تقرير شام الاقتصادي 17-08-2020
شهدت الليرة السورية، اليوم الإثنين 17 آب/ أغسطس تحسن بصورة محدودة، مقابل الدولار واليورو، فيما تبقي الليرة السورية، على تذبذبها الملحوظ في أسعار الصرف في عموم المحافظات السورية، وفقاً لما رصدته شبكة "شام" الإخبارية، نقلاً عن مواقع ومصادر اقتصادية.
وتراجع سعر صرف الدولار في العاصمة دمشق ارتفاع بوسطي 25 ليرة، مسجلاً ما بين 2025 ليرة شراء، و 2050 ليرة مبيعاً، فيما تراجع الدولار في حلب 40 ليرة، مسجلاً ما بين 2030 ليرة شراء، و 2060 ليرة مبيع، وفقاً لما أورده موقع "اقتصاد".
وفي دمشق تراجع اليورو، 40 ليرة، مسجلاً ما بين 2400 ليرة شراء، و 2460 ليرة مبيع، أما في درعا، تراجع الدولار 60 ليرة، ليصبح ما بين 1970 ليرة شراء، و 2015 ليرة مبيع.
وفي الشمال السوري المحرر تراجع الدولار في إدلب بقيمة 55 ليرة، مسجلاً، ما بين 1940 ليرة شراء، و1960 ليرة مبيع، وسجلت التركية ما بين 260 ليرة سورية شراء، و270 ليرة سورية مبيع، بحسب موقع "اقتصاد"، المحلي.
وفي ريف حلب الشمالي، سجل الدولار ما بين 1945 ليرة شراء، و1965 ليرة مبيع، وفي تل أبيض بريف الرقة مسجل ما بين 1900 ليرة شراء، و1950 ليرة مبيع، فيما تراوحت التركية ما بين 255 ليرة سورية شراء، و260 ليرة سورية مبيع.
ويشكل هذا الانهيار الاقتصادي المتجدد الذي يتفاقم عوائق جديدة تضاف إلى مصاعب الحياة اليومية والمعيشية للسكان في الشمال السوري لا سيّما النازحين مع انخفاض قيمة العملة المنهارة وسط انعدام لفرص العمل، وغياب القدرة الشرائية عن معظم السكان، حيث حافظت الأسعار على ارتفاعها خلال الأيام الماضية.
بالمقابل أبقى المصرف المركزي على ثبات نشراته للمصارف والبنوك الخاصة، والتدخل لسعر 1250 ليرة للدولار الواحد، و1414 ليرة لليورو، بالإضافة لـ 1250 ليرة لسعر الحوالات الخارجية واستيراد المواد الأساسية.
ورفعت جمعية الصاغة التابعة للنظام حيث سجل الغرام سعراً قدره 106 ألف ليرة سورية للغرام عيار 21 قيراط، بينما سجلت الأونصة الذهبية السورية سعراً قدره 3 مليون و691 ألف ليرة سورية وذلك وفقاً لسعرها العالمي البالغ 1944 دولاراً.
ووفق تسعيرة جمعية الصاغة التابعة للنظام لأسعار الذهب في سورية، فقد بلغ سعر غرام الذهب عيار 21 قيراط 103 ألف ليرة سورية و سعر غرام الذهب عيار 18 قيراط عند 90 ألف و 857 ليرة سورية.
أما في أسعار الليرات الذهبية، حافظت على سعرها الليرة الذهبية السورية 833 ألف والليرة عيار 22 972 ألف، والليرة عيار 21 قيراط 843 ألف والليرة الرشادية 735 ألف وبلغ سعر غرام الفضة الخام 9 آلاف ليرة سورية.
وتخضع جمعية الصاغة في دمشق، لسيطرة نظام الأسد. وهي المسؤولة عن إدارة قطاع الصاغة في البلاد، وتحديد أسعار البيع والشراء، المحلية، لكن معظم بائعي الذهب لم يعودوا يتقيّدون بالتسعيرة الرسمية الصادرة عن الجمعية، لقناعتهم بعدم عدالة أسعارها، التي قد تتسبب بخسائر فادحة لهم.
وقالت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام إن إجمالي الدين العام الداخلي في سوريا، بلغ 645 مليار ليرة سورية، ما يساوي أكثر من 500 مليون دولار، منذ بداية العام الجاري، وقد يرتبط هذا الإعلان بنية النظام زيادة الضرائب والرسوم التي يفرضها على المواطنين من أجل سداد ديونه الداخلية المعلنة.
وترى مصادر اقتصادية بأن كشف النظام عن حجم الدين الداخلي يعد تمهيداً لدفع مصرفه المركزي لطبع مزيد من العملات عديمة القيمة وهذا ما سيزيد من فقدان الليرة السورية، قيمتها وعليه يزداد التضخم وترتفع أسعار السلع بشكل مضاعف، حيث يشكل الدين المعلن خطراً كبيراً على الاقتصاد المتهالك حيث سيتم دفع أقساط الديون من ميزانية الدولة السنوية مما يعنى بشكل تلقائي التقليص من حجم الإنفاق العام على كامل القطاعات الذي يتجاهلها النظام، في الأصل، ما يرجح بأن البلاد أمام مرحلة جديدة من الانهيار الاقتصادي.
وصرح الاقتصاد محمد الجلالي، بأن أسعار مواد البناء ارتفعت بنسبة 100 بالمئة، مع تقلب أسعار الصرف منذ 3 أشهر تقريباً، للصحيفة ذاتها بأن المنتجين اتجهوا للتكيف مع تكاليف الإنتاج الجديدة، كما أنهم استمروا برفع أسعار مواد البناء، وقد يرتبط هذا الارتفاع بالمناقصات التي يسعى إليها النظام في تصدير مواد البناء لإصلاح الأضرار الناتجة عن انفجار مرفأ بيروت في لبنان.
بينما يشهد القطاع الاقتصادي في مناطق سيطرة النظام حالة تدهور متواصل تزامناً مع انعدام الخدمات العامة وسط تجاهل نظام الأسد المنشغل في تمويل العمليات العسكرية، واستغلال الحديث عن فايروس "كورونا" بزعمه أنّ الأزمات الاقتصادية الخانقة ناتجة عن العقوبات الاقتصادية المفروضة على نظامه المجرم.
هذا ولا ينعكس "التحسن النسبي" بسعر صرف الليرة السورية المنهارة على الأوضاع الاقتصادية وأسعار السلع الغذائية الأساسية، فيما أشارت مصادر اقتصادية إلى أنّ التحسن في الصرف يكون ضمن فترة مؤقتة لأسباب متعددة مع استمرار حالة التذبذب في الأسعار التي تطرأ على صرف الليرة السورية المتهالكة.