداخل تطلق شهية اللاعبين الإقليمين والدوليين للولوج في تشريح جثة "الرجل المريض"، وسورية مريضة جداً، يقول حميدي خاتما.
• تحت عنوان "إيران تكره العرب وتريد الشيعة جالية فارسية!" كتب صالح القلاب مقاله في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، رأى فيه أن المشكلة التي يواجهها العرب الآن هي أن إيران، التي من المفترض أنها "شقيقة" ويربطها بالأمة العربية تاريخ طويل ومصالح مشتركة، تستهدفهم وجودا ودورا ومكانة، وتكرههم وتزدريهم كأمة، موضحا أن هذا لا يقتصر على الاستهداف السياسي الذي زادته ثورة عام 1979، الثورة الخمينية، وطأة وقسوة، وإنما يتعداه إلى الاحتقار الثقافي، الذي تطفح به الصحف والكتب والمنشورات الإيرانية، والذي يشارك فيه كتاب وشعراء مشهورون ومعروفون من غير الجائز أن يصلوا إلى كل هذا المستوى من الانحطاط الأخلاقي والنزعة العنصرية التي تجاوزت كل الحدود، واعتبر القلاب أن المسألة الخطيرة، هي أن "إيران الثورة" فعلت ما لم يفكر فيه حتى شاه إيران (الراحل) محمد رضا بهلوي لا من قريب ولا من بعيد، وهو السعي الدؤوب واتباع كل الأساليب لانتزاع العروبة من قلوب الشيعة العرب وتحويلهم إلى مجرد جاليات فارسية في دولهم ودول آبائهم وأجدادهم، مؤكدا أن هذا الذي نراه الآن في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن وحيث يوجد أتباع المذهب الشيعي الشريف، الذي كان يعتبر المذهب الإسلامي الخامس بعد مذاهب المالكية والحنفية والحنابلة والشافعية، يؤكد أن الإيرانيين، والمقصود هنا هو النظام وليس الشعب الإيراني الشقيق، ماضون في مخططهم هذا الذي لم يعد خافيا إلا على من لا يريد أن يعترف بهذه الحقيقة المرة، ونوه القلاب إلى أن الإيرانيين قد حققوا في السنوات الأخيرة اختراقا استراتيجيا كبيرا في منطقتنا العربية، وبالإضافة إلى كل ما فعلوه عسكريا وسياسيا واستخباريا، وبالإضافة إلى السعي الدؤوب لتحويل الشيعة العرب بصورة عامة إلى جاليات فارسية، قد تمكنوا أيضا من احتواء، وبالترغيب والترهيب، مذاهب لا علاقة لها تاريخيا بالمذهب الجعفري الاثني عشري مثل "العلويين" في سوريا وفي تركيا، و"الإسماعيليين" السوريين، و"الزيديين" اليمنيين، مشددا على أن هذا في حقيقة الأمر يعتبر أيضا اختراقا كبيرا للعرب والأمة العربية.