
وسط جدل كبير و انسحاب مكرمين .. "أدونيس" يستلم جائزة السلام و يجدد رفضه للمعارضة "العنيفة" يتجاهل النظام !؟
وسط جدل إعلامي ألماني واسع ونقد شديد وجهه إليه وإلى لجنة التحكيم كُتّاب ألمان ومعارضون سوريون استلم " أدونيس" جائزة ريمارك للسلام في مدينة أوسنابروك ، رغم مواقفه المعارضة للشعب السوري و المساندة للسفاح بحجة اعتمادها على الدين ، و اعترضت الإيطالية جوزيبينا ماريا نيكوليني (ذات الإسهامات تجاه اللاجئين) رئيسة بلدية جزيرة لامبيدوزا رفضت استلام جائزتها إلى جانب أدونيس.، في حين انتقد الكاتب الألماني الإيراني نَفيد كرماني تسليم الجائزة لأدونيس نظراً لـ "تجاهل أدونيس الوحشية التي يتعامل بها نظام دمشق مع شعبه".
وقال أدونيس في تصريحات نقلتها وكالة دي دبليو الألمانية ، أنه " هناك العديد من المجموعات المعارضة، وأنا دعمت المعارضة الداخلية التي وقفت ضد العنف ويقودها هيثم مناع، لقد تعاونت معهم وأبقى إلى جانبهم. أنا كنت وما أزال ضد المعارضة في الخارج، فهي عنيفة وتقوم على نهج السلطة الدينية، وهي تتعاون أيضاً مع الأمريكيين وكذلك مع الأوروبيين. الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون إلى جانب الحرية وتحرر الشعوب ولم تكن يوماً إلى جانب الديمقراطيات، فهي متحالفة مع أسوأ الأنظمة في العالم، مع المملكة العربية السعودية وقطر. هناك أيضاً بعض الدول الأوروبية التي كانت سابقاً استعمارية وإمبريالية وتتصرف نوعاً ما من هذا المنطلق حتى يومنا هذا. إنني كنت وسأبقى ضد هذه المعارضة.”
"لقد انتقدتم خروج المتظاهرين في سوريا من دور العبادة، وأنتم تنادون بفصل الدين عن الدولة، فهل تعتقدون بإمكانية تحقيق مثل هذه الأفكار في الواقع العملي في منطقة من العالم سكانها متدينون؟
وتابع أدونيس ، و هو أحد الأدباء المثيرين للجدل حول تاريخه و أفكاره ،بالقول :"الإسلام هو دين شمولي، إنه يفرض حدودا معينة على الحياة الشخصية والخاصة. أما إذا بقي الإسلام عقيدة شخصية ولا يلزم إلا الفرد بحد ذاته، فلا مانع لدي، أنا من مؤيدي تمتع الفرد بالحرية. لقد كنت وسأبقى ضد الإسلام المؤسساتي الذي يفرض بالقوة على المجتمع بأسره”.
و اعتبر أن الديكتاتورية هي نتيجة لأساس يتمثل بالدين، هو مزج السلطة السياسية بسلطة دينية والأساس يجب أن يتغير ، موضحاً أن حزب البعث الذي حكم سوريا والعراق كان نوعا من الإخوان المسلمين، ولكن باسم آخر.
معتبراً أن الانتقادات التي يتعرض لها ناتجة عن " عادة عربية إجمالا ويمكن تفسيرها كنوع من الحسد والغيرة، وبقايا ثقافة سحرية تبحث دائما عن كبش فداء”. مجدداًتكرار آراءه بالقول :” تغيير نظام ديكتاتوري بنظام ديني ثيوقراطي لا يحل المشكلة، بل على العكس يعقدها. تمنيت من هؤلاء المعترضين أن ألا يخونوا مبادئ أو مفاهيم الثورة الحقيقة، وأن يطالبوا مثلا بعلمنة الدولة والمجتمع وبفصل الدين عن الدولة وتحرير المرأة من الشرع الديني وعدم اللجوء إلى العنف وخصوصا المسلح وأن يطالبوا بعدم التبعية شبه المطلقة إلى أنظمة طاغية كالأنظمة السعودية والقطرية”.