جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 06-03-2015
• قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إن المكاسب التي حققتها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة قد أجبرت جماعتين من الثوار المعتدلين المدعومين من الولايات المتحدة في سوريا على حل نفسيهما، في وقت تحتاج فيه واشنطن إلى شركاء أشداء لمواجهة نفوذ ما وصفتهم بالجهاديين في سوريا، وأشارت الصحيفة إلى أن سقوط "حركة حزم" يمثل نجاحا كبيرا لجهود جبهة النصرة في تهميش الثوار المعتدلين في شمال سوريا، ونكسة لواشنطن، ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين أن جبهة النصرة تريد تقليل نفوذ الجماعات المعتدلة التي يمكن أن تنقلب ضدها بسبب اعتمادها على الغرب، وتأمل أيضا أن تكون الوجه البارز للثورة في سوريا، وهو الهدف الذي حققته جزئياً بأن صارت حليفاً مهماً لمعظم الجماعات التي تقاتل الأسد.
• نطالع في صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً لجوناثان ستيل بعنوان "كيف أصبح مخيم اللاجئين الفلسطينيين من أسوأ الاماكن في سوريا؟"، وقال ستيل إن مخيم اليرموك القريب من وسط مدينة دمشق كان يمثل ملاذاً آمناً للفلسطينيين في سوريا الذين يتمتعون بأفضل الحقوق في هذا البلد، وأوضح أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يعاملون معاملة المواطن السوري ويتمتعون بما يتمتع به من حقوق، فالتعليم والطبابة مجانيان كما يحق لهم التصويت، لكن لا يحق لهم امتلاك الجنسية السورية، إلا أنه في ظل الحصار المفروض على هذا المخيم من قبل القوات السورية الحكومية، فقد أضحى سجناً لمن بقي فيه من الفلسطينيين الذين يصارعون للبقاء على قيد الحياة بقليل من الطعام والماء، ومن دون أي أمل بالهروب من هذا السجن، ويلقي كاتب التقرير الضوء على ما حدث يوم 18 كانون الثاني / يناير عام 2014، عندما تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السورية وقوات المعارضة على السماح بإيصال المساعدات الغذائية الى مخيم اليرموك الذي يضم أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا في خطوة لكسر الحصار المفروض عليه منذ عام من قبل القوات الحكومية السورية، ويضيف ستيل أن هذا الحصار المفروض على المخيم أدى إلى تجويع أهالي المخيم مما أدى إلى وفاة العشرات منهم، وقد توفيت إحدى السيدات وهي واقفة تنتظر دورها في طابور تلقي المساعدات، جراء الجوع الشديد، مما أصاب العديد من موزعي هذه المساعدات بصدمة نفسية، وأشار كاتب التقرير إلى أن الوضع في مخيم اليرموك مزر للغاية، وكان ذلك جلياً عندما أدخلت المساعدات التي قدمتها الأونروا واصطف الآف اللاجئين الفلسطينيين وسط المباني المهدمة لأخذ حصتهم من هذه المعونات، وأخذت صور لهؤلاء اللاجئين الذين تهافتوا بالآلاف لأخذ حصصهم من هذه المساعدات وسط دمار هائل يعم المخيم، وخلص الكاتب إلى أن مخيم اليرموك أسوأ بكثير من في غزة، لأن الحصار مطبق عليه، فهو سجن لا يمكن الهرب منه، فالمخيم من دون كهرباء منذ شهور وليس هناك مصدر للطعام ولا توجد فيه مياه صالحة للشرب، ولعل أسوأ ما في الأمر أن الفلسطينيين داخل المخيم لا يمكنهم الخروج منه كما لا يمكن لأي شخص الدخول اليه، ولا يستطيع إلا عدد ضئيل منهم الخروج من المخيم، من بينهم الحالات المرضية الطارئة والميسورين الذين يستطيعون دفع مبالغ للمهربين ليجتازوا نقاط التفتيش المتعددة من قبل القوات الحكومية السورية.
• ففي افتتاحيتها، سلطت صحيفة يديعوت الضوء على ما وصفته بخطة إيرانية في الجولان، مضيفة أنه إذا نجحت إيران في خطتها لتأميم الجولان ونقل حوض دمشق إلى سيطرتها، فستصحو إسرائيل ذات صباح على واقع إقليمي جديد وأكثر تعقيدا بأضعاف ما هو عليه الحال مع "حزب الله" في لبنان، ورجحت الصحيفة تكوين جبهة إيرانية مباشرة وواسعة من النوع الذي لم تشهده إسرائيل من قبل، مشددة على أنه لا ينبغي التقليل من أهمية ما يجري في سوريا، وتحدثت الصحيفة عن عشرة آلاف متطوع من إيران والعراق وأفغانستان نقلوا جوا إلى سوريا لملء الصفوف وصد الهجوم السني الكبير للثوار نحو دمشق، مشيرة إلى قلق إسرائيلي من التحول الإيراني الجاري على مسافة نحو عشرة كيلومترات من حدودها.
• تحت عنوان "بصراحة.. إيران أخطر من داعش بألف مرة!"، اعتبر صالح القلاب في صحيفة الشرق الأوسط أن "داعش" ظاهرة مصيرها الزوال لا محالة مثلها مثل كل التنظيمات والحركات الإرهابية التي عرفها وشهدها هذا العصر، أما بالنسبة لإيران فإن الأمور أكثر تعقيدا وأكثر خطورة فهي أصبحت تهيمن عمليا على أربع دول عربية هي العراق وبالطبع سوريا ولبنان بحدود معينة واليمن، ورأى أن الأخطر من كل ذلك هو أن هذا التمدد الإيراني قد ترتبت عليه تغييرات "ديموغرافية" خطيرة جدا وبحيث أصبح الخيار إما الاستسلام للإرادة الإيرانية والتسليم بالأمر الواقع وإما القبول بالتقسيم المذهبي الذي أصبحت خطوطه العامة واضحة كل الوضوح إنْ في بلاد الرافدين وإنْ في القطر العربي السوري وإنْ في اليمن الذي انتزعه الإيرانيون من بين أيدي العرب وهم يتفرجون وبلا حول ولا قوة، وبعد أن شدد على أن التغلغل الإيراني تجاوز كل الحدود، أشار القلاب إلى أن وطننا العربي سيدخل حقبة إنْ ليس فارسية فإيرانية ستطول بمقدار ما استطالت الحقبة الصفوية إنْ بقينا نتصرف بكل هذا التراخي وبكل هذا الاسترخاء وبكل هذا التردد وإنْ لم تبرز الآن طليعة عربية تقبض على إيران من اليد التي تؤلمها وتتدخل في شؤونها الداخلية كما تتدخل في شؤوننا الداخلية وتتعاون من أجل هذه الغاية مع "مجاهدين خلق" ومع كل تشكيلات المعارضة الإيرانية ومع «البلوش» وعرب عربستان وأكراد كرمنشاه، وخلص القلاب إلى القول إن أن "داعش" يشكل خطرا عابرا ومؤقتا أما إيران فإنها تشكل خطرا استراتيجيا، مؤكدا أن إيران أخطر من هذا التنظيم الإرهابي بألف مرة ولهذا فإنه لا يجوز التركيز على هذا التنظيم والانشغال به وترك الحبل على الغارب للإيرانيين الذين تجاوزوا كل الحدود والذين باتت تطلعاتهم وأهدافهم واضحة ومعروفة.
• نطالع في صحيفة العرب الصادرة من لندن مقالا لثائر الزعزوع بعنوان "مقدمات الحل السوري"، تطرق فيه إلى المبادرة التي طرحها المبعوث الأممي إلى سوريا لوقف القتال في حلب والتي ووجهت بالرفض من الفصائل الموجودة على الأرض، لافتا إلى أن النظام سارع إلى القبول بهذه المبادرة في ضوء الخسائر التي منيت بها قواته والميلشيات المقاتلة معها في الشمال السوري، فوجد أن هذه المبادرة بمثابة طوق النجاة الذي سيمكنه من رصّ صفوفه استعدادا للعودة التي حدد المبعوث الأممي مهلة لها ستة أسابيع، ورأى الكاتب أنه إذا كان المطلوب من دي ميستورا جلب الأطراف المتحاربة للجلوس إلى طاولة مفاوضات وهو ما تفضي إليه الحروب عادة، فإن هذا لا يصح إطلاقا أمام هذا التعدد غير المسبوق في الجبهات والولاءات والاختلاف في الرؤى والتوجه لا بين أطراف المعارضة فقط، بل في ضفة النظام وحلفائه أيضا، موضحا أنه بينما لا يتوقف "حزب الله" اللبناني، الشريك الأساسي لنظام الأسد، عن تكرار أنه يقاتل في سوريا للدفاع عن المقدسات الشيعية، وهو ما تردده بعض الميليشيات العراقية أيضا، فإن هدف إيران يبدو مختلفا كليا وإن كانت توافق على ما يقوله نصرالله وحزبه، إلا أنها تفضل تصوير الأمر على أنه تحصيل حاصل لوقوفها في وجه "إسرائيل"، وبالمقابل فإن النظام يسوق في اليوم الواحد أكثر من رواية للمجازر التي يقابل بها الثورة السورية بدءا بدفاعه عن السيادة الوطنية، وصولا إلى مقاتلة الإرهاب والدفاع عن الإسلام المعتدل، وخلص الكاتب إلى أنه إن لم يضع دي ميستورا كل هذه الأطراف والتعقيدات في حسبانه فإنه لن يستطيع الوصول إلى الجهات التي يجب عليه دعوتها لطاولة الحوار التي يأمل بأن يصل إليها، وحتى يقتنع المبعوث الأممي بأن ما قدمه حتى الآن لا يعدو كونه ذراً للرماد في العيون، فإن الكارثة المطبقة على السوريين سوف تستمر حتى يقتنع أن النظام هو المشكلة وليس جزءا من الحل.
• تحت عنوان "إيران.. مواجهة داعش أم احتلال العراق؟!"، قالت صحيفة الشرق السعودية إن الأوراق تختلط في العراق مع تقدم وتوسع العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش»، في هذا البلد الذي أدت سياسات قادته إلى إحداث شرخ عميق داخل المجتمع العراقي بكل تنوعاته، ولفتت إلى أن الوضع الذي بات عليه العراق اليوم يطرح كثيراً من التساؤلات عن دور تنظيم "داعش"، وعن الدور الإيراني في العراق وسوريا البلدين اللذين تربطهما حدود طويلة، فالحرس الثوري الإيراني بات موجوداً بشكل علني في سوريا ويشارك في قتل السوريين إلى جانب قوات الأسد، كما يوجد بشكل مكثف في العراق بحجة الحرب على "داعش"،وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل قال أمس إن إيران تستولي على العراق، وهذه إشارة واضحة إلى مدى الخطر الذي باتت تشكله إيران على العراق الذي لا يزال عديد من قادته ينظرون إلى إيران على أنها حليف، وهذا بدوره يثير مزيداً من التساؤلات حول مفهوم الوطن والدولة، واعتبرت أن إشارة الأمير سعود الفيصل إلى أن إيران تستولي على العراق تتطلب من الدول العربية إعادة حساباتها السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط، وهذا ما يُطلَب أيضاً من قادة العراق، أن يكونوا أكثر صراحة في مؤتمر القمة العربية هذا الشهر.
• رأت العرب اليوم الأردنية، في مقال بعنوان "حجم المعارضة السورية"، أنه من الأفضل والأكثر حكمة للمعارضة السورية المدنية وبقاياها، سواء التي اجتمعت في القاهرة، أو المشكلة من القوى الإقليمية والدولية، أن تشخص حجمها جيدا، وألا تأخذها العزة بالإثم، وأن ترسم خطواتها بناء على الواقع السوري، وتتقدم بمبادرات واقعية تسمح لها بتطوير قدراتها وحضورها وفق تفاهمات تاريخية مع الدولة، تبدأ أولا وقبل كل شيء بوقف القتال، وطرد المرتزقة الأجانب، وإعادة الإعمار، ومن المفترض، حسب كاتب المقال، ألا يتساهل سياسي سوري واحد، في الدولة والمعارضة، في مسائل مثل هوية الدولة القومية ومركزيتها وعروبتها ومشروع التحرر الوطني القائم على فك التبعية، والعلمانية والثقافة المدنية، والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل.