تعمل المؤسسات المدنية في محافظة درعا، على إعادة الحياة المدنية لسابق عهدها مستغلة حالة الهدوء في المنطقة وتوقف القصف، لإعادة بناء المؤسسات المدنية وتلبية متطلبات المدنيين في المناطق المحررة من مختلف النواحي المدنية، منها السجل المدني والذي مُثّل في مركز التوثيق والأحوال المدنية المشكل قبل عامين، حيث يدير المركز محامون وموظفون منشقون عن نظام الأسد.
المحامي "أكرم العمري" رئيس مركز التوثيق والأحوال المدنية في المنطقة الشرقية بدرعا قال في حديث لشبكة "شام" إن المكتب الذي يتبع لمديرية الأحوال المدنية في درعا والقنيطرة في الحكومة السورية المؤقتة، بدأ اليوم بتسليم البطاقات الأسرية للمدنيين في ريف درعا، بهدف تعويض المواطنين عن خدمات أمانات السجل المدني التابعة للنظام.
وأضاف العمري أن إصدار البطاقات الأسرية كانت حاجة وهاجس للمدنيين لأهميتها، حيث تم البدء بتنظيم البطاقة بعد إقرار النموذج من قبل الحكومة المؤقتة ووصلت لمرحلة البدء بتسليمها، إذ تصدر البطاقات بصفة رسمية لتكون بديلة عن البطاقات الأسرية التي كان يصدرها النظام وتستخدم ضمن المناطق المحررة والخارجة عن سيطرته، وشدد على أن إقبال المدنيين للحصول على البطاقة كبيرا.
وبين العمري أن إصدار النموذج للبطاقة الأسرية جاء وفق أحكام قانون الأحوال المدنية السوري النافذ، ويحتوي على كافة البيانات الضرورية التي تخدم ويحتاجها المواطن.
وأشار العمري لـ شام أن المركز يقوم بإصدار جميع الوثائق المتعلقة بالواقعات الطارئة على مسألة الأحوال المدنية للمواطن كالزواج والطلاق والولادة والوفاة، كما يقوم بمنح وثائق لفاقدي الثبوتيات في المناطق المحررة، كان آخر ما قام به المركز توزيع البطاقات الأسرية.
واجه المدنيون والأسر السورية في غالبية المناطق المحررة الخارجة عن سيطرة نظام الأسد مشكلة كبيرة في فقدان وضياع الوثائق والسجلات التابعة للأحوال المدنية، كان لزاماً على المؤسسات المدنية الفاعلة في المحرر العمل على حفظ الوثائق الموجودة وإعادة تسجيل العائلات والأطفال حديثي الولادة وإصدار بطاقات خاصة بهم.
دمشق وريفها::
تعرضت بلدات حوش الضواهرة وبيت نايم وعين ترما وحي جوبر شرق العاصمة دمشق لقصف مدفعي وبقذائف الهاون من قبل قوات الأسد ما أدى لسقوط شهيد وجرحى في صفوف المدنيين، في حين قامت طائرة بدون طيار باستهداف حي جوبر بقنابل متفجرة ما أدى لسقوط شهيدين وجرحى.
معارك عنيفة بالريف الغربي على جبهة تلال بردعيا شمال بلدة مزرعة بيت جن، حيث يتصدى الثوار لمحاولة قوات الأسد التقدم في المنطقة، وسط قصف مدفعي وصاروخي عنيف.
حلب::
تمكن عناصر هيئة تحرير الشام وفيلق الشام من التصدي لمحاولات تقدم قوات الأسد والميليشيات المساندة لها على محور "الهنكارات" في منطقة الراشدين الخامسة بالريف الغربي، فيما تعرضت المنطقة لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد.
تمكن الثوار وهيئة تحرير الشام من استعادة السيطرة على قرى حجيرة والرشادية والحويوي بالريف الجنوبي، وتمكنوا من قتل وجرح عدد من العناصر، وأسروا آخر، وتمكنوا أيضا من اغتنام دبابة وسيارة مزودة برشاس 23 بالإضافة إلى ذخائر وأسلحة متنوعة.
حماة::
جرت اشتباكات عنيفة بين الثوار وهيئة تحرير الشام من جهة وقوات الأسد والميليشيات الشيعية من جهة أخرى على جبهة قرية "البليل" بالريف الشرقي، وتعرضت القرية ومحاور الاشتباك لقصف جوي من قبل الطيران الروسي بالقنابل العنقودية.
حمص::
انفجرت سيارة مفخخة في شارع الأهرام بالقرب من دوار النزهة بحي عكرمة بمدينة حمص، ما أدى لسقوط 8 قتلى والعديد من الجرحى، وتبنى تنظيم الدولة العملية.
ديرالزور::
أعلنت قوات الأسد عن تمكنها من السيطرة على قرى الطوطحية والصبخة والعباس والمرعي والشمر واللايج والقطعة وأيضا جبل النسورية الذي يطل على هذه القرى بالريف الجنوبي الشرقي، بعد معارك ضد تنظيم الدولة، وفي المقابل أعلن تنظيم الدولة عن تمكن عناصره من تدمير دبابة وعطب أخرى لقوات الأسد شمال غرب مدينة البوكمال بعد استهداف كل منهما بصاروخ موجه.
نزح قاطنو قرية السيال بيف مدينة البوكمال منها بشكل شبه كامل هربا من المعارك الجارية بين قوات الأسد وتنظيم الدولة.
سقوط شهداء وجرحى جراء قصف مدفعي عنيف من قبل قوات الأسد استهدفت بلدة الشعفة بالريف الشرقي الجنوبي.
تعرضت منطقة معيزيلة ومحطيها شمال شرقي حميمة لغارات جوية وقصف مدفعي عنيف، حيث تحاول قوات الأسد التقدم للسيطرة على المنطقة بعد سيطرتها على وادي صواب المجاور منذ يومين.
شهدت بلدة السيال في ناحية البوكمال بريف دير الزور الشرقي، حركة نزوح هي الأكبر لأهالي البلدة، جراء ماتتعرض له من قصف جوي ومدفعي عنيف من قبل قوات الأسد والميليشيات المساندة والطيران الحربي الروسي.
ناشطون من دير الزور أكدوا أن قرابة 90% من أهالي البلدة نزوحوا منها خلال الأيام الماضية والتي يقطنها قرابة 30 ألف مدني، بعد ان تعرضت لقصف جوي ومدفعي عنيف، وجهتهم باتجاه المعبر النهري بين قريتي العباس والبحرة ومن ثم إلى مدينة هجين، خوفاً من المجازر والقصف الذي يطال المدنيين.
يعيش أكثر من 200 ألف إنسان من المحافظات الشرقية "الرقة، دير الزور، الحسكة" أوضاع إنسانية مأساوية في مخيمات النزوح التي باتت مأوى لهم بعد احتلال مناطقهم من قبل قوات قسد وتنظيم الدولة والأسد، أجبروا على تركم ديارهم قسراً بعمليات تهجير ممنهجة، وبفعل القصف اليومي الذي طال مناطقهم من قبل الطيران والمدفعية، والتضييق الذي مورس بحقهم على الأرض من اعتقالات ومضايقات شتى من قبل كل القوى المسيطرة على مناطقهم.
نقلت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة عن مصدر أمني، أن مفرزة تابعة للتنظيم استهدفت حافلة لقوات الأسد في شارع الأهرام قرب دوار النزهة بمدينة حمص، وأنها خلفت 11 قتيلاً من جيش الأسد.
وكانت تناقلت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد أن عبوة ناسفة انفجرت داخل سرفيس يقل "مدنيين" على خط الدوار الشرقي، بالقرب من دوار النزهة في حي عكرمة، خلفت ثمانية قتلى وعدد من الجرحى.
وتعرضت الأحياء التابعة لنظام الأسد في مدينة حمص إلى عدة تفجيرات العام الماضي، ويتهم مؤيدو النظام، قوات الدفاع الوطني المساندة للنظام في حمص، بالمسؤولية عن الاختراقات والخلل الأمني داخل المدينة، وذلك لتثبيت حواجزهم وعدم إلغائها حيث تدر عليهم أموال كبيرة من خلال الرشاوي والابتزاز.
وجهت هيئة الإذاعة البريطانية BBC عبر برنامج "بانوراما" الاستقصائي الاتهام بشكل مباشر لحركة نور الدين زنكي التابعة للجيش السوري الحر العامل بريف حلب الغربي بالحصول على أموال مخصصة للشرطة الحرة عبر بعض الضباط العاملين في الشرطة الحرة، وذلك في تقرير يحمل اسم Jihadis You Pay For أو "الجهاديون الذين تمنحونهم أموالاً"، يتحدث أن الأموال التي تدفعها وزارة الخارجية البريطانية للشرطة السورية الحرة وصلت إلى أشخاص مرتبطين بـ"جبهة النصرة".
شبكة "شام" تواصلت مع النقيب عبد السلام عبد الرزاق الناطق باسم حركة نور الدين زنكي والذي أكد أن القناة ابتعدت عن المهنية والحيادية في تقريرها، واعتمدت وجهة نظر مغلوطة دون أخذ الرأي الآخر، لافتاً إلى أنها من القنوات العالمية القليلة التي تنقل ما يحدث في سوريا من منظور النظام وهي موجودة في دمشق وتقصدت الإساءة لحركة نور الدين الزنكي باتهامات باطله وغير صحيحة.
وقال النقيب "عبد السلام" إن الحركة بعيدة تماماً عن كافة الأمور التي تتعلق بدعم الشرطة الحرة أو غيرها، رافضاَ وصف الحركة التي نشأت من رحم المظاهرات وتشكلت من أبناء الشمال وضباط وعسكريين منشقين للدفاع عن شعب سوريا بالمتطرفة، لافتاً إلى أن الحركة أو من قاتل الجماعات المتطرفة وأخرجتها من الشمال السوري وقدمت شهداء وجرحى في تلك المعارك.
وأوضح النقيب عبد السلام لـ"شام" أن القناة استندت في تقريرها إلى ذبح مقاتل لواء القدس في حلب منذ عامين، دون الإشارة الى موقف الحركة آنذاك وإصدارها بيان استنكار لذلك ومحاسبة الفاعلين ومقاضاتهم.
وبين النقيب أن القناة بتقريرها أظهرت نفسها كطرف عدو للشعب السوري محاولة وصف ثورته بالإرهابية، وذلك ما يخدم المشروع الإيراني في سوريا.
وكان أكد الرائد "حسين الحسيان" رئيس فرع الإعلام في قيادة الشرطة الحرة بإدلب في حديث لشبكة "شام" الإخبارية أن الدعم البريطاني المقدم للشرطة الحرة في محافظات حلب وإدلب ودرعا قد علق منذ الشهر الماضي ولم يتوقف كما روج عبر وسائل الإعلام، دون معرفة أسباب التعليق.
ونفى الحسيان ما روج عن وصول الدعم المقدم للشرطة الحرة لتنظيمات متطرفة، منوهاً إلى وجود تنظيم مالي حقيقي وفق مكاتب منظمة لديها أوراق وبيانات كاملة لكل الدعم الذي يصلها، وأن الشرطة الحرة شرطة مجتمعية غير مسلحة لا تتدخل في التناحر والتجاذبات الفصائلية، وتقم الخدمات للجميع دون تمييز، وهي ذاتها لم تتغير منذ التأسيس حتى اليوم.
وبين الحسيان أن مؤسسة الشرطة الحرة تستمد قوتها من المجتمع ليس من الداعمين أو الرواتب أو أي جهة أخرى، وهي مسائلة أمام المجتمع الذي تقدم له الخدمات وليس أمام أي جهة أخرى، مؤكداً استمرار الشرطة الحرة في عملها حتى لو توقف الدعم.
وذكر "الحسيان" لـ"شام" أن الشرطة الحرة بدأت عملها منذ منتصف عام 2012 وقدمت خدمات للمدنيين في الجرائم وحوادث السير قبل أن تحصل على أي دعم، يديرها ضباط وشرطة منشقين عن النظام، قاموا بتأسيس مخافر ومراكز للشرطة لحفظ الأمن ومتابعة شؤون المدنيين.
ووصفت شركة "آدم سميث إنترناشيونال" البريطانية لاستشارات إدارة الأعمال، التي تُدير برنامج Access to Justice and Community Security أو "توفير العدالة والأمن المجتمعي" الذي يحظى بتمويلٍ بريطاني ويدعم الشرطة السورية الحرة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا، هذه المزاعم بأنَّها "خاطئة ومُضلِّلة تماماً".
وطالبت شركة آدم سميث إنترناشيونال BBC بتعديل عنوان برنامجها، الذي وُصِف على موقع الهيئة بأنَّه تحقيقٌ في "كيفية وصول بعض الأموال إلى متطرفين، وكيف تدعم إحدى المنظمات التي نموِّلها نظام عدالةٍ وحشي".
تمكن المهندس السوري "أسامة شمة" وبإمكانيات بسيطة من خلال الاعتماد على الجهد الذاتي من تصنيع وسادة هوائية لاستخدامها في عملية انقاذ المدنيين وتزويد فرق الدفاع المدني السوري بها، مما لها من دور كبير في عملية رفع الأنقاض لاسيما في المناطق المغلقة والضيقة، بحسب تقرير مصور لقناة الأورينت.
اعتبرت "الوسادة الهوائية" من أهم الابتكارات السورية في الثورة، وهي عبارة عن كيس قابل للملئ بالهواء المضغوط وقادرة على رفع أوزان ثقيلة كون الوسادة سماكتها قليلة يكون إدخالها تحت الأنقاض سهل جدا ومن ثم ضغطها بالهواء، قادرة على رفع أوازن تقدر بـ 5 - طن وحتى ارتفاع 13 سم، تساهم في رفع الأنقاض لإنقاذ المدنيين بعد القصف.
استمدت فكرتها من الحاجة إليها، وتم انتاجها بأسلوب بسيط من حيث المواد المستخدمة والأدوات وطريقة التصنيع، وحاجزت الوسادة على جائزة mit"" لأفضل 35 اختراع على المستوى الإنساني.
وقال المهندس "أسامة شمة" في لقاء مصور بتقرير بثته قناة "أورينت نيوز" إن "الجائزة ليس كون الوسادة حصلتن على جائزة ضمن أفضل 35 اختراع على المستوى الإنساني، بل تكمن الجائزة عندما يتم إنقاذ إنسان من تحت الأنقاض سواء كان طفل أو امرأة أو شيخ، وهذا أقل مايمكن أن يقدمه للشعب السوري".
يصل سعر مجموعة الوسادة الهوائية الألمانية أو الأمريكية الصنع إلى 5 ألاف دولار بينما يتم انتاجها في الداخل بمبلغ لايتجاوز 500 دولار، وتم تجهيز أكثر من 25 مجموعة وزعت على مراكز الدفاع المدني في الشمال السوري، استطاع الدفاع المدني من خلالها من إنقاذ عدة مدنيين من تحت الأنقاض.
ويسعى أسامة جاهداً لتطوير الوسادة الهوائية لتضاهي بجودتها المنتج الخارجي وتكون عوناً للدفاع المدني في عملية انتشال الضحايا من تحت الأنقاض خاصة مع حملات القصف التي تشنها قوات الأسد وروسيا ضد المدنيين في سوريا.
أكد مدير صحة حمص التابعة لنظام الأسد، اليوم الثلاثاء، إن 8 أشخاص قتلوا كما أصيب 16 آخرين إثر انفجار قنبلة في حافلة بمدينة حمص.
وقالت وسائل إعلام النظام، إن القنبلة انفجرت في حافلة ركاب في حي عكرمة بمدينة حمص الواقعة تحت سيطرة نظام الاسد.
وأوضحت وسائل إعلام النظام أن الانفجار وقع جراء عبوة ناسفة داخل سرفيس يقل "مدنيين" على خط الدوار الشرقي، بالقرب من دوار النزهة في حي عكرمة.
وتعرضت الأحياء التابعة لنظام الاسد في مدينة حمص إلى عدة تفجيرات العام الماضي، ويتهم مؤيدو النظام، قوات الدفاع الوطني المساندة للنظام في حمص، بالمسؤولية عن الاختراقات والخلل الأمني داخل المدينة، وذلك لتثبيت حواجزهم وعدم إلغائها حيث تدر عليهم اموال كبيرة من خلال الرشاوي والابتزاز.
استلم الفتى السوري "محمد الجندي"، البالغ 16 عاماً ، أمس الإثنين، جائزة السلام الدولية للأطفال، والتي تخصص سنوياً منذ عام 2005 لفتيان قصر أثبتوا جدارة في الالتزام بحقوق الأطفال.
ودعا الجندي بعد تسلمه الجائزة التي تبلغ قيمتها 100 ألف يورو، في لاهاي إلى أن ينظر العالم إلى مواطنيه من اللاجئين على أنهم قبل كل شيء "أشخاص طبيعيون".
وقال الفتى، "لا نريد سوى أن يعطينا الناس فرصة لإثبات قدراتنا، وأن يعاملوننا على أننا أشخاص طبيعيون"، متابعاً "أؤكد لكم أننا أشخاص مثلكم ونعيش في العالم ذاته".
وبمساعدة عائلته، تمكن الفتى محمد الجندي من بناء مدرسة تتسع لحوالى 200 طفل لاجئ في أحد المخيمات في لبنان، حيث كان يقوم بتدريس الأطفال الإنكليزية والرياضيات، وهوايته المفضلة التصوير.
وتلقى محمد جائزته من حاملتها السابقة لعام 2013 وحائزة جائزة "نوبل" لعام 2014 الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزاي.
وعلقت ملالا على منح الجائزة للفتى السوري بالقول " إن مستقبل سورية في أيدي هؤلاء الأطفال، ومستقبلهم يبقى مرتبطاً بتعليمهم".
واضاف الفتى السوري الذي يعيش اليوم في السويد مع عائلته، "اقول للأشخاص الذين لا يريدون أن يكون اللاجئون هنا، بأننا لم نرغب في المجيء، إلا أنها الحرب!"، وتابع "ابدأوا بالتعاطي معنا كأشخاص طبيعيين، وليس كلاجئين أو مهاجرين".
وأدت الحرب في سورية إلى مقتل أكثر من 340 ألف شخص منذ اندلاعها في آذار/مارس 2011، وتشريد حوالى عشرة ملايين سوري داخل البلاد وخارجها.
تزداد الصورة تعقيداً لتطور الوضع في محافظة دير الزور شرقي سورية، كلما تقترب نهاية تنظيم الدولة الآخذ بالتلاشي نهائياً، والذي مضى على وجوده فيها أكثر من 3 سنوات، ووزعت مهمة طرد التنظيم من هذه المحافظة، من قبل أميركا وروسيا، القوتين الأكثر فاعلية في القضية السورية، على كل من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، المدعومة أميركياً، والتي تتكفل بالسيطرة على الأراضي الواقعة شرق وشمال نهر الفرات، وقوات النظام والمليشيات الإيرانية المدعومة روسيا، والتي كلفت بالسيطرة على الأراضي الواقعة غرب وجنوب نهر الفرات، إلا أنه يبدو أن التحالفات في المنطقة ما قبل تنظيم الدولة ليست كما بعده، إذ بدأت خارطة التحالفات وتوزيع القوى تتغير بشكل علني، وخاصة مع إعلان قسد سيطرتها على كامل الريف الشرقي من دير الزور، وهو الإعلان الذي خرج للعلن بمشاركة ضابط روسي رفيع المستوى أول أمس الأحد.
ويبدو أن "قسد" استعجلت إعلان سيطرتها على الريف الشرقي وطرد التنظيم منه، في وقت شكك العديد من الناشطين بهذه السيطرة، خلال حديثهم مع "العربي الجديد" مؤكدين أنه لا تزال هناك معارك في القرب من الحدود السورية العراقية إضافة إلى بلدات عدة على الضفة الشرقية للفرات، إذ يتواجد تنظيم الدولة ضمن عدة جيوب.
" وتعيد مصادر معارضة، طلبت عدم الكشف عن هويتها، في حديث مع "العربي الجديد"، الإعلان المبكر لـ"قسد" بحضور نائب قاعدة حميميم، الجنرال ألكسي كيم، والحديث عن استعدادها لتشكيل هيئة أركان وغرفة عمليات مشتركة مع شركائهم لمحاربة التنظيم بهدف "رفع وتيرة التنسيق وإنهاء الحرب بالكامل، إضافة إلى الإشادة بالقيادة العسكرية الاستشارة والتنسيق على الأرض"، لافتة إلى أن "أهمية زيادة هذا الدعم وتأمين الحماية الجوية والتغطية اللازمة، تعود لرغبة قسد في كسب الروس كقوى فاعلة في سورية، خصوصاً أن الروس قد يؤدون دوراً أكبر في ترتيب البيت السوري الداخلي خلال المرحلة المقبلة، عقب القضاء على تنظيم الدولة، وبمباركة أميركية، بحسب ما يبدو واضحاً إلى اليوم".
وبحسب المصادر نفسها، فإنه "يوجد على ما يبدو تفاهمات جديدة في سورية حول أدوار القوى المحلية على الأرض، جزء منها لطمأنة الأتراك المتخوفين بشكل كبير من مسألة تسليح وتوسع سيطرة الأكراد في سورية، والذين يشكلون عصب قوات قسد". وتزايدت مؤشرات هذا التوجه بعد "الاتصال الهاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب، نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذ تم بحث التطورات على الساحة السورية وملف التسليح الأميركي للأكراد"، فيما أعلنت تركيا أنها تلقت وعداً أميركياً في ما يتعلق بوقفه.
وذكّر المصدر بأن "وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، صرح يوم السبت الماضي بأن بلاده بصدد إجراء تغييرات استراتيجية في ما يتعلق بالتعاون مع قسد، وأنه مع دخول القتال ضد تنظيم الدولة مراحله النهائية، فإنه يجب نقل التركيز إلى السيطرة على الأرض وتدريب ودعم قوات شرطة محلية كردية، بدلاً من تقديم أسلحة متقدمة لـقسد"، وهذا مؤشر على بدء تخفيف الدعم الأميركي وربما بداية التنصل من مواصلة دعم واشنطن لـ"قسد"
مصادر معارضة أخرى قالت لـ"العربي الجديد"، إن "هناك احتمالا لوضع حد لطموحات الأكراد في شرق سورية، ضمن صيغة ما من الإدارة غير المركزية، وهذا يتطلب الحد من امتلاكهم للسلاح الثقيل، ومن مصادر التمويل الذاتي كالثروات الباطنية وعلى رأسها النفط والغاز، وضمن هذا الإطار قد يندرج تسليم العديد من النقاط التي تمت السيطرة عليها من قسد للروس، منها منشأة كونيكو للغاز، وحقول النفط الموجودة في أطرافها، بحسب ما أفاد به المتحدث السابق باسم قسد طلال سلو في تصريحاته الأخيرة لـ"الأناضول"، وهذا يجعل الباب مفتوحا في المرحلة المقبلة لتسليم مزيد من النقاط، إلى حين يتم الاتفاق على شكل الحكم القادم في سورية".
وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن "الأميركيين ليسوا مهتمين بحقول النفط، بقدر ما هم مهتمون برسم خارطة سورية والمنطقة للمستقبل، عبر توازنات محلية وإقليمية محددة، وهم بالتالي لا يعلقون كثيراً على أدوات تنفيذ سياساتهم إذا وثقوا من أن هذا الطرف أو ذاك سيقوم بدوره بالشكل المطلوب، وبالطبع تدار هذه العملية بالتوافق مع الروس".
ومع النظر إلى خارطة السيطرة على دير الزور، يتضح اليوم أن النظام ومن يدعمه على الأرض، سيطر على الجانب الجنوبي الغربي من النهر، وهي مناطق مكتظة بالسكان، وفيها أهم 3 مدن ديرية وهي مدن دير الزور والميادين والبوكمال، بالرغم من أن العمليات العسكرية تسببت بتهجير الغالبية العظمى من أهالي المنطقة باتجاه مناطق قسد، بسبب شبه انعدام الثقة بين المجتمع المحلي من جهة، والنظام والإيرانيين من جهة أخرى، وخاصة أن النظام اعتمد في معاركه على المليشيات الطائفية، بكل ما تمارسه من أفعال طائفية منفرة للأهالي، حتى أن معارك البوكمال الأخيرة قادها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وبينما سيطر النظام على أكثر المدن كثافة بالسكان وعلى مساحات صحراوية بدير الزور كانت بيد تنظيم الدولة فإن منافسيه قوات "قسد" سيطروا على الريف الشرقي والشمالي من المحافظة، وهو الأغنى إن كان بالثروات الباطنية أو زراعيا والأقل من حيث عدد السكان، وهذا ما يشكل مشكلة للنظام، الذي يحتاج إلى موارد المناطق الشرقية في سورية كونها تمثل العائد الأهم لخزينة الدولة.
استشهد رجل في الخمسين من العمر في مخيم مبروكة بريف الحسكة، جراء انفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات التابعة للإدارة الذاتية التي تشرف على إدارة المخيم والذي يأوي عشرات الآلاف من المدنيين النازحين من ريف دير الزور.
نقلت شبكة "فرات بوست" في وقت سابق عن مصادر داخل المخيم أن الوحدات الكردية قامت بزراعة الألغام و حفر خندق و تركيب كاميرات مراقبة حول المخيم من أجل منع النازحين من الهرب حسب وصفها.
ويتعرض آلاف النازحين في المخيم لظروف إنسانية مأساوية للغاية بسبب احتجازهم من تلك الميليشيات و انعدام الرعاية الصحية و الطبية و قلة الطعام في المخيم .
وقالت شبكة "فرات بوست" إن إحدى المنظمات التبشيرية المسيحية و تدعى ( كوبا ) تقوم بإعطاء دروس دينية للنازحين في مخيم مبروكة بريف الحسكة الشمالي، أربع مرات في الأسبوع مستخدمة آيات من الانجيل، بالإضافة الى الآيات من القرآن الكريم من أجل التوعية حسب تعبيرهم.
تدعو المنظمة النازحين إلى الانضمام إليها براتب شهري 75 ألف ليرة سورية بشرط الالتزام بمبادئ المنظمة أو الانضمام الى صفوف ميليشيات قسد براتب شهري 200 دولار أمريكي، وفي نهاية الدرس يتم توزيع جوارب للنازحين، كما تم تسجيل انضمام عدد من الشبان النازحين الى صفوف ميليشيات قسد .
اندلعت اشتباكات عنيفة بين الثوار وعناصر قوات الأسد ليلاً، على جبهة الراشدين غربي مدينة حلب، وسط انفجارات وقصف متبادل بين الطرفين بعد محاولة الأخير التقدم في المنطقة، انتهت بخسائرتها عدد من العناصر وتراجعها دون تحقيق أي تقدم.
وقال ناشطون إن قوات الأسد حاولت التقدم على جبهات الراشدين تصدى لها الثوار في فيلق الشام وتمكنوا من إيقاع عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات المتقدمة، وأسر عنصر، كما استهدف الثوار مواقع قوات الأسد في المنطقة.
وعلى جبهات ريف حلب الجنوبي تمكنت عناصر هيئة تحرير الشام من استعادة السيطرة فجراً على قرى الرشادية والحويري والحجارة بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، قتل خلال الاشتباكات عدد من عناصر قوات الأسد، وسط استمرار الاشتباكات في المنطقة.
وتشهد جبهات ريف حلب الجنوبي منذ أكثر من شهر اشتباكات متواصلة ويومية بين عناصر هيئة تحرير الشام وقوات الأسد في محاولة للأخير للتوسع في المنطقة، وسط معارك كر وفر خسرت فيها قوات الأسد العشرات من العناصر.
تعاني الطفلة "روان الناصر" ذات السبع أعوام من بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية المحاصرة، من نقص حاد في التغذية في ظل الحصار المفروض على الغوطة الشرقية ونقص الدواء، تحتاج للخروج من الحصار للعلاج في مشافي تتوفر فيها العناية الطبية اللازمة.
روان ليست الوحيدة التي تواجه الموت بسبب الحصار المفروض على آلاف المدنيين في الغوطة الشرقية، وسط صمت العالم أجمع عما تنتهجه قوات الأسد من تجويع لأبناء الغوطة الشرقية، ومنع دخول المساعدات والمواد الإنسانية والغذائية والطبية.
يقول والد روان عن حالتها بأن ابنته بحاجة للعلاج خارج الغوطة و بحاجة ماسه يومياً للحليب والفيتامينات و هو لا يستطيع أن يأمن لعائلته قوت يومه، ينظر هو و والدتها إلى جسد ابنتهم الهزيل يرتجف وهي تسيء حالتها يوماً بعد يوم ولا يستطيع أن يقدم لها شيء.
سبق ان شهدت الغوطة الشرقية خلال الأشهر الماضية وفاة العديد من الأطفال بسبب سوء التغذية وقلة العناية الطبية، فيما لايزال العشرات من الأطفال مهددين بالموت في حال استمر الحصار ومنع إخراجهم لتلقي العلاج أو إدخال المواد الطبية والغذائية اللازمة لهم.
وتعاني الغوطة الشرقية بشكل عام من تبعات الحصار الذي يفرضه نظام الأسد منذ عدة أعوام، حيث توفي العديد من المدنيين بسبب تعذر علاجهم داخل الغوطة، وخصوصا الجرحى الذين أصيبوا بجراح خطرة ناجمة عن القصف الهمجي الذي يشنه الأسد منذ بدء الثورة السورية.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثَّقت في تقرير لها استشهاد ما لايقل عن 397 مدنياً، بينهم 206 طفلاً، و67 سيدة بسبب الجوع ونقص الدواء تحديداً منذ بداية الحصار على الغوطة الشرقية في تشرين الأول 2012 حتى 22/ تشرين الأول/ 2017، كما نوَّه إلى أنَّ معظم الوفيات حصلت بين الفئات الهشَّة، كالأطفال الرضع، وكبار السن، والمرضى، والجرحى.
وتعيش الغوطة الشرقية للعام الخامس على التوالي حصاراً خانقاً من قبل نظام الأسد لأكثر من 350 ألف مدني، يكابدون الموت جوعاً وقصفاً منذ سنوات على مرأى ومسمع العالم أجمع، والذي لم يحرك ساكناً لتخفيف الحصار عن المدنيين لاذنب لهم إلا أنهم ثاروا على نظام استبد بهم، فكان رد الأسد بسياسة الجوع أو الركوع من خلال الحصار الجائر والذي لم يكسر عزيمتهم خلال خمس سنوات مضت.