هل قُتل "البغدادي" فعلاً .. وهل ينهي مقتله عودة داعش أم يزيد انتقامها ...؟
هل قُتل "البغدادي" فعلاً .. وهل ينهي مقتله عودة داعش أم يزيد انتقامها ...؟
● أخبار سورية ٢٧ أكتوبر ٢٠١٩

هل قُتل "البغدادي" فعلاً .. وهل ينهي مقتله عودة داعش أم يزيد انتقامها ...؟

بات الحدث الأبرز في العالم اليوم الأحد 27 تشرين الأول من عام 2019، مقتل "أبو بكر البغدادي" أحد أكبر قادة الإرهاب في العالم، والذي أسس دولة الخلافة المزعومة بسوريا والعراق، وتسبب بجرائم عابرة للحدود باسم الدين وإقامة الخلافة، في وقت تتجه الأنظار لبيان رسمي من الولايات المتحدة الأمريكية لتأكيد مقتله بعد فحص عينات الحمض النووي.

ففي وقت متأخر من الليل يوم أمس السبت، نفذت تسع طائرات مروحية أمريكية ترافقها طائرة حربية، عملية إنزال جوي هي الأولى في منطقة باريشا بريف إدلب الشمالي، قالت الولايات المتحدة إنها استهدفت أمير تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي" وتحدثت عن مقتله بعد تفجير نفسه بحزام ناسف، مع ستة أشخاص آخرين، بينهم سيدتين يعتقد أنهن زوجات البغدادي.

ووسط السجال الحاصل عن مقتل أمير داعش، بين مشكك ومؤكد ومتبني، يطرح الموقف تساؤلات كبيرة على مدى تأثير مقتل البغدادي على عودة تنظيم داعش، في ظل تضارب التصريحات الأمريكية مع ماتؤكده مراكز الأبحاث، هو نهاية داعش التي تصر واشنطن منذ فترة على تأكيدها، إلا أن مراكز الدراسات والأبحاث تنفي وتؤكد أن التنظيم يعيد ترتيب صفوفه من جديد وتحذر من خطره.

ويرى متابعون للملف أن واشنطن ولاسيما إدارة الرئيس ترامب، تحتاج لإثبات تصريحاتها وتقاريرها التي تقدمها عن نصرها المؤزر في محاربة وإنهاء تنظيم داعش، فإن قتل البغدادي في هذا التوقيت المتزامن مع انسحاب قواتها من سوريا سيعطي دفعة كبيرة سياسية لترامب ومناصريه، ولهذا بات التشكيك سيد الموقف في صحة مقتل البغدادي.

والبغدادي وفق جل التصريحات الأخيرة عنه، بات رجلاً هزيلاً مريضاَ، غير قادر على إدارة التنظيم، وكان وفق الاستخبارات العراقية يتنقل بين سوريا والعراق عبر أنفاق على الحدود، وأكدت أنه مريض ووصل لحد عدم القدرة على إدارة التنظيم، ولكن في المقابل هناك قيادات كبيرة للتنظيم تدير العناصر المتبقية وتبعث برسائل عن عودة التنظيم وتسعى للظهور من جديد، وبالتالي التقليل من أهمية مقتل البغدادي على استمرار التنظيم، كون البغدادي اليوم يحمل رمزية فقط دون قدرة على القيادة، وسيكون مقتله - وفق محللين - عاملاً جديداً لتصاعد عمليات التنظيم الانتقادية إن صحت رواية مقتله.

ومؤخراً، قال تقرير لـ "معهد واشنطن" لسياسات الشرق الأدنى، إنه على عكس تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن تنظيم الدولة هزم في سوريا، فإنه يعيد بناء قوته باطراد، ويحاول إخراج معتقليه من مراكز الاعتقال، مطالباً إدارة ترامب عدم السماح بظهور التنظيم من جديد، واتخاذ إجراءات عاجلة، مؤكداً أن التنظيم أثبت مرارا أنه صبور، وقادر على العودة، ويختار الفرص لإعادة تأكيد نفسه.

كما حذر تقرير أمريكي أعده معهد "دراسات الحرب" (ISW)، من أن تنظيم "داعش"، "لم يهزم" ويستعد للعودة مجددًا وعلى نحو "أشد خطورة"؛ رغم خسارته للأراضي التي أعلن عليها إقامة ما يسمى "دولة الخلافة" في سوريا والعراق المجاور.

وقال التقرير، الذي حمل عنوان "عودة داعش الثانية: تقييم تمرد داعش المقبل"، المؤلف من 76 صفحة، إن التنظيم اليوم أقوى من سلفه "القاعدة" في العراق في عام 2011 حين بدأ يضعف، ولفت إلى أن تنظيم "القاعدة" في العراق كان لديه ما بين سبعمائة وألف مسلح آنذاك، بينما كان "داعش" لديه ما يصل إلى 30 ألف مسلح في العراق وسوريا في أغسطس/ آب 2018 وفقًا لتقديرات وكالة الاستخبارات العسكرية.

وتوقع التقرير أن التنظيم سوف يستعيد قوته بشكل أسرع بكثير وإلى مستوى أكثر خطورة من القوة الأكبر بكثير التي لا تزال لديه حتى اليوم، لافتاً إلى أن التقليص بطيء الحركة للأراضي التي يسيطر عليها "داعش" واستخدام القوة التي استهلها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، واستأنفها خلفه دونالد ترامب، أعطى الكثير من الوقت للمجموعة للتخطيط والإعداد للمرحلة التالية من الحرب.

ونوه إلى أن التنظيم يحتفظ بشبكة تمويل عالمية مولت عودته مجددًا إلى التمرد، وتمكن من إعادة بناء قدراته الإعلامية الرئيسية، وكذلك الحفاظ على الأسلحة وغيرها من الإمدادات في شبكات الأنفاق ومناطق الدعم الأخرى من أجل تجهيز قوات المتمردين المجددة.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ