هكذا عرقل "الجعفري" احتفالية النصر في موسكو قبل "تكويعه" وانقلابه على سيده "بشار"
كشف "محمود الحمزة" الأكاديمي والسياسي السوري ورئيس "الجالية السورية الحرة" في روسيا، كواليس الاحتفال بسقوط نظام الأسد في السفارة السورية بموسكو، ودور سفير النظام الساقط "بشار الجعفري" في عرقلة الاحتفالية واستعانته بالشرطة الروسية، ليعاود "الجعفري" إظهار تأييده للثورة وتنظيم فعالية بحضوره ضمن السفارة.
وأوضح الحمزة في تصريح لموقع "الجزيرة نت"، أن أبناء الجالية السورية في موسكو، نظموا إقامة فعالية احتفالية من داخل مقر سفارتهم لدى روسيا، بمناسبة سقوط نظام الأسد، إلا أن سفير النظام "بشار الجعفري" عرقل الاحتفالية وأبلغ الشرطة ووزارة الخارجية الروسية بأن مجموعة من "المخربين" يخططون لاقتحام السفارة بالقوة وتخريب محتوياتها.
وذكرة الحمزة، أن أبناء الجالية تشاوروا مع موظفين في السفارة بخصوص إقامة حفل بمناسبة انتصار الثورة السورية، والذين رحبوا بدورهم بالفكرة وقالوا "السفارة مفتوحة لكم، وهي سفارتكم".
وأضاف أنه "عندما تم تجهيز ما يلزم للاحتفال، قام السفير الجعفري بإبلاغ الأمن الروسي بوجود محاولة لاقتحام السفارة"، مؤكدا أنه تم اكتشاف ذلك من خلال تواجد عناصر الأمن الروسي، كما تواصل معه مسؤول روسي وحذره من محاولة السفير "للإيقاع بمن كان ينوي الحضور من أبناء الجالية إلى مقر السفارة"، وهو ما دفع الجالية لإلغاء الاحتفال الذي كان مقررًا قبل ذلك.
ونفى الحمزة بشدة وجود أي نية سابقة لاقتحام السفارة أو إيذاء أي من العاملين فيها، "بل كان مجرد احتفال بانتصار الشعب السوري" حسب قوله، وأضاف "قام السفير الجعفري بالإعلان عن حفل آخر في السفارة وبدأ يكتب مقالات عن تأييده للثورة، ويتهجم فيها على بشار الأسد، لركوب الموجة الجديدة".
وأوضح المتحدث أن عددا قليلا جدًا حضر الاحتفال الذي دعا إليه الجعفري، وقال "هم بالأساس من المقربين من السفارة نفسها، فضلًا عن مجموعة من الطلبة الذين تم إحضارهم بباصات إلى السفارة"، وفق موقع "الجزيرة نت"
وأضاف رئيس الجالية أنه أبلغ السلطات الروسية أن الجالية السورية تريد أن تلعب دورًا إيجابيا في تحسين العلاقات الروسية السورية، "لأن المشكلة كانت في وجود نظام الأسد الذي انهار، وبالتالي لم تعد هناك مشكلة بين السوريين والروس" حسب وصفه، لافتًا إلى وجود مفاوضات بهذا الخصوص تجري حاليًا بين موسكو ودمشق.
وردا على ذلك، أصدرت السفارة السورية في موسكو بيانًا، أهابت فيه بأبناء الجالية السورية "ضرورة توخي الدقة والحذر من محاولات التحريض والتهييج التي تقوم بها قلة قليلة من أفراد الجالية، بعيدا عن الشعور بأي مسؤولية وطنية في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من تاريخ وطننا الحبيب".
من جهته، افتتح السفير بشار الجعفري اللقاء مع أبناء الجالية السورية بالتشديد على أن "الاحتفال بالتغيير وانتصار إرادة الشعب السوري في إسقاط عهد الظلم وبداية عهد جديد، يدعو للتفاؤل بغد مشرق".
وفيما يبدو ردًا على الاتهامات التي وجهت إليه بإلغاء احتفال الجالية السورية داخل مبنى السفارة، طالب الجعفري أبناء الجالية بضرورة احترام القوانين الروسية والالتزام بها، والتي تشترط الحصول على إذن مسبق من الجهات المختصة لإجراء أي نشاط أو فعالية جماهيرية.
ورغم سقوط نظام الأسد، لا يزال الجعفري، الذي عين في فبراير/شباط 2021 نائبًا لوزير الخارجية، ومن ثم سفيرًا في موسكو في أكتوبر/تشرين الأول 2022، يواصل القيام بمهامه بهذه الصفة حتى اليوم.
وكانت السفارة السورية في موسكو من أوائل السفارات التي سارعت بالتعليق على سقوط النظام في دمشق، وأصدرت بيانًا في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، قالت فيه إن "صفحة جديدة تكتب في تاريخ سوريا، لتدشن عهدًا وميثاقًا وطنيًا يجمع كلمة السوريين، يوحدهم ولا يفرّقهم".
وبعد بيان السفارة بساعات قليلة، صرح الجعفري نفسه أن "فرار رأس هذه المنظومة (بشار الأسد) بهذا الشكل البائس والمهين تحت جنح الظلام، وبعيدًا عن الإحساس بالمسؤولية الوطنية، يؤكد صوابية التغيير والأمل بفجر جديد، وإعادة إعمار الإنسان والحجر، وإصلاح الخراب والدمار الذي لحق بسوريا".
وفي آخر تصريحاته بعد سقوط نظام الأسد، قال الجعفري، إن بلاده في في عهد الأسد كانت بلا نظام، إنما تحكمها "منظومة فساد ومافيا"، داعيا للاحتفال بالتغيير، ودعا "العقلاء والحكماء لتهدئة الشارع وبناء المستقبل بحيث تكون سوريا لكل السوريين"، وشدد على ضرورة "عدم تكرار أخطاء الماضي".
ودافع "الجعفري" عن مواقفه السابقة في دعم نظام القتل والبراميل قائلاً: "في الأمم المتحدة كنت ابتدعت كلمة بلادي ووطني ولم أكن أذكر النظام أو رأسه، لأن بلادنا هي التي تجمعنا، وكان يوجّه لي اللوم من النظام المخلوع على ذلك".
"بشار الجعفري" اسم برز بشكل كبير لأزلام نظام الأسد، من خلال مواقفه وتصريحاته والدور الذي لعبه في شيطنة ومحاربة الحراك الشعبي السوري في المحافل الدولية وأروقة الأمم المتحدة مؤيداً القتل ونافياً استخدام النظام الأسلحة الكيمائية والمحرمة دولياً، وتميز بتصريحاته الاستفزازية التي كانت مليئة بالتضليل والكذب للدفاع عن جرائم النظام لسنوات طويلة.
وعين "الجعفري" مندوب سوريا الدائم في مقر الأمم المتحدة الرئيسي بنيويورك عام 2006، حيث دافع بشراسة عن سياسة النظام في القتل والقمع ونفي كل جرائمه، ثم عين بعد سنوات طويلة من عمله بالأمم المتحدة، سفيرا في موسكو بأكتوبر عام 2022 حتى الوقت الذي سقط فيه نظام الأسد إلى الأبد.