جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 05-01-2016
• علق الكاتب سايمون تيسدال في تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية على توتر العلاقات السعودية الإيرانية، وأثر ذلك على الحرب الدائرة في سوريا، قائلا إن السوريين هم الخاسر الأكبر، ويقول تيسدال، إن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي كان، كالعادة، محددا في شجبه للسعودية على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر، مشيرا إلى ما ورد في شجب خامنئي، الذي قال إن القتل سيترك آثارا واضحة وخطيرة على النظام السعودي وفي وقت قريب، ولكن خامنئي لم يذكر هذه المشكلات، ويلفت الكاتب إلى التنافس الدائر بين السعودية وإيران في المنطقة، وفي عدد من المحاور، التي تتراوح بين اليمن وسوريا إلى لبنان، ويقوم كل منهما بدعم كتلة سياسية وعسكرية في كل بلد، وكلاهما يخاف من المخاطر الخارجية التي تؤثر على استقرارهما، ويرى تيسدال أن إيران ستحاول الظهور، وتأكيد أنها الطرف الذي يملك المعايير الأخلاقية لمحاسبة السعودية، ولهذا فإنها ستتهم الغرب الداعم للرياض بالمعايير المزدوجة، وقد تحاول اللعب على وتر الخلافات داخل العائلة السعودية، وتبين الصحيفة أن لدى إيران خيارات أخرى لتصعيد الحرب مع السعودية، من خلال زيادة الدعم العسكري للمتمردين الحوثيين في اليمن، مستدركة بأن ما يثير المخاوف هو الوضع في سوريا، فالتصعيد الإيراني بسبب إعدام النمر قد يؤدي إلى تخريب الجهود الدبلوماسية الدولية، التي قامت على تعزيز التعاون السعودي الإيراني في الملف السوري، ويخلص الكاتب إلى أنه في حالة نجاح الجناح المتشدد في المؤسسة الإيرانية بتصوير إعدام النمر على أنه تصعيد سعودي يجب الانتقام منه، فإن كل الآمال بتحقيق السلام في سوريا وإنهاء تنظيم الدولة ستنهار.
• كتبت صحيفة التايمز البريطانية في افتتاحيتها قائلة إن إعدام النمر بمثابة الشرارة التي تذكي الانقسام السني الشيعي، مشيرة إلى أن التوتر في العلاقة بين البلدين يهدد بتفاقم العنف الطائفي في المنطقة، ويضع التدخلات الغربية فيها محل مساءلة، حيث تخلق، ما تقول الصحيفة عنه "حرب استنزاف طائفية"، وتضيف الصحيفة أنه منذ وصول الملك سلمان إلى السلطة قبل عام، تم التخلي عن عدد من سياسات اللبرلة، التي بدأها أخوه الراحل الملك عبد الله.، وترى الافتتاحية أن إعدام النمر أعطى إيران والموالين لها فرصة للقيام بحملة إعلامية، مشيرة إلى تصريحات رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وعلقت على ما ورد في موقع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، حول مقارنة إعدامات السعودية بإعدامات تنظيم الدولة، مشيرة إلى وجود خلافات، ففي السعودية هناك نوع من الإجراءات القضائية، والسعودية حليف مهم لبريطانيا، وحليف موثوق به أفضل من إيران، وحذرت الصحيفة من النزاع الطائفي الذي سيستنفذ المنطقة، كما استنفذ العراق من قبل، وتجد الصحيفة أن الدول الغربية ستحاول إبعاد نفسها عن التوتر، كما أبعدت العام الماضي؛ لأنها تريد الحفاظ على الاتفاق النووي، ففي أسوأ الاحتمالات قد تتخلى إيران عن الاتفاق، وتواصل برنامجها النووي، وهو ما يعطي "العقاب السماوي"، الذي هدد به خامنئي السعودية بعدا قياميا، وتشير الافتتاحية إلى أن الملك سلمان بحاجة إلى التقليل من مخاطر المواجهة مع إيران، والعودة إلى سياسة الإصلاحات بدلا من إشعال الوضع، وتجد أن على بريطانيا المساعدة، فمن مصلحة الغرب والملك سلمان البحث عن بديل.
• في صحيفة الغارديان البريطانية يكتب مارتن تشولوف عن سعي "تنظيم الدولة" إلى استعادة الأجندة، بعد ما تعرض له من غارات جوية على مدى شهور، وسلط الكاتب الضوء على الفيديو الذي أطلقه تنظيم "الدولة الإسلامية" والذي يصور قتل خمسة أشخاص متهمين بالتجسس لبريطانيا، ويظهر فيه شخص يتحدث بلكنة بريطانية، كخليفة للمدعو "الجهادي جون" الذي قتل قبل شهرين، ويقول كاتب المقال إن صوته أقل حدة، ومظهره أقل رياضية من سابقه، لكن عدوانية نواياه واضحة، ويضيف أنه قد حدث الكثير منذ مقتل محمد موازي: تفجيرات باريس، ثلاث هجمات في تركيا، فشل عمليات في ميونيخ وبروكسل، سقوط طائرة روسية في صحراء سيناء، وتوتر يسود أوروبا، من مدريد إلى إسطنبول، ويرى الكاتب أن الفيديو الأخير الذي أطلقه التنظيم يتضمن رسالة موجهة إلى بريطانيا تحديدا بأن: قرار ديفيد كاميروت بضرب أهداف التنظيم في سوريا، سيجعل بريطانيا هدفا، وتسعى أجهزة الأمن البريطانية إلى تحديد هوية "الجهادي الجديد" بعد 18 شهرا من ظهور "الجهادي جون" في لقطات فيديو للمرة الأولى، ويرى الكاتب أن هناك رسالة أخرى يريد التنظيم توجيهها لبريطانيا وهي أن: ضرب أهداف للتنظيم لن يؤدي إلى كسب الحرب، ويقول الكاتب إن تجارب الشهور الماضية، والخسائر التي مني بها التنظيم، في الأشخاص والمواقع، تثبت أن هذا صحيح.
• نشرت صحيفة دي فيلت الألمانية؛ تقريرا حول الأزمة المتصاعدة بين إيران والسعودية، وقالت إن القطبين الشيعي والسني يخوضان حربا متعددة الواجهات في عدة دول في المنطقة، معتبرة أن المملكة نفذت عمليات الإعدام الأخيرة بدوافع أخرى داخلية غطت عليها الأزمة مع إيران، وقالت الصحيفة إن عملية الإعدام الجماعية التي نفذتها السلطات السعودية في الثاني من كانون الثاني/ يناير الجاري، كانت جريئة وضخمة، لدرجة أثارت موجة ردود أفعال قوية في أنحاء العالم، بعد أن شملت 43 سنيا متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة، وأربعة من المعارضين الشيعة من أبرزهم الشيخ نمر النمر، أحد قادة احتجاجات الأقلية الشيعية على النظام الحاكم، أما عن إعدام نمر باقر النمر، الذي كان قد هدد بانفصال مناطق الشيعة في شرق البلاد في حال لم تتحقق مطالبهم، فقد اعتبرت الصحيفة أنه يأتي كرسالة تحذير للشيعة في الداخل ولحاميتهم المفترضة إيران، في ظل تأجج الصراع بين الرياض وطهران في أكثر من جهة في الشرق الأوسط، ففي سوريا، تدعم إيران نظام الأسد ضد شعبه، بينما تدعم المملكة مجموعات معارضة سنية يتهمها البعض بالتشدد، وفي اليمن تواصل طائرات التحالف الذي تقوده السعودية قصف مواقع المتمردين الحوثيين، الذين يتلقون الدعم العسكري من إيران، وفي العراق يقف كلا المعسكرين ضد تنظيم الدولة، ولكنهما في الآن ذاته يتصارعان من أجل السلطة والنفوذ، كما أشارت الصحيفة إلى حرب أخرى كانت تجري في الكواليس بين طهران والرياض، تتعلق بسير المحادثات النووية التي توجت في تموز/ يوليو الماضي باتفاق بين إيران والدول الكبرى، ما عمق مخاوف السعودية من تنامي النفوذ الشيعي إثر رفع العقوبات، لأن إيران ستزيد دعمها المادي لأذرعها في المنطقة، وقد تعمق من أزمة أسعار النفط عبر رفع إنتاجها.
• نطالع في صحيفة العربي الجديد مقالا لنجاتي طيارة بعنوان "الملح والسياسة في الوقائع السورية"، أشار فيه إلى أن استهداف النظام للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة يكمل ما يحققه ضرب مواقع تلك المعارضة، وهما وجهان لخطة واحدة، موضحا أن النظام يبني بواسطتها "سورية المفيدة" لسيطرته العسكرية والمجتمعية معا، ورأى الكاتب أنه إذا كان الوجه الأول لهذه الخطة يسعى إلى تغيير ميزان القوى العسكري بين النظام والمعارضة وقوى الثورة، فوجهها الثاني ينصب على استعادة السيطرة على المناطق الثائرة، وبؤرها المجتمعية في المدن والقرى المختلفة، حتى لو تطلب ذلك القيام بهدن، تسمح بخروج الآلاف من مقاتلي جبهة النصرة و"داعش" مع عائلاتهم إلى الشمال والرقة، كما حدث عقب اتفاقيتي الوعر وريف دمشق، ما يكمل مسعى تغيير البيئة السكانية الذي بدأ بالتهجير والإبادة، ولينتهي باستعباد الباقين وإخضاعهم، واعتبر أن الجانب الأكثر سواداً في مصالحات النظام المزعومة، والذي يعبّر بصورة مختصرة وشديدة الرمزية عن مستوى الفظاعة والوحشية التي انحدرت إليها ممارسات النظام، فهو استخدام سلاح الملح في الحصار، مبينا أن النظام عندما يبدأ فك الحصار عن منطقة ما، بموجب اتفاقية هدنة تم التوصل إليها عبر مفاوضات طويلة وشاقة، وبحضور رمزي، أو مساند، لمكاتب الأمم المتحدة، وبمشاركة مفوضين إيرانيين وروس، فإنه يسمح بصعوبة لدخول بعض شاحنات الإغاثة من مواد تموينية وأدوية، لكنه لا يسمح، إطلاقاً، بدخول مادة الملح التي لا يمكن للجسم البشري الاستغناء عنها، كما لا يمكن حفظ وتخزين مواد غذائية كثيرة بدونها، ومع ذلك، يتم منعها بذريعة إمكانية استخدامها في تركيب متفجرات بدائية، وهو ما جرى في تطبيق اتفاقية الوعر في حمص منذ أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري.
• قالت صحيفة الشرق الأوسط إن الصين دخلت على خط المساعي الرامية لحل الأزمة السورية والتوسط بين طرفي النزاع، موضحة أنه وبعد نحو أسبوعين على زيارة وزير خارجية النظام وليد المعلم إلى بكين، يتوقع أن يصل رئيس الائتلاف المعارض خالد خوجة إلى العاصمة الصينية اليوم، بدعوة حكومية، في زيارة تستمر حتى يوم الجمعة المقبل، ونقلت الصحيفة عن مصادر في الائتلاف أن زيارة خوجة تندرج في إطار المساعي المستمرة لتحريك المسار السياسي لحل الأزمة وشرح أبعاد القضية السورية، وأيًضا للاستماع لوجهة نظر الصين من التطورات التي يشهدها الملف، مشددة على التمايز الحاصل بين الموقفين الروسي والصيني الذي يعّول عليه، وفي سياق متصل أشارت الصحيفة إلى أن الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن لقاء قوى المعارضة السورية في الرياض، ستلتقي اليوم، المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في العاصمة السعودية قبل أن ينتقل نهاية الأسبوع إلى دمشق، تحضيًرا للمفاوضات المنتظر انطلاقها مجددًا بين المعارضة والنظام السوري في جنيف نهاية الشهر الحالي، ونقلت الصحيفة عن مصادر في الهيئة القول بأنه قد تم إعداد ورقة عمل تتضمن رؤية قوى المعارضة للمفاوضات المرتقبة مع النظام، وسيتم تقديمها للمبعوث الدولي، لافتة إلى اتفاق تم بشأنها خلال الاجتماعات المفتوحة والمستمرة منذ أول من أمس (الأحد) في الرياض.
• في صحيفة الرأي الأردنية نقرأ مقالا للكاتب رومان حداد تحت عنوان "2016.. عام الغليان والانفجار"، ورأى الكاتب أن منطقتنا مقبلة على عام صعب، وهو ما أعلنته الأيام الأولى لعام 2016، موضحا أن الظروف الاقتصادية لمجموعة دول الخليج والتي أظهرت عجزاً كبيراً في موازناتها، بالإضافة إلى الحروب المستعرة في المنطقة، والتي تبدو بلا نهايات في منطقتنا، والاصطدام الإيراني السعودي بعد إعدام نمر باقر النمر، كلها عوامل لا تساعدنا على التفاؤل بعام أفضل عن سابقيه، ولفت الكاتب إلى أن صراع القوى الإقليمية بين السعودية وإيران له ساحات متعددة، وله تأثيرات كبرى على المنطقة برمتها، مبرزا أن تداعيات إعدام نمر النمر، الذي وصل حد قطع العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية، تعني أن المنطقة مفتوحة على خيارات صعبة على جبهاتها المختلفة، وبالتالي فالاصطدام السعودي الإيراني سيكون متعدد الجبهات، ونوه الكاتب إلى أن الجانب الروسي غير قادر على الضغط على إيران، فهي القوة الحقيقية بجوار قوات "حزب الله" المحكوم سياسياً من طهران الموجودة على الأرض، ولا يرغب الكرملين في الغوص عميقاً في المستنقع السوري، فهو لا يرغب النزول بقوات روسية على الأرض، ويحب أن يرى المشهد من السماء عبر زجاج طائرات السوخوي، وخلص إلى أن المشهد المعقد الذي بدأ به العام الجديد يدفع للتساؤل: هل من الممكن حصر نار الصراع في الجبهات الخارجية للقوى الإقليمية، وهل ستبقى قادرة على خوض معاركها بالوكالة، أم أننا قد نشهد اصطداماً ضخماً بين قوى الإقليم ليكون شعلة لما هو أخطر وأكبر؟