
هل تتخلى تحرير الشام عن "اعتصام النيرب" للمقايضة على افتتاح معبر تجاري مع النظام ...؟
تتصاعد حالة الرفض الشعبية والإعلامية لافتتاح هيئة تحرير الشام افتتاح معبر تجاري مع النظام شمال غرب سوريا، رغم كل الحجج والمسوغات التي ساقتها لإقناع المدنيين، في وقت تشير المعلومات لأن الهيئة قد تتخلى عن اعتصام النيرب مقابل افتتاح المعبر.
وتتبنى "هيئة تحرير الشام" عبر ذراعها المدني "الإنقاذ"، الاعتصام في بلدة النيرب على الطريق الدولي "أم 4"، بحجة منع مرور الدوريات الروسية، إلا أن الهيئة أثبتت ما كشفت عنه شبكة "شام" بأن الهدف الغير معلن هو التفاوض والضغط لافتتاح معبر تجاري مع النظام يعود بالربح عليها.
ورغم محاولة القوات التركية لمرتين، إنهاء الاعتصام، لتمكين تسيير الدوريات الروسية التركية المتفق عليها وفق اتفاق وقف النار على الطريق الدولي "أم 4"، إلا أن الهيئة حشدت عناصرها وأمنييها وواجهت تلك المحاولات عسكرياً، خلف قتلى من عناصرها بمواجهة مع القوات التركية قبل أقل من أسبوع.
ومع إصرار "تحرير الشام" على افتتاح معبر تجاري مع النظام بشتى السبل، وسوق الحجج لذلك، في مواجهة الرفض الشعبي للنشطاء حتى الداعمين منهم لاعتصام النيرب، باتت الهيئة أمام مناورة تتطلب منها التخلي عن اعتصام النيرب، مقابل افتتاح معبر تجاري في معارة النعسان، وفق مارجحت مصادر تحدثت لـ "شام".
وقالت المصادر إن الهيئة تفاوض عبر وسطاء، على إنهاء اعتصام النيرب مقابل السماح بافتتاح معبر تجاري مع النظام في منطقة معارة النعسان، واستبقت ذلك بالتفاوض مع النظام على استعادة جثامين الشهداء الذين قضوا في معارك ميزناز ولم تستطع سحبهم الفصائل حينها، في محاولة لتدئة الشارع الرافض.
ويرى متابعون أن الاعتصام بدأ بمطالب محقة وتوافق شعبي، إلا أن تصدر أتباع "هيئة تحرير الشام" وحكومتها "الإنقاذ" الواضح في قيادة الاعتصام وتوجيه أنصارهم للتوجه للطريق الدولي، موضع شك كبير عن ماهية أهداف الهيئة من وراء هذا الفعل وهدفها منه.
ويعتبر هؤلاء أن مطالب الهيئة لاتتوافق مع مطالب الفعاليات الشعبية، فهي ترفع شعار رفض الدوريات الروسية ظاهراً، في وقت تفاوض على نسبتها وحصتها من عائدات الطريق الدولي والمعابر مع النظام، من خلال التهديد بتعطيل الاتفاق والتستر بعباءة الحراك الشعبي الرافض.
وتعتمد "تحرير الشام" على المعابر بين المناطق المحررة والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام بشكل كبير، وتدر لها عائدات مالية كبيرة، ورفضت لمرات كثيرة إغلاقها رغم السلبيات الكبيرة التي خلفتها، قبل أن تسيطر قوات النظام على جل هذه الطرق، في وقت تحافظ الهيئة على سيطرتها على المعبر مع مناطق عفرين والحدود التركية.
وتدرك الهيئة ملياً أن تطبيق أي اتفاق روسي تركي أي كانت إيجابياته للمدنيين في المحرر لن يكون في صالحها كتنظيم، وبالتالي تعمل على تبني حراك المدنيين عبر أذرعها لتحصيل مكاسب لها ولو كلف ذلك عودة التصعيد وسيطرة روسيا على الطريق بسبب هذه التصرفات فهي لاتبالي طالما أنها لن تستفيد من بقائه.