وزير الإعلام: وحدة سوريا غير خاضعة للنقاش، وهناك من استثمر بحرية الاحتجاج لصالح مصالحه الضيقة
أكد وزير الإعلام حمزة المصطفى أن وحدة سوريا وشعبها تمثّل مسلّمة وطنية راسخة تتجاوز أي نقاش، مشدداً على أن حرية التعبير والاحتجاج التي كفلتها الدولة الجديدة جرى استثمارها من قبل بعض الأطراف بشكل خاطئ، خدمةً لمشاريع تقسيمية طائفية ضيقة لا تمتّ لمصالح السوريين بصلة.
وقال المصطفى في منشور له على منصة “إكس” إن الدولة تنظر إلى حرية التعبير بوصفها مكسباً أخلاقياً وأساساً لبناء الدول الحديثة، إلا أن بعض الجهات حاولت توظيفها لتغليف أجندات خاصة، مؤكداً أن وحدة البلاد أرضية ثابتة لا يمكن المساس بها أو المساومة عليها.
وفي سياق متصل، تقدّم وزير الإعلام بالتعزية لعائلات شهداء قوات الأمن والدفاع الذين ارتقوا أثناء أداء واجبهم في حماية الشعب ووحدة الوطن، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى، ولا سيما الصحفيين الذين تعرّضوا، بحسب تعبيره، لاستهداف ممنهج ومتعمد.
وأوضح المصطفى أن بعض الأطراف سعت، بدافع الوهم أو قلة الوعي، إلى استحضار مشاهد من الثورة السورية وتقليدها في مواقع محددة، في محاولة للتغطية على مشاريع طائفية ضيقة، مؤكداً أن هذه المحاولات باءت بالفشل، ولم تمتّ للثورة بصلة، بل عكست سلوكيات النظام السابق وفلوله في الغدر وقتل السوريين، وتبرير ذلك بذرائع ومظلوميّات متخيّلة.
وأشار وزير الإعلام إلى أن الدولة الجديدة قدّمت ولا تزال مقاربات سياسية متعددة تهدف إلى جمع السوريين وتجاوز انقسامات الماضي، التي استثمر فيها النظام البائد كوسيلة للبقاء في السلطة، لافتاً إلى أن هذه الجهود تطلّبت التعالي على جراح عميقة وإرث ثقيل من المجازر التي ما تزال حاضرة في الذاكرة الوطنية.
وبيّن المصطفى أن هذه المقاربة لاقت صدىً واسعاً وأسهمت في حلّ العديد من القضايا الوطنية، في حين واجهتها أطراف أخرى كشفت التطورات والوثائق ارتباطها بمشاريع خارجية لا تخدم سوريا ولا شعبها، ومنذ ما قبل مرحلة التحرير.
وختم وزير الإعلام تصريحه بالتأكيد على أن الأزمات، رغم قسوتها، تحمل في طيّاتها فرصاً للتمييز بين ما يخدم مصلحة السوريين وما يزول أثره، داعياً إلى رفض كل المشاريع التقسيمية، والاجتماع على كلمة سواء تؤسس لوطن جامع يتّسع لجميع أبنائه دون استثناء.
وتأتي هذه التصريحات عقب يومًا دامياً شهدته مدينة اللاذقية إثر احتجاجات أعقبت دعوات أطلقها رجال دين محسوبون على نظام بشار الأسد للمطالبة بالفيدرالية، حيث أسفرت الاعتداءات التي نفذتها فلول النظام البائد عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 60 آخرين، بينهم مدنيون وعناصر أمن.