
وسط معاناة مريرة لنازحي عقيربات ... تسجيل عدة وفيات بين المدنيين جوعاً وعطشاً
سجل ناشطون في ريف حماة الشرقي، وفاة العديد من المدنيين الهاربين من جحيم الموت في منطقة عقيربات بريف حماة الشرقي، وذلك جراء الجوع والعطش، لما يلاقونه من معاناة مريرة منذ أسابيع عدة خلال محاولتهم الخروج باتجاه المناطق المحررة شمالاً.
وقال ناشطون إن عدد من النازحين من كبار السن والأطفال توفوا بفعل حرارة الطقس والجوع والعطش وانعدام الطبابة في مناطق تجمعهم في منطقة وادي العذيب، حيث تمنعهم قوات الأسد والميليشيات الشيعية من الخروج باتجاه المحرر، كان آخرهم المسن عصري الحميدي من قرية سوحا، والذي توفي اليوم.
وما يزال آلاف المدنيين النازحين ينتظرون أن تسمح لهم قوات الأسد بالعبور إلى ريف إدلب، وسط استمرار معاناتهم وتفاقمها في ظل انعدام مياه الشرب والعام، وحرارة الطقس، والقصف المتواصل من الطيران الحربي والمروحي، ينذر بموت جماعي في ظل اختفاء أصوات من طلب منهم التجمع في هذه المنطقة.
وكانت وصلت عشرات العائلات من المدنيين المحاصرين في منطقة عقيربات إلى ريف إدلب اليوم ويوم الأمس، بعد معاناة مريرة خلال رحلة نزوح شاقة منذ أشهر، وذلك عن طريق مهبين من أبناء المنطقة الفاصلة بين مناطق سيطرة تنظيم الدولة والمناطق المحررة بريفي إدلب وحماة.
ونقل ناشطون من أبناء المنطقة الشرقية أن العشرات من العائلات فقط، هي من استطاعت عبور مناطق سيطرة قوات الأسد التي تفصل بين منطقة الرهجان في المحرر ومنطقة عقيربات الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، عن طريق مهربين قاموا بتأمينهم مقابل مبالغ مالية كبيرة، اقتصرت على النساء والأطفال.
وذكرت المصادر أن العديد من العائلات وصلت إلى مركز استقبال ساعد في معارة الإخوان ٢٥ امرأة و٣١ طفلاً حالتهم الصحية والنفسية سيئة وخصوصا الأطفال الرضع، كما وصل أكثر من 25 امرأة مع أطفالهم للمحرر ويتم نقلهم للقرية السكنة في بلدة كفرومة، حيث تقوم فرق الدفاع المدني بتأمينهم منذ لحظة دخولهم للمناطق المحررة ونقلهم لمخيمات الإيواء، أو لمناطق أخرى لهم فيها أقرباء.
ولاتزال الآلاف من العائلات في منطقة وادي العذيب والمناطق القريبة منه، تعاني الموت جوعاً وعطشاً وقصفاً بصواريخ طائرات الأسد وحلفائه، بعد أن تقطعت بهم السبل لأشهر عدة، لم تنجح كل المناشدات التي اطلقت لتأمين عبورهم إلى المحرر، يتعرضون لأكبر علمية إبادة إنسانية في التاريخ، وسط صمت دولي ومحلي مطبق.