
هل ستحول روسيا سوريا لأفغانستان ثانية!!!
أثارت تقارير إعلامية غير مؤكدة، عن وجود عسكري روسي في سورية، مخاوف لدى المعارضة السورية من تحول بلادهم إلى "أفغانستان ثانية".
وكانت تقارير إعلامية، تحدثت الأسبوع الماضي، عن دعم روسي لنظام الأسد، بالجنود والطائرات، وتزامن ذلك مع صور تداولها ناشطون سوريون، على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر ما قالوا عنها إنها طائرات حربية روسية وجنوداً، في سورية، دون تحديد مكانها بالضبط.
وجاءت هذه التقارير والصور، في الوقت الذي تحدث فيه ناشطون، عن إدخال جنود روس إلى معسكرات النظام، وإسكانهم بمنازل في ريف دمشق، ومنطقة الساحل.
وفي تعقيب لها، أعلنت واشنطن على لسان متحدثة باسم البيت الأبيض، الخميس الماضي، أنها تراقب عن كثب تقارير تتحدث عن قيام روسيا بإرسال طواقم عسكرية وطائرات إلى سورية، محذرة من أن دعم نظام الأسد "يزعزع الاستقرار وغير منتج".
أما موسكو، فنفت من جانبها هذه التقارير، وقالت على لسان المتحدثة باسم وزارة خارجيتها، ماريا زاخاروفا، إنه لا صحة لما تتناقله وسائل إعلام غربية، حول تغيير مزعوم في موقف روسيا بشأن الحل المطلوب للقضية السورية.
وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحفي عقدته، الإثنين، إن "روسيا كانت، ولا تزال، وستبقى مع التنفيذ الكامل، وغير المشروط لمبادىء إعلان جنيف-1، المقرة في 30 يونيو/حزيران 2012 بخصوص سورية".
غير أنها أكدت على أن بلادها "لا تنكر ولا تخفي تزويدها حكومة دمشق بالسلاح والعتاد الحربي، لمساعدتها في مكافحة الإرهاب" على حد قولها.
وفي أحدث تصريحاتها قالت زاخاروفا اليوم إن لدى روسيا خبراء عسكريين في سورية، في أول تأكيد رسمي لهذا الأمر بعد أسابيع من تزايد الحديث عن احتمال تزايد الوجود الروسي هناك.
وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية إن الخبراء يقدمون المساعدة فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة الروسية إلى سورية التي تقول موسكو إنها تهدف إلى محاربة الإرهاب.
وفي هذا الصدد، قال ميشيل كيلو، رئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين المعارض، إن "أي تدخل عسكري روسي مباشر في سورية سيحولها إلى قوة احتلال أجنبية أتت لتدعم نظام يقتل شعبه، وعليه فمن واجب الشعب السوري أن يقاوم بكل ما يملك من أدوات ووسائل وأن يطرد جيشها من وطنه".
وأضاف كيلو في حديث مع الأناضول: "نستغرب من أن روسيا لم تتعلم من درس أفغانستان الذي كان أيضاً اعتداء على شعب، وخرجوا منه مهزومين بضربات قاضية، ومن الممكن أن يتكرر ذلك في سورية، وذلك لردع عملية تشبيحية تمارسها دولة عظمى ضد شعب مظلوم كل ذنبه أنه يطالب بالحرية".
وأدان كيلو "الموقف الروسي الداعم للنظام"، مشيراً إلى أن موسكو "لم تقدم الأسلحة لسورية قبل سبع سنوات لاحتمال استخدامها ضد إسرائيل، أما الآن فتقدمها من أجل أن يستخدمها النظام ضد الشعب".
بدوره، نفى الخبير الروسي المختص بالشأن العربي والسوري، فلاديمير أحمدوف، أن يكون هناك أي تدخل روسي عسكري مباشر في سورية.
وقال أحمدوف إن موسكو "تنظر إلى تلك التقارير، على أنها بالونات اختبار للداخل والخارج، وأداة تلويح بوجه الدول الغربية تريد من خلالها القول، إنها قادرة على فعل شيء في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق"
لكنه أوضح أنه بحسب دستور البلاد، لا يمكن لروسيا "إعطاء الأوامر للقوات المسلحة بالقيام بأية عملية عسكرية خارج حدود البلاد دون أخذ موافقة غرفتي البرلمان (الدوما - المجلس الاتحادي)".
ورأى أن "التدخل العسكري خارج حدود روسيا، ولاسيما في المنطقة العربية والإسلامية له تبعات كبيرة"، مشيراً إلى أن بلاده "لا ترغب في التفريط بتاريخ كبير من العلاقات مع العرب والمسلمين، حيث لم يسجل التاريخ قيامها بالعدوان على أي بلد عربي او إسلامي على عكس دول الغرب".
وتابع: "كما أن لروسيا مصالح كبيرة في المنطقة مع الدول الإسلامية وفي مقدمتها العربية".
وأردف: لكن روسيا ستعمل على حماية مصالحها في المنطقة بكل تأكيد، فمركز الدعم والإمداد الموجود في طرطوس السورية هام للغاية، وهو آخر موقع لروسيا في البحر المتوسط، بعد انتهاء تأجير قاعدة قبرص، ولذلك فهي ستواصل تقديم الدعم للحكومة السورية".
ومضى قائلاً: "أنا لا أستبعد، وإن كنت لا أملك معلومات دقيقة، أن تكون تلك القوات الموجودة في سورية، إذا صحت المعلومات، من كازاخستان أو قرغيزستان، اللتان أبدت حكومتيهما استعداداً لإرسال قوات إلى دمشق، على عكس روسيا التي لم تأت على ذكر ذلك".
اقرأ أيضاً: مسؤولون أمريكيون: ثلاث طائرات عسكرية روسية على الأقل هبطت في سورية أحدها لنقل الأفراد