
هل ساهمت "تحرير الشام" في تحديد موقع "البغدادي" وكيف وصلت لموقعه .. "تحليل"
طرح أحد أعضاء فريق التحرير في شبكة "شام" تساؤلاً عن دور "هيئة تحرير الشام" في عملية تحديد موقع "البغدادي" أمير تنظيم داعش، وهل من الممكن أن يكون للهيئة أي دور في كشف مكان وجوده، وماهي الأدلة التي تملكها الهيئة للوصول لرأس تنظيم داعش.
وعاد المحرر في ذاكرته لنفي مدير مكتب العلاقات الإعلامية في "تحرير الشام" المعروف باسم "تقي الدين عمر"، اعتقال الهيئة لمرافق البغدادي "أبو عبد اللطيف الجبوري" في رد غير مباشر على الخبر الذي نشرته صحيفة "جسر" بتاريخ ٦تموز ٢٠١٩، مع صورة مرفقة لمرافق البغدادي، وقالت إنه وقع أسيراً بيد الهيئة بعملية أمنية بريف حلب الغربي.
مرافق البغدادي وهو "خالد نعمة الجبوري"، عراقي الجنسية من محافظة صلاح الدين وينحدر من عشيرة “جبور البونجاد”. واعتقل خلال مداهمة الجهاز الأمني في تحرير الشام لأحدى خلايا تنظيم داعش المتخفية في مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي.
وأكد عمر حينها مقتل الجبوري على يد الجهاز الأمني في “تحرير الشام” دون تقديم أي دليل على مقتله او نشر صورة جثته على غرار ما تفعل دائماً مع قتلى داعش أو اسراهم، وشدد مدير مكتب العلاقات الإعلامية على أن الجبوري كان يشغل منصباً إدارياً في داعش فقط، إلا أن ذات الصحيفة المحلية عادت ونشرت في 17 أيلول 2019، صورة حديثة لمرافق البغدادي الذي من المفترض أنه قتل، وقالت إنه بصحة جيدة في سجون الهيئة.
ونقلت الصحيفة حينها عن مصدرها في "هيئة تحرير الشام" الذي سرب الصورة، أن أبو ماريا القحطاني قد “أعطى الأمان لعدد من قادة داعش إبان معركة الباغوز قبل عدة أشهر، دون الرجوع لقيادة الهيئة”، لافتاً إلى أن “الجهاز الأمني الذي يسيطر عليه القحطاني يُنقّل قادة داعش بين المضافات تحت حراسة مشددة، ويمنعهم من الكشف عن شخصياتهم أو التحدث مع الحراسة بشكل نهائي”.
ونفى العنصر أن يكون الجبوري قد قتل كما ادعى اعلام تحرير الشام، مشيراً الى أنه “يتم ارسال صور هؤلاء الدواعش بشكل دوري للقحطاني الذي يعتبر القائد الفعلي للجهاز الأمني ويسيطر كذلك على المكتبين الإعلامي والإقتصادي”.
واستدل محرر "شام" عن إمكانية وجود صلة بين اعتقال مرافق البغدادي وعدة شخصيات قيادية من داعش في وقت سابق، وبين كشف وتحديد موقع وجود البغدادي، مقدماً احتمالية أن يكون مرافق البغدادي قد سلم للولايات المتحدة الأمريكية أو أي دولة أخرى للتحقيق معه وهو من قاد لتأكيد وجود البغدادي في إدلب وتتبعه.
وكانت وصلت لشبكة "شام" معلومات سابقة لم تنشرها، نظراً لعدم تأكيدها من مصدر رسمي، عن أن الحملة العسكرية الأخيرة والتي كانت الأعنف على منطقة سرمين من قبل هيئة تحرير الشام، كانت تستهدف اعتقال البغدادي بعد وصول معلومات لها عن وجوده في المنطقة، إلا أنه استطاع الفرار حينها، ولم يكن هناك أي تأكيد لـ "شام" حول هذه المعلومات لتنشرها.
وهيئة تحرير الشام فصيل عسكري ينتهج أيدولوجية دينية، مخالفة لتوجه البغدادي، بدأ الخلاف، بعد تأسيس دولة الإسلام في العراق والشام وإعلان البغدادي دمج جبهة النصرة ضمن التشكيل، قبل أن ينفي "أبو محمد الجولاني" في العاشر من نيسان عام 2013، في كلمة صوتية انضمام الجبهة لدولة الإسلام في العراق والشام، لتبدأ المواجهة المباشرة بين الطرفين عسكرياً والتي شهدت حروب كبيرة لسنوات عدة.