جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 04-12-2015
• نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالا للكاتب توماس فريدمان وصف فيه تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا بالمغامرة غير مضمونة العواقب، وقال إنها لن تؤدي إلى إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية، وأشار الكاتب إلى أن كثيرا من المحللين والمراقبين أثنوا على خطوة بوتين المتمثلة في عزمه إنشاء قاعدة عسكرية في سوريا، وفي مواجهة تنظيم الدولة، ودعم نظام الأسد، وأضاف الكاتب أن شهران مضيا على التدخل العسكري الروسي في سوريا، ولكن دون أن يجني بوتين سوى الخسارة تلو الأخرى، وأوضح أن أولى الخسائر تلك المتمثلة في فقدانه 224 شخصا كانوا على متن طائرة الركاب الروسية التي تبنى تنظيم الدولة إسقاطها فوق شبه جزيرة سيناء المصرية، بالإضافة إلى فقدانه قاذفة سوخوي24 التي أسقطتها تركيا بعد أن اخترقت مجالها الجوي، وأشار إلى أن بوتين فقد أيضا أحد طياري القاذفة الاثنين، وأحد جنود البحرية الروس الذين حاولوا إنقاذ طياري القاذفة التي سقطت في منطقة تقطنها أقلية التركمان في شمال سوريا، وهي الموالية لتركيا، والتي استهدفها بوتين بالقصف، كما أشار الكاتب إلى أن موقف بوتين صار ضعيفا في سوريا، ولم يحقق تقدما حقيقيا ضد تنظيم الدولة، وقال إن تنظيم الدولة غيّر إستراتيجيته، وزاد تهديداته حتى صارت تشمل أوروبا والعالم، وإن أعدادا غفيرة من اللاجئين السوريين فروا من البلاد وتوجهوا إلى أوروبا، كما أن دول أوروبا بدأت تفقد حرية التنقل بين حدودها، وأضاف أن تنظيم الدولة نشأ نتيجة الصراع بين المعتدلين والمتطرفين من السُّنة، ونتيجة الصراع بين السُّنة والشيعة، وأنه لا مجال لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة سوى بخفض مستوى الخلافات بين السُّنة والشيعة، ومن ثم تشكيل تحالف من العرب والمسلمين بدعم أميركي وأوروبي وروسي، واختتم الكاتب بالقول: لكن أهداف بوتين في سوريا ليست واضحة، وربما تنحصر في حماية نظام الأسد.
• أشارت مجلة نيوزويك الأميركية إلى أن النظام السوري قصف بالبراميل المتفجرة مستشفى في مدينة حمص وسط سوريا تديره منظمة أطباء بلاد حدود، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وجرح 47 آخرين، وقالت نيوزويك في تقرير منفصل إن النظام السوري يستهدف بشكل متعمد قصف الأطباء الذين يعملون في مناطق تابعة للمعارضة، وأشارت إلى أن عدد الأطباء انخفض في حلب (شمال سوريا) إلى نحو ثمانين طبيبا، ونسبت نيوزويك إلى تقرير صادر عن منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان -ومقرها نيويورك- القول إن أغلب الأطباء في سوريا إما أنهم لاقوا حتفهم بالقصف أو أنهم فروا إلى خارج البلاد تجنبا لمخاطر الحرب، وأضافت نيوزويك أن المعارضة تسيطر على الجزء الشرقي من مدينة حلب، وأن هذه المنظمة الطبية أعدت تقريرا عن هذا الجزء كشف عن أن عدد السكان انخفض من 1.2 مليون نسمة في 2010 إلى نحو ثلاثمئة ألف نسمة منذ اندلعت الحرب في 2011، وأشارت إلى أن ألفا وخمسمئة طبيب كانوا يعملون في الجزء الشرقي من حلب في 2010، وأن عددهم الآن يتراوح بين 37 و50 طبيبا فقط. وكشف التقرير عن أن 95% من أطباء حلب إما قتلوا أو اعتقلوا أو فروا من المدنية، مما يعني أن هناك طبيبا واحد لكل سبعة آلاف شخص في الجزء الشرقي من حلب، ولفتت نيوزويك إلى أن قوات الأسد استهدفت بالقصف نحو 45 مستشفى على مدار السنوات الأربع الماضية، وأن 687 شخصا من الكوادر الطبية تعرضوا للقتل، وأن ثلاثمئة منشأة صحية تعرضت للدمار.
• نشرت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية موضوعا بعنوان "مجموعة مسلحة مدعومة بريطانيا تخبر كاميرون أن غارات التحالف ليست مجدية"، وتقول الجريدة إن الجماعة المسلحة التي أعلنت حكومة رئيس الوزراء البريطاني أنها ستدعمها بالغارات الجوية في سوريا وهي جماعة "الجبهة الجنوبية" قد أرسلت عدة رسائل وأدلة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني تؤكد فيها أن الغارات الجوية التي تشنها مقاتلات التحالف بما فيه الدول الغربية ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية ليست مجدية، وتضيف لوسيا لوفلاك مراسلة الجريدة أن المجموعة التي تنخرط ضمن تحالف مشكل من 54 جماعة مسلحة ضمن الجيش السوري الحر وهي الجماعة الوحيدة غير الإسلامية التي تسيطر على جزء جوهري وحيوي من الأراضي السورية، وتشير الجريدة إلى أن كاميرون أعلن اسم الجماعة الأسبوع الماضي ضمن الجماعات التي ستدعمها بريطانيا بواسطة الضربات الجوية التي ستشنها في سوريا قائلا: "إنهم بحاجة لمعونتنا وعندما يحصلون عليها فإنهم سيتمكنون من النجاح لذلك أرى أنه من واجبنا ان نساعدهم"، وتقول الجريدة إن المجموعة المسلحة ضمنت رسائلها للجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم عدة أدلة اطلعت عليها الجريدة تقدم تقييما لاذعا لنتائج الغارات الجوية الغربية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية حتى الأن، وتضيف الجريدة أنها اطلعت على 11 صفحة من المراسلات بين المجموعة ولجنة العلاقات الخارجية قالت فيها المجموعة المسلحة إن موقفها في مواجهة الدولة الإسلامية وقوات النظام لم يتغير كثيرا رغم الغارات الجوية المستمرة، وأضافت المجموعة أنه ينبغي التركيز على إزاحة نظام الاسد علاوة على التنظيم حيث أن إضعاف تنظيم الدولة والقضاء عليه لايمكن أن يتحقق دون التخلص من نظام الأسد أولا.
• قال الكاتب جيمس جونز في صحيفة الإندبندنت البريطانية إنه يتعين على الغرب أن يقرر ما إذا كان بإمكانه أن يتحمل التحدث إلى روسيا وإيران وتنظيم الدولة، وأضاف أنه سواء قصفت بريطانيا سوريا أم لا فإنها سوف تضطر للتحدث إلى التنظيم لاحقا، ورأى الكاتب أن الغارات الجوية البريطانية لن تحدث فارقا عمليا كبيرا، وأن إيجاد حل لهذا الصراع مرده في نهاية المطاف إلى طاولة المفاوضات وليس إلى ساحة القتال، وأكد على أن المطلوب قبل كل شيء هو إحراز تقدم سياسي ملموس، وأن بذل المزيد من الجهود لحماية الشعب السوري من شأنه أن يساعد أيضا، وألمح الكاتب إلى إمكانية أن تساعد القوة في جمع اللاعبين الأساسيين إلى طاولة التفاوض، مثلما ساعدت في إقامة أرضية مشتركة محدودة بين روسيا والغرب، وأن العمل العسكري يمكن أن يساعد في كبح زخم تنظيم الدولة وتبديد الخرافات حول مناعته المزعومة، لكنه أردف بأنه لا يمكن هزيمة تنظيم الدولة ولكن يمكن الحط من قدره وتقييد انتشاره والحد من قدرته على العمل علانية، وهذا من شأنه أن يضر بقدرته على تأمين أراضيه والحفاظ على خطوط إمداده وتقويض جهوده في تجنيد مقاتلين جدد، وقد يؤدي هذا الأمر بدوره إلى زيادة الانقسامات بين كبار قادته.
• نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقريرا حول أزمة اللاجئين بالأردن، قالت فيه إن أزمة توافد اللاجئين على أوروبا صرفت أنظار العالم عن وضع اللاجئين بالأردن، ذلك أن هذا البلد يستقبل أكبر جزء من اللاجئين الفارين من جحيم الحرب في منطقة الشرق الأوسط، وقالت الصحيفة إن السوريين اللاجئين ممنوعون من العمل حسب القانون الأردني، كما أن على من يريد أن يحصل على صفة لاجئ في المخيم أن يتحصل على ترخيص من قبل السلطات تحدد له فترة إقامته وتوقيت خروجه منه، ورغم ذلك فقد أوجد اللاجئون حياة طبيعية داخل المخيمات، حيث سكنوا الخيام ومنازل الصفيح الجاهزة، وتوزعوا وفقا للعلاقات الأسرية، ليكونوا بذلك مجتمعات شبيهة بتلك التي تركوها في بلادهم، وأقاموا تجارتهم الخاصة وصناعاتهم التقليدية، وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم العلاقة التاريخية التي تجمع شمال الأردن وجنوب سوريا، والتي سهّلت التأقلم بين الشعبين، إلا أن ذلك لا ينفي الصعوبات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون، خاصة في سوق الشغل وفرص الإسكان والحصول على الخدمات العامة، واعتبرت الصحيفة أن أزمة اللاجئين تتمحور في ثلاث إشكاليات: الإشكالية الأولى تتمثل في فترة بقائهم في بلدان اللجوء، حيث إن بقاءهم مؤقت وليس طويل الأمد، أما الإشكالية الثانية فتتمثل في عدم القدرة على إرجاع اللاجئين إلى بلدهم، حيث مازالت الحرب تحصد أرواح الأبرياء من المدنيين، والإشكالية الثالثة والأخيرة فتتمثل في عدد اللاجئين الذين يمكن استقبالهم في أوروبا وأمريكا الشمالية، والذي لا يمثل إلا جزءا صغيرا من إجمالي عدد اللاجئين، وفي الختام قالت الصحيفة إن اللاجئين السوريين لا يرغبون في ركوب قوارب الموت للوصول إلى أوروبا، وبالتالي يتوجب على الغرب مراجعة سياساته الأورو-متوسطية وإيجاد حلول جذرية لهؤلاء.
• ذكرت صحيفة حرييت التركية، في مقال لها، أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف إلى جانب تركيا في الأزمة مع روسيا، ولكن مع ذلك رفضت أنقرة مقترح واشنطن لحشد المزيد من الجنود لحماية الحدود المشتركة مع سوريا، وأشارت الصحيفة إلى أن رفض أنقرة جاء لسببين؛ أولهما أنه لا يمكن تطبيقه عمليا، وثانيهما هو أن حشد عسكري تركي على الحدود مع سوريا قد يتسبب في زيادة المخاطر على تركيا، وقالت مصادر دبلوماسية، في تصريحات خاصة للصحيفة، إن الدبلوماسيين والعسكريين بتركيا رفضوا مقترح حشد قوات عسكرية على الحدود مع سوريا لتأمين الحدود ووضع حد لتسلل عناصر تنظيم "داعش" من وإلى سوريا، وبدلا من ذلك ستبدأ تركيا فى بناء جدران بمسافة 42 كيلومترا في محافظة "كيليس" بجنوبي البلاد بارتفاع ثلاثة أمتار وعرض مترين، مع تعزيز أبراج الحراسة وزيادة الدوريات ووضع نقاط تفتيش أمنية، إلى جانب نصب كاميرات تصوير ومراقبة حرارية تتمتع بمواصفات رصد كافة التحركات على الحدود، مع قدرة تصوير عالية ليلا ونهارا للخط الحدودي مع سوريا.
• في مقاله بصحيفة العربي الجديد يتساءل ميشيل كيلو في عنوان مقاله: "هل هناك حقاً نظام دولي؟"، وأكد الكاتب أن استمرار حرب الإبادة التي يشنها نظام الأسد الاستبدادي ضد شعبه، طوال نصف عقد، وأن تكون نتيجتها التي يتابع العالم أدق تفاصيلها قتل ملايين السوريين وجرحهم واعتقالهم وتعذيبهم وذبحهم وتجويعهم وإعطابهم، وطرد ثلثيهم من وطنهم، وأن يتفرج الرأي العام العالمي بدم بارد على مأساة السوريين المرعبة ومشاهدها المروّعة، ثم لا يفعل أحد شيئاً لوقف الكارثة الإنسانية المتمادية، بحجة عدم التدخل في الأزمات والحروب تارة، والافتقار إلى غطاء دولي شرعي طوراً، هو أمر يؤكد انهيار النظام الدولي أخلاقياً وسياسياً، وتابع الكاتب منتقدا هذا النظام الدولي الذي تعامى تماماً عن عدوان روسيا العسكري على سورية، ودعا إيران إلى المفاوضات بشأن حل سياسي تناهضه، بوصفها الطرف الرئيس في الحرب ضد السوريين، الذي يدعو إلى حل عسكري كاسح، ويرفض قرارات "الشرعية الدولية" حول حل سياسي، وأعرب الكاتب عن شكه بهذا النظام الدولي الذي يضع عملية السلام بين يدي روسيا وإيران، هاتان الدولتان اللتان احتلتا سورية من دون أي قرار دولي، أو غطاء قانوني، مبرزا أنه تحول بموقفه هذا، إلى نظامٍ ينصاع لمارقين يُخضعون بالعنف شعباً، يُنكرون حقه في تقرير مصيره بنفسه، وشدد الكاتب على أن ما يجري في سورية إنذار لعالمٍ ينهار نظامه لحظة مواجهته أنماطاً غير مسبوقة من المخاطر، مبرزا أنه بدل أن يطوّر آليات ومعايير لمواجهتها، يغرق بسرعة في فوضى شاملة، ولا ناظم لها، لن توفر دولة من دوله، أو مجتمعاً من مجتمعاته.
• نطالع في صحيفة المستقبل اللبنانية مقالا لخيرالله خيرالله بعنوان "بوتين والشراكة مع «جيش بشار»"، الكاتب اعتبر أن أغرب تصريح صدر عن الرئيس فلاديمير بوتين، بعد إسقاط تركيا القاذفة الروسية، هو ذلك الذي يؤكد فيه أن "جيش بشّار الأسد" شريك في الحرب على "داعش"، مرجحا أن التفسير الوحيد لمثل هذا الكلام، الذي يعكس رغبة في الهرب من الواقع، هو إصرار الرئيس الروسي في التصعيد مع تركيا في ظل حاجته الداخلية إلى ذلك، وأشار الكاتب إلى أنه يُفترض بالرئيس الروسي أن يستعيد شيئا فشيئا هدوءه، خصوصا أنّه يعرف قبل غيره أن النظام السوري سقط وأنّ بشّار الأسد صار جزءا من الماضي، وبعد أن رأى بأنه يمكن الاستعانة بـ"الجيش العربي السوري" في الحرب على "داعش"، بعد سقوط النظام السوري وطيّ صفحته نهائيا، أوضح الكاتب أنه سيكون في الإمكان عندئذ التعاطي مع جيش تابع لدولة تحترم نفسها وليس مع جيش في خدمة نظام امتهن الإبتزاز وممارسة الإرهاب منذ اليوم الأوّل لوصول حافظ الأسد إلى السلطة واحتكاره لها في العام 1970، مشددا على أنه قبل سقوط هذا النظام رسميا وخروج بشّار الأسد من دمشق، لا مجال لمشاركة "جيش الأسد" في أيّ حرب من أيّ نوع كان في أيّ شكل من أشكال الإرهاب.
• تطرقت الدستور الأردنية، في مقال بعنوان "الإخوة في النصرة"، لدلالة توقيت صفقة تبادل الأسرى والسجناء بين لبنان وجبهة النصرة، فقالت إنها تتزامن مع الجهود الرامية لتصنيف المنظمات والفصائل السورية المسلحة، حيث يقوم الأردن بجهد محوري في هذا المجال، وحيث ينعقد الرهان على إمكانية تحييد جبهة النصرة وإخراجها من القوائم السوداء المعتمدة عند البعض، ورأت الصحيفة أن هذه المهمة تستحق أن يبذل من أجلها الكثير من الاهتمام والمال والجهد، طالما أن النصرة هي التهديد الأكبر للنظام، وفي مناطقه وبيئته الأكثر حساسية، وطالما أنها كانت وقد تظل حتى إشعار آخر، العمود الفقري للعمل العسكري المعارض للنظام في سوريا.