لماذا تتنازل الأمهات السوريات عن حضانة أطفالهن.؟ معاناة صامتة في ظل الحرب والنزوح
لماذا تتنازل الأمهات السوريات عن حضانة أطفالهن.؟ معاناة صامتة في ظل الحرب والنزوح
● تقارير إنسانية ١٢ أبريل ٢٠٢٥

لماذا تتنازل الأمهات السوريات عن حضانة أطفالهن.؟ معاناة صامتة في ظل الحرب والنزوح

على مدى سنوات الحرب، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة مؤلمة لأطفال سوريين يتعرضون للعنف من أحد الأبوين أو من أسرهم، ما أثار موجات من الغضب الشعبي. وفي كثير من تلك الحالات، يتبين لاحقاً أن الأم مطلّقة ومُبعدة عن أبنائها، بعد أن اضطرت للتنازل عن حضانتهم قسرًا.

الطلاق والضغوط الاقتصادية.. أرقام مقلقة
تشير تقارير ودراسات اجتماعية إلى أن معدلات الطلاق في سوريا شهدت تصاعدًا لافتًا خلال السنوات الأخيرة. وبحسب بيانات نشرها موقع "داتا بانداز"، حلت سوريا في المرتبة السابعة عربياً في معدلات الطلاق لعام 2024، حيث تقابل كل 29 ألف حالة زواج نحو 11 ألف حالة طلاق، وذلك في ظل التدهور المعيشي والأمني المستمر.

أمهات تحت الضغط: التنازل عن الحضانة خيارٌ لا بديل له
أجبرت ظروف الحرب الكثير من النساء على التنازل عن حضانة أطفالهن، نتيجة لعدة عوامل أبرزها غياب الاستقلال المالي. فقد بيّنت شهادات لعدد من الأمهات أن النفقة التي يحصلن عليها من أزواجهن السابقين لا تكفي لتغطية احتياجات الأطفال الأساسية، ما يدفعهن إلى التخلي عن حضانتهم تجنبًا لصراعات قانونية مرهقة، ولعدم رغبتهن بالدخول في نزاعات جديدة مع الطليق.

النزوح وتقلص المساحة الاجتماعية
أدى النزوح القسري إلى خنق الخصوصية، حيث لجأت مئات آلاف العائلات إلى المخيمات والمناطق العشوائية. وفي هذه البيئات المزدحمة، تُفرض على النساء المطلقات قيود اجتماعية مضاعفة. تقول إحداهن: "الناس يراقبون كل تصرف تقوم به المرأة المطلقة، وتُحمّل المسؤولية حتى عن أنفاسها".

وفي كثير من الحالات، اضطرت الأمهات إلى مغادرة منازل أزواجهن دون إمكانية اصطحاب أطفالهن، بسبب ضيق المساحة في بيوت أهلهن، أو لأن عائلتهن لا تستطيع تحمل أعباء إضافية وسط واقع اقتصادي متدهور. وتشير إحصائيات صادرة عن فريق "منسقو استجابة سوريا" إلى أن أكثر من 91% من العائلات في شمال غربي البلاد تعيش تحت خط الفقر.

الطلاق مقابل التنازل عن الأطفال
كشفت بعض النساء أن أزواجهن وضعوا شرط التنازل عن الحضانة لاستكمال إجراءات الطلاق، وهو ما قبلنه مضطرات هربًا من زيجات منهكة ومسيئة. كما تخشى العديد من الأمهات من تعرض أطفالهن لمكروه وهم تحت رعايتهن، الأمر الذي قد يعرضهن للوم اجتماعي واتهامات بالإهمال، حتى في حال لم يكن لهن يد فيما جرى.

فرص الزواج مجددًا.. واقع مُر
تؤكد تجارب نساء مطلقات أن فرصهن في الزواج مجددًا تتضاءل في حال احتفظن بحضانة أطفالهن، إذ ترفض كثير من العائلات تزويج أبنائها لنساء لديهن أبناء، رغم وجود استثناءات عديدة لرجل احتضن أبناء زوجته وأحبهم كأبنائه. لكن تبقى بعض الحالات المؤلمة حاضرة، حيث تعرض أطفال للإساءة من زوج الأم، ما دفعها لإعادتهم إلى والدهم أو عائلتها، خوفًا على سلامتهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ