وسط انقسام علوي .. تظاهرات احتجاجية في اللاذقية وطرطوس وقوى الأمن تؤمن حمايتها
خرجت تظاهرات احتجاجية للمئات من الشبان المنتمين للطائفة العلوية في محافظات اللاذقية وطرطوس وحماة، اليوم الثلاثاء، بناء على دعوات وجهتها شخصيات دينية علوية أبرزهم "موفق غزال"، رفعت لافتات تطالب بوقف القتل واللامركزية، اللافت في التظاهرات أن قوى الأمن الداخلي قامت بتأمين حمايتها رغم الشعارات الطائفة التي رفعت في عدد منها.
ووفق مصادر محلية، فإن دعوات أطلقت من قبل شخصيات علوية تقيم خارج سوريا، تدعوا للخروج بتظاهرات وقطع للطرقات والاعتصام وتعطيل عمل المؤسسات، قوبلت هذه الدعوات بأصوات رافضة وأخرى مؤيدة في المكون العلوي، إذ تسعى بعض القوى والأطراف للتجييش الطائفي.
وخرج المئات من الشبان في بعض المواقع بمحافظات طرطوس واللاذقية وريف حماة، وسط بعض التجاوزات والهتافات التي أطلقها المحتجون ضد السلطة الجديدة في سوريا، والتي خلقت حالة من الشحن مع انطلاق تظاهرات مضادة، في حين حافظت قوى الأمن على عملها في ضبط الوضع ومنع أي صدام دون الاعتراض للتظاهرات في مشهد لم يألف السوريون من قبل.
وبرزت على مواقع التواصل الاجتماعي، إشادات من شخصيات سورية بطريقة تعامل وحدات الأمن الداخلي مع التجمعات المدنية التي وُصفت بالسلمية، ولا سيما لجهة عدم التدخل العنيف أو استخدام القوة، وهو ما اعتبره البعض مؤشرًا على تغيّر في أسلوب التعامل مع الاحتجاجات.
وذكر الكاتب "عمر إدلبي"، أن حماية من يمارس حقه في التظاهر السلمي تمثل واجبًا على الدولة ودليلًا على ثقة السلطات بالاستقرار معبرًا عن تطلعه إلى قيام دولة تقوم على “الثورة والحريات ومؤكدًا دعمه لأي مسار يسير في هذا الاتجاه.
ودعا السوريين إلى تجاوز الانقسامات الطائفية والحديث “بصوت وطن واحد لجميع أبنائه، من جهته، علّق "فراس الأتاسي" على المشهد الاحتجاجي بالقول إن ما جرى يُسجَّل كتحوّل لافت، إذ رأى أن السماح بالتظاهر من دون مواجهات أمنية يمثل محطة جديدة مقارنة بما عاشه السوريون خلال سنوات النزاع.
وأعرب عن شعوره بالفخر حيال مشهد التظاهر السلمي وحماية المحتجين، معتبرًا أنه يأتي بعد سنوات طويلة من العنف والاعتقال والانتهاكات التي شهدتها البلاد.
وفي تعليقات أخرى، أشار إلى أن أسلوب انتشار الأمن الداخلي خلال الاحتجاجات يختلف عمّا كان عليه في فترات سابقة، مؤكدين أن هذا التغيير يعكس رغبة محتملة في تخفيف التوتر مع المدنيين واحترام حقهم في التعبير.
وفي السياق ذاته، شدد البعض على أن ما يجري هو نتيجة تراكم سنوات من التضحيات التي قد تكون أسهمت في تعزيز الوعي بقيمة الحريات العامة، مع بقاء تفسيرات متعددة ومتباينة للمشهد.
هذا وتزامن ذلك مع جدل داخل أوساط الطائفة العلوية، بعد دعوات وجهها الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، للخروج في تظاهرات ضد الدولة السورية، حيث اتُّهم باستخدام خطاب تحريضي أثار انقسامًا بين شخصيات دينية واجتماعية داخل الطائفة، لاسيما في ظل استمرار الخلافات حول تمثيل الهيئات والمجالس الدينية.
وتستمر ردود الفعل والتعليقات على ما شهدته الساحة السورية، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التطورات تشكل تحولًا في علاقة المؤسسات الأمنية مع التجمعات المدنية، أم أنها حالة ظرفية مرتبطة بمستجدات محلية واجتماعية.