وأد فوق الأرض .. جريمة بزعم "غسل العار" تهز منبج وتثير جدلاً حول قضايا "الشرف" ومعالجتها
وأد فوق الأرض .. جريمة بزعم "غسل العار" تهز منبج وتثير جدلاً حول قضايا "الشرف" ومعالجتها
● أخبار سورية ٧ أبريل ٢٠٢٥

وأد فوق الأرض .. جريمة بزعم "غسل العار" تهز منبج وتثير جدلاً حول قضايا "الشرف" ومعالجتها

تعدُّ "جرائم الشرف" واحد من أبرز المشاكل الموجودة في المجتمع السوري نتيجة سيطرة العادات والتقاليد البالية، وتحميل المرأة مسؤولية ما يحصل معها من مكروه، لتظل هذه الظاهرة طافية على السطح دون وجود حلّ يضع حدّ لقاتلي النسوة، الذين يرتكبون جرائمهم لبناتهم وأخواتهم بحرية ودون أدنى خوف من السلطة الحاكمة في المنطقة أو الشريعة الدينية التي يتبعونها.

تعرضتا للاختطاف فتم عقابهما بالموت
وٱخرُ الحوادث كان ضحيتها سيدتين وقعا نتيجة  لما يسمى "جريمة الشرف"، وبحسب ماتم تداوله فإنهما من عشيرة البوبطوش وتحديداً (من بيت الجعدان)، تنحدرُ إحداهما من مدينة منبج والأُخرى كانت تعيش في قرية مران بالريف الشرقي للمدينة. وسبب الحكم عليهما بالقتل من قبل العائلة هو تعرضهما لعملية اختطاف من قبل مجهولين، وذلك بهدف الحصول على الفدية، اعتبرت العائلة مجرد غيابهما وصمة عار.

 وعند عودتهما إلى أهاليهما بعد إفراج الخاطفين عنهما، واحدة قتلها والدها والأخرى شقيقها بحجة "حماية الشرف"، ليثير فعلهما موجة غضب لدى رواد مواقع التواصل الذين طالبوا بمحاسبة الجناة أمام القضاء. لم تكن هاتين السيدتين فقط هن ضحية الجهل والعادات الموروثة الخاطئة، وبحسب دراسات وتقارير سابقة عن هذا الموضوع، فإن منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة كشفت ضمن إحصائية لا تقل عن 185 جريمة قتل في سوريا تحت مسمى "جرائم الشرف" في الفترة بين عامي 2019 و 2022.

العدد الحقيقي لـ جرائم الشرف غير معروف بسبب التستر
وضمن تقرير نشره موقع سوريا على طول، فإن 25 جريمة وقعت بحق نساء في شمال شرق سوريا، منها جرائم قتل بذريعة الشرف، وذلك ضمن النصف الأول من عام 2023، بحسب أرقام صادرة عن منسقية المرأة في الإدارة الذاتية (تجمع للنساء العاملات في الإدارة الذاتية ومنظماتها ومؤسساتها النسوية). ويشار إلى أن الأرقام الحقيقية أكبر من المذكورة لا سيما أن هناك عائلات ترتكبُ جرائم بالنساء بالسر دون الإفصاح لأحد للتستر على الأمر وتجنباً لوصمة العار. إذ أن الأقارب والأصدقاء والجيران يساعدون أيضاً على التكتم على الموضوع كونهم يعيشون في المنطقة ذاتها ونشأوا على نفس العادات التي تتساهل بدماء النساء.

غياب الوعي الديني يساهمُ بازدياد هذه الظاهرة 
وفيما يتعلق بالعوامل المسببة لوجود جرائم الشرف في المجتمع، فإن غياب الوعي الديني والثقافي لدى العائلات ساهم ببقاء هذه الظاهرة بالرغم من قدمها وضرورة تغييرها، إضافة إلى عدم تقبل العائلات لوقوع النساء في مكروه يمسُّ سمعتهم حتى لو لم يكن لهنَّ ذنب، لاسيما أن الشرف بحسب العادات والتقاليد مرتبط بالمرأة.


ناهيك عن غياب الإحساس بالإنسانية لدى الأهالي تجاه بناتهم وتغلُب سلطة التقاليد الموروثة على رابطة الدم والأخوة وغيرها من الصلات العائلية التي يفترض أن تكون قوية. وأضيف إلى قائمة تلك العوامل أسباب أخرى في ظلّ الحرب التي دارت في البلاد لـ 14 عاماً، يأتي الفلتان الأمني في مقدمتها، عدا عن غياب سيادة القانون وحلول التصفيات الفردية بدلاً منه، وساعد على ذلك الانتشار العشوائي للسلاح.

تحاولُ ناشطات نسويات إيجاد حل لهذه الظاهرة من خلال مناقشتها في منصات التواصل الاجتماعي التي تعد حاليا المنبر الأكثر تأثيراً، وتطالبُ بحقوق تلك النسوة ومحاسبة الجناة وعدم الاستهانة بدمائهن، بغض النظر عن سبب الجريمة أو ظروفها، فالبلاد فيها قانون ويجب أن تخضع الأمور للمحاكم وليس المحاسبة الفردية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ