تقرير شام الاقتصادي 01-10-2023
شهدت الليرة السورية خلال تداولات اليوم الأحد، حالة من الاستقرار النسبي، في ظل استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية وتردي الخدمات وغلاء الأسعار المتصاعد، وخفض النظام قيمة الليرة السورية رغم حالة الاستقرار في السوق السوداء.
وفي التفاصيل، سجلت الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في العاصمة السورية دمشق سعر للشراء 13300، وسعر 13375 للمبيع، وسجلت مقابل اليورو سعر 14059 للشراء، 14143 للمبيع.
ووصل في محافظة حلب شمالي سوريا، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 13350 للشراء، و13450 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 14112 للشراء، و 14223 للمبيع.
وفي شمال غربي سوريا، بلغ سعر الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في محافظة إدلب، سعر 13750 للشراء، و 13850 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 14535 للشراء، 14646 للمبيع.
وحددت الجمعية الحرفية للصاغة وصنع المجوهرات والأحجار الكريمة التابعة نظام الأسد سعر الغرام من عيار 21 قيراط سعر 695000 ألف ليرة سورية.
فيما سجل سعر غرام عيار 18 مبلغ 595714 ألف ليرة، والأونصة بسعر 26 مليون و200 ألف ليرة، والليرة الذهبية بسعر 6 ملايين و115 ألف ليرة.
في حين حدد مصرف النظام المركزي سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي للحوالات والصرافة بـ 11500 ليرة للدولار الواحد، وتم تحديد سعر صرف الليرة السورية مقابل اليورو بـ 12157.80 ليرة سورية لليورو الواحد.
وجاء ذلك وفقاً لنشرة الحوالات والصرافة الصادرة اليوم الأحد عن المركزي وقدر موقع "صوت العاصمة"، بأن قيمة الليرة انهارت بنسبة 35% وفق النشرة الرسمية ورجح تجار وعاملين في قطاع الصرافة انخفاض قيمة الليرة أمام العملات في السوق السوداء بعد رفع المركزي لأسعار الصرف.
وكان المركزي حدد في 26 من شهر أيلول الماضي سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي للحوالات والصرافة بـ 11200 ليرة للدولار الواحد ومقابل اليورو بـ 11860.80 ليرة سورية لليورو الواحد.
وتشير تقديرات بأن قرارات المركزي، برفع سعر صرف الليرة والتي انتهجها تسببت برفع جنوني بالأسعار، بالتزامن مع اختفاء الكثير من المواد بالأسواق نتيجة الاحتكار، وبحسب الدراسات الأخيرة، فإن الأسعار ارتفعت منذ بداية العام بنسبة تجاوزت 350 بالمئة.
وأصدر مصرف النظام المركزي، بيانا قال فيه إنه "من خلال المراجعات اليومية التي يقوم بها مصرف سورية المركزي لنشرات أسعار الصرف، أصدر اليوم تعديلًا بزيادة سعر صرف نشرة السوق الرسمية التي تستخدم لعمليات القطاع العام، تقييم بيانات المصارف، بدل الخدمة الالزامية.
وغيرها من الاستخدامات، لتقارب نشرة الحوالات والصرافة، بهدف تخفيف الفجوة السعرية بين نشرات أسعار الصرف، وزعم مصرف النظام المركزي بإجراء هذه المراجعات اليومية وتعديل أسعار الصرف كلما اقتضى ذلك.
بالمقابل حذّر برنامج الغذاء العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، من حدوث "حلقة هلاك" إنسانية في النقاط الساخنة في عدة دول من بينها سوريا التي فقد فيها 2.5 مليون شخص شريان حياتهم للحصول على المساعدات الحيوية.
في حين أقرت اللجنة المركزية للحوافز والعلاوات التشجيعية والمكافآت نظام التحفيز الوظيفي للعاملين في عدد من الجهات التابعة لوزارة الصناعة في حكومة نظام الأسد.
ولجأ صناعيون سوريون لتصريف بضائعهم في السوق الخارجية وتحديداً أسواق العراق والخليج العربي ولبنان لعدم إمكانية بيعها في السوق المحلية نتيجة لضعف القدرة الشرائية للمواطنين.
وأكد الخبير التنموي "أحمد سليمان"، أنّ مشاكل التصدير عامة بينما فوائده خاصة وتذهب لجيوب التجار فقط ومردودها على المزارعين والمنتجين ضعيفة جداً.
ودفع التضخم الاقتصادي في سوريا بالعديد من العمال والموظفين لزيادة ساعات عملهم والبحث عن أعمال إضافية تساعدهم في تحقيق مردود مالي يكفي لسد احتياجاتهم الأساسية.
واشتكى سوريون من اضطرارهم إلى العمل ما لا يقل عن 16 ساعة يومياً نتيجة الظروف المعيشية الصعبة في سوريا وسط ارتفاع الأسعار لمستويات غير مسبوقة وتدني الرواتب.
وقال الخبير الاقتصادي إن معظم الموظفين يعتمدون على الوظيفة الإضافية لتأمين احتياجاتهم المادية ويعتبرون أن العمل الإضافي هو الخيار الأمثل لزيادة الدخل، بحسب موقع عكس السير المحلي.
وأشار الخبير الاقتصادي "علاء الأصفري"، إلى أن الفرد في سوريا يحتاج أن يعمل في عملين أو ثلاثة لسد الحد الأدنى من احتياجاته نتيجة التضخم الاقتصادي الحاصل.
ولفت إلى أن الأسرة السورية تحتاج من مليونين إلى 2.5 مليون شهرياً لسد احتياجاتها الأساسية، هذا في حال كان البيت ملك لصاحبه.
وارتفع الحد الأدنى لتكاليف المعيشة على مؤشر قاسيون إلى 6 ملايين و500 ألف ليرة سورية بالاعتماد على تكاليف سلة الغذاء الضروري بناءً على حاجة الفرد اليومية إلى حوالي 2400 حريرة من المصادر الغذائية المتنوعة.
وبنظرة إلى الأسعار في سوق الهال نجد أسعار زيتون المائدة تتراوح بين 10 و12 ألف ليرة سورية وذلك بحسب النوع وحجم الحبة ومكان الإنتاج، أما لدى المزارعين أنفسهم فالحال مختلف، حيث لا يعتمد المزارع على تسعيرة سوق الهال، وتكون عملية البيع أهلية بينه وبين محيطه وعلى حسب الاتفاق.
وحسب "عبير جوهرة"، مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، فإن المزارع في الغالب لا يقوم بتسويق محصوله، بل يأخذه لتجار سوق الهال وهم الذين يقومون بتسعيره، ولذلك فإن التسعيرة المعتمدة في السوق واحدة وهي الآن كما تقول جوهرة لا تتجاوز العشرة آلاف ليرة للكيلو غرام الواحد.
وذكرت أن التقديرات الأولية لوزارة الزراعة لإنتاج الزيتون لنهاية شهر آب من العام الحالي 2023 والتي وصلت إلى حوالي 711 ألف طن زيتون كامل، يؤخذ منه نسبة 20% لزيتون المائدة الأخضر والأسود، أما الجزء الأكبر الباقي أي 80% فيتجه للعصر لإنتاج زيت الزيتون.
وسجلت أسعار الدخان المهرب في دمشق أرقاماً خيالية خلال الأيام الماضية حيث وصل ثمن بعض الأصناف لـ 70 ألف للعبوة الواحدة، على الرغم من ثبات سعر الصرف في السوق السوداء.
ويتراوح سعر عبوة مالبورو بين 30 – 40 ألف حسب النوع، فالأحمر ذو العلبة الورقية سعره 30 ألف بينما ذو العلبة الكرتونية يصل لـ 36 ألف، أما الأصناف الأخرى مثل الذهبي والأسود والأبيض، فسعرها يصل لـ 40 ألف، وهناك زبائن يدخنون يومياً عبوتين.
وأضاف، هناك أصناف أخرى تعد متوسطة السعر بين الماركات الفاخرة، فمثلا سعر "وينستون أحمر دبي"، الذي يأتي بعلبة كرتونية حمراء يصل سعرها لـ 34 ألف، والنوع الأزرق منه يصل لـ 36 ألفاً، بينما صنف "لوكي"، سعره بين 36-40 ألف حسب نوعية العبوة ولونها.
فيما وصلت أسعار مضخات المياه الجديدة في دمشق وريفها إلى أكثر من مليون و500 ألف ليرة سورية، وتراوح سعر المستعمل منها بين 500 و600 ألف ليرة، تزامناً مع ازدياد الطلب عليها نتيجة للسرقات المتكررة ولحاجة سكان الطوابق العليا لاستجرار المياه.
وتشير تقديرات إلى ارتفاع متوسط تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكوّنة من 5 أفراد، إلى أكثر من 10 ملايين ليرة، كما بلغت نسبة الزيادة بسعر الصرف الرسمي للدولار مقابل الليرة 234,99% منذ مطلع العام وحتى بداية شهر آب، كما تقدّر نسبة زيادات الأسعار منذ بداية العام بـ 350 بالمئة.
وتجدر الإشارة إلى أن حالة من الارتباك والشلل ضربت الأسواق السورية في مناطق سيطرة النظام عقب القرارات التي أصدرها الأخير وتضمنت زيادات على أسعار البنزين والمازوت والغاز السائل والفيول، ورغم التمهيد الحكومي لها، إلا أنها أحدثت صدمة كبيرة وسط فوضى أسعار غير مسبوقة شملت مختلف أنواع السلع والخدمات.